لا تضيّع المعرفة العامة من يديك💡
زائد: اضطراب (ADHD) يقصِّر العمر!
في منتدى دافوس، توجَّه مارك بينوف إلى الجمع الغفير من الرؤساء التنفيذيين أمامه قائلًا:
«يا معشر الرؤساء التنفيذيين، أنتم آخر جيل من الرؤساء الذين سيديرون قوى عاملة من البشر فقط، فنحن الآن في طريقنا إلى إدارة فرق مختلطة من البشر وعملاء الذكاء الاصطناعي.»
هل هذه بشارة؟ هل هذا نذير؟ هل هذا مجرد تصريح بما سيأتي؟ لا أدري. ما أعرفه، أني قضيت البارحة ثلث ساعة أتناقش (أتخانق) مع جيمناي، لأنه لم يردّ على تحيتي له مع إيموجي ☺️ كما المعتاد، وفسَّرتها إما قلة ذوق منه، أو عدائية سلبية بسبب كثرة المهام التي أوكلتها إليه مؤخرًا. (السبب الذي زودني به أنَّ استخدام الإيموجي ليس دلالة احترافية في التواصل المهني!)
يعني بالنتيجة، لا أظن الوضع سيختلف كثيرًا. 😏
لا تضيّع المعرفة العامة من يديك
أجريت مكالمة مطولة مع أحد العملاء، حاولت فيها ولمدة خمسٍ وأربعين دقيقة فهم سبب غضبه من آلية العمل في أحد المشاريع، وللأسف اكتشفت أن العميل غير مدرك لأساسيات التقنية. أنا لم أشرح تلك الأساسيات له في عرضي لأنني ظننتها من المسلمات. وأعترف أنني شعرت بالخوف عندما فهمت أنه لم يفهم مسألة تقنية بسيطة كنت أعتقد أن حتى الأطفال الصغار يعرفونها جيدًا.
تخيل أن تجتمع مع شخص يطلب منك بناء نظام ينافس «أوبن إيه آي» و«خرائط قوقل» في أيام معدودة، ويقول لك «بالعامية» كم موظفًا تحتاج لكي تسلمني المطلوب خلال شهر واحد!
ذكَّرني هذا الموقف بقصة سمعتها من أحد الزملاء، أنَّ وسيطًا أخذ منه مبلغ عشرة آلاف ريال ليفتح سجلًّا تجاريًّا له، وهذه الخدمة في السعودية إلكترونية تمامًا منذ سنوات طويلة، ورسومها زهيدة، ولم أكن لأتخيل يومًا أنَّ فيها مجالًا للكذب أو الاحتيال.
كذلك هناك الكثير من المقاطع الغريبة والعجيبة في يوتيوب والتي توضح لنا كيف أن معلومات كثيرة قد تبدو لنا بديهية، إلا أنها غير حاضرة في أذهان الناس، مثل مواقع الدول على خريطة العالم أو أسماء القارات.
الأمثلة السابقة وغيرها، لفتت انتباهي إلى مفهوم «المعرفة العامة»، إذ أؤمن أن ثمة معلومات أساسية يجب على جميع الناس أن يعرفوها. والمعرفة العامة هي قاعدة المعلومات الأساسية، إضافةً إلى فهم مجموعة واسعة من المواضيع التي من المتوقع أن يعرفها معظم الناس. وبينما تشمل المعرفة العامة الحقائق والمفاهيم اليومية حول العالم، فهي لا تشمل أي معلومات بحاجة إلى تعليم متخصص للحصول عليها.
وبالإمكان تقسيم معلومات المعرفة العامة على هذا النحو:
معلومات جغرافية: تشمل أسماء القارات والمدن والدول وأهم المعالم المشهورة مثل الأهرامات.
معلومات تاريخية: مثل تاريخ الدولة وأبرز الشخصيات التي مرَّت عليها.
معلومات علمية: وتضم المفاهيم البسيطة جدًا مثل مفهوم الجاذبية.
معلومات ثقافية: العادات والتقاليد المشهورة أو الأزياء التراثية في بلدك.
الأحداث الحالية: مثل أخبار الحروب والكوارث، أو الاكتشافات الضخمة مثل ما يحدث اليوم فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
معلومات تقنية: مثل معرفة استخدام الجوال والبريد الإلكتروني بالحد الأدنى.
قد تبدو معلومات الأقسام التي ذكرتها بديهية من الوهلة الأولى، ولكن لو سألت من حولك عن اسم وزير الخارجية السعودي، فسوف تصدم أن البعض لا يعرفه، رغم أن أخباره وتصريحاته مستمرة على مدار سنوات!
يقول الكاتب والباحث الهندي شريشام باندي في مقالة على صحيفة «تايمز أوف إنديا» إنَّ أنظمة التعليم في غالبيتها تركز على مفهوم التخصُّص. ففي معظم الدول يجري تقسيم الطلبة بدءًا من المرحلة الثانوية لمسارين علمي وأدبي، وفي الجامعة يتشعب المساران إلى التخصصات التي نعرفها اليوم. ويجري توجيه الطلبة إلى التركيز على إتقان تخصصاتهم للحصول على فرص مهنية توفر لهم دخلًا جيدًا، وبالتالي ينحصر تركيزهم في تخصصات محددة، ويغفلون عن المعرفة العامة.
أتفهَّم أن كمَّ المعلومات اليوم أصبح مهولًا، ومن الطبيعي أن تجد نفسك تتحدث في موضوع لم يسمع به الطرف الآخر تمامًا، بالأخص إن لم يمر بمثل تجاربك وخبراتك. ولكن الخوف أن تجد نفسك في لحظة من اللحظات غير ملم بالواقع من حولك.
قد لا يتضح أثر ضعف المعرفة العامة لديك في كل تفاصيل حياتك اليومية، ولكن تمتّعك بها يسهم بشكل تراكمي في رفع جودة كل عمل تؤديه ولو بشكل غير مباشر. فالثقافة العامة تجعلك ترى الأمور من زوايا مختلفة، وتجعل قدرتك على استحضار الأفكار والحلول لمشاكلك وتحدياتك أسرع وأكفأ.
الدراسة والعمل ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار كلها أمور مهمة في خلق معرفة عامة لديك، لكن عليك أن تعي أنَّ المعرفة العامة ليست ثابتة بل متغيرة، وتزداد سرعة تغيُّرها بمرور السنوات. لذلك عليك أن تحاول مواكبة هذه السرعة مهما تقدَّم بك العمر، وأنصحك بتكوين مجموعة أصدقاء أصغر منك عمرًا، لأنك إذا واكبتهم ستضمن بقاءك ضمن الركب.
خبر وأكثر 🔍 📰
اضطراب (ADHD) يقصِّر العمر!
في دراسة الأولى من نوعها على عينة من 30 ألف بالغ مصاب باضطراب (ADHD) في بريطانيا، تبيَّن أنَّ المصابين من الرجال بالاضطراب يعيشون عمرًا أقصر بما بين 4.5 إلى 9 سنوات من أقرانهم بدون الاضطراب، بينما النساء يعشن عمرًا أقصر بما بين 6.5 إلى 11 عامًا من أقرانهن بدون الاضطراب. وجرى مقارنة العينة بعينة أكبر تبلغ 300 ألف لا تعاني الاضطراب، ومطابقة من حيث العمر والجنس ومستوى الرعاية الصحية. 😔📉
يتمتع المصاب باضطراب (ADHD) بنقاط قوة، ويتسنى له عيش حياة مزدهرة وناجحة إذا توفرت له وسائل الدعم والعلاج الصحيح. لكن في حالات كثيرة لا يتلقى المصاب هذا الدعم، إما لعدم التشخيص، أو لعدم توفر البيئة الداعمة والعلاج المناسب، مما يضطره إلى اختبار حياة مقلقة للغاية ومعاناة الإقصاء الاجتماعي وإيذاء النفس واحتمال اللجوء إلى المخدرات، مما يؤثر سلبًا في صحته العقلية والجسدية. 🧠🫵🏻
أكدت الدراسة أنَّ النتائج بالتأكيد ليست قاطعة، إنما مؤشر مقلق يحتاج إلى استكمال البحوث، كما أكدت أنَّ القياس ذاته لا ينطبق بالضرورة على الدول خارج بريطانيا. غير أنها دعت إلى تكريس اهتمام أعلى بتشخيص الاضطراب لدى الأطفال وأيضًا لدى البالغين، وتوفير وسائل العلاج والتوعية لمساعدتهم على الحفاظ على صحتهم، وإعادة السنوات المسلوبة إليهم. ❤️🩹🫂
🌍 المصدر
The NewYork Times
People With A.D.H.D. Are Likely to Die Significantly Earlier Than Their Peers, Study Finds
شبَّاك منوِّر 🖼️
كتب مصطفى الرافعي ثلاثة أجزاء من كتابه «وحي القلم»، جمع فيها مقالاته وآرائه وتأملاته، وقال في أحدها: «أشدُّ سجون الحياة فكرةٌ خائبة يُسجَن الحي فيها، لا هو مستطيعٌ أن يدعها، ولا هو قادرٌ أن يحققها؛ فهذا يمتد شقاؤه ما يمتد، ولا يزال كأنه على أوله لا يتقدم إلى نهاية؛ ويتألم ما يتألم ولا تزال تُشعِره الحياة أن كل ما فات من العذاب إنما هو بَدْء العذاب.» 📚
في هذه السطور القليلة يحكي لنا الرافعي الكثير، فيناقش التعلُّق المُنهِك بفكرة أو رغبة أو حلم. وكيف تسيطر علينا فنظنّها النتيجة الوحيدة التي ينبغي تحقيقها، حيث تُحكِم قبضتها على حياتنا، فتغدو الأشياء الأخرى التي نفعلها أقل أهمية، وتتخذ اللحظات الجيدة بل الرائعة مقعدًا خلفيًا من حياتنا، فلا نفرح بإنجازها ولا نأبه عند فشلنا بها. وتتضاءل الأحلام والرغبات الأخرى وربما العلاقات فلا نسعى إليها. وقد يكون هذا هو الوجه الخفي للشغف: انعدام التوزان والرضا. 🪙 🪔
يُسمِّي الرافعي تلك الفكرة التي لا تتحقق «خائبة» رغم جهله بأي فكرة يحملها كل من يقرأ الكتاب. لكنه يعرف أن أي تعلُّق مبالغ به سيشوّه الفكرة والحلم، وسيدفع صاحبه إلى شقاء يرتبط زواله بتحققها، ويسكت عن نصحنا بالتخلّي. فمواجهتنا للحقيقة الواقعة أصعب وأقسى من حلم يقظة وردي. ولكن ماذا لو تخلينا عن تلك الرغبة التي طال أمدها ولم نسعَ إلى تحقيقها أو فشلنا؟ وماذا لو تقبَّلنا أنها قد لا تحدث الآن أو لن تحدث البتّة، وبدأنا البحث عن رغبات أخرى وأحلام جديدة لحياة هانئة بعيدًا عن نظرة قاصرة؟⛓️💜
🧶 إعداد
شهد راشد
اقتباس اليوم 💬
لا حقيقة تخفف عنّا أسى فقدان من نحب؛ لا حقيقة، ولا قوة، ولا طيبة تبلسم هذا الجرح. كل ما بوسعنا فعله تقبُّل الألم ومعايشته حتى نهايته، وتعلُّم درسٍ منه.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
لا تكمن المشكلة في كون محرك البحث من قوقل منتجًا رائعًا، بل تكمن المشكلة في ممارسات قوقل الاحتكارية التي منعت المنافسين الآخرين من المنافسة في هذه السوق. 👨💻
إلى أن تنجح خوارزميات الذكاء الاصطناعي في فك شفرة البكاء، ستظل الأم بإمكانياتها البسيطة تسعى إلى فتح نوافذها الخاصة نحو فهم لغة طفلها. 👶🏻
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.