حرب إيران وإسرائيل ستعود

تدعي إسرائيل أن هدفها من الحرب تقويض برنامج إيران النووي، إلا أن هدفها الحقيقي -كما قال نتنياهو صراحةً- هو إسقاط النظام. فلماذا توقفت الحرب قبل إتمام هذه المهمة؟


مثّل التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل، الشهر الماضي، تحوّلًا استثنائيًّا في تاريخ الشرق الأوسط، وبالذات مع الارتباط الأمريكي النوعي في مجرياته.

بعد موافقة الطرفين على وقف لإطلاق النار، بوساطة أمريكية وقطرية، يستشرف هذا العدد مستقبل هذه الهدنة، وفرص عودة الطرفين للحرب مرةً أخرى، والمآلات التي ستتحقق بسبب ذلك على حاضر الشرق الأوسط ومستقبله.

قراءة ماتعة!

عمر العمران


تصميم: أحمد عيد
تصميم: أحمد عيد

على مدار عقود طويلة، سعت إسرائيل جاهدة للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ ضربة عسكرية مباشرة تستهدف البرنامج النووي الإيراني. ومنذ بداية بروز المخاوف الإسرائيلية من تحول إيران إلى دولة تمتلك قدرات نووية، حملت هذه القضية أبعادًا أمنية واستراتيجية بالغة الحساسية، أصبحت مع مرور الوقت من أكثر القضايا إلحاحًا على أجندة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ورغم تأكيد الإدارات الأمريكية المتعاقبة مرارًا وتكرارًا أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، فإن كل رئيس أمريكي، أيًّا كان معسكره السياسي، فضّل في نهاية المطاف أن يسلك المسار الدبلوماسي خيارًا أولًا في التعامل مع الطموحات النووية الإيرانية. وكانت الدبلوماسية في نظر واشنطن أقل خطورة وأكثر فعالية من العمل العسكري، سواء كان أمريكيًّا أم إسرائيليًّا، خاصة في ظل التعقيدات الجيوسياسية والتداعيات الإقليمية والدولية المحتملة لأي هجوم عسكري على إيران.

لكن الشهر الماضي شهد تحولًا استثنائيًّا وغير مسبوق في هذا النهج التاريخي. فبعد عقود من الرفض الأمريكي المستمر، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب «نعم»، وأعطى الضوء الأخضر لتنفيذ هجوم مباشر على المواقع النووية الإيرانية. هذا القرار الجريء نقل شكل التعاطي مع الملف النووي الإيراني إلى منطقة أخرى، وزاد -بالتأكيد- حالة القلق في عموم المنطقة إزاء هذا الملف.

ما حدث أنه بعد أيام من الترقب وحالة من عدم اليقين والضبابية، نفذت الولايات المتحدة ثلاث ضربات دقيقة ومركّزة استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسة، أبرزها الموقع المحصن في فوردو، ومنشآت أخرى في ناتنز وأصفهان. هذه الخطوة مثّلت انتصارًا كبيرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لطالما دعا إلى اتخاذ مواقف متشددة ضد إيران ولم يفلح في جرّ أمريكا معه. لم يتردد نتنياهو في التعبير عن امتنانه العميق للرئيس ترمب، ووصف هذا القرار بأنه «تاريخي وجريء»، وبأنه سيغير مسار التاريخ تغييرًا حاسمًا.

لم تتأخر إيران في الرد، وسارعت إلى تنفيذ هجوم صاروخي استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، إلا أن الهجوم كان رمزيًّا إلى حد كبير؛ إذ أُبلغت قطر مسبقًا قبل ساعات من تنفيذه. والمفارقة أن إيران اختارت قطر تحديدًا لعلاقتها الإيجابية معها، ولأنها الهدف الأقل تصعيدًا في الخليج. والمؤكد من هذا كله أن طهران اختارت الرد المحدود. وفي أعقاب هذه التطورات الدراماتيكية، سارع الرئيس ترمب إلى إعلان اتفاق كامل وشامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

ما بعد فوردو: بين الادعاءات الأمريكية والتشكيك الإسرائيلي

العملية العسكرية التي افتخر بها مسؤولو الإدارة الأمريكية، والتي استهدفت بشكل رئيس منشأة فوردو المُحصّنة، إضافة إلى منشأتي ناتنز وأصفهان، كانت، بلا أدنى شك، عملية متقنة ومبهرة في تفاصيلها الفنية والتقنية

وعلى الرغم من هذا الإنجاز، فإن الجانب الإسرائيلي أبدى حذرًا وتشككًا عميقين تجاه نتائج هذه العملية. بالنسبة للإسرائيليين، هناك قلق كبير من أن اليورانيوم المخصب بمستويات عالية والمعدات الحساسة قد نُقلت مسبقًا إلى مواقع سرية وغير معروفة قبل بدء الهجوم الأمريكي، مما يجعل فعالية هذه العملية على المدى الطويل موضع شك بالنسبة لإسرائيل.

في حين اتسمت تصريحات القيادة الأمريكية بالثقة والتأكيد التام على تحقيق الهدف، حيث سارع الرئيس ترمب بإعلانه الواثق: «فوردو لم تعد موجودة»، وتبعه وزير دفاعه هاغيست، مؤكدًا القضاء الكامل على المشروع النووي الإيراني.

السؤال الأكبر الآن: إلى أي حد تضرر البرنامج النووي الإيراني؟

بينما صرح ترمب ووزير دفاعه بأن البرنامج الإيراني تعرض لدمار شبه كامل، أشارت تقارير استخباراتية أخرى، بما في ذلك تقديرات جهاز الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، إلى أن العناصر الأساسية للبرنامج النووي الإيراني لا تزال سليمة إلى حد كبير، وأن تقدم البرنامج تأخر لفترة لا تتجاوز بضعة أشهر إلى عامين كحد أقصى. كما أنه اختفى أكثر من نحو 400 كيلوقرام على الأقل من المواد الانشطارية عالية التخصيب. ولا أحد يعلم عدد أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي نجت. مع تضارب كبير في التقييمات.

هذا التناقض في التقديرات بين واشنطن وتل أبيب لا يمكن فصله عن الاعتقاد الإسرائيلي العميق بأن إيران لا تزال على عتبة امتلاك القدرة النووية، وأنها تمتلك بالفعل المعرفة العلمية والقدرة التقنية اللازمة لصنع قنبلة نووية بدائية، على الأقل، وفي غضون أشهر. وعلى الأرجح أن إيران، رغم هذه الضربة العسكرية، ما زالت تحتفظ بالعديد من العناصر الأساسية لبرنامجها النووي.

من جهة أخرى، لا يمكن تجاهل أن حرب الأيام الاثني عشر تسببت في أضرار جسيمة في قوة إيران الصاروخية ومنظومات دفاعها الجوي، مما أضعف القدرات العسكرية الإيرانية إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن طهران اليوم في مرحلة إعادة البناء والترميم السريع، وما زالت متمسكة بقوة بحقها في تخصيب اليورانيوم. وهذا الأمر يفتح الأبواب أمام احتمال قوي لاندلاع جولة جديدة من التصعيد العسكري قريبًا، خاصة في ضوء السياسة الإسرائيلية المعلنة، التي ترى في قدرة إيران على إعادة بناء برنامجها النووي والصاروخي تهديدًا وجوديًّا لأمنها القومي.

الحقيقة أن إصرار ترمب على أن الضربة الأمريكية حققت أهدافها، ومنعه إسرائيل من انتهاز ما رأته فرصة نادرة، أعني حالة الضعف الإيراني وإمكانية تدمير النظام الإيراني تمامًا، يطرح بدوره تساؤلات عميقة حول الأسباب التي دفعت ترمب لاتخاذ قرار استهداف إيران ابتداءً.

لماذا وافق دونالد ترمب على ما رفضه سابقوه بشدة؟

الحقيقة أن هذا التساؤل تصعب الإجابة عنه. وهنا يظهر الدور الأمريكي بصورة أوضح وأكثر تعقيدًا؛ فمن جهة بدا ضغط ترمب على إسرائيل وعلى نتنياهو قبيل الحرب تضليلًا مخططًا له بدقة، منح إسرائيل الغطاء اللازم لشن هجماتها الاستباقية في غفلة إيرانية.

خاصة أن هذا الدعم الأمريكي لنتنياهو ظهر واضحًا وصريحًا في أكثر من مناسبة مؤخرًا، حيث وصف ترمب نتنياهو بأنه «بطل حرب»، وعدّ إيقاف محاكمته بتهم الفساد ضرورة استراتيجية لاستكمال النصر. كما أعلن ترمب أن الولايات المتحدة، التي تنفق مليارات الدولارات سنويًّا لدعم إسرائيل، لن تسمح لأي طرف بالتدخل في سياستها تجاه إسرائيل. كما تحدث عن «عمل ضخم» وعضّده نتنياهو بأنه يتمثل في «تغيير الشرق الأوسط سوية». 

هذه العبارة وإن كانت مبهمة، فإنها توحي بوجود رؤية مشتركة بينهما تتجاوز مجرد قصف المواقع النووية الإيرانية، وتسعى نحو إعادة ترتيب شامل للمنطقة وفق المصالح الإسرائيلية - الأمريكية، هذا كله ممكن ويُردد، مثل ما يُردد أن رئيس وزراء إسرائيلي ماكر تعمّد إجبار رئيس ساذج على التخلي عن المفاوضات التي كانت على وشك تحقيق اختراق كبير.

لكن الأقرب للتصديق، وما يبدو أنه حدث فعلًا، هو أن ترمب رأى نجاحًا إسرائيليًّا بداية الحرب، وفرصة تاريخية (سهلة) له للظهور على أنه رجل الحسم والانتصار وتغيير المعادلة الإقليمية إلى الأبد، وأراد اغتنامها، خاصة مع زخم الانتصارات العسكرية الإسرائيلية. ونتنياهو بالطبع لن يمانع في إعطاء ترمب هذا الفخر إن كان سيدخل أمريكا في الحرب ضد إيران، وربما تكمل الولايات المتحدة المهمة له.

وما فعله ترمب بعد استهدافه لفوردو وإصراره على الهدنة يؤكد أنه لم يتغير، بمعنى أنه لم يؤيد إسرائيل اتباعًا لاستراتيجية واضحة، بل كان كعادته مدفوعًا بدوافع ظرفية ومعاملاتية ويتبع الفرصة السانحة أيًّا كانت. وهذا هو النسق المتبع لدى ترمب، سواء كان في رفعه العقوبات عن سوريا أو تفاوضه مع حماس والحوثيين دون تنسيق إسرائيلي.

في السياق ذاته، يبدو أن ترمب، صاحب الطبيعة البراغماتية والتجارية، وعلى عكس أغلب من سبقه من رؤساء أمريكا وبالأخص بايدن، لا ينظر إلى إسرائيل نظرة عاطفية ووجدانية، بل الأرجح أنه يستخدم نتنياهو وإسرائيل بوصفهما أداة ضغط وتفاوض في مختلف الملفات، سواء الداخلية الأمريكية أو الدولية، لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية. فترمب الذي لم يتمكن من تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف الإيراني عبر المفاوضات، اتجه نحو تبني النهج الإسرائيلي المتشدد، خاصة بعد النجاحات الإسرائيلية العملياتية الميدانية، أملًا في تحقيق نصر سياسي يمكن استثماره داخليًّا وخارجيًّا.

قواعد الضغط على ترمب: الريح الداخلية في أي اتجاه؟ 

الضربة العسكرية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو هي نموذج واضح لتأثر ترمب بالصقور ومؤيدي إسرائيل في البداية، لكن تراجعه السريع ومحاولته التهدئة عبر تصريحات نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي شدّد على أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران بل مع برنامجها النووي فقط، هي إشارة هامة تبين تأثير تيار آخر متنامٍ داخل قاعدته الرئيسة. 

لا شك أن هناك الكثير من العوامل الداخلية التي تصب في تحفيز ترمب نحو الانجراف مع رغبات نتنياهو، فالمتابع لترمب يعلم أنه تاريخيًّا يعتمد اعتمادًا كبيرًا على القاعدة الدينية الإنجيلية في الولايات المتحدة ويحرص على إرضائها. لذلك، يحرص على إظهار نفسه في الكثير من تصريحاته على أنه مختار دينيًّا وتستهدفه عمليات الاغتيال والمحاولات السياسية والقضائية الجائرة لإسقاطه، في صراع بين الخير المطلق والشر المحض. هذه اللغة والأسلوب ذو المضامين الدينية مفيد له مع قاعدته العريضة.

ومراعاة ترمب لهذه القاعدة دفعه لاتخاذ قرارات إسرائيلية خالصة، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، والدعم المطلق للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية، إضافة إلى تعيينه لأمثال مايك هاكابي وإليز ستيفانيك، وهما مؤيدان تأييدًا مطلقًا لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، مايك هاكابي، السفير الأمريكي الحالي لدى إسرائيل، معارض لحل الدولتين، ويدعم ضم الضفة الغربية ويرى أن إسرائيل تملك «حقاً إلهيًّا» فيها، ونفى وجود «احتلال» أو هوية فلسطينية. في حين تُعرف إليز ستيفانيك، التي رشحها ترمب سفيرة للأمم المتحدة عام 2024، بانتقادها للأمم المتحدة بسبب «معاداة السامية».

لكن بالمقابل، هناك حالة انقسام كبيرة داخل حركة «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» (ماقا)، وهناك انتقاد متزايد حول ما يظهر أنه تبعية أمريكية لنتنياهو وإسرائيل، خاصة من تيار مؤثر ومتنامٍ داخل الحركة يتبنّى مبدأ «أمريكا أولًا»، ويعارض بشدة التدخلات الخارجية التي لا تخدم المصالح الأمريكية المباشرة. حيث بدأت التساؤلات بصراحة عن الأساس الذي تقوم عليه السياسة الخارجية الأمريكية الداعمة لإسرائيل دعمًا مطلقًا وغير مشروط. ويرى هؤلاء أن هناك ما يُسمّى بـ«اللوبي الإسرائيلي»، الذي يعمل على تحريف الأولويات الأمريكية، ويستندون في خطابهم إلى لغة لم تكن سائدة من قبل إلا في الأوساط اليسارية، مثل بعض الأكاديميات الأمريكية المعادية لإسرائيل. 

هذا الصراع الداخلي في قاعدة ترمب يتجسد بوضوح في التنافس بين الإعلام التقليدي المتمثل في شبكة فوكس نيوز، وبين التيار الجديد المتمثل في رموز مثل تاكر كارلسون وستيف بانون وغيرهم من الذين يروجون لسياسة انعزالية ويرون في التدخلات العسكرية، خاصة في الشرق الأوسط، لدعم إسرائيل خطأ فاحشًا. 

قد لا يكون هذا التيار الانعزالي مؤثرًا تأثيرًا كبيرًا الآن في قرارات ترمب الحاسمة، لكنه بالتأكيد إشارة مهمة جدًا إلى تغيّر مهم داخل الحزب الجمهوري؛ تغير في شريحة عريضة ومهمة لا تظهر تسامحًا مع سياسات إسرائيل وتأثيرها في صانع القرار الأمريكي. والملاحظ أن ترمب في فترته الثانية يعي هذه الانقسامات بين داعميه ويفهمها، ويحرص على إرسال إشارات مطمئنة وإطلاق تصريحات واتخاذ قرارات تميل إلى هذا الجناح الانعزالي المتنامي بسرعة داخل قاعدته. 

الحسبة الإيرانية

لفهم نهج إيران تجاه التحديات الخارجية، يجب النظر إلى رؤية المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي يقود البلاد منذ 1989. خامنئي، المولع بالتاريخ ودراسة الثورات، تأثر بتجربته الشخصية في الثورة الإيرانية عام 1979، واعتقاله المتكرر تحت نظام الشاه. وينظر إلى التاريخ من منظور أيديولوجي يركز على مقاومة الهيمنة الغربية، مستحضرًا أحداثًا، مثل انقلاب 1953 ضد مصدق، لتعزيز رواية النظام عن المؤامرات الخارجية. وخطاباته عادةً ما تكشف متابعته الدقيقة للأحداث العالمية، خاصة الثورات والانتفاضات، مثل ما حدث في بعض الدول العربية في 2011، أو انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط الشاه الذي شارك فيه

عززت هذه الدروس لدى خامنئي قناعة بعدم قبول أي مساومة تحت الضغط، والتمسك الصارم بمبادئ النظام الأساسية، وعدم محاولة تجديده، واختيار القمع على الإصلاح كلما تعرض لضغوط داخلية أو خارجية. وما يبدو إيمانًا راسخًا لديه بأن أي محاولة إصلاح حقيقية أو تغيير للنهج داخل إيران ستؤدي مباشرة إلى سقوط النظام. 

لذلك، علينا أن لا نتوقع تغيرًا إيرانيًّا، بل مزيدًا من سيطرة الحرس الثوري، مع حرص على امتلاك سلاح نووي، وبأسرع وقت، للتحوط من تغيير النظام. فوجود النووي حمى نظام كوريا الشمالية من السقوط، في حين أن غيابه سرّع من سقوط صدام والقذافي. كما أن هذه النزعة النووية متجذرة في العقل الإيراني -فالشاه نفسه كان يسعى للنووي- مدفوعة بإحساس عميق بالاستحقاق التاريخي واختلال ميزان القوة تجاه خصوم أقوى.

هل ستعود الحرب؟

مع أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية يبدو أنها قد وضعت أوزارها، إلا أن أسبابها ومحفزاتها لا تزال قائمة ونامية. فإن اتجاه إيران المحتمل لإعادة بناء برنامجها النووي والعمل المتسارع لإنتاج سلاح نووي يحفظ نظامها، كما أوضحت في الفقرة السابقة، والموقف الإسرائيلي المتوجّس من هذا التطوّر واستشعاره الفرصة التاريخية لتقويض النظام الإيراني وإسقاطه، وهو الهدف الإسرائيلي الواضح لهذه الحرب كما بدأت المقالة، سيغذيان تصعيدًا إسرائيليًّا سيفتح فصلًا جديدًا، ربما أشد وأحدّ، من هذه الحرب.


فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن
الملك الفارسي كورش الكبير، داخلًا مدينة همدان (غرب إيران اليوم)، حوالي 550 قبل الميلاد.
الملك الفارسي كورش الكبير، داخلًا مدينة همدان (غرب إيران اليوم)، حوالي 550 قبل الميلاد.

«قدّس اليهود الملك الفارسي كورش العظيم، وكتبوا عنه في الكتب المقدسة، عادّين إيّاه أداةً إلهية في تحريرهم.»

في مقالة «بعد الحرب مع إيران، كيف ستهدد إسرائيل الشرق الأوسط» يحلّل سليمان الوادعي العلاقة التاريخية بين اليهود والفرس، وامتداد تأثيرها في علاقة إيران وإسرائيل الحاضرة، وفرضية «التخادم» بينهما، وبالتحديد في سياق حربهما الأخيرة. ويختم المقالة بالتنبيه إلى التهديد الإسرائيلي المحتمل على المنطقة بعد حربها مع إيران.


*تعبّر المقالات عن آراء كتابها، ولا تمثل بالضرورة رأي ثمانية.

نشرة الصفحة الأخيرة
نشرة الصفحة الأخيرة
أسبوعية، الثلاثاء منثمانيةثمانية

مساحة رأي أسبوعية تواكب قضايا اليوم بمقالات ولقاءات تحليلية في مختلف المجالات، لتمنحك فرصة استكشاف الأحداث وتكوين رأي تجاهها.

+50 متابع في آخر 7 أيام