مدينتي تبوك خارج التاريخ الدمويّ للمتاحف 🏜️

النشرة فيها عدد مهول من الأخطاء!

في الأسبوع الماضي، عاش فريق نشرات ثمانية صدمة حياته!🤯

تزايد إلى حد غير مفهوم الشكاوى الغاضبة من وجود أخطاء إملائية في النشرات، ولا أقصد أخطاء محدودة بل عدد مهول من الأخطاء غير المبررة. راجعنا النشرات ولم نجد دلالة على هذا العدد المهول الذي يعيق عملية القراءة!

بعدما شاركَنا مشكورًا أحد القراّء لقطات شاشة للنص الظاهر في النشرة لديه، وجدنا اختلافات غريبة في النص عن نشراتنا. ولم نفهم سر الاختلاف إلى أن ساعدتنا مجد أبو دقة في معرفة أساس المشكلة وكيف نحلها. فجبرت بذلك خاطر فريق التدقيق اللغوي الذي يراجع النشرات أكثر من مرة قبل النشر، وينال حكم البراءة من «العدد المهول من الأخطاء» براءة الذئب من دم يوسف. ❤️‍🩹

أيًّا يكن السبب، أعتذر من القلب إلى كل قارئ تعكَّرت تجربة قراءته النشرات، وأشكر من القلب كل قارئ شاركنا تعليقه حول وجود الأخطاء، فلولا تلك التعليقات ما كنا لنعرف بوجود المشكلة، أو كنا سنتأخر كثيرًا في اكتشافها. فنحن في ثمانية حريصون على تنفيذ وعدنا بأن نصنع هذه النشرات بحب، والحب لا يكتمل إلا بالإحسان في إتقان العمل.

حتى إن لم تواجهك هذه المشكلة، رجاءً الاطّلاع على التنويه أدناه. ❤️📬

(ملاحظة جانبية: فريق التدقيق اللغوي يصبّح عليك بأجمل صباح، ويعلن براءته التامّة من أي خطأ في نشرة أها! لأني أنا من أتولى تحريرها وتدقيقها😬.)

في عدد اليوم، يشارككم خالد القحطاني ماضيه وحاضره مع آثار مدينته تبوك وكيف لم تنجُ مدن كثيرة من الماضي الدموي للمتاحف. وفي «شباك منوّر» تتساءل شهد راشد إن كانت الصداقة لا تكتمل إلا إذا عرفتَ الحالة المادية لصديقك. ونودّعك في لمحات من الويب مع مقولة تونسية من أرشيف الحب، وكيف تبدع سبيستون في دبلجة الأنمي اللي ما ينفعش للدبلجة 🫢. 

إيمان أسعد


تنويه ⚠️📮



Imran Creative

Imran Creative

مدينتي تبوك خارج التاريخ الدمويّ للمتاحف 🏜️

خالد القحطاني

في الطريق إلى المدرسة، كنا نمر أنا وإخواني كل يوم بقلعة تبوك، ونشير إلى مسجد التوبة، المشيَّد في البقعة التي صلى فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقت غزوة تبوك، ونشأت حولها بيوت المدينة وأسواقها. كنا ننظر بدهشة إلى أسواق الذهب التي تزيّن الشارع العام. وما أن نرى السور الذي يحيط محطة تبوك على سكة حديد قطار الحجاز، الذي استضاف حجاج بيت الله والتجار من أيام الدولة العثمانية، نعرف أننا اقتربنا من أصدقائنا وحان موعد بداية يومنا الدراسيّ.

نشأت وتربيت في حي الخالدية، أحد أقدم أحياء تبوك. كبرت مع إخواني وتغيرنا، وما زالت معالم تبوك التاريخية والأثرية ثابتة وراسخة حولنا. نتمشى في الشارع العام، ونصلي في مسجد التوبة، ونتأمل حجارة محطة تبوك كأننا معارف. تعايشنا مع هذه الآثار وحولها، وأصبحت تسكننا كما تسكن مدينتنا. نستخدمها مقياسًا للزمن أو لوصف الأماكن.  فيخبرنا أبي «أنا عند القلعة» مشيرًا إلى قربه من البيت إذا اتصلنا وسألناه عن موعد وصوله، ونَصِفُ السنابل مول وغيره من الأسواق المجاورة بالمسافة التي تبعدها من المحطة.

لم نكن نعرف ماهية المتاحف حينها، ولا حتى دورها. وارتبط مفهومها بأذهاننا بدول أخرى، معظمها غربية. فهذه مؤسسات أجنبية عنا. كنا نحن حماة هذه الآثار ومعاشريها، ولم نحتج إلى غيرنا لكي يقدّر أهميتها. فكل القصص التي سمعناها كانت من أهالينا ومعلمينا، ولم تكن هذه المؤسسات جزءًا منها، أو حتى ساهمت بحمايتها إلا ببعض الأسوار الزائلة. لذلك لطالما شككت في دور المتاحف في حياتنا، وتساءلت عن نزاهتها. 

يصادف هذا الأحد اليوم العالمي للمتاحف، الذي يحل سنويًّا في الثامن عشر من مايو. أطلقه المجلس الدولي للمتاحف لأول مرة في عام 1977 لكي يوحّد جهود متاحف العالم ويلهمها نشر إبداعها مع العامة. ويدعو المجلس المتاحف إلى الاحتفال باليوم العالمي من خلال إقامة فعاليات وورش تحت موضوع محدد يحدده المجلس. موضوع عام 2025 مثلًا يتطرق إلى مستقبل المتاحف في عالم يتغير بسرعة. وهذا بالضبط ما أسأله في هذه التدوينة:

كيف يمكننا التسامح مع ماضي المتاحف الدموي لنجعلها مؤسسات تخدمنا وتخدم مستقبلنا؟ 

يربط المؤرخون بدايات المتاحف الأولى لأوربا بالقرنين السابع والثامن عشر. حينها، كان أثرياؤها يجمعون النباتات والآثار وحتى جلود الحيوانات من ترحالهم حول العالم، ويعرضونها في خزائن اسمها «خزائن الفضول» (Cabinets of curiosities). كانت هذه طريقتهم في «الهياط» وعرض ما رأوه وجربوه في مدن مختلفة.

لكن هذا الفضول ليس بريئًا، ولا ينتج من رغبة حقيقية في تقدير الثقافات التي مروا بها واحترامها. بل يكمن هذا الفضول في تاريخ الاستعمار، وانتهاك قائديه أراضي المشرق والمغرب، وسرقة ما يحلو لهم من أعمال فنية وأحافير وآثار وغيرها من الأدوات التي تشهد على ثقافات العالم وتاريخه. 

لهذا نجد أن أغلب كنوز العالم إما مسروقة أو معروضة في متاحف دول ارتبط تاريخها بتاريخ الاستعمار. ففي «متحف المتروبوليتان للفنون» (Metropolitan Museum of Art) في نيويورك، أكبر متاحف أمريكا الشمالية، توجد أكثر من ألف قطعة أثرية مسروقة من الهند ومصر وغيرها. وبالرغم من أن معظم الآثار في «المتحف البريطاني» (British Museum) من الأراضي الإنقليزية، فأهم آثارها مسروقة، مثل حجر رشيد (Rosetta Stone) الذي سُرِق أثناء حملة نابليون على مصر. حتى التاريخ الطبيعي لم يسلم منها، إذ تستضيف «حدائق كيو» (Kew Gardens) في بريطانيا بنكًا كاملًا من بذور سُرقَت وهُرِّبت من أنحاء المستعمرات البريطانية سابقًا.

برَّر سارقو هذه الآثار فعلتهم بأنَّ شعوب الأراضي التي نهبوا منها ليست مؤهلة للعناية بإرثها، كما لو أننا نحتاج إلى وصاية لتعلم كيف نتعامل مع ما تبقى لنا من أسلافنا! ولا أنكر أنه سابقًا كان هناك إهمال من ناحية الحفاظ على آثارنا بتنوعها، ولكنها ليست أسبابًا كافية لتفسير احتفاظهم بتاريخنا في أجنحة متاحفهم حتى الآن.

واتهامات الإهمال هذه لم تعد تجدي، لأننا نجد الجهات الثقافية في بلداننا العربية تعمل بجهد مبهر على تغيير هذه العلاقة بين العامة والمتاحف، وتبتكر طرقًا تقرّبهم من إرثهم دون هذا التاريخ الذي يدنِّس المتاحف الغربية.

ففي السعودية، تقوم هيئة المتاحف في وزارة الثقافة على أربعة متاحف، من ضمنها «المتحف الوطني السعودي» و«المتحف السعودي للفن المعاصر» في جاكس. وتتنوع البرامج التي تقدمها هذه المتاحف، فنجد سلسلة الندوات والورش والمحاضرات التي أقامتها بمناسبة يوم المتاحف العالمي، بحيث تشملنا جميعنا، بغض النظر عن اهتماماتنا أو خبراتنا أو أعمارنا. والأهم من ذلك أنها تمكِّن كل مهتم في هذا المجال، وتمنحه الأدوات التي تجعله مساهمًا ناجحًا في الحفظ على إرثنا، وابتكار وسائل تعليمية، وزيادة اطلاعه على آخر التقنيات المستخدمة بربطه مع خبراء عالميين. وأكبر مثال على هذا مبادراتها الاجتماعية، التي تشمل برنامج التدريب في المتاحف الدولية، وهي تجربة تعليمية شاملة تستطيع أن تشترك فيها الآن!

اليوم، بُنِي «متحف تبوك الإقليمي» في محطة سكة الحجاز، ويستقبل هذا المتحف سكان تبوك وزوارها. وحين أمر بجانبه مع إخواني، سنكون أقرب إلى مَعْلَمٍ شكَّل في أذهاننا طابع المكان لمدينتنا وحيِّنا. وهذه المرة لن نراه من خلف الأسوار، بل سنكون جزءًا منه، وسنطمئن إلى أننا تركناه في أيدٍ أمينة، أيدٍ منّا وفينا.


أتساءل دائمًا عن أي مدى نصل فيه إلى عمق الصداقة؟ وما حدودها؟ أثناء مطالعتي كتاب «مطالع البدور ومنازل السرور» وقفت على توصية لم أسمع عن شيء يشبهها من قبل، تتناول جانبًا يندر أن نتحدث عنه في صداقاتنا.🫱🏽‍🫲🏻

  • «حُكِي عن بعض الحكماء أنه رأى رجلين لا يفترقان، فسأل عنهما فقيل هما صديقان فقال: ما هما بصديقين لأني أرى أحدهما موسرًا والآخر معسرًا، ولو كانا صديقين لتساويا. وقال المأمون لندمائه: أفيكم من يقدر يدخل يده في كُمِّ صديقه فيأخذ منه نفقة يومه؟ فقالوا: لا. فقال: ما أنتم بأصدقاء». 😅🤷🏻‍♀️

  • يتحدث الجميع عن ضرورة الصداقة وكيف تختار صديقًا حقيقيًّا، ولكنهم يحذرونك من التمادي في الصداقة عندما يتعلق الأمر بالمال، خشية حسد أو طمع أو غيره. إلا أننا في السطور الآنفة نرى جانبًا آخر، يذكّرنا بعمق الصداقة الحقّة. من منَّا لمح في صديقه حاجة أو ضيقًا ماديًا ولم يسأل ويستفسر، أو يقدم العون، لأنه وبحسن نية لا يودّ إحراجه. ربما نختبئ خلف هذه الحجة، وربما نصدّقها، ولكني أؤمن أن الحديث عن المال والأوضاع المادية بين الأصدقاء أمر صحي وضروري. 💰🗣️

  • الحديث عن الأمور المادية يجب ألا يكون غير مريح، بل من منطلق شفافية ووضوح ومحبة. عليك أن تعرف ولو بشكل بسيط وضع صديقك «المقرَّب» ماديًّا حتى لا تحرجه بالمشاوير التي تقضيها معه، أو الهدايا التي تتوقعها منه. فالكثير من الناس يُهدِي هدايا ثمينة مع توقُّع داخلي بحصوله على هدايا مشابهة دون تقدير لظرف الآخر، وذلك لجهله بوضعه. 🎁📺

  • يبقى الحديث عن المال والوضع المادي حساسًا إلى حد كبير، وهنا يأتي دور الذكاء الاجتماعي. فليس عليك أن تتحدث مع كل أصدقائك عن حساباتك البنكية، بل اعرف الصديق المناسب. ولا تبالغ في مناقشة التفاصيل ومشاركتها، ربما يمكنك الحديث مع صديق عن ظرف مادي صعب، ومع آخر عن فرص استثمارية، ولا تتحدث عن الأمر البتّة مع ثالث. واحرص على أن تكون منفتحًا دون إطلاق أحكام عند استماعك إلى صديقك عن وضعه المادي، وتذكَّر ما قاله عبد الله بن عمر عندما سُئِل: «ما حق الصديق على صديقه؟ قال: لا تشبع ويجوع وتلبس ويعرى، وأن تواسيه بالبيضاء والصفراء.» 🫳🏻👂🏽 

🧶إعداد

شهد راشد


نشرةثقافةتاريخ
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+80 متابع في آخر 7 أيام