كيف يوهمنا «بلاك ميرور» بأنه يتنبأ بالمستقبل؟🔮
زائد: هل أنت غاضب من سبيستون؟ 😡


هل أنت غاضب من سبيستون؟
في الأيام السابقة تكررت منشورات في مختلف منصات التواصل تندِّد بقرار سبيستون إعادة دبلجة بعض مسلسلات الكرتون الكلاسيكية مثل «سالي» و«بوليانا». حتى أني وجدت حسابين مخصصين بالكامل للتنديد.
أحد الحسابين (no_redubbing) عرض مقارنة بين مقطعين من مسلسل «بوليانا»: مقطع من الدبلجة القديمة وآخر من الدبلجة الجديدة. وإذا رأيته ستجد أنَّ المسألة ليست فقط في اختلاف الأصوات، بل الجمل نفسها تغيَّرت وأعيدت صياغتها، والصياغة أقل جودةً بدرجة طفيفة عن الأولى.
لكن هل هذا منبع الغضب الحقيقي؟ ربما جيل الطيبين من كانوا أطفالًا في الدبلجة الأولى وتعلقوا بها رأوا في إعادة الدبلجة هجومًا شخصيًّا يسلبهم شيئًا احتفظوا به في ذاكرتهم وظنوا أنه لن يتبدَّل. وربما هو الخوف الكامن بأن تتعرض نسخ الدبلجة الأصلية للحذف من كل مكان ولا يعود لها وجود، كأنَّ الدبلجة الأصلية لم تكن.
سيناريو أشبه ما يكون بحلقة من حلقات «بلاك ميرور».😧
في عددنا اليوم يفسّر لنا محمود عصام لماذا نجح مسلسل «بلاك ميرور» في مواسمه السابقة في استشراف المستقبل قبل وقوعه، ونتعلَّم من الأشجار طقوس التخلي وعدم المخاطرة بهدر طاقتنا والاحتراق، ونعرف ما الذي حصل مع القطط الثلاث والكلب والحمامة والسمكتين حين ركبوا القارب ذات نهار🛶.
كيف يوهمنا «بلاك ميرور» بأنه يتنبأ بالمستقبل؟🔮

لدي طقس خاص عندما أتابع المسلسلات ذات المواسم المتعددة؛ فقبل مشاهدة حلقات الموسم الجديد، أعيد مشاهدة بعض حلقات المواسم السابقة أولًا لأدخل في «مود المسلسل». وهكذا فعلت مع مسلسل «بلاك ميرور» (Black mirror) الذي صدر موسمه السابع قبل أيام، ويتمحور حول فكرة أثر التقنية في حياتنا، أو كما يقول كاتب المسلسل تشارلي بروكر: محاولة تخيل ماذا يحدث لو امتلك الضعفاء (البشر) أدوات في غاية القوة (التقنية).
إلا أنني، ومع كل حلقة، كنت أسأل نفسي السؤال ذاته: ألم يحدث هذا في الواقع؟! وببحث بسيط، اكتشفت أنني على حق، وأن عددًا لا بأس به من أحداث حلقات «بلاك ميرور» تحققت بالفعل على أرض الواقع بعد عرض المسلسل.
قد يبدو الأمر وكأن حلقات «بلاك ميرور» تحمل نبوءات للمستقبل، إلا أن تلك ليست الحقيقة بالطبع. فالسر يكمن في اعتماد المسلسل على نهج «التصميم التخيلي» (Design Fiction) الذي يمكن تعريفه على أنه تصميم تخيلي لمستقبل محتمل، يُستخدَم لتحفيز النقاش والحوار حول الآثار الاجتماعية والأخلاقية للتقنيات الحالية والناشئة.
يشبه الأمر ما يفعله علماء الآثار: يحفرون في التراب ويكتشفون قطعة فخار أو ملعقة مكسورة، ثم يشرعون في بناء سرد كامل حول تلك الاكتشافات البسيطة. تساعدهم تلك الأدلة الصغيرة على فهم تفاصيل الحيوات القديمة، كيف كان المجتمع وكيف ازدهر. هكذا يفعل التصميم التخيلي، ولكن بشكل مستقبلي. يلتقط تحولات ملهمة محتملة في التقنية ويربطها بالتحولات المجتمعية والسياسية والثقافية، ثم يبني سردًا محتملاً للمستقبل. يهدف التصميم التخيلي هنا إلى خلق السياق الكامل لمستقبلنا حتى نشعر وكأننا نعيش فيه حقًا، ونتفهم مزاياه وعواقبه المحتملة.
لا يقتصر استخدام التصميم التخيلي على مجالات الترفيه فقط؛ فقد استعان القطاع الطبي في بريطانيا عام 2015 بهذا النوع من التصميم لمحاولة استكشاف كيف يرغب كبار السن في العيش مستقبلًا، وما التقنيات التي يُمكن أن تكون مفيدة لدعم حياتهم بشكل مستقل. وقد طُرِحت عدة سيناريوهات أثارت جدلًا حينذاك، مثل اختراع جهاز ذكي قابل للارتداء يمنح مرتديه القدرة على إنهاء حياته وقتما يشاء، وكذلك تصميم منزل ذكي مؤتمت بالكامل لمساعدة كبار السن.
هذا يفسر لنا إذن لماذا تتحقق نبوءات «بلاك ميرور»؛ ذلك لأنها نبوءات مبنية على دراسة حقيقية لأثر التقنية المحتمل في حياتنا. والأمر ليس حصرًا على «بلاك ميرور» بالطبع.
فقبل أيام، أعلنت الحكومة البريطانية تطوير برنامج للتنبؤ بجرائم القتل، وذلك من خلال تصميم خوارزميات تحلل معلومات آلاف الأشخاص الذين صدرت بحقهم إدانة جنائية واحدة على الأقل، بالإضافة لمعلومات الضحايا أيضًا، لمحاولة التنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة لارتكاب جرائم عنف خطيرة. وهذا تحديدًا محور مسلسل «بيرسون أوف إنترست» (Person of Interest)، حيث كان يجري التنبؤ بالضحايا المحتملين من خلال تحليل البيانات المرئية من الكاميرات.
أنتظر إجازتي الأسبوعية بفارغ الصبر لمشاهدة الموسم الجديد من مسلسل «بلاك ميرور» بعد أن أصبح مزاجي مناسبًا لتنبوءاته السوداوية، والتكهن على نهايته: أي الأحداث سيتحقق في الواقع أولًا؟
خيمة السكينة🏕️

عن طقوس التخلي والإيمان لدى الأشجار 🍂
مثلي مثل توم هانكس، كنت أظن خطأً أنَّ أوراق الأشجار تموت من جراء ذاتها، ولهذا تتساقط. لكن في الواقع الشجرة هي من تتعمد قتل أوراقها ببطء وتركها تتهاوى.
تستمد الشجرة طاقتها من الشمس، من خلال الكلوروفيل في أوراقها الخضراء، وتودعها في جذعها. حين يحلُّ الخريف ويضعف وهج الشمس تدريجيًّا مع اقتراب الشتاء، تجد الشجرة نفسها تهدر طاقتها بدون وجود موردٍ يعوضها هذا الفقد، لذا تقرر الشجرة أنَّ خيرًا لها ألا تهدر طاقتها في الحفاظ على أوراقها الخضراء، وتسحب كل الكلوروفيل من أوراقها وتخزنه في جذعها استعدادًا للشتاء.
مع سحب الكلوروفيل، تسحب الشجرة اللون الأخضر معها لتترك الأوراق مصبوغةً بكل أطياف الأحمر والبرتقالي. بعدها تدرك الشجرة أنَّ وجود تلك الأوراق عاطلة عن العمل لا يفيدها بشيء، لذا تقطع عقب الورقة عن غصنها، وتفرز مادة صمغية على مكان القطع لكي تحميها من تسلل الحشرات وتقيها من الأمراض. فتعيش الشجرة طيلة الشتاء عارية تمامًا عن أوراقها معتمدة على مخزون الكلوروفيل في جذعها.
وطبعًا، مع حلول الربيع وعودة الشمس، تطلق الشجرة من جديد الكلوروفيل في غصونها لكي تنشأ عنها براعم الأوراق من جديد.
عامًا بعد عام تكرر الشجرة هذا الطقس من التخلي، بإيمانٍ مطلق أنَّ الربيع قادم، وسيعوضها الله سبحانه وتعالى عن الأوراق التي اضطرت إلى التخلي عنها أمام تقلّب الظروف.
أيضًا، الفكرة الأخرى التي تطرأ على بالي، هي فلسفة الحفاظ على طاقتنا من الهدر حين نجد أنفسنا في موضع بدأت فيه طاقتنا تتضاءل دون وجود مورد يعوضها، مما قد يؤدي إلى الاحتراق. هذه الطاقة قد تكون جسدية أو عقلية أو نفسية، أو حتى مخزوننا من الوقت. حينها قد لا يكون أمامك سوى خيار التخلي والاحتفاظ فقط بما تراه الأهم إلى أن تستعيد طاقتك وهمّتك بأكمل صورة. والإيمان بأنَّ الربيع قادم بعد الشتاء وما تخليت عنه سيعود إليك، وتستعيد القدرة على التحول إلى شجرة وارفة خضراء.
🧶إعداد
إيمان أسعد
لمحات من الويب
«حدُّ الصداقة -الذي يدورُ على طرفيْ محدودِه- هو أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر ويسرُّه ما يسرُّه، فما سَفلَ عن هذا فليس صديقًا، ومن حمل هذه الصّفة فهو صديقٌ، وقد يكونُ المرء صديقًا لمن ليسَ صديقَه». ابن حزم الأندلسي
لماذا باريس كان لديها معرض جثث؟
في مرَّة ثلاث قطط وكلب وحمامة وسمكتين ركبوا قارب.
إذا كنت من مستخدمي نوشن، قد يهمك استخدام البريد الذكي (Notion Mail) المعزز بأداة «GPT-4.1».
تحب رنّة ماريو.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
هل يمكن أن تكون مقدمة المسلسل أهم من الحلقة نفسها؟📺
هل فكرت يومًا بأثر الفراشة الذي تتركه؟ 🦋


نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.