فلم صيفي: عندما تخذلنا الحبكة بشكل مؤلم 😣

زائد: «لويس بلوم» رمز للشخص المهووس بالنجاح بأي ثمن.

دعوة للمساعدة 👋

ستسافر قريبًا؟ أو خطّطت لوجهتك السياحية القادمة؟

هذا الاستبيان القصير موجّه لك.

يحتاج إكماله أقل من 45 ثانية من وقتك.


فلم صيفي: عندما تخذلنا الحبكة بشكل مؤلم

عبدالعزيز خالد

شاهدت فِلم «صيفي» في عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي. لم يكن الفِلم رديئًا على الإطلاق، لكنّي واجهت صعوبة في تتبّع القصة خلال المشاهدة. في البداية، ظننت أن المشكلة كانت في تأخري عن حضور الفِلم منذ بدايته، إذ فاتتني تقريبًا أول خمس دقائق منه. لذا، قرّرت مشاهدته مرة أخرى بعد طرحه في صالات السينما، عندها اتّضحت لي المشكلة الكبرى: الحبكة.

تدور أحداث فِلم «صيفي» في جدة عام 2000، حيث يعيش «صيفي» -أسامة القس- وهو رجل أربعيني، يتميّز بطبعه العنيد وتمسّكه بالماضي وبكل ما هو قديم و«خردة»، ويراوده وهم تحقيق الثراء السريع رغم ضعف مهاراته، واعتماده على أساليب تقليدية وقديمة.

يدير «صيفي» فرقة شعبية تحيي أفراحًا جماعية، بمساعدة صديقه «زرياب» -براء عالم- كما يدير متجرًا لبيع أشرطة الكاسيت، بما في ذلك الأشرطة ذات الطابع الديني والخطب الممنوعة، التي يحصل عليها من «مهدي» -حسام الحارثي- المستشار الديني لرجل الأعمال الشيخ «أسعد أمان». ومن خلال هذه الأنشطة، يتورط «صيفي» في قصة ابتزاز، حيث يحتفظ بشريط كاسيت يحتوي على تسجيل خطر لرجل الأعمال الشيخ «أسعد أمان»، مطالبًا المستشار «مهدي» بمبلغ خمسين ألف ريال مقابل تسليمه.

تأثير إشكاليات الحبكة على التجربة

إذا شعرت بالارتباك أثناء قراءة الحبكة البسيطة للفِلم، فقد تكون مشاهدة الفِلم أكثر إرباكًا. فكل عناصر القوة في الفِلم لم تتمكن من تغطية ثغرات الحبكة؛ مثل التفاصيل الرائعة للسرد البصري، التي أوصلت شعور الأصالة للحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفِلم. وكان الأداء التمثيلي من أبرز نقاط القوة فيه، إذ قدّم كلٌّ من براء عالم وعائشة كاي -«ربيعة» زوجة «صيفي» السابقة- دورهما بواقعية عالية، لكن الأداء الاستثنائي كان من نصيب أسامة القس، الذي قدم شخصية «صيفي» بعمقٍ وإقناع قوي. حتى اختيارات الموسيقا التصويرية كانت مذهلة، لدرجة أني استخدمت خدمة التعرّف على الموسيقا «Shazam» أثناء مشاهدتي الثانية.

خذلت الحبكةُ الفِلمَ على نحوٍ مؤلم. مثلما ذكرت، فقد اضطررت لمشاهدته مرتين لأتمكن من فهم تسلسل الأحداث، وهو ما يعكس مشكلةً في الوضوح السردي. وإذا ما قسّمنا الفِلم إلى ثلاثة فصول «Three Acts»، يظهر خلل واضح في الذروة «Climax». 

تمثل ذروة الفِلم في لحظة اكتشاف «صيفي» شريطَ الكاسيت الحساس، التي كانت بمثابة نقطة الانطلاق الرئيسة للأحداث. لكن، بدلًا من استغلال موضوع الكاسيت، انشغل الفِلم باستعراض الجوانب الأخرى من حياة صيفي؛ مثل علاقته المعقدة بزوجته السابقة «ربيعة»، التي أنستني أمر الكاسيت، ليظهر بعدها مرة أخرى، مما أعاد تذكيري بالسبب الأساسي لهروب «صيفي». وحتى المواقف العديدة لهروب صيفي من «مهدي» بدت غير واقعية، أو خالية من التشويق.

وكان تعامل الفِلم مع تطورات الشخصيات سلبيًّا، خصوصًا شخصية «ربيعة»، التي كان تطورها مثيرًا للريبة. فبعد دورها المحوري في مساعدة «صيفي» على الهروب، اختفت تمامًا من الفِلم، دون منح تفسير مقنع لما حدث لها بعد احتراق منزلها وفقد عملها.

فرصة ضائعة لفِلم واعد

رغم امتلاك فِلم «صيفي» مقوّمات عديدة للنجاح، كانت النهاية من أبرز نقاط ضعفه، حيث بدت غير متّسقة مع الأحداث التي سبقتها، فعوض تقديم حلٍّ مُرضٍ للصراعات الرئيسة، اختارت الحبكة مسارًا بدا مفاجئًا وغير منطقي، مما ترك القصة دون خاتمة مُحكمة، أو تأثير عاطفي كافٍ.

في المجمل، كان «صيفي» تجربة طموحة وفريدة في تصوير جدة في مطلع الألفية، مع أداء تمثيلي متميز، وسرد بصري يعكس دقة في التفاصيل. لكن السردية غير المتماسكة أضعفت التجربة، وتركتني بشعور من خيبة الأمل وعدم الإشباع. ولو حظي «صيفي» بمعالجة أكثر دقة، تجنّبه هذه العيوب، لكان من الممكن أن يتحول إلى علامة فارقة، ومرجع للأفلام السعودية.


فاصل ⏸️


فلم «Blow Out»
فلم «Blow Out»

  • يُعرض اليوم الخميس على شاشات سينما فوكس السعودية فِلم «هُوبال»، من إخراج عبدالعزيز الشلاحي، وبطولة إبراهيم الحساوي وميلا الزهراني ومشعل المطيري. تدور أحداث الفِلم في أعقاب حرب الخليج الثانية في السعودية، ويستعرض قصة عائلة بدوية تعيش عزلة تامة في قلب الصحراء، بسبب اعتقاد الجد «ليام» بقرب قيام الساعة بعدما ظهرت له علامات تؤكّد مزاعمه.

  • كما يُعرض في اليوم نفسه فِلم الرعب «NOSFERATU»، من إخراج روبرت إقرز، وبطولة ليلي روز ديب وآرون تايلور جونسون وبيل سكارسقارد وويليم دافو. يستعرض الفِلم حكاية قوطية عن هوس يجمع امرأة شابة مسكونة بمصّاص دماء.

  • كما أعلن المخرج روبرت إقرز أن النسخة المطولة من «NOSFERATU»، ستكون متاحة مع الإصدار الفعلي للفِلم على أقراص «Blu-ray».

  • صدور إعلان تشويقي جديد لفِلم «CAPTAIN AMERICA: BRAVE NEW WORLD»، المقرّر عرضه في صالات السينما في 14 فبراير.

  • حقّق الموسم الثاني من مسلسل «Squid Game» أكثر من 68 مليون مشاهدة في ظهوره الأول، ليصبح الأكبر في تاريخ مسلسلات نتفلكس.

  • حقّق فِلم «Sonic The Hedgehog 3» إيرادات تجاوزت 200 مليون دولار عالميًّا.

  • أعلنت شركة «Apple» عن توفر خدمة «+Apple TV» مجانًا لمدة يومين، من 3 يناير إلى 5 يناير.


فِلم «Nightcrawler»
فِلم «Nightcrawler»

اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «Nightcrawler».

تدور قصة الفِلم حول شخصية «لويس بلوم»، مراسل إخباري طموح يعمل على تصوير الحوادث والكوارث قبل وصول الشرطة، حيث يقتنص لقطاته بدقة واحترافية، مستغلًّا المآسي لتحقيق مكاسب شخصية.

قد يكون الهوس بالالتزام بالمهنة دون رادع أخلاقي أشبه بحد السيف؛ إذ يمنح صاحبه التفوق والتميز، لكنه قد يمزّق في طريقه القيم الإنسانية، وهي أساس أي عمل.

هذه الفكرة تتجسّد بوضوح في شخصية «لويس بلوم»، الذي جعل من شغفه بالمهنة وقوده كي لا يتوقف، حتى لو كان ذلك على حساب إنسانيته. وتتجسّد أيضًا في شخصية المصوّر الصحفي كيفن كارتر، الذي التقط صورة الطفل الجائع في السودان عام 1993. كلاهما دفعه الهوس بالمهنة إلى تجاوز الخطوط الأخلاقية.

فكارتر، الذي فاز بجائزة بوليتزر عن صورته الشهيرة، التقط صورةً لطفل جائع، يزحف باتجاه مركز إغاثة، بينما يقف خلفه نسر وكأنه ينتظر موته. الصورة، رغم شهرتها، أثارت جدلًا أخلاقيًّا كبيرًا، حيث عُدّ موقف كارتر مشابهًا للنسر الذي التقطه في الصورة.

وكذلك «لويس بلوم»، الذي يجسد شخصية المراسل الإخباري الذي ينقضُّ على الحوادث والجثث كما تفعل النسور آكلة الجيف. البشر المنكوبون، بالنسبة له، ليسوا سوى محتوًى قابل للبيع، وما يهم هو اللقطة الأكثر درامية، بغض النظر عن ثمنها الأخلاقي.

في هذا المشهد، تصل القصة إلى ذروتها، حيث يكشف البطل عن انحداره الأخلاقي عندما يقود زميله المتدرب «ريك» إلى مصيره المحتوم، حيث يخدعه ويدفعه نحو مواجهة قاتلة، طالبًا منه الاقتراب ليصوّر الموقف باستخدام خاصية «الزوم»، ليرى مصيره عن كثب، رغم علمه بأن المجرم لا يزال مسلّحًا. وعندما يُصاب «ريك»، يظهر الوجه الحقيقي للبطل، فبدل محاولة إنقاذه، يوجّه الكاميرا نحوه أثناء احتضاره، مستغلًّا اللحظة لصناعة محتوًى مثير.

صُوّر هذا الحدث في الليل، مع إضافة بعض المؤثّرات، مثل تصاعد الأدخنة من فتحات المجاري، التي تُستخدم عادة لتصريف النفايات السائلة، إشارةً رمزيةً على المحيط الملوّث. وهذا يضاعف الأجواء المظلمة في لوس أنجلوس، ويزيد من الإحساس بالعزلة والتهديد. يعكس تصوير الليل طبيعة المدينة التي تزداد فيها الجرائم، مما يتيح الفرص للمصورين المستقلين لتوثيق الحوادث. كما استُخدم صوت إنذار الشرطة، بدلاً من الموسيقا التصويرية التقليدية، تعزيزًا للتوتر والتهديد، ولإظهار الانشغال المستمرّ للشخصية الرئيسة في إنتاج المحتوى الصحفي، دون مراعاة للإنسانية أو العواقب.

وقد بلغت شدّة ترقّب «لويس بلوم» الفرصة، إلى الحد الذي كان بالكاد يرمش، رغم حادثتيّ إطلاق النار المحيطتين به، وكأن كل لحظة هي فرصة لا يريد تفويتها. هذا التركيز الشديد يعكس تطرّفه في سعيه وراء النجاح، حيث أصبحت إنتاجاته الصحفية أولويته الوحيدة، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الآخرين.

المشهد لا يعكس انعدام إنسانية الشخصية فقط، بل يكشف اضطرابه النفسي. فقد كان، أثناء احتضار «ريك»، يحاول إقناعه بأن خيانته كانت مبرّرة. وفي النهاية، يعود إلى المحطة وكأن شيئًا لم يحدث، متملقًا مديرته، ليقدم لها المحتوى الحصري الذي من شأنه تعزيز مشاهدات المحطة، غير مكترثٍ بحياة زميله أو أية عواقب أخلاقية لما حدث.

هذا الحدث يكشف شخصية «لويس» على نحوٍ صارخ؛ فهو لم يكن مجرد شخص يعاني من اضطراب نفسي، بل رمزًا للشخص المهووس بالنجاح بأي ثمن، حيث تصبح الأخلاق عائقًا، والمآسي وسيلةً لتحقيق المكاسب الشخصية.

يكشف الفِلم عن جوهر السؤال الأخلاقي الذي يطرحه كِلا المثالين: إلى أيّ مدى يمكن أن يصبح السعي وراء النجاح المهني مدمّرًا للإنسانية؟ وهل يُبرر السعي وراء الإنجاز غيابَ الرحمة؟

قدم جايك جيلينهال أداءً مذهلًا، حيث جسّد ببراعة شخصية  «لويس بلوم» المهووس بالنجاح والمتجرد من القيم الإنسانية، ليصبح هذا الدور أحد أبرز محطات مسيرته الفنية.


فقرة حصريّة

آسفين على المقاطعة، هذه الفقرة خصصناها للمشتركين. لتقرأها وتستفيد بوصول
لا محدود للمحتوى، اشترك في ثمانية أو سجل دخولك لو كنت مشتركًا.

اشترك الآن

فلم «L.A. Confidential»
فلم «L.A. Confidential»

في عام 1990، باع كاتب روايات الجريمة جيمس إيلروي حقوق روايته «L.A. Confidential» لشركة وارنر براذرز قبل نشرها. لأنه كان يبحث عن المال، ولم يتوقع أن تتحول روايته إلى فِلم، وهي التي تتجاوز الـ500 صفحة، ومتشعبة إلى ثمانية خطوط درامية، تغطي سبع سنوات. لكن المخرج كيرتس هانسون، المعروف بشغفه بروايات إيلروي وتأثره بأجواء لوس أنجلوس في الخمسينيات، رأى في الرواية فرصة ذهبية، خاصةً بعد نجاح أفلامه ذات طابع الإثارة والجريمة مثل «The Bedroom Window» و«Bad Influence». وفعلًا، استطاع تقديم نسخة سينمائية للرواية حققت نجاحًا باهرًا.

وبهذه المعلومة، نستهل فقرة «دريت ولّا ما دريت»، عن فِلم الجريمة «L.A. Confidential»، الصادر عام 1997:

  • نجح هانسون في تصوير الفِلم الذي يعكس فترة زمنية ماضية، بميزانية بلغت خمسة وثلاثين مليون دولار فقط. ويعود الفضل إلى مكتشفي المواقع، الذين عثروا على نحو ستين موقعًا في لوس أنجلوس لا تزال تحتفظ بطابعها الذي يعود إلى عام 1953. والموقع الوحيد الذي بُني خصيصًا للفِلم هو «Victory Motel»، لأن الموقع الأصلي كان في حالة متدهورة كليًّا.

  • رفضت استيديوهات وارنر براذرز طلب هانسون لتقديم الفِلم في مهرجان كان السينمائي، معتقدةً أن المهرجان الفرنسي سيتحيز ضد إنتاج ضخم من استوديوهات هوليوود. لكن هانسون قدّم الفِلم دون علم الشركة، وحصل على عرض نال استحسان النقاد في المهرجان.

  • رُشح الفِلم لتسع جوائز أوسكار، بما في ذلك: أفضل فِلم وإخراج وتصميم إنتاج وتصوير سينمائي وتحرير وموسيقا ومزج صوتي. لكنه فاز بجائزتين فقط: أفضل ممثلة مساعدة، وأفضل سيناريو مقتبس، بينما خسر في باقي الفئات لصالح «Titanic».

  • أداء كيم بيسينجر -الفائزة بجائزة أفضل ممثلة مساعدة- هو من بين الأقصر في تاريخ الفائزين بجائزة الأوسكار؛ حيث ظهرت على الشاشة لمدة 15 دقيقة فقط من أصل 138 دقيقة من الفِلم. لكن باعتبارها أكبر اسم في شباك التذاكر في الفِلم، فقد سٌلّط الضوء عليها في تصميم الملصق الدعائي الرسمي، وظهرت بشكل بارز في العرض الترويجي للفِلم.

  • استوحيت بعض أحداث الفِلم من الواقع؛ فقد وقعت بالفعل أعمال شغب للشرطة في ليلة الكريسماس، وكانت هناك مجلة فضائح شهيرة تُسمى «Hush-Hush». كما أن النجمة لانا تيرنر كانت على علاقة برجل العصابات جوني ستومباناتو. ما لم يُذكر في الفِلم هو أن ستومباناتو كان يسيء معاملة تيرنر، وأن ابنتها المراهقة طعنته حتى الموت في عام 1958 مدعيةً أنه كان يعتدي على والدتها. وقد أُعدّ الطعن دفاعًا عن النفس، وكانت تلك واحدة من أكبر فضائح هوليوود في الخمسينيات.

  • أصر هانسون على اختيار ممثلين غير مشهورين ليؤديا دور المحققين «بود وايت» و«إد إكسلي»، كي لا يكون للجمهور تصورات مسبقة عن الشخصيات. عندها اُختير الممثلان راسل كرو وقاي بيرس من أستراليا.

  • أقنع أداء راسل كرو في «Romper Stomper» المخرج هانسون بأنه يمتلك القسوة اللازمة لدور وايت، بينما اقتنع بقاي بيرس من خلال تجارب الأداء. وقد صرح هانسون بأنه تعمّد عدم مشاهدة بيرس في «The Adventures of Priscilla, Queen of the Desert»، حتى لا يفقد ثقته باختياره، بسبب ظهور بيرس في الفِلم وهو يرتدي فستانًا.

النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+70 متابع في آخر 7 أيام