نفِّذ مهامك على أقل من مهلك⏳

زائد: كيف تتعامل مع قلقك 🫣


هل ينتابك قلق شديد هذه اللحظة؟

القلق عاطفة تحتل مساحة تخزينية كبيرة في دماغك، ولذلك تشعر بأنك لا تستطيع التفكير في شيء آخر عدا الشيء الذي أنت قلق بشأنه. ولهذا أيضًا، حجم المشكلة التي أنت قلق بشأنها غالبًا تكون أصغر حجمًا في واقع حياتك مما تصورتها في خيالك.

هنا ينصحك د. إيثان كروس، مدير مختبر «السيطرة على العواطف» في جامعة ميشيقان بأن تتعامل مع القلق بالتنقل بين استراتيجيتين: تفادي التعامل معه ومواجهته. 

استراتيجية التفادي، وعدم اتخاذ أي قرار أو أي فعل، تمنح الفرصة لعاطفة القلق بالانكماش إلى حجمها الحقيقي. إذا منحت نفسك يومًا آخر، قد ترى المشكلة على حجمها الحقيقي ولن تعاود القلق بشأنها، وهكذا لن تأخذ قرارًا في غمرة القلق قد تندم عليه لاحقًا. 

استراتيجية المواجهة تأتي في حال لم تنكمش عاطفة القلق بعد تطبيق استراتيجية التفادي. هذا يعني أنَّ لديك مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل. وهنا عليك أن تفكِّك عاطفة القلق وتحوِّلها إلى معلومات تساعدك على مواجهة المشكلة وتجاوز القلق. 

وحتى نساعدك على التفادي، استمتع بقراءة عدد اليوم، وفي نهاية النشرة، نهديك لمحات من الويب. (ننصحك بمشاهدة لمحة هانك أزاريا).😌💌


العمل ببطء/ Imran Creative
العمل ببطء/ Imran Creative

نفِّذ مهامك على أقل من مهلك

أنس الرتوعي

شعرت ببعض الانزعاج بسبب بطء البروفيسور ماريو فانهوك في شرح مسألة في مادة «اتخاذ القرارات باستخدام البيانات» ضمن برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي الذي التحقت به مؤخرًا. ظلَّ البروفيسور يدخل في تفاصيل كل جزئية، يعيدها المرة تلو المرة، وينظر إلى كل جوانب المسألة دون أن يسمح لنا بالتفكير في الحل. ولست أبالغ عندما أقول إنه استمر قرابة يومين كاملين وهو يفصِّل في شرح المسألة دون النظر إلى الحل!

ظل البروفيسور ماريو فانهوك يردد طوال وقت المحاضرة مقولة «البطء دائمًا جيد»، في إشارة واضحة إلى أن الحل الذي ربما استنتجه البعض يجب ألا يُنظَر إليه دون الانتهاء من فهم كل التفاصيل بدقة. وبالنسبة لشخص مثلي، لم يكن هذا المفهوم منطقيًا في البداية؛ فمهام عملي اليومية تتطلب مني اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة بناءً على المعلومات المتوفرة. فالعملاء لا ينتظرون، والسرعة من صفات القائد الجيد حسبما تعلمت. 

مفهوم البطء مخالفٌ لطريقة الحياة العصرية التي نعيشها اليوم. فسرعة الإنجاز، والعمل على مهام متعددة في وقت واحد، والانخراط في عشرات الأنشطة والفعاليات، واستخدام برامج إدارة المهام والوقت، كلها تهدف إلى دفعنا للتسابق مع الزمن، وجعلنا ننجز أكثر في وقت أقل. وحتى تقنيات الذكاء الاصطناعي، البَيْعة الأساسية في منتجاتها أنها سوف تختصر علينا الوقت، وتلخِّص لنا كل شيء كي نصبح أسرع.

أحسب أن روتين حياتي اليومي مشابه للكثيرين، أستيقظ بعد المنبه بقليل، يضيق الوقت، فأستعد بسرعة وأنا أحضّر القهوة. أقود سيارتي وأنا أتحدث مع عميل على الهاتف، أو وأنا أقرأ رسائل البريد الإلكتروني بسرعة. كل مهمة أقوم بها، أُشْرِك معها مهمة أخرى، وبالنتيجة، تأخذ كل مهمة من الأخرى حقَّها في الفهم والتركيز وحتى الاستمتاع.

هكذا، يُفقِدنا الاستعجال في المهام الإحساس بها ويُفقِدنا الإحساس بفائدتها، فلن نعود نميِّز بين طعم القهوة الجيدة والسيئة، ولن نمعن النظر في تفاصيل مشكلة العميل إذا حاولنا إنجازها بسرعة مع مهام أخرى في الوقت نفسه.

عندما تكون لدينا قائمة طويلة من المهام، نميل عادةً إلى التركيز على محاولة إنهاء القائمة بدل التركيز على تنفيذ كل مهمة على حدة. جرِّب إكمال مهمة واحدة فقط واترك الباقي لوقتٍ لاحق. تساعدك هذه الطريقة على الاستمتاع بالمهمة، وعلى إنهائها بجودة مثالية، لأن عقلك منصب في مكان واحد، ولا يفكر في المهام القادمة. سينتابك شعورٌ رائع مع كل خطوة بسيطة، لأنك تحس بالمهمة كاملةً بكل تفاصيلها.

تقول لورا مالوي، مديرة برنامج «الشيخوخة الناجحة» في معهد بينسون هنري للطب العقلي والجسدي التابع لجامعة هارفارد «إن الحياة البطيئة لا تعني أداء أقل قدر من المهام، بل أداء المزيد منها مع التركيز على الجودة والغاية، لكن بالسرعة المناسبة التي تكفل ذلك». وتضيف: «أحد جوانب الحياة البطيئة أنها تساعدك على تقييم ما هو مهم وما يقدم لك أعظم متعة من جهة، ومن جهة أخرى ما الذي يجب عليك أن تفكر في التخلي عنه. الحياة البطيئة تعلِّمك أن تقدِّر دومًا الجودة على الكمية».

بعد عدة أيام من محاضرة البروفيسور ماريو فانهوك، توجَّب عليّ تسليم حل المسألة التي ظل يشرحها ساعات وساعات. شاهدت أولًا مقطع فيديو قصير يلخِّص المسألة، وما هي إلا ساعة واحدة أو ساعتان حتى وصلت للحل الصحيح بطريقة مثالية ونتيجة دقيقة. وما كنت لأنجز المسألة الصعبة بهذه السرعة لولا الشرح البطيء في المحاضرة الذي جعلني أفهم كل التفاصيل. 


شبَّاك منوِّر 🖼️

عند قراءة سِيَر الفنانين يملؤني بالأمل، لا سيما من بدأ منهم ممارسة الفن في وقت لاحق من حياته. يلهمني من علّم نفسه، ولكن يبهرني من بدأ بعمرٍ صغير والتزم ولم يجفّ نبع إبداعاته. فهذا قد جمع مقدرة على الابتكار المستمر، وضبط النفس، والجدية تجاه فنه. ❤️🎨

  • ينتمي الفنان الإسباني مانولو فالديز للفئة الأخيرة. فقد بدأ ممارسة الفن بعمر الخامسة عشر، ثم التحق بجامعة الفنون الجميلة، لكنه ترك الجامعة ليتفرغ للرسم والتعلم التجريبي. في ثمانينيات القرن الماضي قاد مانولو حركة «التعبيرية الجديدة» التي استلهمت من البوب الأمريكي والسيريالية، برسم أعمال أوضح ردًّا على حركة «التشكيلية الجديدة» التي طغت عليها التجريدية والغموض. 🎭🖼️

  • بدأ مانولو مسيرته بالرسم، لكنه سرعان ما أدرك أن حاجته للتعبير عن خلجات نفسه وأحداث عصره تتطلب منه توسعًا وتنوعًا في أساليبه. فبدأ النحت بالبرونز والزجاج، والعمل على وسائط متعددة، كما يتميز ببنائه واستلهامه من أعمال أيقونية تاريخية، إذ يقول: «أستمد إلهامي من الثروة المعرفية التي منحها تاريخ الفن، مما يدعم مسيرتي الإبداعية. وتشكِّل الصور الثقافية رؤيتي للعالم بعمق.» 📜💡

  • أحد أشهر أعماله بناها على لوحة الملكة ماريانا النمساوية التي رسمها دييقو فيلاثكيث في القرن السابع عشر حيث حكمت إسبانيا بعد وفاة زوجها وكانت تعيسة ومُجبرة على هذا الدور. وقد ألهمت اللوحة سلسلة غير منتهية من المنحوتات المتنوعة (الزجاج  - البرونز  - الخشب - مواد أخرى) وبأحجام عدة. يشكّلها على هيئة اللوحة الأصلية بفستانها الضخم وتسريحتها العالية، بينما يمحو ملامحها كأنها داخل قفص ثقيل وأنيق. يكرّم مانولو بهذه المنحوتات أشهر فناني إسبانيا، بينما يشير بشكل غير مباشر لأولئك الذين خضعوا لأدوار خالدة وأخرى منسية في تلك الحقبة. 👸🏻⛓️

  • نلاحظ في أسلوب مانولو تكراره للعمل بصيغ متعددة ومتباينة مع حفاظه على الأصل. كأنه يُعجب بالفكرة أو المصدر الأساسي للإلهام ويود صناعته بكل شكل ممكن، مثل سلسلة الملكة ماريانا، وسلسلة «swirling butterflies» التي استلهمها من امرأة جالسة في حديقة وتدور حول رأسها فراشات ملكية. في تلك اللحظة لمعت في ذهنه فكرة العمل، خاصة أن المنظر يتطابق مع تعبير إسباني يصف من يملك الكثير من الأفكار بأن الفراشات تغزو رأسه. 🦋👑

  • مجموعة الفراشات هي العمل المفضل بالنسبة لي، خاصة تلك التي تكثر فيها الفراشات حول الرأس، كأنها تشير إلى القلق والهواجس التي تطنّ بلا توقف، لكن مانولو يجعلها ألطف بتحويلها إلى فراشات عوضًا عن أشكال عشوائية. بينما تمنحني المنحوتات ذوات الفراشات الأقل عددًا شعورًا لطيفًا، كأنها أفكار رقيقة ترافق صاحبها دون أن تثقله. 🦋👩🏻

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • بدأتُ مصارحة عائلتي وزملائي بما لديّ من عمل. لكن مُساعدي الأكبر كان كلمة «لا»، فأستخدمها لأعتذر عن استقبال أي عمل لا يمكنني تأديته.🙅‍♀️

  • لاحظت تأثير «الأناقة الانتقامية» على تعزيز شعوري بالسيطرة على جزء كبير من نفسي ويومي وتحسين مزاجي.👗

نشرة بريديةالعملمهام
نشرة أها!
نشرة أها!
يومية، من الأحد إلى الخميس منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+360 متابع في آخر 7 أيام