هوبال: كان يستحق أن يكون أفضل 🐪🏜️
زائد: ماذا لو تحولت ألعاب الطفولة إلى مصدر للرعب والبكاء؟
دعوة للمساعدة 👋
ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟
هذا الاستبيان القصير موجّه لك.
يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.
هوبال: كان يستحق أن يكون أفضل
خرجَت في الوسط السينمائي السعودي الثنائية البارزة لعبدالعزيز الشلاحي ومفرج المجفل، وفي ظنّي، قد يعود سبب استمرارها لأنهما يكملان بعضهما.
شاهدت فيما مضى أفلامهما الطويلة: «المسافة صفر» و«حد الطار»، وأعي تمامًا التطور الكبير الذي حدث لهما في «هوبال». وهو العملية الطبيعة في صناعة الأفلام، خصوصًا إذا استطعت صناعة أفلام تجذب الاهتمام، وعملت على تحسين مشاكلك بعد كل تجربة.
في «هوبال» استثمر الشلاحي والمجفل هذا الأمر وتعلّما من مشاكل أفلامهما السابقة، لكنهما وقعا في مشاكل جديدة.
الوعد المذهل:
تدور قصة «هوبال» حول عائلة تسكن البر، بسبب اعتقاد الجد أن القيامة قد قربت. لذا، يحرّم على أهله الذهاب إلى الديرة، ووصل الأمر إلى حدّ تبرّؤه من أي فرد يعصي هذا الأمر.
يُفتتح الفِلم على مشهد دفن فتاة يتضح أنها حفيدة الجد، ونعلم لاحقًا أن لها ابنة عم مصابة بالمرض نفسه الذي تسبّب بوفاتها.
هنا، يتبادر إلى ذهنك أن مجمل الحبكة سيدور حول محاولة إنقاذ ابنة عم المتوفاة، والسعي لأخذها إلى مستشفى الديرة، ويتلخص الصراع في كيفية تجاوزهم رفض الجد الحازم لأي مطالب لنزول الديرة؟
وفعلًا، تقود أم الفتاة هذا الخط السردي، وتخوض صراعين: الأول مع زوجها القاسي الذي لا يهتم إلا بمصالحه، والآخر صراعها مع رفض الجد الحازم.
ورغم الأمل والترقّب حول نتيجة هذا الخط السردي، فإنه ينتهي بصورة لا تعبّر عن قيمة الوعد، لتشعر حينها بقليل من الإحباط.
الوعد ليس كل شيء:
قدّم الفِلم وعده الكبير، لكنه حاول التملّص منه عبر قصص فرعية لشخصياته.
كل شخصية لها عالمها الخاص أراد الفِلم حكايته، ولكنه لم يستطِع أن يقدم حكاية كاملة لأيٍّ منها.
كل قصة أعطانا الفِلم جزءًا منها، مجرد لمحة، وعندما تصبح مؤثرة جدًّا يتوقف قبل الوصول إلى ذروة التأثير الكامل، وينتقل إلى الأخرى.
هذا الأسلوب سهل الاستخدام في الكتابة التلفزيونية، هناك من الوقت ما يكفي لإعطاء المساحة الكافية لحكاية قصص فرعية لشخصيات كثر وبشكل كامل، وليس نصفها ولا جزء منها، نصف المشاعر لا تكفي دائمًا.
واحدة من المشاكل التي يقع فيها كثير من صنّاع الأفلام السعوديين، هي عدم تفريقهم بين رغباتك أثناء رؤية القصة، وما تحتاجه القصة لتكون أفضل.
التصوير مذهل والأداء ممتاز:
اللغة البصرية للفِلم كانت جميلة؛ استطاعت محاكاة الفترة الزمنية والبيئة المحيطة، حتى التمثيل وإتقان اللهجة. ورهان الشلاحي على مؤثرٍ في التواصل الاجتماعي يستحق الاحترام، مجازفته كانت في مكانها.
وحتى الأطفال ورغم صعوبة الأمر، يُحسب للشلاحي إخراجيًّا أنه استطاع إخراج أحسن ما لديهم.
«هوبال» فرصة ثمينة كانت تستطيع تقديم أكثر:
في الفِلم لحظات مؤثرة استطاعت أن تلامسني، وهناك لحظات كثيرة كنت أحاول فيها فهم الشخصيات والتأثّر معهم.
وخرجت من السينما بذلك الشعور الناقص: «هوبال» فِلم كان يستطيع إبهاري والتأثير فيّ أكثر، لماذا لم يفعل؟
في قناعاتي «هوبال» مرحلة متطورة، ويستطيع الشلاحي والمجفل البناء عليها بشكل رائع لفِلمهما القادم، إذا كان هناك مشروع آخر بينهما، لكنه ليس المشروع المنشود بالتأكيد.
«هوبال»، لمن يحب كرة القدم، مثل المقصية الرائعة التي تصطدم بالعارضة بدل أن تدخل هدفًا، رائعة في التفصيل، لكنها ناقصة في المجمل، لأنها لم تدخل «هدف».
وهذا ما حدث في الفِلم، كلما تصل على أعتاب ذروته، تتشتّت بشيء آخر، فقدت شعوري الكامل باللحظة.
لكن للإنصاف، فِلم «هوبال» استطاع صناعة حالة جعلتني أستشعر معه أني أشاهد فِلمًا أكثر من كونه «فِلم سعودي في صناعة ناشئة». لذا، كنت أتطلّع للمزيد دائمًا.
فاصل ⏸️
يُعرض اليوم الخميس في سينما فوكس السعودية فِلم الاكشن والجريمة «Den of Thieves 2: Pantera»، للمخرج كريستيان قوديقاست. من بطولة جيرارد بتلر في دور «بيق نيك»، الذي يعود إلى المطاردة في أوربا، عندما يقترب من «دوني»، وهو متورّط في عالم خطير من العصابات المتخصّصة في سرقة الألماس، ومافيا «بانثر» الشهيرة. يخطط «بيق نيك» مع «دوني» لتنفيذ عملية سطو ضخمة تستهدف أكبر بورصة للألماس في العالم.
كما يُعرض في اليوم نفسه الفِلم المصري الدرامي «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو». تدور القصة في إطار درامي حول «حسن»، شاب ثلاثيني يعيد اكتشاف نفسه، ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد من مصير مجهول. وبعد تورطه في حادث خطير دون ذنب، يجد نفسه مطاردًا بين ليلة وضحاها من قبل جاره «كارم» وأهالي الحي.
ويُعرض أيضًا في اليوم نفسه فِلم «الدشاش»، الذي يعود عبره النجم أحمد سعد إلى عالم السينما، مُقدّمًا إياه في إطار درامي. الفِلم من إخراج سامح عبدالعزيز. يتناول الفِلم قصة رجل قوي ونافذ في عالم الجريمة، يواجه أزمة صحية تغير مسار حياته جذريًّا، ما يدفعه للتوبة والعودة إلى الله. لكن التحدي الأكبر يكمن في صراعه مع شيطانه الداخلي، فهل سينجح في التغلب عليه؟
حصدت الممثلة البرازيلية فرناندا توريس جائزة القولدن قلوب عن أفضل ممثلة في فِلم درامي عن دورها في فِلم «I’m Still Here»، بينما فاز أدريان برودي بجائزة أفضل ممثل في فِلم درامي عن أدائه في فِلم «The Brutalist». وفي فئة الأفلام الكوميدية أو الموسيقية، فازت ديمي مور بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «The Substance»، بينما حصل سباستيان ستان على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فِلم «A Different Man».
أما الجوائز المساندة في الأفلام، فقد ذهبت جائزة أفضل ممثلة مساعدة إلى زوي سالدانا عن دورها في فِلم «Emilia Pérez»، وفاز كيران كولكين بجائزة أفضل ممثل مساعد عن أدائه في فِلم «A Real Pain». كما حصد فِلم «Conclave» جائزة أفضل سيناريو، وفاز فِلم «Emilia Pérez» بجائزة أفضل فِلم غير ناطق بالإنقليزية.
في التلفزيون، فازت جين سمارت بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل كوميدي عن دورها في الموسم الثالث من مسلسل «Hacks»، فيما حصل جيرمي ألن وايت على جائزة أفضل ممثل في مسلسل كوميدي عن أدائه في الموسم الثالث من «The Bear». وفي فئة المسلسلات الدرامية، نال هيرويوكي سانادا جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسلسل «Shōgun»، بينما حصل تادانابو أسانو على جائزة أفضل ممثل مساعد في المسلسل نفسه. أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة في مسلسل تلفزيوني، فذهبت إلى جيسيكا جانينق عن أدائها في مسلسل «Baby Reindeer».
في فئة المسلسلات القصيرة، فازت جودي فوستر بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «True Detective: Night Country»، بينما حصل كولين فاريل على جائزة أفضل ممثل عن أدائه في «The Penguin».
صدور العرض الدعائي للموسم الثاني من مسلسل «The Last of Us»، المقرّر عرضه في شهر أبريل القادم.
صدور العرض الدعائي للموسم الثاني من مسلسل «MO» الكوميدي، والمقرر عرضه في 30 يناير على منصة نتفلكس.
الكشف عن الملصق الدعائي الأول لفِلم الأكشن «IN THE LOST LANDS»، من بطولة ديف باتيستا وميلا جوفوفيتش. الفِلم مقتبس عن قصة من تأليف جورج مارتن، يتناول رحلة ساحرة إلى الأراضي المفقودة بحثًا عن قوة لتحويل الأشخاص إلى مستذئبين. يُعرض الفِلم على صالات السينما في 7 مارس.
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «There Will Be Blood» الصادر عام 2007، من إخراج بول توماس أندرسون، وبطولة دانيال دي لويس.
يحكي الفِلم قصة «دانيال بلاينفيو»، عامل المناجم المتسلّط الذي تحول إلى حفّار آبار نفط، ليبدأ رحلته في ولاية كاليفورنيا الغنية بالنفط. يستخدم «بلاينفيو» ابنه الوحيد «إتش دبليو» أداةً لإظهار نفسه كرجل عائلة موثوق، ليقنع ملّاك الأراضي المحليين ببيع ممتلكاتهم بمبالغ زهيدة. لكن، يشك واعظ الكنيسة المحلية «إيلاي صنداي» في نوايا «بلاينفيو»، مما يشعل مواجهة متصاعدة بينهما.
في أحد أهم فصول الفِلم، يظهر رجل مجهول يدّعي أن اسمه «هنري»، وأنه شقيق «دانيال»، وقد أتى من ولاية ويسكونسن بعد سماعه عن نجاح أخيه في قطاع التنقيب عن النفط. ورغم قبول «دانيال» به في البداية، تتصاعد شكوكه تدريجيًّا حول هويته الحقيقية.
في هذا المشهد، يسبح «دانيال»، وأخوه المزعوم «هنري» في البحر، ويبدو للوهلة الأولى أنهما يقضيان لحظة هادئة. مع نزول الكاميرا إلى عمق مياه البحر، يبدأ «دانيال» بالتعبير عن طموحاته الكبيرة وأحلامه في بناء بيته الخاص، مستشهدًا بذكريات طفولية يُفترض أنهما يشتركان فيها. تُبرز هذه اللحظة رمزية الغوص في أعماق الحديث والعلاقة بينهما. لكن جهل «هنري» بهذه الذكريات، يجبره على تغيير مجرى الحديث، مما يُثير شكوك «دانيال»، وتتبدّل تعابيره تدريجيًّا من الود والاطمئنان إلى الغضب وخيبة الأمل.
تأتي أهمية هذا المشهد في اللحظة التي يدرك فيها «دانيال» أن «هنري» ليس شقيقه، إذ يكشف غياب تفاعل «هنري» مع ذكرياته عن زيف ادعائه. يصمت «دانيال» ويبتعد نحو البحر، بينما تبقى الكاميرا ثابتة، تلتقط ظهره وهو يبتعد نحو البحر، تاركًا «هنري» جالسًا في الخلفية، وهو يراقبه بقلق.
تلعب الموسيقا في هذا المشهد دورًا مؤثرًا في بناء التوتر. فبعد أن بدأت بنغمات منخفضة وهادئة في البحر، تحولت إلى ألحان متوترة ومزعجة منذ لحظة اكتشاف الحقيقة. وعندما يترك «دانيال» «هنري» خلفه، ينخفض الصوت المحيطي، وتتصاعد الموسيقا المتوترة، لتجعل لحظة الإدراك أكثر إيلامًا، وتُشعرك أن علاقتهما قد تحولت إلى عداوة.
تعابير الممثلَين الدقيقة في هذا المشهد -وخصوصًا من جانب «دانيال»- تنقل لك مشاعر وأفكارًا متعددة. فالترابط الأخوي الذي تخاله موجودًا، يتلاشى تدريجيًّا، إلى أن يختفي في نهاية المشهد، حين ينظر «دانيال» من البحر إلى «هنري» بعينين مليئتين بالغضب والمرارة.
أبدع دانيال دي لويس، المعروف بأسلوب التمثيل المنهجي «Method Acting»، في تقديم شخصية «دانيال بلاينفيو»، الرجل القاسي والشكّاك، المهووس بالنجاح والسلطة. وأداؤه كان متقنًا لدرجة جعلت الممثل الأول الذي أدى دور «إيلاي صنداي» ينسحب من الفِلم بسبب قسوة معاملة دي لويس خلال التصوير. هذا الأداء الاستثنائي أكسب دي لويس جائزة الأوسكار عن أفضل ممثل عام 2008، عن دوره في «There Will Be Blood».
فقرة حصريّة
اشترك الآن
تُعد التجارب الشخصية للممثلين عاملًا مؤثرًا في قوة أدائهم التمثيلي؛ فكلما كانت تلك التجارب أكثر ارتباطًا بالشخصية التي يجسدونها، كان أداؤهم أكثر تأثيرًا. في نهاية السبعينيات، مرّ الممثل داستن هوفمان بتجربة طلاق مريرة، بينما كانت الممثلة ميريل ستريب لا تزال تتعافى من وفاة حبيبها جون كازال. هذه التجارب الشخصية ساعدت على إيصال المشاعر بقوة للمشاهدين في فِلم «Kramer vs. Kramer».
وأضاف هوفمان عمقًا للعديد من اللحظات الحوارية والشخصية في الفِلم، لدرجة أن الكاتب والمخرج روبرت بنتون عرض عليه نصيبًا من كتابة السيناريو. إلا أن هوفمان رفض، مؤكدًا تفانيه الكامل في الدور والتأثير الذي أحدثه على الشاشة.
وبهذه المعلومة نبدأ فقرة «دريت ولّا ما دريت» عن فِلم «Kramer vs. Kramer» الصادر عام 1979:
في بداية التصوير، كان هناك توتر شديد بين داستن هوفمان وميريل ستريب. لأن هوفمان كان يسمع الكثير عن ستريب، وعن إتقانها لأدوارها، مما جعله يشعر بالمنافسة. لذا بدأ يضايقها خلال التصوير.
في لحظة ارتجالية، صفع هوفمان ستريب على وجهها دون أي تحذير، مما ترك أثرًا أحمر على خدها. برّر هوفمان تصرفه بأنه لا يزال يعاني من آثار الطلاق في حياته الواقعية، وكان يُفرغ إحباطه على ستريب.
لم يكتفِ هوفمان بذلك، بل تمادى إلى حدّ استخدام اسم حبيبها الراحل، جون كازال، أثناء ارتجال الحوار، بهدف استفزازها ودفعها إلى تقديم أداء أقوى. أثار هذا التصرف غضب ستريب بشدة، وغادرت موقع التصوير. يُقال إن هوفمان فعل ذلك ليستفيد من خسارتها الأخيرة ويجعلها تستحضر ألمًا حقيقيًّا في أدائها.
خطّط هوفمان بعنايةٍ لحظة إلقائه كأس النبيذ على الجدار في مشهد المطعم مع ميريل ستريب. وكان الشخص الوحيد الذي حذّره مسبقًا هو مصوّر الفِلم، لضمان تصوير اللحظة بشكل جيد. وكانت ردة فعل ستريب المصدومة حقيقية، لكنها بقيت في شخصيتها حتى أمر بنتون بقطع التصوير. لاحقًا، ذكرت ستريب أنها صرخت على هوفمان فور انتهاء اللقطة بسبب خوفها الشديد، وأقسمت ألّا تعمل معه مجدّدًا.
طلبت ميريل ستريب تعديلات على شخصيتها، إذ شعرت أن القصة تعتمد على فهم الجمهور لسبب مغادرة «جوانا»، دون أن تُمنح الفرصة لتعبّر هي عن ذلك بنفسها، مما جعل الشخصية تبدو سطحية للغاية، الأمر الذي أظهرها وكأنها شريرة غيّرت حياة طليقها «تيد كريمر» وابنهما «بيلي».
رُشّح الممثل جاستن هنري -الذي أدى دور الطفل «بيلي كريمر»- لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل في دور داعم، ليحقّق رقمًا قياسيًّا عن أصغر مرشّح لجائزة الأوسكار، حيث كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط.
رفض كلٌّ من جيمس كان وآل باتشينو تمثيل دور «تيد كريمر».
لعبة الحبار: موسم بنكهة «الحلب التلفزيوني» المعتاد
طرح علينا مسلسل «لعبة الحبار»، منذ موسمه الأول، سؤالًا مخيفًا: ماذا لو تحولت ألعاب الطفولة، مثل «المصاقيل» أو «طاش ما طاش» أو حتى «طاق طاق طاقية»، من مصدر للضحك والمرح، إلى مصدر للرعب والبكاء؟ ماذا لو أصبح في كل لعبة مرحلة قاتلة، يُستبعد فيها اللاعبون، ليس من اللعبة، بل من الحياة نفسها؟
في الموسم الجديد، تبدأ الأحداث بعد سنتين من نجاة «جي-هون»، الناجي الوحيد من الألعاب السابقة، حيث يواصل مطاردة منظمي هذه التجربة المميتة، متقمّصًا صورة البطل الذي اعتدناه وشاهدناه سابقًا «بألف وجه»، مرتديًا عباءة البطل الإغريقي الأول «ثيسيوس» في رحلته لقتل وحش المتاهة «المينوتور». أما المتاهة في العالم الواقعي، فهي محاولة إيجاد موقع الجزيرة التي تُقام فيها المسابقة!
يركز «جي-هون» كل جهوده في العثور على المجنّد الذي استدرجه أول مرة، وباستخدام الأموال التي فاز بها، يوظّف أكبر عدد ممكن من معارفه القدامى في هذا السعي. كما يجد دعمًا من الضابط «هوانق جون-هو»، الذي يشاركه هدف إيقاف هذه الألعاب قبل أن تودي بحياة المزيد من الضحايا.
تبدأ القصة بوتيرة بطيئة، أصابت بعض المشاهدين بالإحباط أثناء انتظارهم عودة الإثارة، إلا أن هذا التمهيد يتيح استكشافًا عميقًا لتأثير الصدمة التي عاشها «جي-هون» والتغيرات الجذرية التي طرأت على شخصيته، خاصة في أول حلقتين، حيث لم أجد فيها الملل الذي يتحدث عنه الأغلبية. بل حضر الملل بعد الانتهاء من مشهد لعبة «الحبار الأحمر، الحبار الأخضر»، أو ما نسميها لعبة «الغمّيضة».
في هذا المشهد، أُشركنا نحن المشاهدين، رغم رفضنا للوحشية المحضة، لنفهم طبيعة الفرص التي قد تحضر بخيرها رغم ما تحمله من شر كبير. وكان ذلك محاولة إقناع مفتعلة لفهم القوانين المعدّلة المتعلقة بحرية الاختيار، وأسباب المتسابقين ودوافعهم الإنسانية. كما تسلّط الضوء باستقاضة على الأرقام، سواء في مشهد التصويت على اللعبة والبقاء، أو حتى في حسبة الجوائز المقسّمة على المتسابقين في حال رغبتهم بالانسحاب أو الاستمرار.
وصلت الأمور إلى حد أنني توقفت عن متابعة المسلسل للبحث على قوقل عما يعادل الـ45 مليار وون بالريال السعودي، في محاولة لفهم سبب الإيغال في تلك المشاهد وتأثيرها ضمن فكرة الطمع. كذلك لأدرك السبب الذي يجعل كل متسابق يجرّ زميله من تلابيبه كخروف تحت السكين، مرحّبًا باحتمالية الموت التي تفوق نسبة النجاة.
وتتوالى الأحداث مع غياب تام لعنصر المفاجأة، الذي يجعلك تتساءل: هل يستحق الأمر تخصيص حلقة كاملة لإعادة اللعبة نفسها تمهيدًا للحلقة التالية، المصممة فقط لمخالفة توقعات البطل والمشاهد؟ مع ذلك تفشل عملية استحضار الدهشة! ليحضر بعد الملل تضعضع في الحبكة.
على الرغم من أن نقطة قوة هذا الموسم تكمن في بناء الشخصيات، والتأمل في الصراعات الداخلية، فإنها تشكل نقطة ضعفه أيضًا؛ فالتعمّق غيّب البصيرة. وبينما نتلمس ذكاء البطل الذي عاد إلى الجزيرة مجدّدًا، محذرًا من مغبة تكرار اللعبة التي نجا منها، تظهر سذاجته في عدم اكتشافه العناصر المندسّة، التي تبرز كالثعالب في ثياب الواعظين، تمامًا كما حدث مع الرجل الطاعن في السن في الموسم الأول!
هذا ودون الإشارة إلى التناقض المستمر الذي يظهر أثناء خوض المغامرات، حيث يتوالى التبلّد الذي يعقبه انتشاء بالفوز والاحتفال، ثم شعور بالأسف على الوفيّات التي سرعان ما يُنسى أصحابها. وفي ظل اتساع الأحداق التي فتك بها الخوف، تحضر ضحكة نصر مربكة.
تجاهلت القضايا الجندرية المقحمة باعتيادية نتفلكسية، والترميز الحزبي، والتزييف الديمقراطي، وإظهار الرأسمالية الوحشية، والكثير مما كان واضحًا، ومُوظّفًا بطريقة مباشرة. مع ذلك، لم أغفل عن الجانب الذي يبدع فيه صنّاع العمل: قدرتهم الفائقة على خلق تنوّع في شخصيات المشاركين، وكما قال تولستوي: «الأسر السعيدة كلها متماثلة، لكن لكل أسرة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة».
هكذا كانت شخصيات الأبطال في العمل، مواجهين لعنفوان اليأس وقسوة القنوط، سواء كانوا من الأخيار أم الأشرار، إذ جمعتهم التعاسة المتنوعة. هم متسابقون ارتضوا البحر من أمامهم والعدو من خلفهم، خاصة وأن دائنيهم ينتمون إلى جماعات ذات ميول مافيوية.
وهذا التوضيح لم يحضر ليقنعنا بسبب الاستمرار -مجددًا- في لعبة نسبة الموت فيها أعلى من النجاة. بل كان يظهر تحت بند الديون والظروف العائلية وحسب، وكأنها أسباب كافية لنتفهم من خلالها دوافع خوضهم للتجربة.
أما القصة، فتبلغ ذروتها عندما يسعى «جي-هون» لحماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص أثناء محاولته تفكيك النظام من الداخل. وبرغم نجاحه في مساعدة البعض، يدرك سريعًا أن التحديات تتجاوز قدراته. فهذه المرة، تأتي الألعاب بقواعد أكثر تعقيدًا وبقسوة متزايدة، مما يضيف توترًا مكثفًا إلى الأحداث، حيث تتضاعف أعداد الضحايا دون توقف.
ولعل التعقيد الوحيد حضر في شخصية «يونق سيك»، الذي كان من مراتب البر السامقه لديه أن يخفي شقاءه عن والدته العجوز المتسابقة، التي كانت هي اختباره الحقيقي في المسابقة كلما نكص على عقبيه بسبب مطامعه.
من الواضح أن القسم الأول من الموسم الثاني ليس سوى تمهيد مفتعل للموسم الثالث، الذي يُفترض أن يكون القسم الثاني من الموسم الحالي. فكل مشاهد يستطيع بسهولة إدراك النهاية التي امتنع صنّاع العمل عن تقديمها في هذا الموسم، مفضلين اتباع أسلوب «الحلب التلفزيوني» المعتاد.
ومع ذلك، كانت عملية التسويف الواضحة في تقديم الأحداث مؤشّرًا مبشّرًا على نهاية مكتوبة بعناية، وبتفاصيل متقنة، مما يفتح المجال لتوقع موسم ثالث يحقّق الإشباع الدرامي الذي ينتظره المشاهدون.
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.