لماذا أنصح نفسي بالتخلي عن شراء الملابس الرخيصة؟ 👚
عند الحديث عن صناعة الأزياء السريعة لا يمكن لأحد التملص من المسؤولية.
هل تجد نفسك منزعجًا ومتوترًا عندما تجد أحدهم يهزّ قدمه أو يطرق أصابعه على الطاولة باستمرار، مما يفقدك تركيزك للحد الذي يدفعك أن تطلب منه التوقف؟
ربما تكون مصابًا بـ «ميزوكينيسيا» (Misokinesia) ومعناها كراهية الحركة.
لا تقلق فلست وحدك، فقد اكتشف الباحثون أنها حالة تؤثر على واحد من كل ثلاثة أشخاص، وسببها لا يزال غير معروف، إلا أنها قد تعود لتفاعل الخلايا العصبية المرآتية، تلك التي تجعلنا نشعر بالألم لمجرد رؤيتنا أحدهم يقع على أرض إسفلتية خادشًا ركبته! 😫
لماذا أنصح نفسي بالتخلي عن شراء الملابس الرخيصة؟
قبل سنوات تابعت برنامجًا وثائقيًا يتتبع العمل بالسخرة في الدول الفقيرة لدى شركات الأزياء السريعة. لم تتغير قناعاتي تجاه الأزياء السريعة مباشرة ولكنه أمر لم أستطع نسيانه. ثم اكتشفت امتداد تأثير الصناعة على الكوكب باعتبارها ثاني أكبر مسبب للتلوث على وجه الكرة الأرضية، حتى إنها تجاوزت تلوث السفر الجوي.
ورغم أني لستُ من دعاة الحفاظ على البيئة، أو من محاربي صناعة الأزياء السريعة لأنني أستفيد منها باقتناء قطع أكثر، مما يعني مظهرًا متجددًا كل شهر، إلا أنها تظل معضلة أخلاقية تشعرني بالمسؤولية. فأصبحت أميل مؤخرًا إلى اختيار القطع المميزة من مشاريع صغيرة، حتى إن لم تشكِّل نسبة كبرى من خزانتي، ولكنها على الأقل محاولة.
عند الحديث عن صناعة الأزياء السريعة لا يمكن لأحد التملص من المسؤولية، فالشركات تسعى إلى تحقيق الربح بخفض الأجور واستخدام المواد الرخيصة المؤدية إلى تردّي جودة المنتجات. وأمام ارتفاع التكاليف اليومية إثر الأزمات الاقتصادية، وضغط ملاحقة الصيحات المتغيرة شهريًا، يجد المستهلك نفسه مندفعًا إلى الشراء منها أكثر.
فمنذ عام 2000، ارتفع إنتاج العلامات التجارية من إصدار مجموعتين (الصيف والشتاء) إلى إصدار ما يصل إلى أربع وعشرين مجموعة سنويًا! ما أدى إلى انخفاض تكرار ارتداء الملابس لدى النساء اليافعات بنسبة 36% بين عامي 2003 و 2018، أي أن ثلث النساء اليافعات تعدّ قطعة الملابس بالية بعد ارتدائها مرة أو مرتين فقط!
لا تعد الأزياء السريعة ظاهرة جديدة، فبعد تطوير الأقمشة الصناعية في الأربعينيات، ثم نقل تصنيع الأزياء إلى الدول ذات العمالة الرخيصة في السبعينيات، لوحظ تدهور الجودة في الملابس. وبعد أن كانت الملابس تعيش أطول من أصحابها، وتصبح جزءًا من الإرث الذي يتركه الناس لأبنائهم وأحفادهم، أصبحت تتلف بعد مرات استخدام قليلة.
تطلق شركات الأزياء الكبرى المشهورة بالموضة السريعة حملات مستمرة تدَّعي فيها اتباعها نهجًا مستدامًا وأخلاقيًّا أكثر. أو تنشئ خطوط تصنيع إضافية تحت بنود «عدم القسوة» و«التجارة العادلة» و«إعادة التدوير»، ليكتشف بعض المستهلكين لاحقًا أنها على الأغلب مجرد حيلة تسويقية، وأصبحت الشركات تُتَّهم بممارسة «التضليل البيئي» (Green Washing).
ففي يوليو من عام 2022، رُفِعت دعوى تتَّهم شركة «إتش آند إم» بالتضليل البيئي وتسويق عدد من منتجاتها زيفًا على أنها صديقة للبيئة. وتضمنت الدعوى مثالًا على قطعة ملابس ادَّعت الشركة أنها صُنعَت بمقدار أقل من الماء (أقل بنسبة 20%)، بينما تزعم صاحبة الدعوى أنها في الواقع استهلكت ماءً أكثر بنسبة 20%.
رغبتنا في المساهمة في دعم الحفاظ على البيئة والتجارة العادلة، وشعورنا بالمسؤولية تجاه كلتا القضيتين، هو ما يوقعنا كمستهلكين في فخ التضليل البيئي. فمن لم تهزّه صور العاملين في مصانع السخرة، بدأ يؤثر فيه ارتفاع حرارة فصل الشتاء كل عام حتى أصبح صيفًا. ولكننا بطبيعة الحال والزمن نريد المساهمة في الحل بسهولة وسرعة وبأسعار منطقية، وهذا ما تقدمه الشركات الكبرى التي اعتدنا التسوق منها؛ فهي تمنحنا بتوفير خيار شراء ملابس صديقة للبيئة خيارًا يريح الضمير دون الإخلال بأولوياتنا المالية.
ولكن عند البحث عن القطع ذات الجودة الممتازة والتجارة العادلة، نقع عليها بصعوبة، ثم نكتشف أنَّ سعر القطعة بمئات الريالات وربما أكثر. وبما أني متصفحة نهمة للمقاطع القصيرة، وقعت على مقطع تقول فيه سيدة: «أنا أفقر من شراء الأشياء الرخيصة». لوهلة لم أفهم ما تقصد، ولكن بعد لحظات من استرجاع ما أصرف على الملابس الرخيصة سنويًا استوعبت الأمر، فنحن ندفع مبالغ كبيرة على دفعات متفرقة دوريًا من الملابس، وما يثبطنا عن اقتناء القطع الأفضل موسميًّا هو بحثنا الدائم عن بدائل أرخص شهريًّا.
السبيل الأجدى والأهم إلى تغيير سياسات صناعة الأزياء السريعة المضرة بالبيئة تمرُّ أولًا من باب التشريعات والقوانين التي تلزمها بذلك. أما من جهتنا بصفتنا مستهلكين، ثمة سبيل إلى تغيير سياسات الشركات الكبرى من خلال تغيير سياساتنا الاستهلاكية في الشراء. وبدل الاعتماد على الموضة السريعة الرخيصة، نقتني قطع محدودة تعجبنا، قطع لا تتبع صيحة معينة مؤقتة تندثر في شهر.
وهكذا ببنائنا خزانة أنيقة بخيارات محدودة نحبها، وتعلُّمنا الاعتناء بجودتها وإعادة تنسيقها، نكون قد حاولنا.
شبَّاك منوِّر 🖼️
أتفادى متابعة الأفلام الإيرانية لأسباب يتفق عليها الجميع، ولكني عندما رأيت التوصيات على فِلم «كعكتي المفضلة» (My Favourite Cake)، عرفت أنه سيكون مختلفًا، ببهجة أكثر وأسى أقل. يتناول الفِلم قصة «ماهين»، امرأة سبعينية تعيش وحيدة في منزلها في إيران بعدما هاجر أولادها قبل عشرين سنة. ساعة ونصف تجعلك تشعر أنك تطل على حياة كلّ كبيرٍ في السن، وتدفعك لضرورة التواصل معهم أكثر 💜
يبدأ الفِلم بمشهد يعكس الحياة الروتينية لـ«ماهين» وتفاصيل يومها الطويل بلا عمل أو عائلة، وفي أحد الأيام تستقبل صديقاتها اللاتي يجتمعن مرة في السنة، وعند تبادل الحديث يطرأ موضوع الارتباط والزواج مجددًا، لأنهن جميعًا أرملات. قد تتعارض الآراء أو تتفق، ولكن أجد تفكيري هنا يذهب لثقافة المجتمع الرافضة للزواج في سن معينة لمن سبق لها أن تزوجت، متناسين أننا البشر بحاجة للرفقة في كل الأعمار، خاصة بعد الكبر واستقلال الأبناء، فتأثير الوحدة والعزلة على الحالة النفسية والمعنوية له أضراره وتأثيره، ولا يعيشه من يعترض عليه ليفهمه.💍😔
تميل «ماهين» لقضاء معظم وقتها في المنزل، وعندما تقرر في أحد الأيام محاولة الخروج والتنزه، تكتشف أن قائمة الطعام لم تعد ورقية، وأن المقهى الذي كانت ترتاده في شبابها لم يعد يقدم القهوة المثلجة. عندما تتراكم التغييرات الصغيرة، يشعر الإنسان بالغربة في المدينة التي كان يعرفها، ولا تساعده العزلة على إبقائه مطّلعًا وحاد الذهن، وقادرًا على التصرف بنفسه، خاصة مع تقدم العمر. كلما عزلنا أنفسنا، سواء جسديًّا أو فكريًّا، في دائرة مألوفة، سنفقد المهارات والمعرفة شيئًا فشيئًا وسنشعر بالمسافة تزداد بيننا وبين العالم. ☕️📋
في أحد الأيام تتعرّف «ماهين» على سائق أجرة، تدعوه إلى منزلها، ليتبادلا الحديث عن ماضيهما ومشاعرهما وأيامهما المملة، يخبرها «فارماراز» عن عمله وزواجه وطلاقه، فتسأله: لماذا لم يتزوج مجددًا رغم مضي زمن طويل على طلاقه؟ ليجيب أن مرة واحدة تكفي. تعطينا هذه اللمحة إضاءة حول المرونة النفسية، وتجاوز المواقف والصدمات، فلا يبدو منطقيًّا أن ندع تجربة واحدة تعطّلنا عن هذا الجانب من حياتنا، نعم ستغيرنا وتغير اعتقاداتنا، وربما تؤخر اتخاذنا للخطوة التالية، ولكن العمل على تجاوزها مسؤوليتنا. 🌱🌬️
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
المعلمة نهلة المالكي تشارك خمسة دروس تعلمتها من تجربة إنشاء حسابها على تك توك لتشجيع الآباء والأمهات على تعليم أطفالهم اللغة العربية.
استمتعت بمشاهدة فلم وتود مشاهدة أفلام شبيهة به؟ موقع (movie-map) قد يساعدك. (توصية من حساب حمد القحطاني)
تطبيق الذكاء الاصطناعي (heygen) يساعدك على إعداد مقاطع فيديو تدريبية. (توصية The Rundown AI)
وصلوني معاكم عالطريق.
فن ترقيع الجينز.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
مع تطور المجتمعات وتحسُّن الوضع الاجتماعي للأفراد، فإن الأغلب لم يعد يتسوّق لدافع الحاجة. بل ازداد شراء الثياب زيادة كبيرة. 👚
الملابس التي نرتديها مثل اللغة، تتكلّم عنك وتتكلّم إليك، حتى إن لم نفهم كل معانيها. لهذا علينا أن نكون أكثر وعيًا بتأثيرها وعلاقتنا بها. 👕
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.