ماذا تفعل بصديق طفلك الخيالي؟ 👻

زائد: الذكاء الاصطناعي يهدد نفسيّة القطط!

هل شاركت في ترند بث شكواك وأحزانك إلى قطتك المنزلية؟ 

الترند سخيف بالطبع، ويعتمد أساسًا على الضحك من ملامح الصدمة والقرف على القطط وهي تصغي مكرهةً إلى نواحك النفسي. إلا أنَّ الذكاء الاصطناعي قد يهدد سلامة القطط النفسية، إذ جرى الإعلان عن محاولات فك شفرة لغات الحيوانات من خلال تطوير النماذج اللغوية، وتمكين الكلام المتبادل بيننا وبينهم! 🙀

في عددنا اليوم، يشاركنا محمود عصام اكتشاف وجود صديق خيالي لابنته، ويتساءل عن معنى هذا الصديق، ولماذا لم يحظَ بصديق مثله حين كان طفلًا. وفي «خيمة السكينة» أفكك معك الالتباس ما بين الجدران والحدود، كي لا نكون الرجل في القارب أعلى الجدار العظيم الذي لا قاع له. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس من ماري أوليفر، ونعرف العلاقة بين السائق الغبي وسوء تفسير نوايا الآخرين. 😡

إيمان أسعد


رسم: الفنان عمران
رسم: الفنان عمران

ماذا تفعل بصديق طفلك الخيالي؟ 👻

محمود عصام

اكتشفت مؤخرًا أنّ حصيلة الأفلام العائلية التي شاهدتها في السنوات الأخيرة تجاوزت كل ما تابعته من أفلام طوال حياتي، إذ صارت مشاهدة فلم نهاية الأسبوع مع الأسرة طقسًا أحرص ألا أفوته أبدًا. وقد شاهدنا هذا الأسبوع فيلم «إف» (IF) الذي يناقش أهمية وجود الصديق الخيالي في حياة الأطفال، والكبار أيضًا.

لم يترك الفلم أثرًا عميقًا في داخلي رغم عذوبته، إذ لم يكن رائجًا في طفولة جيلي وجود صديق خيالي. وكنت أظن أن الفكرة تخصُّ الثقافة الغربية وحدها ولن تمسنا كأسرة. لكن المفاجأة أن ابنتي الكبرى أعجبت بشخصية أحد الأصدقاء الخياليين في الفلم، لأنه ذكَّرها بصديقها الخيالي في طفولتها! أثارني الفضول حينها لأتعرف على هذا الصديق الذي عاش في بيتنا سنوات دون أن أدري.

يُعرَّف الصديق الخيالي بأنه رفيق يتخيله الطفل ويبتكره بنفسه، ويشيع ظهوره خصوصًا عند الطفل الأول أو الوحيد. ولا يشترط أن يكون هذا الصديق كائنًا غير مرئي، بل قد يكون حيوانًا محشوًّا أو دمية أو شيئًا غير مألوف بالمرة. يؤدي هذا الرفيق أدوارًا متعددة: يمنح الطمأنينة، ويشارك في اللعب، ويساعد الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية والمعرفية، وغالبًا ما يظهر بين سن الثالثة والسابعة.

بخلاف ما كنت أظن، تتجاوز تلك الظاهرة الحدود الجغرافية والثقافية، رغم انتشارها بوضوح في الثقافة الغربية. فقد أفادت دراسة أمريكية أن ما يصل إلى 65% من الأطفال في سن السابعة قد تفاعلوا مع أصدقاء خياليين في مرحلةٍ ما من حياتهم. غير أن الدراسات التي تناولت الظاهرة ذاتها خارج الثقافة الغربية جاءت بنتائج مماثلة. فمن بين 443 طفلًا تتراوح أعمارهم بين ثلاث وثماني سنوات في أربع دول مختلفة: كينيا وملاوي ونيبال وجمهورية الدومينيكان، أكّدت النتائج أن 21% من الأطفال لديهم رفقاء خياليون.

ترى أستاذة علم النفس تريسي قليسون أن الأصدقاء الخياليين وسيلة تمنح الأطفال مساحةً آمنة وهادئة لفهم تعقيدات الحياة الاجتماعية والتعامل معها. بينما تذهب نعومي أجويار، مؤلفة كتاب «الصديق الخيالي والإنسان الذي يبتدعه» (Imaginary Friends and the People Who Create Them)، إلى أن دورهم الأساسي في حياة الكثير من الأطفال هو التسلية والترفيه، وإن لم يقتصر الأمر على ذلك. فالأطفال الذين تعرَّضوا لاعتداءات مثلًا قد يبتكرون أصدقاء يؤدون دور الأوصياء والحُماة. كما تمنح هذه الرفقة الأطفال قدرًا من الاستقلالية الإبداعية، فهي إحدى المساحات القليلة التي يملكون فيها حريةً مطلقة للتخيل وصنع عالمهم الخاص.

إذا كان الأمر فطريًا كما يبدو، فلماذا لم يكن شائعًا في طفولتنا نحن جيل الآباء؟ ربما يكمن السر فيما تشير إليه عالمة النفس ليندا بلير، بأن وجود صديق خيالي كان يُنظَر إليه سابقًا كعلامة على اضطراب نفسي محتمل، ما جعل الحديث عنه أقل شيوعًا. أما الروائية نيكي شيان فترى أن صغر حجم العائلات اليوم يدفع الأطفال إلى اللعب منفردين، وهو ما يهيئ بيئةً مثاليةً لابتكار أصدقاء خياليين. وتضيف عالمة النفس مارقوري تايلور أن كثيرًا من الأطفال ينسون أصدقاءهم الخياليين مع تقدمهم في العمر، لتبقى الذكرى محفوظة غالبًا عند الوالدين فقط. وبذلك قد يكون العديد منا قد عاش التجربة نفسها، لكننا ببساطة لم نعد نتذكرها.

هاتفتُ أمي على الفور وسألتها إن كانت تتذكر أن لي صديقًا خياليًا، فأجابت بأنها كانت تحصنني دائمًا من تلك الأشياء بالدعاء والصلاة. عندها فكرت: لو كنت عرفت بأمر صديق ابنتي الخيالي في طفولتها، هل كنت سأتفهم الأمر أم سينتابني القلق، أم كنت سأكتفي بالدعاء كما تفعل أمي، وهو دعاء أتمنى ألا ينقطع أبدًا.

نعود هنا إلى تريسي قليسون التي ترى وجود صديق خيالي عند الطفل أمرًا طبيعيًا، ودور الأهل أن يقرروا كيف يتعاملون معه بما يناسب قيَم الأسرة. يمكنهم تشجيع الخيال بطرح أسئلة عن الصديق، أو وضع حدود مثل أن يحصل هذا الصديق على «طعام خيالي» بدل طبق حقيقي، وألّا يكون عذرًا للفوضى أو الأخطاء؛ فالطفل هو المسؤول عن تنظيف ما أفسده. المهم أن يدرك الأهل أن الأطفال عادةً يعرفون أن صديقهم الخيالي غير حقيقي، حتى في سن مبكرة، لذا لا داعي للقلق ما دام الأمر لا يؤثر في حياتهم اليومية تأثيرًا سلبيًا.

يقول «الدب لويس»، أكبر الأصدقاء الخياليين سنًا في فيلم «إف»، إننا جميعًا امتلكنا صديقًا خياليًا ثم نسيناه مع مرور الوقت، وكل ما علينا فعله بعد أن كبرنا، أن نغمض أعيننا لنستعيد هذا الصديق عندما تتأزم الأمور حولنا. وأظنه محقًا، فقد تصدَّر طلب «الرفقة» قائمة استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عام 2025، وكأننا نبحث عن نسخة حديثة من أصدقائنا الخياليين.

حاولت أن أعمل بنصيحة الدب لويس دون جدوى، لكنني وجدت نفسي أتساءل: لو كان لي صديق خيالي في طفولتي، كيف كنت أريده أن يكون؟ لا أستطيع أن أشارك الإجابة، لأنها تمس أعمق ما شكّلني في طفولتي. لكن ما أدركته أن أطفالنا يكبرون في عالم مختلف تمامًا عن الذي نشأنا فيه، وأن علينا أن نراجع أحكامنا المسبقة حتى على أبسط تفاصيل طفولتهم، ونمنحهم مساحةً آمنة لخيالهم قبل أن نتعجّل بإصدار أيّ حكم.


اهدِم الجدران وأقِم الحدود

Etidorhpa: John Augustus Knapp
Etidorhpa: John Augustus Knapp

من منافع دنوِّك من الخمسين أن النظر مليًّا إلى الأخطاء التي ارتكبتها في تشييد حياتك لن يعود يرعبك، وإن كان سيحزنك ويفطر قلبك لا محالة. ومن الأخطاء التأسيسية في مرحلة التشييد الخلط بين مفهومين قريبين من بعضهما، لكن شتان ما بين تأثيرهما في حياتك: الجدران والحدود.

لفتني إلى هذه الفكرة مقال كتبه عبدالسلام بنعبد العالي في هجاء الجدران والأسوار وفي مديح الحدود. لنأخذ مثلًا سور الصين العظيم، هذا الجدار المشيد على مد الأبصار والأفق. الفكرة الأولى التي تخطر على بالنا أنه سورٌ مشيَّد بهدف حماية الإمبراطورية من الأعداء؛ لكن في واقع الأمر، الهدف منه كان عزل الإمبراطورية عمَّن خارجها، والانغلاق على نفسها. وعلى ذمة بورخيس، فإنَّ الإمبراطور الصيني الذي أمر بتشييد السور هو نفسه من أمر بحرق جميع الكتب!

أما الحدود، فهي عملية تنشأ عن تفاوض مع الآخر، وهذا التفاوض ينبثق من قوة داخلية وقدرة على الحفاظ على الذات أمام المشاكل، والاستقلال باتخاذ القرار. ومتى رُسمَت الحدود، وعرف كلٌّ ما له وما عليه، ينفتح كل طرفٍ على الآخر، وتتسنى الفرصة لبناء العلاقات.

انطباعات بنعبد العالي في مقاله مستمدة من الجدران والحدود السياسية، مع ذلك من السهل تأويلها على الجدران والحدود في علاقاتنا مع الآخر. كلنا نصرح بين الحين والآخر بضرورة رسم حدود مع الآخرين، وهذا مستحب. لكن قد يلتبس الأمر علينا فنشيد جدرانًا عالية تمنع الآخر من الدخول إلى عالمنا، ونجد أنفسنا مع الوقت حبيسي هذه الجدران ونعيش الوحدة.

وأعجبتني هذه الشذرات التي كتبها بنعبد العالي، وأشاركك إياها لتتأملها معي:

«الجدران تسد الأبواب والنوافذ وكل الفتحات في وجه الآخر، بينما الحدود هي حدود، لأنها بالضبط تعترف بالآخر».

"حينما تفصلني عن الآخر حدود، فهو يعرف أنَّ بإمكاني أن أدلّه على عنواني، وأفتح له أبواب "بيتي" كي أستضيفه».

«الحدود تعجُّ حركة رغم ثباتها، إنها تُفتَح وتُغلَق، أما الجدران، فهي صامدة صامتة صماء. إنها تقف ضد كل تواصل».

فإن كنت حبيس الجدران اهدمها، وأقم الحدود. وإن كنت تحتاج إلى صورة ذهنية، انظر للوحة أعلاه؛ تخيَّل نفسك الرجل الوحيد في قارب، أعلى جدارٍ عظيم لا قاع له!

إعداد 🧶

إيمان أسعد


كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸

الفلوس تطير، هذا طبعها.

لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.

وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.

الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.


  • «ما أريده في حياتي أن أكون مستعدة لأن أندهش، أن أزيح ثقل الحقائق إلى الجنب وربما أطفو قليلًا فوق هذا العالم الصعب». ماري أوليفر

  • ما العلاقة بين السائق الغبي وسوء الظن في نوايا الآخرين؟ 

  • هل نُحمِّل أبناءنا أعباء ماضينا؟ سؤال تجيب عنه د. هبة حريري في بودكاست بدون ورق.

  • دخلك يا طير الكيوي


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+70 متابع في آخر 7 أيام