إيقاف الإشعارات لن ينفعك!😵‍💫

زائد: «ديب سيك» يهدد سوق المنجمين في الصين🔮


إيقاف الإشعارات /  Imran Creative
إيقاف الإشعارات / Imran Creative

إيقاف الإشعارات لن ينفعك!

إيمان أسعد

مع حلول شهر رمضان الكريم، تتحفَّز همتنا للتخلص من عادات سيئة، ونتمرن على التخلي عن سلوكيات قد لا تكون مضرة في ذاتها، لكنها قد تؤدي إلى الضرر. ومن تلك السلوكيات قضاء وقت طويل في تصفّح الجوال. فمن منّا لن يسعد بظهور تقرير استخدام الجوّال الأسبوعي على شاشته، يبشّره بانخفاض عدد الساعات التي قضاها على الشاشة؟

ولعلَّك ستعمل هذا الشهر بالنصيحة الشائعة، وتوقِف خاصية الإشعارات على جوّالك، لكنك قد تفاجأ بأنَّ نتيجة الإيقاف لن تحقق غايتك التي تسعى إليها. ولربما سبق أن جربت النصيحة ولم تُجدِ معك. لكن قبل أن تلوم نفسك وتردّ فشلك إلى ضعف إرادتك، عليك أن تعلم كيف أن تصميم خاصية الإشعارات في ذاته يصعّب عليك التخلص من عادة التصفح.

هذا ما يقوله البحث بعنوان «ما وراء الرنَّة: البحث في تأثير تعطيل خاصية الإشعارات على سلوك استخدام الجوّال وصحة الإنسان الرقميَّة» (Beyond the Buzz: Investigating the Effects of a Notification-Disabling Intervention on Smartphone Behavior and Digital Well-Being). ويُعرِّف البحث الصحة الرقمية بأنها تحقيق التوازن الأمثل بين البقاء متّصلًا بالعالم الرقمي وبين انفصالك عنه، والذي يتوقّف بدوره على العلاقة بينك وبين جوالك، والعوامل المؤثرة في هذه العلاقة. 

وفي هذه العلاقة بينك وبين جوّالك، عادةً ما تكون أنتَ الملام على إدمانك التصفُّح، لكن في الواقع اللوم لا يقع عليك كليًّا؛ إذ كما الحال مع العلاقات البشرية، الطرفان مسؤولان، وجوّالك مسؤولٌ عن هذا التدهور.

خاصية الإشعار تحديدًا أحد أبرز الأدوات الهادفة إلى إشغالك بالجوّال أطول وقتٍ ممكن. إذ يشير البحث إلى أنَّ كلما ارتفع عدد الإشعارات اليوميّ ارتفع عدد الساعات التي تقضيها في التصفح. ويعود ذلك إلى الطبيعة «التنبيهية» للإشعار، إذ تجذب الرنّة اهتمامك فورًا وتحفّز في دماغك الرغبة في حمل الجوّال. 

يلعب الإشعار هنا دور الطعم؛ قد تحمل الجوّال وتجد أنَّ الإشعار لا يهمك، لكن بما أنك حملت جوّالك الآن، فقد نجح الإشعار في تحفيز دماغك على تصفح تطبيقات أخرى. وبهذا يساعد الإشعار جوّالك على التحكّم بوقتك وانتباهك بدل أن تكون أنت المسيطر كليَّةً عليهما.

كذلك تُعطّل خاصية الإشعارات لديك «السلوك الموجَّه نحو تحقيق هدف» وذلك من خلال تحفيزك على إضاعة الوقت في التصفح العشوائي، مما يؤثر سلبًا في أداء مسؤولياتك وواجباتك. ومع الوقت تفقد السيطرة على استخدامك الجوال، وذلك على حساب أنشطة ومسؤوليات أهم. 

هكذا، نجد أنَّ خاصية الإشعارات تتحمل المسؤولية عن الإسهام في تشكيل عادة تفقّد الجوال لديك، إلى أن تحوَّلت، مع التكرار وارتفاع عدد التطبيقات التي نحمّلها، إلى عادة سلوكية قسرية يصعب التخلص منها. لهذا حتى إن أوقفت خاصية الإشعارات، لن يُضعِف هذا الإيقاف عادة التصفح العشوائي، بل قد يزيد حدّته.

إذ يشير البحث إلى أنَّ مستخدم الجوّال الذي يتمتع باهتمام عالٍ في محيطه الاجتماعي، ويعاني الخوف من الفوات (الخوف المعروف بالفومو)، سيتفقد الجوال بوتيرة أعلى مع غياب الإشعارات، خوفًا من أن يفوته أي تحديث أو منشور أو ترند، ويقضي بالتالي وقتًا أطول في التصفح. 

النتيجة النهائية التي وصل إليها البحث أنَّ إيقاف خاصية الإشعارات ليس حلًّا. إذ لم تنتج عن تجربة إيقافه لدى عينة من المشتركين إلى أي انخفاض في عدد مرات تفقّد الجوال، ولم ينتج عنه أي انخفاض في عدد الساعات التي يقضيها المستخدم في التصفح. 

في معركتنا نحو استعادة السيطرة على وقتنا وتركيزنا، علينا أن نعي أنَّ سلوكيات الجوال السيئة التي نعانيها هي سلوكيات غُرِسَت فينا عمدًا وأعادت تشكيل سلوكنا الدماغي. مع ذلك، هي ليست معركة خاسرة، لكن تحتاج منا إلى التسلّح بالعتاد الصحيح. 

بالتزامي مثلًا بحضور حصة يوقا يوميًّا، حيث يُطلَب منا إطفاء الجوّال لكي لا تشتتنا «هزة الرنة الصامتة»، ضمنت أني لن أتفقده ساعةً كاملة. لذا قد تكون هذه هي البداية الأجدى لتحسين صحتنا الرقميَّة بدل الاكتفاء بإيقاف خاصية الإشعارات.


خبر وأكثر🔍📰

«ديب سيك» / Giphy
«ديب سيك» / Giphy

   ديب سيك يهدد سوق المنجّمين الصينيين!

  • صعد نموذج الذكاء الاصطناعي «ديب سيك» بسرعة صاروخية في عالم التنجيم الصيني، منافسًا المنجمين الصينيين البشر على زبائنهم. ففي حين تبلغ رسوم الجلسة الواحدة لدى المنجم البشري نحو 70 دولارًا، ينجّم «ديب سيك» بالمجان. وذاعت شهرة النموذج كأداة تنجيم بعد انتشار ترند استخدامه لهذا الغرض في ملايين المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي الصينية. 🤖🔮

  • تصاعد اعتماد الشباب الصيني على التنجيم رغم تقييد الحكومة الصينية لهذه الممارسة، علَّه يجد طمأنينة في تنبؤات بوت دردشة بخصوص القرارات الحياتية والمسار الوظيفي. ويعاني جيل الشباب الصيني الحالي أزمة قلق جمعيّ حاد مع تباطؤ الاقتصاد وارتفاع البطالة وتأخر سن الزواج. وتجسدت هذه الأزمة في وسم «الجيل الأخير» الذي يصف به الشباب نفسه، مهددين بأن يكونوا آخر الأجيال نتيجة افتقاره إلى القدرة المالية للزواج والإنجاب والسكن وتحقيق الاستقرار الوظيفي. 🙎🏻‍♂️🙎🏻‍♀️

  • حتى الجيل الأكبر سنًّا اتجه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لأول مرة حين ذاع صيته في التنجيم. ويعزو الباحثون هذا التوجه للتنجيم إلى صعوبة ممارسة الديانات والعبادات في الصين، مما يحرم الإنسان من الاعتماد على الجانب الإيماني والعقائدي في مواجهة المستقبل والغيب. 🙆🏻‍♂️🧑🏻‍💻

  • يحذّر الباحثون من أنَّ تنجيم الذكاء الاصطناعي لا يختلف عن التنجيم البشري في كونه مخادعًا وزائفًا. والخشية هنا أكبر بسبب الصورة الشائعة عن الذكاء الاصطناعي على أنه ذكاء خارق يفوق الذكاء البشري بكثير، مما يسهّل انخداع الناس به وبما يقول. 🤦🏻‍♀️

المصدر 🌎


اقتباس اليوم 💬

«ترغب في التحليق عاليًا؟ إذن تخلَّص من الهراء الذي يثقل جناحيك.» توني موريسون


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

نشرة بريديةرسائلإشعارات
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+240 متابع في آخر 7 أيام