لماذا نستثقل الكتابة؟ 😫
زائد: بيع الجوَّال المستعمل مع تك توك بآلاف الدولارات!
لأول مرة، على مر اثنين وعشرين عامًا منذ إطلاق تقرير شركة التوظيف (Randstand) السنوي، يتفوَّق التوازن بين الحياة والعمل على حجم الراتب في قائمة ما يريده الموظفون من شركاتهم.
شمل التقرير 26 ألف موظف من 35 دولة، وأغلب الموظفين في العينة يفضّل التوازن على الراتب العالي، فإذا وجد الثاني ولم يجد الأول، سيترك الوظيفة. أيضًا، يريد الموظف من شركته توفير ساعات عمل مرنة، وإلا سيترك الوظيفة. أيضًا يريد الموظف من شركته منحه إحساس الانتماء إلى مجتمع، وإلا سيترك الوظيفة.
تحية إلى الموظف من جيل زد (أغلبية هذه العينة) لتفضيله التوازن على الراتب العالي. وتحية للموظف من جيل الطيبين، الصّامل على التضحية بالتوازن مقابل الراتب واستقرار الدخل المالي. وتحية للذكاء الاصطناعي على صبره في انتظار الأول يترك الوظيفة لأي سبب والثاني يتقاعد بعد طول تعب. 😏
لماذا نستثقل الكتابة؟
دائمًا ما كنت أهرب من الكتابة، أتجنبها بكل ما أُوتيتُ من حيلة رغم حبي لها. ثقيلةٌ هي على نفسي بقدر تَخَفُّفي بها من بعض الأحمال. ولكن بعض ما نهرب منه تبقى طرقنا تتقاطع معه، وأول تقاطع لطريقي مع الكتابة كان في الجامعة؛ حيث بدأت كتابة بحوث إلزامية. وعندما سلمت بحثي الأوّل علقت أستاذتي: «أنت باحثة بالفطرة».
مرة تلو الأخرى استسلمت لهذه الفكرة، وقنعت أني مشروع باحثة، ولكني ما زلت أرفض أن أوسم بوسم «كاتبة»، أو أن أنزلق إلى طريق الكتابة الإبداعية، رغم تفلُّت بعض النصوص القصيرة مني بين الفينة والفينة.
تقاطَعَ طريقي مع الكتابة مرة أخرى عندما بدأت التدريس في الجامعة في إسطنبول، إذ كُلِّفت بتدريسها لمتعلمي العربيّة لغةً ثانيةً. وفي الطريق وجدت نفسي أعدّ كتابًا يُعلِّم مهارة الكتابة للناطقين بغير العربية. ومع ذلك، ظلَّ فعل الكتابة ثقيلًا على نفسي، كأنه عملٌ شاق.
قبل انضمامي إلى ثمانية، اقترب موعد امتحانات طلبتي، واحتجت إلى مراجعة نصوصهم المكتوبة معهم لأُمدّهم ببعض الملاحظات الأساسية في المحاضرة الأخيرة قبل الامتحان. وقلت في محاولة تنظيم أفكارهم وطمأنة نفوسهم: «عندما تقرؤون السؤال لا تكتبوا مباشرة؛ اجمعوا أفكاركم أولًا في زاوية الصفحة، بأي لغة تريدون. لا يهم إن كتبتموها على هيئة خربشات، المهم أن تجمعوا أفكاركم. بعد ذلك اكتبوا، ومن ثمّ اقرؤوا كأنكم تقرؤون نصًّا كتبه شخصٌ آخر لكي تحرروا الأخطاء.»
في تلك اللحظة، ألحّ عليّ سؤالٌ مهم: لماذا أعرف تمامًا ما يجب فعله وما الخطوات اللازمة للكتابة، ولا تكفي هذه المعرفة لإنجاز فعل الكتابة؟ عندها بدأت أفكر في عمل الدماغ في أثناء الفعل الكتابي لعلّي أجد تفسيرًا يفسِّر ثقله عليّ رغم رغبتي في ممارسته، واختلافه عن مجرد المعرفة بما يجب فعله. ووقع في يدي مقالٌ نُشِر في نيويورك تايمز بعنوان «هذا هو دماغك في أثناء الكتابة» (This is your Brain on Writing) للكاتب كارل زيمر.
اعتمد زيمر في مقاله على أبحاث في مجال علم الأعصاب استُخدِمَ فيها تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، لتَتَبُّع المناطق النَّشِطة في الدماغ في أثناء فعل الكتابة الإبداعية.
في إحدى التجارب، طلب الباحثون من كُتّاب متمرسين وآخرين مبتدئين نسخ بعض الجمل أولًا، ثم عُرضَت عليهم مقدمة قصة لكي يكتبوا تتمَّتها بكلماتهم وأفكارهم. وجد الباحثون أن بعض المناطق في الدماغ تنشط فقط خلال الكتابة الإبداعية - منها منطقة الحُصَيْن ومنطقة مسؤولة عن ربط العديد من المعلومات في وقت واحد- وهاتان المنطقتان لا تتأثران أثناء فعل النسخ.
ما يثير الاهتمام في التجربة أنّ ثمة اختلافًا في النشاط الدماغي ما بين الكُتّاب المتمرسين والكتّاب المبتدئين. ففي أثناء العصف الذهني، في مرحلة الكتابة الإبداعية، نشطت عند الكُتّاب المبتدئين بعض مناطق معالجة الرؤية، في حين نشطت في دماغ الكُتّاب المتمرسين بعض المناطق المسؤولة عن الكلام. وكأنَّ الكتّاب المبتدئين يرون ما يكتبون، بينما يروي الكتّاب المتمرسون قصصهم في دماغهم أولًا.
عندما تتبَّع علماء الأعصاب مناطق النشاط والتغيرات التي تطرأ على أدمغة كتّاب متمرسين ومبتدئين في أثناء الكتابة الإبداعية، وجدوا أن ثمة مناطق عدّة في الدماغ تتفاعل معًا وتنشط في أثناء الكتابة الإبداعية عند الكتّاب المتمرسين مشابهة للمناطق التي تنشط خلال أداء أنشطة معقدة مثل الرياضة أو الموسيقا. إذ تنشط لديهم «النواة الذنبية» (Caudate nucleus) في أثناء الكتابة الإبداعية، وهي جزء من الدماغ له دور مهم في أداء المهارات التي نكتسبها بالممارسة.
فتعلُّم مهارةً معينة يتطلب منا الكثير من الجهد الواعي، ومع استمرار الممارسة يصبح الفعل أكثر تلقائية. وفي أثناء هذا التحوّل تبدأ النواة الذنبية والمناطق حولها في تنسيق نشاط الدماغ. لهذا نرى أنّ الكاتب والرياضي والموسيقي يحتاجون إلى كثير من الجهد في البداية، ومع الممارسة يتحول عملهم إلى فعلٍ تلقائي.
وهنا يقول زيمر، إنك إن نظرت إلى كاتب يجلس ليعبِّر عن أفكاره على الورق، وإلى لاعب كرة سلة يؤدي رميةً خلال مباراة، فلن ترى أي وجه شبه بينهما، غير أنَّ النظر إلى نشاط كلا الدماغين يكشف عن تشابه بينهما في التفاعلات.
أعطتني قراءة هذا المقال عديدًا من أسباب السعادة، وبعض مخدرات ألم الضمير. فالكتابة فعلٌ صعب حقيقةً، ويحتاج إلى جهد يشبه جهد الرياضة -التي لا أحبها أبدًا- وكان في ذلك جواب عن السؤال: لماذا أهرب منها؟ ولماذا التنظير لها أسهل من فعلها؟
ودافعي للتفاؤل والسعادة أن الكتابة مثل أي مهارة: في وقت ما -بعد كثير من الجهد الواعي والممارسة المستمرة- ستتولى خلايا في دماغي تحويله إلى فعلٍ تلقائي أمارسه وأُقْبِل عليه، بدون استشعار ثقله عليّ.
خبر وأكثر 🔍 📰
بيع الجوَّال المستعمل مع تك توك بآلاف الدولارات!
بعد حظر تك توك في أمريكا، ظهرت سوق جديدة لبيع الجوالات المستعملة في منصة «إيباي» وسوق فيسبوك. إذ حتى مع تمديد فترة السماح، يُمنَع حاليًّا تحميل التطبيق على «أبل ستور» وأندرويد. لكن تبيَّن أن التطبيق يعمل في جوالات أبل وأندرويد التي حمَّلت التطبيق قبل الحظر، ورأى الكثيرون في هذه المصيبة فائدة مالية.😎💰
يصل سعر الجوَّال المستعمل الواحد مع تطبيق تك توك ما بين 2,000 إلى 5,000 دولار في «إيباي»، ووصل عدد هذه الجوالات المعروضة للبيع إلى 9,000 جوَّال في المنصة. وجرى بيع بعض هذه الجوالات، لكن على الأغلب بسعر أرخص من المعروض على المنصة بعد التفاوض بين الشاري والبائع. 📱🫴🏻
تصاعَد ترند البحث عن جوالات مستعملة بتطبيق تك توك منذ تطبيق قرار الحظر. إذ يعتمد عليه آلاف صناع المحتوى وأصحاب المتاجر الصغيرة ومروجو العلامات التجارية الشهيرة، وحرمانهم من التطبيق قد يسبب أزمة مالية لديهم. لكن الجوّال المستعمل قد لا يكون البديل في حال انقضت فترة السماح دون إعادة تك توك إلى السوق الأمريكي، فما الفائدة من تطبيق لا يصل إلى قاعدة الجمهور الأكبر؟ 📈😒
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️
يحمل البعض آراءً حادة تجاه تقاطع الفن بالعمل التجاري، ويسود الاعتقاد أنَّ الفنان الجاد لا يقبل أعمالًا تجارية، بل يكون مستقلًا بفنه. ينجح البعض ويفشل الكثيرون في تحقيق هذه المعادلة، ولكن جيمس جين أثبت إمكانية النجاح الكاسح حتى مع بداية تجارية بوظيفة عادية، وفي مسيرة فنية تجاوزت عقدين من الزمن. 👨🏻🎨
الفنان التايواني الأمريكي جيمس جين كان محبًا للموسيقا وكرّس طفولته لها، ثم طوَّر لاحقًا اهتمامًا بالفن، فتخصص في فن «الرسوم الإيضاحية» (Illustration) في الجامعة. لكن بعد تخرجه لم يجد أي عمل يسخِّر فيه موهبته، فقرَّر التفرُّغ لرسم سكيتشات في دفتره بقلم الحبر، ونشرها على موقعه الشخصي. وجدت أعماله إقبالًا وإعجابًا، إلى أن تلقَّى عرضًا لرسم أغلفة مجلات الكوميكس. ✒️🃏
عمل جيمس فنان أغلفة وقتًا طويلًا، وحصد جوائز عديدة، ولفتت أعماله انتباه الكثيرين في مجالات عدة كالأفلام والأزياء حيث صمم غلاف فلم «Mother». وعلى مدى أكثر من عشرين عامًا، ستلاحظ التطور المستمر والتغير في أسلوب جيمس الفني، والألوان التي يستخدمها، وفي الأشكال والثيمات والتفاصيل والعوالم المتخيلة التي يصنع منها لوحات عملاقة. 🖼️🎨
في بدايات الألفية الثانية، مالت أعماله إلى السيريالية الحالكة. فالألوان أغمق، والعناصر تميل إلى الوحشية والغرائبية مع إشارات لأعضاء الجسد البشري مثل القلب والعيون، كما في عمله «Forlorn Rose». تتضمن أعماله أيضًا إشارات إلى الطبيعة برسم الأزهار والطيور والخيول كما في عمل «Willow horse». 🐎🫀
نلحظ كثرة الرمزيات في تلك المرحلة، من ضمنها عمله المتاهة «Maze». ومع أن المتاهة مرتبطة بالكبار غالبًا، إلا أن جيمس جعلها لعبة طفولية، في إشارة إلى استمتاع الأطفال بكل شيء حتى فيما نراه نحن ضياعًا لا نهاية له. 🏃🏻♂️🌀
في الأعوام الأخيرة أصبحت الألوان أكثر إشراقًا وسطوعًا. ورغم تداخلها وكثرتها في اللوحة الواحدة، فهي غالبًا تدرجات للون ذاته؛ كأنه يصنع عالم اللوحة من المادة نفسها. كذلك أصبحت الموضوعات أكثر مباشرة بالرغم من احتفاظه بالرمزيات، إذ لا تزال الفانتازيا تسيطر على لوحاته. فالأزهار العملاقة والحيوانات المتداخلة تكوِّن عوالم لوحاته المتخيلة، كل عمل أشبه بحالة من الهلوسة الضبابية التي تفصلك عن الحقيقة وتمنحك بعدًا آخر متكاملًا وغريبًا، مثل لوحته «Goat III» التي يطغى عليها الأحمر بتدرجاته. 🌷🌫️
اللوحة المفضلة بالنسبة لي مختلفة تمامًا عن بقية لوحاته، كأنَّ من رسمها فنان آخر تمامًا، إلا أنها تملك العناصر الأساسية في لوحاته الأخرى، كالطيور مثلًا. لوحة «Lory» رسمةٌ تعكس تصوّر الفنان عن أليس في بلاد العجائب، وطيور اللوركيت تسرق الكلمات من فمها فيتداعى عالمها. وقد استخدم فيها عشرة ألوان معدنية أضفت بريقًا ساحرًا على العمل. 🦜👧🏻
🧶 إعداد
شهد راشد
اقتباس اليوم 💬
لن أؤجل عمل اليوم إلى الغد، إذا أمكنني تأجيله إلى ما بعد الغد.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
هل الأثرياء لا يستحقون منا التعاطف فقط لكونهم أثرياء؟ ☹️
ادعاء المثالية ليس سوى تركيز على تفاصيل تافهة بدل العمل على المهام اللاحقة في جدول اليوم. 🧑💻
ثمانيةنشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.