هل سنكون الجيل الذي لا يترك أثرًا مستعملًا؟ 🧳
زائد: هل تعاني حدبة اليأس في سن العشرين؟

طمِّنا عليك: هل تعاني «حدبة اليأس» وأنت لا تزال في العشرين؟ 😳
نسألك بعد قراءة تقرير على الإيكونومست يقول إنَّ «حدبة اليأس» انتقلت من الكهول الذين يعيشون خريف العمر إلى الشباب الذين يعيشون ربيع العمر. ولأول مرة الشباب هم الأكثر عرضة للاكتئاب واليأس من الجيل الأكبر.
بالطبع، مثل بقية التقارير والدراسات والإحصائيات، لن تخرج بنتيجة واضحة ولن نعرف لماذا قررت حدبة اليأس هذا الانتقال بين الجيلين ربما بسبب منصات التواصل الاجتماعي أو ضغوط بيئة العمل النفسية أو الوحدة. في كل الأحوال، وخذها ممن حملت حدبة اليأس في ربيع عمرها وخريفها: «ترى السالفة ما تسوى»، ولا شيء يستحق أن تعيش حياتك مع هذه الحدبة في أي مرحلة عمرية من حياتك. 🤷🏻♀️
في عددنا اليوم، يتأمل محمود عصام الإرث الرقمي الذي نتركه (أو لا نتركه) خلفنا، ويقارنه بإرثنا من الأغراض المستعملة وقدرتها على مقاومة تحدي الزمن. وفي «لمحات من الويب»، نودعك باقتباس من باولو كويلو عن أهمية الخروج من منطقة الراحة والأمان، ونعرف العلاقة ما بين صناعة الأزياء في اليابان ووجود الفاكس. 📠🤔
إيمان أسعد

هل سنكون الجيل الذي لا يترك أثرًا مستعملًا؟ 🧳
أزور المكتبة أحيانًا بلا نيَّة واضحة للشراء؛ أتنقّل بين الرفوف، أتصفَّح كتابًا، أقرأ فقرة عابرة منه، ثم أعود به إلى المنزل وقد اشتريته. حدث مرةً أن عدت بكتاب لروائي كبير، فاكتشفت في صفحته الأولى إهداءً بخطِّه إلى قارئ آخر. أحسست حينها أن الكتاب لا يخصني، وكأنني انتزعته من صاحبه قسرًا، فعدت إلى المكتبة لاستبداله بنسخة أخرى.
يراودني الإحساس نفسه كلما تجولت في أسواق الأغراض المستعملة؛ حيث تُعرض وثائق شخصية وصور فوتوغرافية ودفاتر تركها غرباء من زمن بعيد. لكن سؤالًا بدأ يلح علي مع انتشار مقاطع تك توك التي تكشف خبايا تلك الأسواق: بعدما تحوّل أغلب ما نمتلكه من وثائق وصور إلى نسخ رقمية، أصرنا نضمن أنَّ أشياءنا لن تضيع بعدنا وتصير بضاعةً مستعملة للبيع؟
النسخ الرقمية يفترض أن تكون أكثر أمانًا، فهي لا تتلف ولا تتآكل، لكن تسارع التقنية كشف هشاشة هذا التخزين. فشركات التقنية العملاقة في نهاية المطاف ليست متاحف عامة، بل مؤسسات تجارية لا يعنيها أرشيفنا، بقدر ما يعنيها بيع نسخها الجديدة، حتى وإن كان ذلك على حساب حذف ما خزّناه على نسخ الأمس.
لدينا بالفعل تجارب مريرة؛ فالأسطوانات المدمجة من التسعينيات تآكلت وغدت مجرّد خردة في الأدراج، وضاع معها ما احتوته من بيانات. واليوم نكرِّر الخطأ نفسه مع التخزين السحابي، الذي نتعامل معه كفضاءٍ لا ينفد، فنكّدس الملفات دون فرز أو انتقاء، ليصبح مخزننا السحابي مع الوقت مساحةً ممتلئةً ومهملةً إلى الأبد.
هنا يظهر سؤال آخر: ماذا ستخسر الأجيال القادمة باختفاء آثارنا الملموسة وضياعها؟ يؤكّد راسل بيلك، الأستاذ في جامعة يورك، أن ممتلكاتنا المادية تصبح مع الوقت جزءًا أصيلًا من وجودنا، فيما يُعرَف بـ«الذات الممتدة».
فتلك الملاحظات على هوامش الكتب أو الخدوش التي تلحق بالأشياء نتيجة استخدامها هي شواهد على وجودنا وعلى فرادتنا. وهو ما اختفى رفقة الممتلكات الرقمية التي لا تكتسب حضورًا ماديًا في حياة مالكها، وتُختزَل في فكرة استهلاكها فقط، دون أن تمتلك ما يسمّيه عالم الأنثروبولوجيا إيقور كوبيتوف «السيرة الثقافية للأشياء»، حيث تتحوّل المواد الجامدة إلى أشياء مشبعة بالسياق الثقافي والتاريخي.
هكذا تمحو الرقمنة روابط خفيةً بيننا وبين الأجيال القادمة، متمثلةً في آثارنا الملموسة التي تدفعهم لتذكرنا، وتثير داخلهم الفضول اللازم نحو البحث ومعرفة المزيد عن حياتنا السابقة.
ربما لهذا السبب ترك بعض مصمّمي التقنية قديمًا بصماتهم فوق رقاقات السيليكون. فقد وُجدَت رسومات دقيقة مثل وجه مبتسم أو هرم مقلوب لا يتجاوز عرضها 0.004 بوصة، تعود إلى مصمّمي سبعينيات القرن الماضي، أشبه بأحافير صغيرة يتعقّبها اليوم علماء الآثار التقنيين. وكأنها محاولة لترك أثر شخصيٍّ خفيٍّ داخل الأجهزة التي أُوكِل إليها طمس آثار البشر الملموسة ورقمنتها.
رغم اجتياح التقنية الرقمية لكل شيء حولنا، فهناك انتعاشٌ للتقنيات التقليدية التي تقدّم تجارب ملموسة مثل الكاميرات القديمة أو أسطوانات الفينيل، حيث وجد الناس فرصةً للتمهّل، والاستمتاع بالنشاط نفسه، والتواصل مع الجوانب الملموسة للإبداع. حتى عيوب تلك الأجهزة وجد الناس فيها تفردًا يتحدّى الدقّة الفائقة التي تنتجها لنا التقنية الحالية.
وربما للسبب ذاته تعلَّق الناس بمقتنيات شديدة العادية في الأسواق المستعملة، وكأنها فرصة لالتقاط الأنفاس في هذا العالم الرقمي الذي يدفعنا لترك الدنيا دون أثر ملموس، وكأننا نودّع تلك الحقبة متشبّثين بجمال منقوص في مواجهة كمال قبيح.
هكذا تغيّرت نظرتي إلى الأسواق المستعملة، وتفهمت مع الوقت سرَّ تعلُّق الناس بها، وتعلُّقي بالكتب التي خطَّ فيها أبي ملاحظاته، وأيقنت تمامًا لماذا لا أريد أن أحتفظ بكتاب يحمل إهداءً لا يخصني ولو كان من كاتب كبير، بدلًا من كتاب أخطّ فيه بيدي ملاحظات وإشارات تحمل بصمتي الشخصية، ثم أتركه لأولادي لعله يذكرهم بي.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


لا أدري أي خوارزمية، على أي منصة، اقترحت عليّ قراءة رواية «المخادع الحقيقي» (The True Deceiver) للروائية الفنلندية توفه يانسون، فاقتنيتها. ثم قرأت في المقدمة إشارة إلى قصة من عملها الأشهر على الإطلاق، سلسلة كتب الأطفال «وادي الأمان» (Moomin Family)، فاقتنيت السلسلة بأكملها. 📚
والسؤال: لماذا جرى تعريب السلسلة إلى «وادي الأمان»؟
قد تظن للوهلة الأولى، مثلما ظننا جميعًا، أنَّ الاختيار نبع من التشابه اللفظي بين «مومن» و«أمان». لكن ربما ثمة تفسيرٌ آخر.
تعرّفنا القصة الأولى في السلسلة إلى هذه العائلة، والمكان الذي تعيشه. وضمن هذا التعريف تقول الراوية:
«على ضفاف هذا النهر، يعيش أفراد العائلة مغامرات كثيرة وغريبة، ودومًا ما يصطحبون معهم إلى البيت أصدقاءً جدد. وعلى الدوام، وبهدوء، يرحب الأب والأم بالضيوف: يضيفان سريرًا وطبقًا إضافيًّا على مائدة الطعام. وهكذا ظلَّ بيت العائلة مكانًا يفعل من فيه ما يريد، ونادرًا ما يقلق من الغد.»
أوليس هذا تعريف الحياة بأمان؟ لا أمان العزلة والانطواء والإقصاء، بل أمان البيت الدافئ الذي يرحب بالجميع، ويشجع الجميع على اختبار ما تحمله الحياة من مفاجآت، لأنَّ ثمة مكانٌ آمن تعود إليه مهما آلت إليه نتيجة المغامرة. 🏡
إعداد🧶
إيمان أسعد

«القارب يظلُّ آمنًا في الميناء، لكنه لم يُبنَ لهذا الغرض.» باولو كويلو
كرنج…كلمة صرنا نستخدمها كثير في حياتنا.
أيش العلاقة بين تصميم الأزياء في اليابان وتمسُّك اليابانيين بالفاكس؟
وأنت كيف تشع؟

عالج الإيجابية السامَّة بالتفاؤل المأساوي.
خدعة الحنين لدى جيل الطيبين.


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.