هل أبل في الطريق إلى هلاكها؟ 📲

زائد: مشتاق إلى بلاك بيري؟

كيف سيكون شعورك إذا أعلنوا عن عودة هواتف بلاك بيري؟

يعتمد الجواب على أي جيل تنتمي إليه، لكن وفقًا لأحدث ترند في تك توك، أكثر الأجيال اشتياقًا لملمس البلاك بيري بين أياديهم هم جيل زد. صحيح، الجيل الذي أغلبه لم يستخدمه أصلًا! 🙄 

يفسِّر تقرير في نيويورك تايمز هذا الترند بأنه اشتياق إلى الأيام البائدة والعائدة إلى سالف العصر والزمان، حين كان الهاتف المحمول مجرّد أداة تؤدي غرضًا معينًا ولا يختزل حياتنا بأكملها فيه. ولهذا يرى جيل زد في بلاك بيري الأداة «الأنتيكة» التي قد تجلب له شيئًا من راحة البال، ويطالب بإعادة إنتاجه.

نقدِّر الحنين الزائف عند جيل زد إلى ما لم يعشه أصلًا، ونتمنى ألا يصل إلى حد الحنين إلى هواتف الخط الأرضي؛ فجيل الطيبين عاش (ولا يزال) ما يكفيه من الصدمات، ولا نود العودة إلى صدمة الرد على الهاتف من غير معرفة هوية الطرف الآخر. 😩☎️ 

في عدد اليوم، يردُّ حسن علي على التحليلات التي تتنبأ بهلاك أبل كما حدث مع سابقتها نوكيا. وفي «شباك منوِّر»، نطلُّ على جمال ضيع لبنان وبيوتها من عين فنانها مصطفى فروخ. ونودعك في «لمحات من الويب» مع اقتباس عن الحدود، وكيف تواجه البطة مشاق الحياة. 🦆 

إيمان أسعد


Imran Creative
Imran Creative

هل أبل في الطريق إلى هلاكها؟ 📲

حسن الحسين

أعلنت أبل في مؤتمرها للمطورين قبل نحو أسبوعين عن فلسفة تصميمها الجديد الذي سيُطبَّق على جميع أنظمتها التشغيلية في منظومة أجهزتها، والذي أسمته بـ «لِكوِد قلاس» (Liquid Glass).

انقسم الناس بعدها إلى فريقين، منهم من أبدى أشدَّ إعجابه بالتصميم ومنهم من أبدى أشدَّ استيائه. لكن الذي اتفق عليه الجميع ممن رأيتهم على (Waveform Podcast) و(The Vergecast) هو شكّهم الكبير في مدى تلاؤم التصميم مع تجربة المستخدم، وإمكانية قراءة الكلام والعناوين من خلال هذه النوافذ الشفَّافة.

وبصراحة، هذه أول مرة يمر عليّ فيها مؤتمر المطورين لأبل ولا أتحمَّس لتحميل النسخة التجريبية على جوالي لتجربتها وذلك بسبب سوء التصميم، على الأقل من وجهة نظري. فالتصميم يوحي إليك بأنه قادم من العام 2001. لكان جميلًا وقتها، لكنه حالة مطابقة تمامًا لمبدأ «التصميم أهم من الوظيفة» (Form over function) الذي يولي اهتمامًا كاملًا للتصميم على حساب وظيفة الجهاز أو التطبيق. السبب هو أن هذا المبدأ يضرب بعرض الحائط تجربة المستخدم وقابلية الاستخدام المتنوّعة للمنتج، الأمرين الذين يساهمان بشكل رئيس في تقبُّل المستخدم للمنتج.

بالطبع أبل خبيرة في هذا المجال، فهي إلى اليوم تمتلك أسوأ فأرة في التاريخ على الإطلاق.

عمومًا هذه أول نسخة تجريبية للنظام وبالتأكيد ستطرأ عليها تغييرات كبيرة جدًا بناءً على تعليقات المطورين والمستخدمين. ولا أستبعد أن تكون أبل قد تعمَّدت إطلاق نسخة مبالغ بها من فلسفة التصميم هذه لأجل جمع أكبر تعليقات وردود فعلٍ ممكنة حتى تصل في النهاية إلى نسخة ترضي الجميع.

عدا أنَّ المشكلة هنا لا تتوقف على مجرَّد فلسفة تصميم. فقد فقدت أبل جزءًا كبيرًا من سحرها ومصداقيتها العام الماضي عندما أعلنت عن «سيري العظيمة» التي حملت وعودًا كثيرة لم توفِ بها حتى هذا اليوم، بل إنها تخطط إلى تأجيلها أكثر إلى السنة القادمة. وفي مقابلة مع وول ستريت جورنال، ذكر الرئيس التنفيذي للبرمجيات ورئيس التسويق في أبل بأنَّ الشركة تعمَّدت تأخير إطلاق سيري الجديدة؛ لأن برمجتها لم تصل حتى الآن إلى المتانة والوثاقة العاليتين وفقًا للمعايير التي تتبعها أبل في بناء منتجاتها. لذلك من الأفضل أن تؤخِّر المنتج على أن تطلق منتجًا يسبب سخط الناس.

وهذا مبررٌ واقعي، وفي مكانه من وجهة نظر إدارة المنتجات. وأعتقد أنه أفضل عذر يمكن لأبل أن تذكره في هذه المرحلة. لكن المستخدمين ينظرون إلى الأمر بأن أبل وَعَدَتْ ثم أخلفت. وهذه هي الصفعة التي تعلمتْ منها أبل هذه السنة؛ فلم تأتِ على ذكر «سيري» في المؤتمر كله إلا مرتين فقط!

بعيدًا عن تأخرها في ركب الذكاء الاصطناعي، تواجه أبل مشاكلَ عويصة في السنين الأخيرة من ناحية قانونية. وهي مشاكل قد تؤدي إلى فقدانها أحد أكبر مصادر الدخل لديها: النسبة العالية التي تأخذها من التطبيقات في متجر أبل، والعشرون مليار دولار المجانية التي تأخذها من قوقل سنويًا.

رغم خوض أبل في هذه المعمعة، تظلُّ أغنى شركة في العالم (على حسب سعر السهم في وقت كتابة التدوينة)، ولا تزال تمتلك أفضل المهندسين والمصممين في العالم. لكن موقعها في منافسة الشركات التقنية قد يرزح تحت التهديد عن قريب بسبب تراكم العوامل هذه كلها.

واضح لدينا الإمكانية الكبيرة عند أبل لقلب المنافسة رأسًا على عقِب وعلى تجاوز هذه المحن كلها. ولا أعتقد أنَّ أبل ستلاقي مصير نوكيا كما توقعت بعض التحليلات بعد مؤتمر المطورين. لأن الأولى أكبر بكثير من الثانية، وأشد تغلغلًا في حيوات الناس من جهات كثيرة متنوعة، ولا تُختَزل فقط في الجوال المحمول.

لكن يبدو لي أن هذا مشروطٌ بتغيّر إستراتيجي أكثر من عَمَلي، إذ حان الوقت لإنهاء إدارة أبل تحت تِم كوك.

فقد أثبت تِم كوك أنه أحد أكثر القادة قدرةً في العالم كله على بناء سلاسل إمداد (Supply Chains) قوية متينة لتوفير منتجات أبل في كل مكان في العالم. وقد فعل ذلك. فلا توجد شركة اليوم تنافس قدرة أبل على الإنتاج والتوزيع وتحقيق معدل ربحية عالية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على معايير الجودة العالية في جميع مراحل سلسلة التوريد للمنتجات.

الآن وبعد بناء البنية التحتية التي يمكن من خلالها ضمان الجودة العالية وتوزيع المنتجات في كل مكان، حان الوقت لمجيء شخص آخر يكمل على ما بدأه تِم كوك ويستغل نقاط قوة ما بناه. شخصٌ يتمتع بعقلية إدارة المنتجات ويركز على الابتكار مثل ستيف جوبز، لا عقلية إدارة العمليات مثل تِم كوك.

فهل حان الوقت ليعتلي الرئيس التنفيذي الحالي للبرمجيات، كريق فيدريقي، عرش إدارة أبل ليكون رئيسها التنفيذي القادم؟ لعلَّ هذا هو التطوير الأهم الذي قد ينقذ أبل، ويستحق انتظارنا الإعلان عنه.


عملاؤك يستاهلون تجربة شراء سهلة وذكية.

توصيل لكل العالم، وتعامل بكل العملات، وربط مع مختلف التطبيقات، ومئات المزايا الأخرى التي تساعدك على توسيع نطاق تجارتك للعالمية. 🌎

سجّل في سلّة، وانقل تجارتك إلى المستوى الذي تستحقّه.


لستُ ممن ينجذب إلى الفن الواقعي كثيرًا، ولكن الأسلوب الواقعي العربي يشق طريقه إلى قلبي؛ فهي أعمال تعكس واقعنا نحن، تفاصيل نعرفها ونحبّها، ملامح تشبهنا، ومدنٌ وقصص نشتاق إليها. وأحد فناني هذا الاتجاه: مصطفى فروخ.

  • ولد الفنان اللبناني مصطفى فروخ عام 1901، لأسرة متوسطة الحال، توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فتولّت أمه وأخوه الأكبر رعايته. أُرسل إلى الكُتّاب لتعلم القرآن والرياضيات، ولكنه كان يتسلل بعد انتهاء الحصص إلى المرفأ؛ يتأمل المراكب والعابرين، ويحفظ المشاهد، ثم يعود ليرسمها في منزله. وفي كتابه «طريقي إلى الفن» يقول: «زوّد الخالق يدي بالريشة وعيني باللون وفكري بالنور، فما إن بدأت أعي وكان لي خمس سنوات على ما أذكر، حتى أخذتُ أملأ الأوراق والجدران بما كانت تقع عيناي عليه.» 📚🖍️

  • اكتشف موهبته معلمان اثنان تبنيا رحلته وتعليمه، رغم قلة تقبل المجتمع آنذاك لفكرة التفرغ للفنون. تتلمذ في بداياته على يد الفنان حبيب سرور، وتأثّر بالمدرسة الواقعية الكلاسيكية. سافر لدراسة الفنون في عدة كليات وأكاديميات، ثم عاد إلى لبنان وأنشأ معملًا فنيًّا انكبّ فيه على الرسم، وعمل أستاذًا في الجامعة، مع استمراره بصناعة الفن. ويُعدّ فروخ من رواد الفن التشكيلي ومؤسّسيه في لبنان، فقد أدّت أسفاره وتعليمه إلى انفتاحه على مختلف أنواع الفنون وإدراكه حاجة المشهد الفني العربي إلى إنعاش وإحياء. 🏫👨🏻‍🏫

  • تغلب الواقعية الكلاسيكية على أعمال فروخ. كما اشتهر كذلك بالبورتريهات. حين أتأمّل أعمالًا واقعية كلاسيكية لفنان عربي، أجد فيها اختلافًا عن مثيلتها الغربية، حتى ولو كان الفنان قد درس في الغرب أو تأثر به؛ فأعمال فروخ تحمل ألوانًا دافئة وتفاصيل مألوفة دون ازدحام ومبالغات، وحسًّا مختلفًا عن الواقعي المعتاد. ربما يكمن السر في الضّيعة والناس وطبيعة لبنان، وربما يكمن في روح الفنان العربي الذي يعرف دفء مدنه وألفة أهله، فلا يملك إلا أن يعكسها في لوحاته. 🏞️🎨

  •  أحد أشهر أعمال فروخ لوحة بعنوان «معاوية يركب البحر»، هذه اللوحة على واقعيتها إلا أنها تحمل نفحة من نفحات الأساطير الخيالية، بألوان الغيوم الليلكية والبساط الممدود في ميناء بحري، فليس المكان مكانه ومع ذلك تشعر باتساقه. ألوان اللوحة ترابية، لكنها ليست باهتة، بل تحمل روح زمنها. ويستمر تأثر فروخ واقتباسه من الأحداث والتاريخ الإسلامي إلى لوحة «عقبة بن نافع» أثناء وصوله إلى المحيط الأطلسي. وتختلف اللوحة تمامًا عن سابقتها من حيث اللون والتفاصيل؛ فنرى الفارس وحده، وصفوف جيشه مرسومة بغموض، وتميل الألوان فيها إلى الدكنة والحلكة، مما يضفي مهابة على العمل. ⛴️🏇🏻

  • على الجانب الآخر، رسم فروخ عشرات الأعمال التي تعكس حياة لبنان اليومية، فالبيوت والضياع والقرى لها مكان ومكانة لديه. بالإضافة إلى رسمه لعديد من البورتريهات المتنوعة بين الشخصية وغيرها. وأجدني أعود إلى لوحاته التي صوّر فيها الحياة العادية: أُلفة النساء وهنّ يمارسن الأعمال المنزلية، وشكل المنازل البسيط؛ إذ تعكس كلها حسًا بالسكينة ومعرفة بذاك البعيد المرسوم حتى لو كان غريبًا. فلوحة «بائع البندورة» تشبه عشرات الباعة الذين نعرفهم؛ له وجه سمح أتقن فروخ رسم تقاسيمه حتى نسينا أنها لوحة. أما لوحة «مشهد من زوق» فقد سادت عليها الخضرة وطبيعة لبنان بأسلوب بسيط ولمسة رومانسية. وفي كثير من أعماله يكاد يتخلى فروخ عن الواقعية، كأنه يمسك بآخر طرف منها. 🍅🌲

  • أما لوحتي المفضلة للفنان فتحمل عنوان «بيت في قب الياس». رسم فروخ هذه اللوحة كأنه يحكي قصة الأيام بتكرارها، ولكننا حين نُطلّ عليها نشعر بجمالها؛ فسيدة المنزل متأنقة بفستانها ووشاحها البسيط، يحيط بها الزهر والشجر، منشغلة عن العالم في عالمها الصغير. وألوان العمل تبعث شعورًا رقيقًا في النفس يدفعني إلى تأمله دون توقف. 🏡❤️

🧶إعداد

شهد راشد


  • «حينما تفصلني عن الآخر حدود، فهو يعرف أنَّ بإمكاني أن أدلَّه على عنواني، وأفتح له أبواب "بيتي"، كي أستضيفه.» عبدالسلام بنعبد العالي

  • ماذا لو تمتَّعت الخطوط بالذكاء، وتتفاعل مع قراءتك إياها، فتكبر أو تصغر حجمًا، أو تميل، أو تغلظ، أو تغيّر نوعها؟

  • متحمس لتقديم ورشة أو مشاركة عملك أمام جمهور حيّ؟ هذه فرصة للانضمام إلى برامج منور الثقافية في جدة.

  • قل لي يا بطبوط: كيف تواجه الحياة؟

  • بمناسبة الحديث عن الحنين للتقنية القديمة.

  • كيف فيني أعيش من غيرك


نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام