لماذا ننام؟ 💤
زائد: تناقص عيال العم والخال!

لماذا يقل عدد أشقائك عن عدد أخوالك وأعمامك؟
لاحظت هذا الأمر شخصيًّا في أسرتي، حيث قل عدد المواليد مع كل جيل من أقاربي مقارنة بمعدل إنجاب أجدادنا وجداتنا.
وهذا حال الأسر في معظم دول العالم، التي تشهد الآن انخفاضًا في معدلات الإنجاب لأسباب اجتماعية واقتصادية، كغلاء المعيشة.
ومع هذا الانخفاض المستمر في عدد السكان الذي تشكله ظروف كل جيل، قد تصبح بيوت الجدات في المستقبل أكثر هدوءًا ووحدة، وقد يقل فيها التآخي بين أولاد العم والخال، أو حتى اعتماد الأجداد على الأحفاد، مما سيُفقد مجتمعاتنا الأواصر التي تتميز وتنهض بها. 🧑🧑🧒
في عددنا اليوم، أكتب عن سبب حاجتنا إلى النوم، وما يحاول جسدك أن يخبرك به عندما تشعر بالنعاس. وفي «خيمة السكينة» تشاركك أريج المصطفى كيف تغيرت ردة فعلها حين تطلب ابنتها اللعب معها. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس عن اللحظات المضيئة التي تنسينا عناء الانتظار، ودليل لما تحتاج إلى معرفته وتجربته في العشرينات من عمرك. 💪🏽
خالد القحطاني

لماذا ننام؟ 💤
من أكثر الأشياء التي خشيتها في نشأتي، خصوصًا في إجازة الصيف، كان إعلان أمي بأن حان وقت النوم. إذ كان للسهر مع إخواني وأقاربي ونحن نلعب «حرامي السيارات» و«طرزان» على «بلايستيشن 2»، حلاوة تتغلب على أي راحة.
ومع أن التعب كان يثقل أجفاننا، إلا أننا كنا نمضي ساعات نتحدث ونلعب، نراقب أشعة الشمس تتسلل إلى صالتنا معلنة شروقها، وندخل يومًا جديدًا ونحن لا نزال مستيقظين.
لكن مع مرور السنوات، قدَّمتُ النوم والراحة على اللعب، وأصبحت عادة السهر نادرة، إلا إذا اضطرتني إليه متعة السمر مع الأصدقاء، أو ظروف المرض والسفر. وصاحب التخلي عن هذه العادة تغيُّر جسدي على نحوٍ إيجابي: كلما أعطيته الراحة وساعات النوم التي يستحقها، وجدت جسدي يكافئني «بالروقان» ومستويات عالية من الطاقة تعاونني خلال يومي. فكما يقول المثل: «نام بكير، واصحَ بكير، شوف الصحة كيف بتصير».
زاد تقديري للنوم بعد تعلم فوائده وأهميته من منظور إسلامي، حيث حثنا الإسلام على الراحة والنوم لتقوية الجسد ومعاونته على العبادة. وسحرتني الطقوس والتجهيزات التي تصاحبه، من صلاة الليل، ودعاء النوم، وحتى الاستلقاء على الجانب الأيمن.
يمنحنا النوم، كذلك، قدرةً على التشافي؛ فقد ساعد النوم الروائي نجيب محفوظ على نشر «أحلام فترة النقاهة»، بعدما انقطع عن الكتابة ست سنوات نتيجة محاولة اغتياله في 1994.
وبعدما تغيرت علاقتي مع النوم ومعرفتي بفوائده التي لا تحصى، يبقى اللغز الذي أحاول حله هنا: لماذا ننام؟ أو بالأحرى، ماذا تخبرنا أجسادنا عندما نشعر بالنعاس؟
ردَّ الفلاسفة تاريخيًا سبب النوم إلى انقلاب النهار والليل، وأن أجسادنا تعيش بتناغم مع تناوبهما. وبنوا فرضيتهم على ما لاحظوه في الأشجار التي تفتح أوراقها في النهار وتغلقها في الليل. ثم تطور هذا المفهوم لما يعرف الآن بالساعة البيولوجية، وأن إيقاع الأحداث الحيوية في المخلوقات الحية، ومنها النوم، يُعزَف داخل أجسادنا، ولكن يتم ضبطها وتنظيمها ضمن إشارات من البيئة حولنا، كضوء أشعة الشمس ودرجة الحرارة.
فإذا كان مصدر النوم داخليًّا فما الذي يسببه بالضبط؟ هل ثمة عضو معين مسؤول عنه، أم أنها عملية تحدث باجتماع عدة أعضاء؟
أول تجربة أجراها العلماء في مجال النوم للإجابة عن هذا السؤال كان للعالمين ريني ليقندري وهينري بيورن في 1907. ورغم قسوتها، إلا أنها ولَّدت لنا دليلًا لا يُنكَر بأن الجهاز العصبي هو من يتحكم بالنوم، وأن الإجابة لسؤالهم تكمن في الدماغ.
أخذ العالمان كلبين سليمين، وربطاهما بجدار بحيث لا يمكنهما الجلوس أو الاستلقاء. فاضطر الكلبان إلى البقاء مستيقظين عشرة أيام. وبعد انتهاء مدة التجربة، استخرجا من جسدي الكلبين السائل الذي يسبح به الدماغ والنخاع الشوكي (cerebro-spinal fluid)، ثم حقناه في كلبين مختلفين. بعد ساعة من إتمام الحقن، نام الكلبان الآخران مباشرةً!
أشارت هذه النتيجة إلى وجود مكون سحريّ في السائل لم يعرفا ماهيته، وهو ما سبب نوم الكلبين في فترة قصيرة رغم أنهما لم يكونا متعبين. وأطلق العالمان على المكون اسم «هيبنوتوكسن» (hypnotoxin).
تبعت هذه التجربة محاولات عديدة في معامل ومراكز أبحاث حول العالم، أثبتت أن النوم أساسي للصحة والمناعة، وحتى بناء الذاكرة من ناحية ترسيخ الذكريات والتجارب التي نمر بها. كانت كل دراسة تقربنا أكثر إلى كشف ما يحتويه السائل الغامض. وبعد قرن من المحاولات، وجد العلماء أخيرًا في دراسة جديدة طبيعة هذا المكون، ووصفًا للعملية.
حتى نحوِّل ما نأكله ونشربه إلى طاقة تستخدمها أجسادنا، تعتمد خلايانا على محطات لتوليد الطاقة اسمها الميتوكوندريا. وفي أثناء التفاعلات الكيميائية الهادفة إلى إنتاج الطاقة، يُنتَج جُسَيْم ذري بشحنة كهربائية سالبة اسمه الإلكترون. وتحرص خلايانا على إبقاء الإلكترون داخلها، إلا أن بعضه يتسرب خارجها. والمشكلة في تسربه أنه قد يتفاعل مع عناصر كيميائية أخرى، كالأكسجين مثلًا، مما ينتج عنه مركبات سامة. وإذا تراكمت تلك المركبات قد تدمر الميتوكوندريا وعضيَّات أخرى داخل الخلية.
لذلك كلما بقينا مستيقظين، واستهلكنا المزيد من الطاقة التي تنتجها لنا الميتوكوندريا، تتراكم الإلكترونات خارج الخلايا العصبية المسؤولة عن النوم، مرسلةً إشارة إلى دماغنا بأننا متعبون وبحاجة إلى الراحة.
وفي هذه اللحظة، تُعكَس العملية أثناء نومنا، حيث يستطيع هذا النوع من الخلايا العصبية أن يعيد توازن كميات الإلكترونات داخلها وخارجها، مما يخفف تراكم المركبات السامة، ويرمِّم الميتوكوندريا المتضررة.
هكذا يؤدي النوم إلى تشافي الجسد، لا على المستوى النفسي والعضوي فقط، بل حتى على مستوى الخلايا والجزيئات كما شرح العلماء في هذه الدراسة. وهذا يعني أنَّ نداء جسدك للراحة ليس ترفًا، بل ضرورة، وطلبًا منك لكي تعينه على حاجته إلى ترميم مولدات طاقته.
لهذا عليك أن تنصت بانتباه إلى كل إشارة نعاس أو إرهاق أو ألم يرسلها إليك جسدك؛ ففي كل إشارة، يحاول أن يخبرك شيئًا لكي يساعدك.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


نلعب مع أطفالنا.. لأجلنا
في كثير من الأوقات، حين تطلب ابنتي مني اللعب معها، أشعر أنني أثقل من أن أستجيب. وأجدني نتفاوض طويلًا على المدة، حتى نصل إلى حل وسط. كنت أحرص على تلبية طلبها، مدفوعةً بإيماني بمدى أهمية هذا الوقت لنا معًا. ومع أنني أؤديه أحيانًا بلا رغبة، إلا أنني أمارس اللعب كواجب أمومي لا مفر منه.
ثم صادفت مقطعًا للمدربة إيمان بطيخة، تقول فيه: «إنَّ عدم اللعب مع الطفل خيرٌ من اللعب معه بملل»، وإنَّ أثر اللعب المرجوّ على دماغ الطفل يبهت تمامًا إذا شعر الطفل أن والده أو والدته يؤديانه على مضض.
قلب هذا المقطع فكرتي تمامًا. فأنا لا أريد أن يتحول وقتنا معًا إلى عبء تستشعره، لذا بدأت أبحث عن ألعاب تسليني كما تسليها. شيئًا فشيئًا، تغيَّر مزاجي تجاه هذا الوقت. لم أعد أتعامل معه كمهمة ثقيلة، بل كاستراحة من يومي، ديتوكس هادئ أُبعِد فيه هاتفي، وأترك نفسي تنساق لقواعد ابنتي التي قد تطلب مني ألا أتحرك أبدًا وأنا أؤدي دور مولودتها كما تتخيله هي.
لم أصل بعد إلى مثالية الانسجام، لكني أحاول. صارت لحظات اللعب تعيدني إلى منطقة هدوء كنت قد ابتعدت عنها، دون أن أشعر، في زحام الركض اليومي، لا سيما مع إدمان الخوض في دوامة الإنجاز المحسوس.
بعض المهام تبقى ثقيلة مهما غيَّرنا رؤيتنا؛ لكن أحيانًا، تغيِّر الفكرة مكانها في القلب، فيخف الثقل، ويولد شعور جديد.. أقرب للرضا، أو للسكينة.
أحيانًا، قد يكون كل ما نحتاجه -نحن- أن نلعب مع أطفالنا.
إعداد 🧶
أريج المصطفى

«هناك لحظات في الحياة نشعر فيها بأن كل ما عشناه، وكل ما حلمنا به، وكل ما تخلينا عنه، كان يجهزنا للحظة واحدة فقط. لحظة قصيرة لكنها مضيئة، لحظة نجد فيها معنى وجودنا كله.» يوكيو ميشيما
إذا كنت عشرينيّ، هناء جابر تعطيك دليل النجاة.
تقرير بصري ممتع عن الوحي خلف تصميم شوارع «افتح يا سمسم» (الأمريكي).
لا تخلي أفكارك آيسكريم فانيليّة.
لما الموارد البشرية تتهمك بالعدوانية!



نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.