ذاكرة السعودية حفظتها عيون فنانيها 🎨
زائد: ما الوطن؟

يبلغ وطني الحبيب عامه الخامس والتسعين اليوم. وفي كل مرة أحتفل بيومه، يشغل بالي سؤال: ما الوطن؟
حاولت أن أجد معناه في خضرة علمه، وفي حث نشيده للمسارعة للمجد والعلياء، وفي نخيله وتمره، وفي صحاريه وسواحله وجباله، وفي فنونه وحرفه. لكني لم أجد إجابةً مرضيةً إلا عندما قرأت كتاب «7» لغازي القصيبي.
عندما سُئلت إحدى شخصياته «ما هو الوطن، إذن؟»، أجاب دون تردد قائلًا: «الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة».
وهذا ما كنت أبحث عنه: دفء يعيش ويتنامى في كل واحد منا، ويرسِّخ انتماءنا لوطن يضمن كرامتنا أينما حللنا. وصحيح أن الوطن يشمل الأرض وإرثها، ولكنه أكبر بكثير من أن يُختزل في تلك الرموز وماديتها فحسب.💚
في عددنا اليوم، أكتب لكم عن سيرة الفن التشكيلي في السعودية، وكيف حمل رائدوها مسؤولية توثيق تفاصيل الحياة اليومية فيها. وفي «لمحات من الويب»، نودعك باقتباس عن النضج الذي يشق طريقه بنفسه دون أن يعبأ برأي الآخرين، وكيف يرتبط ظهور محتوى الطاقة على الإنترنت بتفشي الرأسمالية. 🎀
خالد القحطاني

ذاكرة السعودية حفظتها عيون فنانيها 🎨
في كل يوم وطني سعودي، تقابلني لوحة على «أكس» ومثيلاتها من المنصات. تتوسطها امرأة يكسوها «زبون» أصفر، ويغطي شعرها «المدورة والمِحرمة». تجلس السيدة على كرسي خشبي منقوش، خلفه جدار أزرق مزيّن بنمط زخرفي مكرر يتوسطه لفظ الجلالة.
هذه اللوحة اسمها «الزبون»، وتُعرَف أيضًا باسم «موناليزا الحجاز». وتعلمت اسمها قبل أن أعرف هوية من رسمها. وعلى عكس صور المستشرقين ولوحاتهم التي تنتشر على تلك المنصات يومها وتوثق حياة سكان شبه الجزيرة العربية، كانت لهذه اللوحة أصالة لا يستطيع رسمها إلا من أحب تفاصيلها وعاشها.
رسمت الفنانة صفية بن زقر «الزبون» في 1969 بعد عدة سنوات قضتها في مصر وبريطانيا للدراسة. فعندما عادت بن زقر لوطنها، لم تكن السعودية تشبه حكايات أمها وأخواتها التي كبرت معها، وأشبعت حنينها لمدن لم تعد كما كانت في طفولتها. فقد غيّر اكتشاف النفط في أراضيها العادات والتقاليد التي عرفتها، ولاحظت بعد عودتها انعكاس هذا التغيير على معيشة الناس وبيوتهم، وحتى ملابسهم.
ولكن بن زقر، مثل بقية الفنانين الذين مهدوا الطريق للحركة التشكيلية السعودية في الخمسينيات والستينيات، لم يعارضوا هذا التغيير. ولم ينفروا حتى من القيود التي فرضتها مجتمعاتهم عليهم حول الرسم، خصوصًا النساء منهم. بل اعتنقوه ورحبوا به، وأخذوا على عاتقهم مهمة توثيقه، وتصوير ماضٍ يفقد ملامحه حتى يسع للبنة بناء المستقبل.
تذكر المؤرخة إيمان الجبرين كيف أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الخاصة لكل فنان قد شكّلته. فقد اختلفت عائلة صفية بن زقر بثرائها تمامًا عن ظروف عبدالحليم الرضوي الذي كان بائعًا للحلوى في مكة المكرمة. إلا أن كلًّا منهما ولد في حقبة تبعت تأسيس السعودية، وعاصر تطوراتها يومًا بعد يوم.
كل من وثّق تلك المرحلة من الفنانين المحليين وقف أمام المهمة الصعبة نفسها. فكل ما يرسخ في الذاكرة عن بدايات السعودية يُنقَل شفهيًا أو يبقى أسيرًا للوثائق التاريخية والوسائط الأكاديمية. لكنهم بأعمالهم الفنية كانوا من أوائل من وثَّق تلك الذاكرة ورسخها بالألوان، رغم اختلاف تجاربهم. فشاركوا لوحاتهم مع العامة الذين استلهموا حياتهم اليومية من تفاصيل هذه الأعمال.
فنجد بن زقر تستخدم ريشتها لتصوير الأعراس والمناسبات التي تحيطها في الحجاز، وحياة المزارعات في أبها، ورعاة الأغنام في البادية. ونرى عبدالحليم الرضوي يرسم مخلوقات وطقوسًا عاشت في شبه الجزيرة، مثل الخيول العربية ورقصة «المجرور» في الطائف. ونجد منيرة موصلي تصف الطفولة والصبابة بين تقاليد المجتمع وحداثته.
سيرة هؤلاء الفنانين هي سيرة وطن. فعندما أرى لوحاتهم، وأتعلم عن نشأتهم، لا أرى «أول» فنان سعودي فحسب. بل أجد حركةً فنيةً تشكلت بموازاة الوطن وتطوراته. حركة حرصت على تذكّر بدايات الوطن في شبه الجزيرة العربية، وعاشت تغيراته حتى انفتاحه للعالم أجمع.
فحتى بعدما وصلت أعمالهم إلى معارض ومتاحف العالم، وتعلموا على أيدي حركات فنية عالمية، بقيت أعمالهم صادقةً للمجتمع الذي أرادوا خدمته، وعاكسةً لواقعه وبيئته. فتبدأ بن زقر كتابها «السعودية: نظرة فنانة للماضي» (Saudi Arabia: An Artist's View of the Past) قائلةً: «من المهم للسعوديين أن يتذكروا، وللغرب أن يتعلموا».
مكّنهم صونهم للذاكرة السعودية من تشكيل أرشيف بصري ما زال يروي حكايات مجتمعاتها حتى الآن. وهنا بالضبط تحيا أصالة أعمالهم، بين جذورها الراسخة بوطن عرفوه وأحبوه، وبين أوراقها التي تنمو باتجاه المستقبل. وهنا أيضًا يكمن دفؤها الذي يصلني كلما قابلت لوحاتهم، قبل أن أعرف حتى اسم راسمها.

كيف تحبس فلوسك في قفص؟ 💸
الفلوس تطير، هذا طبعها.
لكن فيه ناس تطير فلوسهم بلا رجعة، بين المقاهي والطلبات العشوائية والهبّات.
وفيه ناس يحبسون فلوسهم في قفص، يبنون عضلة التخطيط المالي بالادخار والاستثمار المبكّر، ويشغّلون فلوسهم بالصفقات منخفضة المخاطر عشان تخدمهم طول العمر.
الأهم أنك تستثمر وتدّخر عن طريق منصة مصرحة ومعتمدة، مثل صفقة المالية.

«عندما يكون الأمر متعلقًا بالمصير، بأن يكون الإنسان أو لايكون، فإنَّ إرضاء الأشخاص لا يكتسب أي أولوية على الإطلاق». غازي القصيبي
أندر دبدوب في العالم.
أيش العلاقة بين محتوى الطاقة والرأسمالية؟
هل البودكاست دليل على نهاية عصر القراءة؟
بيّا ولا بيك.

لماذا تؤثر فينا الأغاني الوطنية بهذا العمق؟
أزياؤنا التقليدية أكثر من مجرد زي احتفالي


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.