كيف أفقدني التوحد ابني جسّار

أكتب هذا العدد أنا أيمن الحمّادي منتج فنجان:

فيه شعور رهيب لما تلاقي ضيف لموضوع أو قصة رهيبة. شعور مهما وصفته بظل أبخسه.
يبدأ هذا الشعور من الاتصال الأول بالضيف. وأزعم إني طورت حدس جيد بعد إنتاج مئات الحلقات في فنجان وبعدما قاربت جهات الاتصال في جوالي من الوصول لألفي اسم، معظمهم ضيوف محتملين.

هذا الحدس كان المحرك لهذه الحلقة. صادفت حساب صالح قبل أسابيع وشدني جدًّا. تصفحته وما قدرت أحدد طبيعة الحلقة. طلبت من زميلي أحمد البحث في حساب الضيف وتصفحه لعلنا نحدد فكرة للحلقة. شاركني أحمد تغريدات عدة للمواضيع اللي يكثر صالح من ذكرها، لكن فكرة الحلقة ما اتضحت لي.

طلبته اتصال وعرّفت بنفسي وقلت له بكل غرابة الدنيا: «شف أنا أتوسم فيك خير وحدسي يقول إن فيه شيء رهيب معك نقدر نسوي منه حلقة، فودي أتعرف عليك» تخيل عزيزي القارئ، قلت له «ودي أتعرف عليك». إحراج؟ أفهمك.

استمر اتصالنا لساعة وأكثر، وأنا مندهش من صالح. توفرت فيه كل مقومات الحلقة الناجحة: «الصدق والأصالة»، كان صادق وشفاف وحقيقي مع شخص غريب مثلي، فتكلم عن موضوع ابنه جسار. اللي صار هو موضوع الحلقة.

جسار صالح التويجري، الابن الثالث لأبويه. بعد سنة وثلاثة أشهر من ولادته بدأ يتغير بسرعة، انقطع التواصل معه، وتوقف عن التفاعل الطبيعي مع والديه، وبدأ الشك يساور صالح وزوجته. كل المؤشرات كانت تقول إن جسار مصاب بالتوحد. لكن التشخيص الأكيد يحتاج لإتمام جسار عمر السنتين.

الآن بعد أن وصل جسار عمر التسع سنوات، صار عند صالح الرغبة أن يحكي عن تجربته. عن الاكتئاب والحزن والألم والصدق المسكوب في كل أنحاء حسابه في تويتر، الحساب اللي كان قارب النجاة له، بعد الله وزوجته أم عمار.

الحلقة مليانة صدق وحقيقية. متاحة الآن على تطبيق راديو ثمانية.

أشوفكم في الأعداد الجاية، حتى يعود الريّس أبومالح لاستلام الدفة ثانيةً.

عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.
توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎
سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.

توصيات الحلقة

• فِلم «The Reason I Jump» — وثائقي مأخوذ من كتاب يحمل الاسم نفسه، كتبه صبي ياباني بعمر الثالثة عشر، مُصاب بالتوحّد ولا يتكلم. يعرض الفلم معاناة خمسة أشخاص من بلدان مختلفة، يجمع بينهم الكتاب، الذي كان بمثابة دليل إرشادي لهم، لفهم أنفسهم، ولفهم عالم التوحد.

  

• فِلم «يمكن» — فلم قصير من إخراج مشعل الجاسر، يحكي عن معاناة المصابين بالتوحد، في ظل الصعوبات التي يواجهونها وسط مجتمع لا يفهمهم.

  

• فِلم «Miracle Run» — قصة حقيقية عن توأم مصاب بالتوحد، ومعاناة أمهما خلال التحديات اليومية التي تواجهها معهم، مثل ضغط المجتمع عليها، وصعوبة إدخالهم مدرسة عامة، وما يصيبها من ضغوط نفسية.

  

• رواية تواسي أم المتوحد — مقالة كتبتها الصديقة إيمان العزوزي، عن رواية «طفل بلا حكاية» للروائية الفرنسية «مينه تران هوي»، التي كتبت فيها عن ابنها المصاب بالتوحد، ورحلتها في التعامل معه ومحاولة فهم معاناته.

• فِلم «Ocean Heaven» — قصة مؤثّرة عن ابن مُصاب بالتوحد، يُشخَّص والده بسرطان الكبد، ويكتشف أن أمامه أقل من خمسة أشهر ليموت، فيقرر تعليم ابنه مهارات الحياة الأساسية والبسيطة؛ ليضمن له حياة كريمة بعد مماته.

  

• التوحّد | الدحيح — حلقة هامة يُجيب الدحيح فيها عن الأسئلة الشائعة حول التوحد: هل مصاب التوحد عبقري أم مريض؟ وهل هو مرض يصيب الأطفال فقط؟ وهل يمكن علاجه؟

• فِلم «Mercury Rising» — تخيّل أن يفك طفل مصاب بالتوحد شفرة معقّدة صنعتها وكالة الأمن الوطني الأمريكي! يحكي هذا الفلم قصة شيّقة عن طفل ذو تسع سنوات، يفك شفرة بالصدفة، فتتحوّل حياته إلى مطاردة خطِرة من الجهات الحكومية. 

  

• فِلم «Rain Man» — يُجسّد هذا الفلم معاناة مرضى التوحد، إذ تعود قصته إلى أحداث حقيقية عن حياة الرجل المصاب بالتوحد «كيم بيك»، وقدرات عقله الاستثنائية، التي يكتشفها أخوه حين يحاول استغلاله، لكن مع الوقت، يبدأ شعوره بأخذ منحى آخر.