لماذا نلوم التايلينول بدل احتواء التوحد؟

زائد: الترجمة الفلسطينية الذاتية هزمت السردية الصهيونية

ظهر هذا العام مصطلح جديد في عالم الترجمة: (PalesTranslation). 

يُقصَد بالمصطلح الأدب الفلسطيني الذي يكتبه الفلسطيني باللغة الإنقليزية كلغة أولى، أي من خلال الترجمة الذاتية من لغته الأم العربية إلى اللغة الأجنبية. هذا المصطلح الذي ظهر للمرة الأولى في بحث الأستاذة التركية أوستُن كولُك، لا يشمل فقط الأدب، بل منصات التواصل الاجتماعي. 

ففي خلال العامين اللَّذين عاشتهما غزة تحت حرب الإبادة، نجح صناع محتوى فلسطينيون، مثل بيسان عودة، في نقل الواقع الفلسطيني المعاش من خلال تك توك باللغة الإنقليزية إلى العالم بأسره. وكان لهذا النقل، لهذه الترجمة الذاتية للسردية الفلسطينية الحية من خلال منصات التواصل، الأثر البالغ في هزيمة السردية الصهيونية، وكسرت هيمنتها على الإعلام الغربي والعالمي. 

وهذه الهيمنة التي انكسرت، لن تعود من جديد. 🍉

في عددنا اليوم، يكتب خالد القحطاني عن الجدل حول تسبب التايلينول بالتوحد بعد إعلان ترامب، وكيف أنَّ هذا الإعلان لا يخرج عن سياق إيقاع اللوم على الأم بدل الاحتواء. وفي «يومك مع الذكاء الاصطناعي»، تقترح عليك رناد الشمراني الأدوات التي قد تساعدك في قهر حالة الجمود الإبداعي. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن العطلة، وكيف تعالج طير الطوقان من التهاب المفاصل في منقارها. ❤️‍🩹

إيمان أسعد


رسم: الفنان عمران
رسم: الفنان عمران

لماذا نلوم التايلينول بدل احتواء التوحد؟

خالد القحطاني

أخبرت أهلي قبل زيارتي لهم بأسبوع تقريبًا عن ارتفاع درجة حرارة جسمي. لذا حين اجتمعنا أول مرة بعد وصولي حول صحن مثلوثة في عشاء عائلي، سألني أحد أقاربي إن ما زالت آثار الحمى ترهقني. طمأنته عن حالي، وأني شعرت بالتحسن فور تناولي البنادول. طلب مني حينها أن أعده بألا أضع هذا الدواء على لساني مرة أخرى، والسبب؟ البنادول يؤدي إلى الإصابة بالتوحد!

اعتدت سماع مختلف نظريات المؤامرة، خصوصًا في الاجتماعات العائلية، إذ يجري تداولها في عزايمنا إما بتشكيك واستخفاف أو بالتصديق التام. ووقعت هذه النظرية بالذات في الشق الأخير. ولعل محل مصداقيتها وثقة قريبي بها والكثيرين غيره على الإنترنت، أن مصدرها الرئيس الأمريكي ترمب ووزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كندي جونير. فقد أعلنا قبل لقائنا العائلي بيوم واحد أنهما وجدا أخيرًا سبب الإصابة بالتوحد، ألا وهو دواء تايلينول. ونصحا النساء الحوامل بتجنبه والامتناع التام عن تناوله، محذرين أيضًا من إعطائه لأطفالهن.

الباراسيتامول (يُعرَف أيضًا بالأسيتامينوفين) دواءٌ مسكّن للألم وخافض للحرارة. تستطيع الحصول عليه بسهولة من الصيدلية دون وصفة طبية، ويدخل تحت عائلة الأدوية التي تضم أدوية بنادول وفيفادول وتايلانول. وقد أنكرت عقود من الأدلة والأبحاث العلمية تسببها للأمهات أو الأطفال بالتوحد، سواءً تناولتها الأم قبل أو أثناء أو حتى بعد الحمل. ويُطمئِن د. شليويح العنزي، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة الملك سعود، أن استخدام هذه الأدوية لا علاقة له بالتوحد من قريب أو بعيد.

يقع التوحد تحت مظلة اضطرابات «التنوع العصبي» (Neurodiversity) التي ترى أن الحالات العصبية ليست «اضطرابات» تحتاج «تصحيحًا»، ولا يسببها البنادول أو التايلانول، بقدر ما تشير إلى تنوع طبيعي في الإدراك والتعلم. وكل ما يحتاجه المصاب بها هو الرعاية والاهتمام. لذا أجتنب استخدام «وباء» (الكلمة التي اختارها ترمب في خطابه) في وصف التوحّد، فهذا يعني أنه «مرض» له «أعراضه» الواضحة، ويحتاج «علاجًا».

فالتوحّد طيف يمثل حالةً عصبيةً معقدة تبقى مع المرء طوال حياته. وتتنوع بدرجات وأصناف مختلفة حسب الحالة، مما يجعل من يتّسم به يعيش العالم بطريقة مختلفة عنا وليس بطريقة «غير طبيعية».

لذا يقلقني انتشار هذه النظرية في جمعاتنا وعالمينا الملموس والرقمي، خصوصًا أنها موجهة لفئة مهمشة بيننا. ليس لأنها تزعزع ثقتنا بالمؤسسات العلمية ومصداقية أبحاثها فحسب، بل لأنها تجري لاهثةً وراء جهة حتى تلقي عليها اللوم. فبدلًا من أن تأخذ على عاتقها احتضان هذه الفئة وتحسين معيشتها، هي تزيح عن نفسها المسؤولية، كأنها تقول: أنت من سببت لنفسك التوحد! لماذا خففت عن ألمك بالتايلانول؟

كما أنها تكشف حقيقة العالم الذي نعيشه، وأنه سيضحي بكل ما يملك لتصديق تلك النظريات. ويحزنني كم الطاقة التي بذلها من نشر الخطاب ويسعى إلى ترسيخ نتائجه الباطلة في مجتمعاتنا، بدلًا من تكريس كل هذا الاهتمام والموارد في الأبحاث والابتكارات والممارسات التي تساعد على التعايش مع التوحّد، أو على الأقل نشر الوعي عنه.

وهذا ما ألاحظ حدوثه الآن: المتهم الآن هن الأمهات والمصابون بالتوحد، ويفضِّل العالم أن يعشن ألم الحمل والولادة دون مساعدة الأدوية. ويتوقع منهن التضحية بصحتهن، رغم أن الأطباء ينصحون النساء الحوامل بأخذ مسكنات الألم؛ فأثر الحمى عليهن وعلى صحة أطفالهن قد يؤدي إلى الإجهاض والتشوهات الخلقية، مما له أثر أعظم من ارتباطها المزعوم بالتوحد.

هذا اللوم على الأدوية، أو الممارسات المرتبطة بالصحة مثل التطعيمات، ليس أمرًا جديدًا. ونجد أصابع الاتهام تشير إليها، خصوصًا كلما واجهت صحتنا حالة لم يُكشَف سبب تنوعها بالكامل مثل التوحد، أو الأسوأ في نظرنا: حالات تتحدى مفاهيمنا عما هو «طبيعي».

فكما تذكر د. رفيف السدراني، المختصة في التربية الخاصة بالتوحد، لام الباحثون أمهات أطفال التوحد حين اكتُشفت الحالة للمرة الأولى في الأربعينيات، ولم يعرف الأطباء طريقة للتعامل معها. فقد انتشر لقب «الأم الثلاجة» للأم التي لا تحن على أطفالها، وأنها بأفعالها تصيب أطفالها بالتوحد.

يبقى التحذير من هذا النوع من مسكنات الألم نظريةً يخالفها العلم والمنطق. وبقدر ما تتداول على أنها وسيلة وقائية «من الشر»، فهي لا تزيد إلا مشاعر الخزي والغضب لدى المصابين بالتوحد والمسؤولين عن رعايتهم، ولا تنشر إلا الجزع بين الناس. وعندما نصدقها، علينا أن نواجه هشاشة عالمنا وإصراره على التضحية بالمهمشين من سكانه.


GIPHY
GIPHY

         محبط من الجمود الإبداعي؟ 


هل مررتَ بتلك اللحظة التي تحدّق بها في اللوحة أو الورقة البيضاء، وتشعر أنك نسيت كيف تُبدع؟ لا أفكار، لا دافع، فقط فراغ؟

يُسمّى هذا الشعور بين الفنانين بالجمود الإبداعي، وهو أكثر شيوعًا مما تظن. كثير من الرسّامين والكتّاب أو حتى الموسيقيين يمرّون بتلك المرحلة التي تريد فيها أن تبدع أو تولد فكرة لكن شيئًا ما يمنعك.

ربما تقنع نفسك أنك مشغول أو متعب أو أن الوقت غير مناسب. تقول: «سأرسم غدًا»، أو «ينقصني الإلهام». لكن في الحقيقة أنت لا تفتقد الموهبة، بل تحتاج فقط إلى شرارة جديدة.

هذه الشرارة أنت تستطيع صنعها. والذكاء الاصطناعي اليوم أشبه بمساعدك، حتى في حالات مثل هذه. هنا نذكر لك عدة طرق لإشعال هذه الشرارة من جديد، مهما كان مجالك الإبداعي.

حرّك الفكرة الخام 🫕

  • ابدأ بسؤال بسيط لأداة مثل «تشات جي بي تي» أو (Humainفالنموذجان من أحدث النماذج اللغوية المبنية على العربية:

  • «أعطني خمسة أفكار غريبة للوحة تعبّر عن الهدوء وسط الفوضى.»

  • أو إن كنت كاتبًا: «اكتب مشهدًا قصيرًا عن شخصية تبحث عن صوتها في مدينة مزدحمة.»

ستتفاجأ كيف يعيد هذا التمرين تشغيل خيالك ويمنحك نقطة انطلاق.

حوّل الكلمات إلى مشاهد 👩🏻‍🎨

  • استخدم أدوات بصرية مثل (Midjourney) أو (NanoBanana) لتحويل وصفك إلى صور.

  • اكتب مثلاً: «غرفة مليئة بصور العائلة فيها مدخنة، الضوء فيها دافئ.»

  • الصور الناتجة قد لا تكون نهائية، لكنها تحفّز الإلهام للفكرة التي كنت تبحث عنها.

جرّب «العصف الإبداعي» المتبادل 🌪️


ناقش الفكرة مع الذكاء الاصطناعي كأنه زميل فني. قل له مثلاً:

  • «أريد رسم لوحة عن الصمت، لكن لا أريدها حزينة. كيف يمكن أن أعبّر عن الصمت دون استخدام الألوان الداكنة؟»
    ستحصل على اقتراحات في اللون، التكوين، أو الرمزية، تفتح أمامك مسارات جديدة.

  • يستطيع الذكاء الاصطناعي أيضًا محاكاة أساليب فنية. فتستطيع القول له: «كيف أعبّر عن مشاعر الشوق بأسلوب فان قوخ ؟»

 وسّع مداركك الصوتية والبصرية 🎹

  • إذا كنت تعمل في الموسيقا أو التصميم، استخدم أدوات مثل (Suno) أو (Mubert) لتوليد مقاطع صوتية تلهمك. 

لا تبحث عن الكمال 🧗🏻‍♂️
الهدف من هذه الأدوات ليس إنتاج عمل نهائي، بل كسر الحاجز النفسي بينك وبين الفعل الإبداعي. أحيانًا تحتاج فقط إلى أن «تبدأ»، والبداية اليوم أسهل من أي وقت مضى.
كما قال بيكاسو:

«الإلهام موجود، لكنه لا يأتي إلا حين يجدك تعمل.»

إعداد 🧶

رناد الشمراني


كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸

الفلوس تطير، هذا طبعها.

لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.

وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.

الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.


  • «أصبحت العطلة عودة أكثر من ابتعاد. أعود للبطء والتفاصيل التي تفلت مني في ازدحام الأيام. لم أعد أهرب من حياتي، بل إليها!» هيفاء القحطاني

  • كيف تعالج طير طوقان تعاني التهاب المفاصل في منقارها؟

  • أيش العلاقة بين توليد الذكاء الاصطناعي للنصوص والأمثولة الفلسفية «الغرفة الصينية»؟

  • ثاني يوم بعد ما الراتب ينزل!


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+70 متابع في آخر 7 أيام
لماذا نلوم التايلينول بدل احتواء التوحد؟ - ثمانية