انتبه من خطأ الإيعاز قبل الحكم على الناس 👨🏻⚖️
زائد: لماذا لدينا خدّان بدل خدٍّ واحد؟


أكيد ألهمتك زهرة أو شجرة إلى كتابة قصيدة أو أغنية. لكن انتبه! قد تطالبك الزهرة أو الشجرة بحقوقها الفكرية.
في 2022، زار أربعة أصدقاء من مغنيين وكتاب وعلماء غابة لوس سيدروس (Los Cedros) في الإكوادور. ختموا زيارتهم هذه بإصدار «أغنية الأرز» (Song of the Cedars)، والتي جمعوا في ألحانها أصوات الغابة ونداءات حيواناتها. واليوم يواجهون مطالبات بحقوق الغابة الفكرية في محاكم الإكوادور!
نتمنى ألا ترى في هذا الخبر مبرّرًا إضافيًّا للاتكال على «جي بي تي» للإلهام😒.
في عدد اليوم تشاركنا أريج المصطفى السبب الذي قد يدفعنا إلى إبداء الأحكام على الآخرين في تعليقاتنا على منصات التواصل الاجتماعي وفي الحياة كذلك. وفي «خيمة السكينة» نتعلَّم من فلسفة الأطفال عقلانية البحث عن إجابة للسؤال «لماذا لدينا خدّان بدل خدٍّ واحد». ونختم في لمحات من الويب مع معلومة مثيرة للاهتمام عن وجود الإيموجي منذ الأربعينيات، ومع أغنية الصيف «أنا عايز أسافر 😫».
إيمان أسعد

انتبه من خطأ الإيعاز قبل الحكم على الناس 👨🏻⚖️
نشرتْ إحدى المؤثرات في تطبيق سناب شات موقفًا تعرَّضت له أثناء مشوار لها مع طفلها في ألعاب الأطفال، إذ وجدت طفلًا وحده مع «الناني». وفي حديثها مع «الناني» عرفت أنَّ والديْ هذا الطفل مسافران إلى دبي بسبب عملهما، وهي المسؤولة الوحيدة عنه.
لم يلفتني هذا الموقف -رغم غرابته- بقدر ما لفتتني طريقة حديث المؤثرة عنه، إذ سردت حديثها داعيةً ألا يُجبَر أيّ أهل على ترك أطفالهم بهذه الصورة لأي ظرف. وتمنَّت إذا أجبرها ظرفٌ ما على أن تكون في موقفهما، ألا يصدر الغرباء الأحكام عليها، ووصمها بالإهمال ولومها.
أحببت تلمُّسها الإيجابي لما وراء هذا الموقف الذي قد نحكم عليه ظاهريًّا بأنانية الأهل أو إهمالهم. ولم أكن الوحيدة التي تنبَّهت إلى أسلوبها في تناول الفكرة، بل وجدت الملاحظة ذاتها في عدد من التعليقات على منشورها.
وفي مثال آخر، شاهدت قبل أيام حلقة «ثمانية أسئلة مع مصاب بجلد الفراشة»، إذ قال الضيف إن الشيء الوحيد الذي يتمنّاه هو أن يعرف الناس أن مرضه غير معدٍ. إذ رغم أن هذا المرض يحمل كثيرًا من الأوجاع الجسدية، ويتطلّب جهدًا وعناية قصوى وتقنينًا شديدًا في أبسط تفاصيل الحياة اليومية (مثل عدم أكل أنواع معيّنة من الأطعمة، أو عدم الجلوس لفترات طويلة، أو الامتناع عن هوايات مفضّلة مثل لعب كرة القدم)، فإنَّ وجع قسوة المجتمع وتعاملهم بناء على نظرتهم الظاهرية للأمور، وتفسيرها وفق افتراضاتهم دون رحمة، كان موازيًا لهذه الأوجاع إن لم يكن أشد إيلامًا.
وأظن أن الوالدَين في الموقف الأول، لو أُتيحَ لهما الحديث لعرفنا كم تجرحهما أحكام الناس ونظراتهم التي تفترض أقسى الاعتقادات نتيجة ما تراه، دون أي اعتبار لأسباب إنسانية أخرى.
في أحسن الأحوال، سنفترض أنَّ هذه الآراء القاسية لا تصدر عن الناس بعمد أو بقصد الإيذاء، إنما تأتي على نحوٍ لا إراديّ. ما يستدعي منّا التوقُّف لنتأمل مصدر أحكامنا الغيبية القاسية على الآخرين وندرك سببه.
يعود ميلنا إلى إصدار الأحكام الظاهريَّة إلى ما يُسمَّى «خطأ الإيعاز»، إذ نميل إلى تفسير سلوكيات الآخرين على أنها نتيجة شخصياتهم لا ظروفهم.
فمثلًا، لو تناولتَ موقف الوالدَين من زاوية ظروفهما ووضعت نفسك محلهما، لربما اضطررت للسفر وترك طفلك وحيدًا مع «الناني» لأنك إن لم تفعل ذلك لن تكون قادرًا على إطعام هذا الطفل، أو دفع مستحقات علاجية لمرض ما -لا قدر الله. في تلك الحالة سترى هذا السلوك بنظرة بطولية تميل إلى التضحية، وهذا عكس الحُكم الاتهاميّ الأول الذي أطلقه عدد من متابعي المؤثرة على موقف الوالديْن.
على مستوى أبسط، يذكّرني ذلك بمواقف تعرّضتُ لها مع كثير من الأطفال قبل أن أصبح أمًّا. فقد كنت سريعة الحكم على أهالي الأطفال من خلال تصرفات أبنائهم الخاطئة اجتماعيًّا، كأن يرفض طفل مجاملة شخص كبير، أو يقول لشخص بدين أنه بدين! أو حتى يتلفّظ بكلمة نابية. لكنني حين أصبحت أمًّا صرت آمل أن يسامحني كل الآباء والأمهات الذين حكمتُ عليهم بسبب تصرفات أطفالهم التي تُعزَى ببساطة لظروف كثيرة، مثل النعاس أو تقليد أطفال آخرين في بيئات أخرى، أو ببساطة لأنه طفل! لا لأن والديه لم يربياه على الاحترام، ولا لأنهما يتلفّظان بتلك الألفاظ في منزلهما.
المشكلة في طريقة التفكير المتأثرة بـ«خطأ الإيعاز» أنها تمتدّ لإطلاق الأحكام على فئة أكبر، فلا تقتصر على أفراد هذه الحالات الخاصة. ففي هذه الحالة مثلًا، يصبح الحكم ممتدًّا على جميع الآباء والأمهات الموظّفين بأنهم مهملون وأنانيون، وقِس على ذلك.
كلنا معرّضون لأن نكون في يوم من الأيام في مواقف يصعب شرحها لكل الناس، ويصعب فهمها بنظرة سريعة. وسنتمنّى أن يفترض الناس من حولنا أعذارًا لنا قبل إصدار حكمهم القاسي، وهذه المسألة يختصره القول المأثور: «التمس لأخيك سبعين عذرًا.»
فلماذا يصعب علينا التماس ولو عذرٍ واحد؟


أن نتعلَّم من فلسفة الأطفال
قبل أيام قليلة، سألتني ابنتي عن سبب وجود خدَّين اثنين في وجوهنا، ولم لا يكون خدًّا واحدًا فقط؟
كتمت ضحكتي، ومنحتها إجابة لا تستحق ذكاء سؤالها، ثم تساءلنا معًا ماذا لو لم نمتلك خدّين فعلًا وكنا نمتلك واحدًا فقط.
فعدَّدنا معًا كل الحالات المضحكة والمؤسفة والمخيفة لو كان للإنسان خدٌّ واحد فقط، وتأمّلت كم نحتاج إلى وجود أطفال يدخلوننا هذه المساحات التأملية البديهية والمهمة في آن. فمن المستحيل أن أسأل نفسي سؤالًا كهذا وأتأمله بجدية، كونه من منطقة المسلَّمات التي يزداد بعدنا عنها كلما كبرنا.
تذكّرت كتاب «التساؤلات» الذي اقتنيته منذ سنوات وكان ملهمي للكتابة فترة طويلة، إذ جمعت فيه داليا تونسي اثنين وستين سؤالًا من أطفال تتراوح أعمارهم بين الثامنة والرابعة عشر. طرح الأطفال فيه أسئلةً حول الوجود الإنساني -بعد تدريبهم على مهارات عديدة للتساؤل العميق- ليغوص القارئ في أسئلة مثل: «هل المستقبل ابن الماضي؟» و«هل من الممكن أن يكون الجمال مخيفًا؟» و«هل يمكن للفيل أن يصبح مشهورًا؟».
في كلّ مرة أعود إلى تلك الأسئلة أستشعر كمَّ الأفكار التي تتدفق في خيالي، وأحاول أن أتذكر.. متى آخر مرة تساءلت فيها بنفس الطريقة؟ ولا أعلم.
لكنني صرت أرى في كلّ طفل سؤول أقابله شعلة إبداع معدية، يطرح سؤالًا فيخلق أفكارًا من العدم، وكما اختتمت الكاتبة مقدّمتها: «السؤال يبقى وإن فنَت إجابته».
🧶إعداد
أريج المصطفى

«إن كنت لا تثق في صديقك ثقتك في نفسك، فهذا ليس صديقك.» سينيكا
أمشي وحيدًا في هذا العالم البارد.
تعرف إنَّ الإيموجي كان له وجود في الآلات الكاتبة من أربعينيات القرن الماضي؟
عضو الفريق اللي مطلوب منه شي واحد بس.
عايز أسافر..أنا عايز أسافر!

كيف يعمّق تركيب الأثاث علاقة الأب بابنته؟
هل انتبهت إلى المقاول والعمّال في دماغ طفلك؟


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.