الأنمي عبقري أكثر مما تتصور!🤯
زائد: ماذا يحدث للروائي الذي يكتب في سبستاك؟

هل كتابة المحتوى في المنصات تؤثر في كتابتك الروائية؟
هذا السؤال طرحه مقال مراجعة نقدية في نيويوركر عن المذكرات التي نشرتها الروائية إليزابيث قلبرت، صاحبة الرواية الشهيرة «صلاة، طعام، حب». إذ تقول الناقدة جيا تولنتينو أنَّ أسلوب الكتابة قد تغير تغيرًا واضحًا لدى قلبرت؛ فقد لاحظت أنَّ الأسلوب بات أقرب إلى منشوراتها في منصة سبستاك، والمذكرات أقرب إلى ما يكتبه «صانع محتوى» لا «الروائي». 🤷🏻♀️
في عددنا اليوم، تتعمق آلاء عبدالرحمن في عبقرية مسلسلات الأنمي، من «ديث نوت» إلى «هجوم العمالقة»، وكيف أنها تجسِّد مانقا الفلاسفة. وفي فقرة «السلَّم بالعرض» نحاول مع هذه الفقرة الجديدة إيجاد حلول تساعدنا على مواصلة يومنا الوظيفي بدل إثقال كاهلنا بحمل السلَّم بالعرض. وفي «لمحات من الويب» نودعك مع اقتباس عن النور، ويوميات سيدة الباص الأحمر اللندني. 🤳🏻
إيمان أسعد

الأنمي عبقري أكثر مما تتصور!🤯
أتذكر جيّدًا المرة الأولى التي جلست فيها أمام شاشة الحاسوب لأشاهد «ديث نوت» (Death Note). لم يكن الأمر عندي مجرد متابعة لرسوم متحركة كما كنت أفعل في طفولتي، بل بدا أنني دخلت إلى مختبر ذهني ضخم. كل مشهد، كل حوار، كان يشبه حركةً مدروسةً على رقعة شطرنج عملاقة.
أدركت أنني لست أمام قصة عن «دفتر سحري» يُقتَل من يُكتَب اسمه فيه، بل أمام عقل مؤلف يتجاوز الخيال المألوف، ليمزجه بعقلانية حسابية أقرب إلى تفكير الذكاء الاصطناعي. شعرت أن الكاتب يسبقني بخطوات عديدة، وكأنني أقرأ معادلةً رياضيةً مفتوحة؛ كل احتمال محسوب، كل حركة مدروسة، وكل مفاجأة مُخطَّط لها بدقة.
هذا كان اللقاء الأول مع فكرة أن الأنمي يمكن أن يكون أكثر من ترفيه.
ما يفعله مؤلف (Death Note) لا يختلف كثيرًا عن عمل عالم رياضيات أو محلل استراتيجي. القصة كلها مبنية على شبكة معقدة من الاحتمالات: ماذا لو اكتشف «إل» هذه المعلومة؟ ماذا لو ارتكب «لايت» خطأً صغيرًا؟ كيف يمكن لثغرة واحدة أن تغيّر مسار الصراع؟
حوّلت هذه القدرة التحليلية القصة إلى لعبة فكرية جماعية، يتابعها المشاهدون وكأنهم في مواجهة عقلية حقيقية. وربما لهذا، وُصفت (Death Note) بأنها «مانقا الفلاسفة» لأنها لا تكتفي بالحبكة، بل تطرح سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للعدالة أن تتحقق بالقوة المطلقة؟ وهل الإنسان قادر على أن يظلّ عادلًا إذا امتلك سلطةً بلا حدود؟
لا تكمن العبقرية هنا في الخيال وحده، بل في الحساب، في القدرة على جمع آلاف التفاصيل في لحظة، وصياغتها في حركة تبدو بديهيةً على الشاشة لكنها نتاج عملية عقلية معقّدة.
بعد أن أغلقت ملف (Death Note)، دخلت إلى عالم «هنتر أكس هنتر» (Hunter x Hunter). توقعت شيئًا شبيهًا: حبكة محكمة، صراع عقول، احتمالات. لكنني وجدت نفسي أمام تجربة مختلفة.
لا يهتم توقاشي فقط بـ«ماذا سيحدث»، بل بـ«لماذا يحدث». يترك الشخصيات تتطور ببطء، يفسح المجال لأسئلتها، يتأمل دوافعها. فجأة يتحول الأنمي إلى مساحة فلسفية:
ما الحرية؟
هل الإرادة حقيقية أم مجرّد وهم نصنعه لنشعر بالسيطرة؟
هل الخير والشر حقائق مطلقة، أم أنهما يتداخلان في منطقة رمادية معقدة؟
نظام «نين» (Nen) في العمل، على سبيل المثال، ليس مجرد وسيلة قتالية. إنه استعارة لمسار داخلي: كيف ينمو الإنسان حين يكتشف طاقته الكامنة؟ كيف يواجه حدود جسده وعقله؟ كيف يوازن بين قوته ورغبته؟
وهنا يكمن الفرق بين (Death Note) و(Hunter x Hunter): يحاكي الأول عقلًا حسابيًا دقيقًا، أما الثاني فيحاكي عقلًا فلسفيًا متسائلًا، عقلًا لا يطمئن إلى الإجابات الجاهزة بل يوسّع دائرة السؤال.
ثم جاء (Attack on Titan) المعروف بـ«هجوم العمالقة». في البداية، بدت الحكاية بسيطةً، بشر محاصرون خلف جدران، عدو غامض يتربص بهم، عمالقة يهددون وجودهم. لكن شيئًا فشيئًا، انكشفت الطبقات المخفية للقصة.
ليست الإلدِيانيون والمارليون مجرد أسماء مختلقة، بل استعارات مشبعة بتاريخ القرن العشرين. المارليون هم السلطة المنتصرة التي تكتب التاريخ على طريقتها، والإلدِيانيون هم الشعب المقهور الذي يجري إقناعه بأن ماضيه لعنة لا تُغتفر. فجأة لم أعد أرى «خيالًا»، بل وجدت نفسي أمام إعادة تمثيل لصراعات سياسية حقيقية، بين الألمان واليهود، بين أوربا واليابان، بين الذاكرة الجماعية والخطاب السلطوي.
بدت شخصية «إروين سميث»، مثلًا، وكأنها نسخة أنيمية من الجنرال الألماني رومل. عبقريته الاستراتيجية، تكتيكاته الانتحارية التي تتحول إلى انتصارات غير متوقعة، كل ذلك أعادني إلى كتب التاريخ.
وهنا تتحول العبقرية إلى عبقرية الذاكرة: كيف يمكن للفن أن يستدعي الماضي، لا ليعيد إنتاجه فقط، بل ليعيد مساءلته.
في هذه اللحظة، أدركت أن الأنمي ليس مجرد نوع فني واحد، بل هو مساحة لوجوه مختلفة من العبقرية:
مسلسل (Death Note): العبقرية الحسابية، حيث القصة معادلة، والكاتب لاعب شطرنج بارع.
مسلسل (Hunter x Hunter): العبقرية الفلسفية، حيث القصة سؤال مفتوح، والكاتب فيلسوف متنكر.
مسلسل (Attack on Titan): العبقرية التاريخية، حيث القصة ذاكرة، والكاتب مؤرخ يعيد صياغة الماضي.
تكشف هذه الوجوه الثلاثة أن الفن أداة تفكير.
قد يسأل قارئ: ولماذا كل هذا الجهد في قراءة الأنمي؟ أليس ترفيهًا في النهاية؟
الإجابة أن الترفيه ليس ضد التفكير، بل قد يكون أحيانًا مدخلًا أعمق إليه. فالأنمي يقدم لنا أسئلة الفلاسفة الكبار في قالب قصصي جذاب. يجعلنا نعيش تجربة السؤال بدل أن نقرأه في كتب جامدة.
هل يمكن للعدالة أن تتحقق بلا سلطة مطلقة؟ (Death Note)
هل نحن أحرار فعلًا أم مجرد دمى لقوانين لا نراها؟ (Hunter x Hunter)
كيف يُصنَع العدو في خطاب السلطة؟ وكيف يتحول الماضي إلى لعنة جماعية؟ (Attack on Titan)
ليست هذه الأسئلة مجرد أسئلة «أنمي»، بل هي أسئلة البشرية أجمع.
من هنا نفهم لماذا ينجذب الناس إلى الأنمي، ولماذا يستمر تأثيره عبر الأجيال. ليس لأنه «لطيف» أو «غريب»، بل لأنه ينقل الفلسفة والتاريخ والرياضيات إلى مسرح بصري يشارك فيه المشاهد.
يعلّمنا الأنمي أن العبقرية متعددة: قد تكون عقلًا يحسب، عقلًا يتأمل، أو عقلًا يتذكر. وقد تكون الثلاثة معًا.
بعد كل هذه التجارب، لم أعد أشاهد الأنمي كي أهرب من واقعي، بل كي أعود إليه بوعي مختلف. الأنمي يذكرني أن الإنسان ليس مجرد كائن يعيش اللحظة، بل عقل يفتّش عن معنى، وذاكرة تحمل تاريخًا، وخيال يحاول أن يحسب ويحلل ويبتكر.
وهذا بالضبط ما يجعل الأنمي، في جوهره، أحد أكثر أشكال الثقافة المعاصرة عمقًا.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


موفق في مهمتك العاجلة مع المدير 😎
يحدث أحيانًا أن تطبَّ عليك، من حيث لا تدري ولا تحتسب، مهمة عاجلة نهاية يوم الدوام. ليست عاجلة بالمعنى الطارئ، بل عاجلة لأنَّ مديرك قرَّر أنها عاجلة. ومن خبرتك تعرف أنَّ لن يصنع أي فرق لو أتممتها قبل التسليم النهائي (خلال أربع وعشرين ساعة) أو خلال أربعة وعشرين يومًا. ولن يصنع فرقًا لو أنت توليت هذه المهمة أو أي شخصٍ آخر، لأنها ليست مهمة إبداعية أو متخصصة مهاريًّا، بل مهمة عامة يمكن لمتدرب أن يقوم بها.
على الأغلب يومك مزدحم أصلًا بالمهام، وعادةً ستكون أمام خيارين:
تنفذ مهمة المدير. هذا يعني أنَّك ستعمل خارج ساعات الدوام وترهق نفسك، لأنك احتللت الحيز الشخصي من يومك المفترض أن يكون لك. ربما لن تذهب إلى النادي، لن تذهب للمقهى للاسترخاء، لن تقضي وقتًا مع عائلتك.
ترفض تنفيذ المهمة بأسلوب لبق، مع تبرير موجز لانشغالك مسبقًا بمهام أخرى لها أولوية إنتاجية على المهمة المتعلقة بمستقبل بعيد نسبيًّا.
نتيجة الخيار الأول الاحتراق، لأنك الآن أثبت توافرك ليلًا نهارًا لهذه النوعية من المهام «العاجلة» غير الطارئة، واستعدادك للتضحية بصحتك الجسدية والنفسية.
نتيجة الخيار الثاني أفضل بكثير بالتأكيد، لأنك وضعت حدودًا لوقتك وطاقتك. لكن ماذا لو كنت تعمل في بيئة عمل لا تتعامل بأسلوب صحي مع وضع الحدود، أو لديك خشية من التأثير السلبي لهذه الخطوة على تقييم عملك أو حتى على ارتياحك في العمل؟ (ويفترض ألا تكون لديك هذه الخشية أصلًا، لكننا بشر قد يصيبنا القلق عمومًا، وبيئات العمل لا تمشي دومًا وفق النظام المثالي.)
لهذا فإنَّ الخيار الثالث الذي بات متاحًا لنا ولك: استعن بـ«جي بي تي».
إن كنت من جيل زد، على الأغلب لست في انتظار هذه النصيحة. لكن إن كنت من الجيل الأكبر قد تراودك مخاوف أخلاقية اعتبارية، وتريد لعملك أن يكون بشريًّا من الألف إلى الياء وإلا قد تظن أنك غششت.
في الواقع، «جي بي تي» أبدًا لن يوصلك إلى الياء، لكن سيقوم عنك بالمهمة من الألف إلى السين كحد أقصى، أي الجانب التجميعي غير الإبداعي لأجزاء المهمة الذي يستغرق الوقت الأطول والجهد الابتدائي الأكبر، ويترك بقية الحروف للمستك الشخصية المهارية والإبداعية والتحليلية؛ وأيضًا سيترك لك مهمة التأكد من عدم هلوسته. 😬
هكذا تكون قد أنجزت المهمة العاجلة غير العاجلة بوقت قصير وجهد مركّز لا يسلبك مخزون وقتك وجهدك الذي خصصته لحياتك اليومية الشخصية. ويكفي أن يودعك «جي بي تي» مع هذه الرسالة التي تجعلك تشعر وكأنك محور الكون لديه: 😌
موفق في مهمتك مع المدير، وإن احتجت إلى أي إضافة أو تعديل أنا إلى جانبك دومًا. ✨
(رسالة جانبية للمدير: إذا المهمة بسيطة ويستطيع «جي بي تي» مساعدتك على تنفيذها، لا ترهق أعضاء فريقك بها💁🏻♂️.)
إعداد🧶
إيمان أسعد

«ليس بوسعي خلق النور. أقصى ما أستطيع فعله وضع نفسي في مسار ضيائه.» آني ديلارد
هيفاء القحطاني تكتب عن أصدقاء الطفولة، وأثرهم في رسم علاقاتنا المستقبلية.
الضرورة الصحية لوجود الملل في حياتك.
سيدة الباص الأحمر.

لا نحتاج الجنيَّات في أفلام الكرتون.
حبسة الكاتب وتسليع الإبداع.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.