الرغبة والقتال يعطيان الأخضر خطوة إلى المونديال
ولادة نجم: صالح أبو الشامات وأهمية هرم كرة القدم السعودية




الرغبة والقتال يعطيان الأخضر خطوة إلى المونديال
كابوس، وشريط ذكريات أسود مرّ أمامي عندما احتسب الحكم أحمد العلي ركلة الجزاء للمنتخب الإندونيسي بداية المباراة. تذكرت ليلة جاكرتا وخسارة اليابان وتعادل البحرين وفوز أستراليا، تذكرت ما قيل في البرامج التلفزيونية والعناوين الصحفية، تذكرت المطالبات برحيل رئيس اتحاد القدم وتبرئة اللاعبين دائمًا من وسائل إعلامنا. تذكرت جيلي الذي عاش ليالي إحباط أكثر بكثير من ليالي الفرح مع هذا المنتخب السعودي.
كل هذه الذكريات لم تحصل لسبب واحد فقط.
قدم اللاعبون اليوم أنفسهم بشكل مختلف؛ قتال على كل كرة، رغبة عالية من الجميع، شراسة في الثنائيات وتركيز عالٍ، وردة فعل رائعة بعد الهدف المبكر الذي استقبلناه. جاء سيناريو البداية صعبًا جدًّا، ولكن تفوق اللاعبون بتجاوز ذلك. حتى نهاية المباراة لم يستقر سيناريو اللعب ، لكنّ الحضور الذهني للاعبين في أصعب الأوقات ساعدهم على النجاح.

هذه المباراة هي الأفضل لمنتخبنا في هذه التصفيات، كما قال رينارد: «هذه أفضل مباراة خلقنا فيها فرصًا منذ عودتي». وأتفق معه في ذلك. هذه أفضل مباراة بقتال اللاعبين ورغبتهم وشراستهم داخل أرضية الملعب؛ منذ مدة طويلة لم نشهد المنتخب السعودي يلعب بهذا الشكل.
لقد حضرت كل مباريات التصفيات من أعلى الملعب، داخل السعودية في جدة والرياض، وخارجها في اليابان وأستراليا وإندونيسيا والصين والبحرين، لم أرَ المنتخب السعودي خلال تلك التصفيات بهذه القتالية والرغبة العالية من اللاعبين. شراسة اللاعبين كانت عالية جدًّا بدون كرة، يطلب اللاعبون الكرة بدون خوف ويبادرون لأخذها.
لعبنا اليوم تحت ضغط هائل وتشكيك كبير وخوف يسود اللاعبين. سيحقق هذا الفوز للفريق الذي جدّت فيه عناصر شابة خلال الفترة الماضية ثقةً أكبر بالنفس وهدوءًا أكثر داخل أرضية الملعب، وعدم الخوف من الضغط الجماهيري العالي الذي يُمارَس عليهم.
امتلك اللاعبون قدرات فائقة، وفي بطولة دوري روشن نشاهدهم يلعبون بشكل أفضل، إلا أن الضغط الكبير في المنتخب السعودي خلال التصفيات مهول جدًّا من الصعب تحمله إلا بوجود لاعبين شجعان، مثلما حدث اليوم مع صالح أبو الشامات الذي يطلب استلام الكرة، وسالم الدوسري ومصعب الجوير الذين يبحثان عن استلام الكرة. والشخصيات المبادرة داخل الملعب تخفف الضغط على بقية اللاعبين بمثل هذه المباريات الصعبة داخل أرضية الملعب.
تحية لجميع لاعبي الأخضر، الكل كان حاضرًا في الموعد..

ولادة نجم.. صالح أبو الشامات وأهمية هرم كرة القدم السعودية
شهدت الكرة السعودية اليوم ولادة نجم جديد، نجم باسم صالح أبو الشامات. فقد أظهر اللاعب رغبةً كبيرةً لتحقيق الفوز، وبعد استقبالنا الهدف الأول بادر في استلام الكرة وطلبها من زملائه اللاعبين، يتقدم للأمام ويحاول أن يعيد المنتخب للمباراة. وقد نجح في ذلك.
يتمتع اللاعب بشخصية قوية؛ لا يخاف بل يبادر في الملعب وهذه صفة نادرة في لاعبينا. ومع توجيه كثير من الناس اليوم الثناء إلى صالح، علينا هنا أن نستحضر أمرًا مهمًا بهذا الشأن.
تذكِّرنا هذه المباراة بأهمية النظام في كرة القدم السعودية، أهمية الأندية غير الجماهيرية في السعودية. فصالح ما كان ليستطيع اليوم الوصول إلى هذا المكان لو لم يُمنَح فرصةً من نادي الخليج خلال الموسم الماضي، النادي الذي آمن باللاعب ومنحه فرصةً بأكثر من 30 مباراة خلال الموسم الماضي.
نعم تعاقد نادي الأهلي مع اللاعب، ونعم طوَّر يايسله اللاعب، لكن نادي الخليج منح اللاعب منصةً للظهور وفرصةً للتطور. هذا اليوم مهم لتذكر أهمية الهرم في كرة القدم السعودية ولنتأكد أننا سنشهد كثيرًا من أمثال صالح أبو الشامات يحققون هذه القفزة.
وفي هذه التصفيات تحديدًا لم يظهر لاعب بشخصية صالح أبو الشامات الذي منح المجموعة ثقة اليوم، والذي ثبَّت نفسه بقوة في تشكيلة رينارد، وربما سيكون من أوائل اللاعبين في قائمة المونديال الصيف المقبل.
يوم رائع لهرم كرة القدم السعودية، وللأندية الموجودة أسفل الأندية الجماهيرية الشهيرة في رياضتنا.

ماذا قال رينارد في المؤتمر الصحفي ؟
يدخل هيرفي رينارد مدرب المنتخب السعودي إلى قاعة المؤتمرات الصحفية للمرة الاولى منذ عودته لتدريب المنتخب السعودي وهو فائز في المباراة. وقد قدَّرت الصحافة السعودية عمل المدرب فاستقبلته لحظة الدخول بالتصفيق الحار.
قال عن المباراة: «أعتقد أنه سيكون من السهل شرح اللقاء، لم تكن البداية سهلة بعد 10 دقائق احتسبت علينا ركلة جزاء؛ لكن ردة فعلنا كانت ممتازة،»
يكمل رينارد: «مرة أخرى، نحن متقدمون (3-1) مع بعض الفرص الإضافية، علينا التسجيل، أتيحت لنا عدد من الفرص للتسجيل، وفي النهاية احتسبت علينا ركلة جزاء ثانية وكنا تحت ضغط كبير، لقد كان ضغطًا حقيقيًّا.»
وعن سؤال رينارد -الذي ضحك حينما سمع السؤال- حول رأيه في حكم المباراة، وبالمناسبة عندما يبتسم رينارد ويضحك بعد أي سؤال فإنه سؤال ينتظره ويريده، قال بشكل دبلوماسي: «كما تعلم، عندما تكون مدربًا تفكر أحيانًا في الحكم، تصرفاته تشعرك بالانزعاج.»
يكمل: «لكنني لن أدلي بأي تعليقات هذا المساء لأن تركيزي منصبّ على المباراة الثانية، لا يمكننا الإدلاء بتعليق ونعلم أن التفسير لن يكون جيدًا بالضرورة. دعنا نلعب المباراة الثانية، أهم شيء هذا المساء هو النقاط الثلاث.»
يسأل صحفي سعودي ويقول: «صرحت بعد مباراة أستراليا أنك ستتأهل، من أين لك هذه الثقة؟» أجاب رينارد بتفصيل طويل وقال: «إنهم يعملون، أعلم أنهم مصممون، ويركزون -يقصد اللاعبين- بعد ذلك. هناك الكثير من الأشياء المختلفة في كرة القدم مثل هذه الأمسية، لكن على الأقل أنهينا المباراة بفوز، وأنا أعرف بعضهم منذ ما يقرب من ست سنوات.»
يكمل: «بدأ فراس معي منذ فترة طويلة، وكان صغيرًا جدًّا، تهانينا له لأنه سجل هدفًا رائعًا مهمًا لنا.»
يستكمل حديثه: «جميع اللاعبين يبذلون قصارى جهدهم، صالح أبو شامات لم يكن معنا منذ فترة طويلة، لكن أداءه جيد للغاية ويمكننا أن نرى ذلك في عينيه، يريد الذهاب إلى كأس العالم.»
يضيف: «سأكون صريحًا معك، قلت له للتو، كأس العالم شيء لا يمكنك حتى تخيله إذا لم تلعبه من قبل، هناك مباراة دوري عالية المستوى وهناك دوري أبطال آسيا، لكن كأس العالم أمر رائع.»
عن التراجع في الأداء بعد التقدم يقول رينارد: «كما تعلمون، هذه المباراة محفوفة بالمخاطر، ولا يمكننا تحمّل تراجع الأداء بعد التقدم. أعتقد أننا تراجعنا فتقدمنا، كنا متقدمين (3-1) وكانت لدينا فرصٌ لحسم المباراة، ثم حصلت لمسة اليد. أحيانًا نفقد التركيز، لكن الخصم أيضًا يريد استعادة الكرة.»
يضيف: «هذه هي كرة القدم، يلعب الجميع هنا بكل ما أوتوا من قوة، إذا فزت ستتأهل إلى كأس العالم، وفي مسيرتك الكروية هذا أمر لا يفوّت وربما لا يتكرر كثيرًا. لذا يتمنى الجميع الذهاب إلى كأس العالم.»
ويقول أيضًا: «لن يعطينا أحد شيء، علينا أن نقاتل حتى اللحظة الأخيرة ولن يكون الأمر سهلًا في المباراة القادمة، نعلم ذلك وربما تكون أصعب لكننا مستعدون للقتال، وهذا ما نريده أيضًا، هذا هو الأهم.»
وحول إذا ما كان يتفق أن الأداء الهجومي رائع اليوم، قال رينارد وهو يبتسم: « نعم، كان رد فعلنا ممتازًا، لا أتذكر أننا لعبنا مباراةً واحدةً بهذا العدد من الفرص، والأهم هو الفعالية في كرة القدم.»
يكمل: «تتذكرُ أيضًا، أعتقد أنك كنت في الملعب عندما خسر الهلال التقدم من (3-0) أمام الأهلي وانتهت المباراة بالتعادل (3-3). أحيانًا تفقد التركيز وتفقد السيطرة في كرة القدم، لكن وجب علينا أن نحسم المباراة هذا المساء. كان الأداء جيدًا، وردود الفعل ممتازة، والتسجيل ممتاز لكنه ليس كافيًا، علينا أن نؤدي بشكل أفضل ونتحسن.»
وعن مستوى صالح أبو الشامات في ظهوره الثاني قال: «هذا اللاعب موهبة عظيمة، قدم أداءً رائعًا هذا المساء في الملعب. هناك لاعبون يقاومون، وهذا ما يقولونه بالملعب.»
يستكمل الحديث: «عليه أن يلعب لفترة أطول، لأن اللعب بعد 65 -60 دقيقة يصعب عليه، لكنني متأكد من أنه سيتحسن ويحافظ على تركيزه. فعندما تبلي بلاءً رائعًا خلال معسكرك الثاني فقط، تتمكن أحيانًا من تحقيق إنجازات كبيرة. ولكن الوقت ليس وقت الإنجاز الآن بل وقت التركيز، لم يفعل شيئًا بعد.»
ظهر رينارد سعيدًا ومرتاحًا في المؤتمر الصحفي، تشعر أن ضغطًا كبيرًا أُزيح عنه، وظهور رينارد في المؤتمر الصحفي هو انعكاس لوضع المنتخب. فقد تحمّل الكثير، وربما ينجح في نهاية الأمر بتحقيق الهدف والصعود إلى المونديال الثاني مع الأخضر.

الفرصة التجارية التي نشاهدها للمرة الثالثة في أراضينا
سأتحدث عن أمر ما هنا. لم يكن المشهد مريحًا بالنسبة لي عندما رأيت عدد الجماهير الإندونيسية في ملعب الجوهرة اليوم، خاصة أنهم جاؤوا مبكرًا وعددهم في عمليات الإحماء أعلى من جماهير المنتخب السعودي. فقد حضر اليوم في الملعب 40,634 مشجع، ربما 10 آلاف منهم من مشجعي المنتخب الإندونيسي.
هذه المرة الثانية في كرة القدم التي يحضر بها هذا العدد، والثالثة في جميع الرياضات. فقد حصلت في كرة السلة، وحصلت في اللقاء الأول في المرحلة السابقة من التصفيات، ويتكرر الأمر نفسه اليوم.
رأيت المشجعين الإندونيسيين على يميني وبالقرب من منطقة الصحافة، الكثير منهم من العاملين في بلادنا، وبطبيعة الحال يحبون كرة القدم، ولا يميل كثير منهم إلى أندية محلية. فقد ارتدى عدد منهم قمصان أندية عالمية مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وأرسنال وبرشلونة وغيرها من الأندية.
بالعودة إلى دوري روشن السعودي، هذه فرصة تجارية مهدرة ما زلت مقتنعًا بها ونحتاج إلى مشاهدتها في الدوري قريبًا. سيجذب اللاعبون الإندونيسيون جمهورًا محليًّا جديدًا للنادي الذي سيجلب لهم نجمًا إندونيسيًّا، هل تكلفة استقطابهم مرتفعة؟ الإجابة لا. هل من الممكن تحويلهم إلى فرصة تجارية رائعة لأنديتنا؟ الإجابة نعم. علينا تجربة ذلك وقياس الأثر، لاعب ياباني ولاعب إندونيسي ولاعب كوري، ربما يُفتَح باب تجاري للدوري، وربما نجذب المشجعين الإندونيسيين إلى المدرجات.
الحياة تجارب، لنجرب ذلك مع أحد اللاعبين الإندونيسيين في أقرب فرصة ممكنة. لماذا نرفض هذا الأمر؟ جلب بعض الجنسيات الأقل في العالم، وربما بجودة أقل بكثير من اللاعبين الإندونيسيين الذين تعلموا أساسيات كرة القدم في دولة هولندا إحدى الدول الكبرى في تأسيس اللاعبين بكرة القدم.
لنجرب فقط…

أحمد العلي اطمئن: لن تصبح ترندًا في إندونيسيا بعد لقاء اليوم
استفز حكم المباراة اليوم اللاعبين. لا نتحدث عن أخطاء كبيرة، ركلة جزاء أو طرد أو هدف غير صحيح، نتحدث عن استفزاز من نوع آخر: الأخطاء التي لم تمنح للاعبين، غياب البطاقات الصفراء على الرغم من وجود أكثر من لاعب إندونيسي ارتكب أكثر من أربع مخالفات خلال اللقاء.
بالنسبة إليّ، تأثَّر أحمد العلي بدون شك بالحملة ضده من الإندونيسيين. فقد سرَّب الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم اسم الحكم للإعلام وسرَّب طلبهم إلى الاتحاد الآسيوي لتغيير الحكم ووضع حكم محايد. أضف إلى ذلك حديث الرئيس التنفيذي عن جنسية الحكم التي قد تميل للمنتخب السعودي، ورغبتهم بحكم أوربي محايد.
هذا الأسلوب هو أسلوب إندونيسي تكرر كثيرًا خلال التصفيات والأمر مؤثر بدون شك. والحقيقة أن بعض لاعبينا تعاملوا بشكل رائع مع بعض الحالات المستفزة جدًّا، مثل فراس البريكان وسالم الدوسري واللاعبين البدلاء مثل راغد النجار وعبدالله الحمدان وكثير من اللاعبين على مقاعد البدلاء عندما حدثت اشتباكات وحرصوا على إبعاد اللاعبين.
كان الحكم مستفزًا داخل أرضية الملعب. وتحدثت مع أحد اللاعبين السعوديين بعد المباراة وقال لي نصًّا: «لو كانت المباراة مباراة ثانية ربما طرد منا أكثر من لاعب بسبب أن الحكم مستفز جدًّا داخل أرضية الملعب، مستفز بالقرارت». فقد ارتكب لاعبو المنتخب الإندونيسي أخطاءً عدة بخشونة عالية دون منحهم بطاقات صفراء، وهذا أمر مؤثر على رتم المباراة والتحامات اللاعبين السعوديين. والحمدلله أننا لم نتعرض لإصابات.
أضمن لأحمد العلي أنه لن يصبح ترندًا في إندونيسيا كما حدث مع الحكم البحريني، فقد استجاب لطلبات الإندونيسيين.

البيت الذي تظنّه بعيد المنال صار بين يديك، وبخيارات متنوعة.
لأن «سكني» حوّلت مخطط البيت الذي يشغل ذهنك كل يوم إلى واقع،
وجمعت جميع المشاريع في منصة واحدة، وسهّلت عليك البحث، والمقارنة، والاختيار.
تصفّح الوحدات السكنية الآن ولا تضيّع فرصة العمر

🎙️ في حلقة أوربية جديدة من بودكاست «مرتدة»: نقارن بين فيتينها وبيدري والصراع بين جيلين في خط الوسط، ثم ننتقل إلى معركة قوية بين لامين يامال ونونو مينديز لحسم التفوق على الأجنحة. نغوص في الأسباب الحقيقية لانهيار برشلونة، ونبحث علاقة ذلك بتأثير منتخب إسبانيا، ونتابع تألق جوليان ألفاريز مقابل التحديات التي يواجهها تشابي ألونسو في ريال مدريد، وأخيرًا نسأل: ما الذي يفسّر تراجع مستوى محمد صلاح؟
📺 قناة «الدوري السعودي للمحترفين»: ما سر ارتباط أهل الإحساء بالفتح؟ يتحدث مشجعو نادي الفتح عن سبب تشجيعهم الفريق خلال المواجهة أمام فريق القادسية في دوري روشن.

سيرجيو كونسيساو مدربًا لنادي الاتحاد.
كونسيساو: «جئت لصناعة المجد مع الاتحاد.»
سيموني يتصدر قائمة المدربين الأعلى أجرًا رغم التخفيض .. يتفوق عليه إنزاقي براتب الهلال.
سؤال استفزازي يقطع حديث أبو الشامات مع الصحفيين.
رونالدو أول لاعب كرة قدم ملياردير بفضل عقده الضخم مع السعودية.
النصر يتدرب في الجامعة بعد 50 يومًا.


نشرة صباحية تقدِّم أهم خبر في الكرة السعودية وتحلّله من جميع الزوايا. مع قصص حصرية من شخصيات مُطّلعة تبقيك على اطلاع دائم بعالم الكرة أولًا بأول.