«Gladiator II»: أزمة ريدلي سكوت المتكررة ✍️🗡️
لا أقول أن «قلاديتور» فِلم سيئ لا يستحق مشاهدته في السينما، لكنه أبدًا لم يكن في مستوى الطموح.
«Gladiator II»: أزمة ريدلي سكوت المتكررة
يُعدّ كورماك مكارثي أحد أعظم الروائيين في التاريخ الأمريكي، رغم عدم نيله التقدير الكافي، وإلى وقت قريب. وكانت بداياته بطيئة ولم يحقق النجاح بسرعة. ولعلنا نفرد عددًا خاصًّا لكورماك مكارثي، ونتحدث عنه باستطراد أكثر.
حاول مكارثي كتابة السيناريو، وقد عمل على سيناريو فِلم «المستشار» الصادر عام 2013، وكان الفِلم من إخراج ريدلي سكوت، واختار سكوت حينها طاقمًا مدجّجًا بالممثلين النجوم. لكن الفِلم فشل على المستوى الجماهيري والنقدي والمالي، رغم امتلاكه كل عناصر النجاح (كاتب عظيم ومخرج عظيم وممثلون بارعون).
بعد ذلك الفِلم لم يُخرِج ريدلي سكوت فِلمًا أستطيع تذكره أو نال تقديرًا على مستوًى عالٍ، عدا فِلم «The Martian» الصادر عام 2015.
الفشل مع مكارثي وعقدة الكتّاب:
هنا سأبني نظرية خاصة بي، وأستطيع إسقاطها على الجزء الثاني من «قلاديتور». فمن بعد انتهاء التعاون بين سكوت ومكارثي في «المستشار»، فلم يعمل سكوت مع كاتب يوازي أهمية مكارثي أبدًا. وكل الكتاب الذين تعاون معهم لاحقًا لم يكونوا بشهرة مكارثي، ولا حتى قريبين منه، إذ كانوا كتابًا غير معروفين على نطاق واسع. وكان أحدهم ديفيد سكاربا الذي عمل مع سكوت وكتب له ثلاثة أفلام وهي «قلاديتور» الثاني و«Napoleon» و«All the Money in the World».
شاهدت تلك الأفلام الثلاثة، وأستطيع القول أنها اشتركت جميعًا في مشكلة الكتابة. فالشعور الذي لا تستطيع تجنبه أثناء مشاهدة هذه الأفلام هو تسارع أحداثها اللامنطقي، والبناء المتسرّع للشخصيات، وعدم مراعاة الفاصل الزمني لخلق الصراعات أو حتى إصلاحها، والمباشرة الفجّة في أحداث القصة، دون حدوث أي منعطفات مفاجئة.
كل تلك المشاكل كانت واضحة جدًّا في «قلاديتور» الثاني، وأقل وضوحًا في «All the Money in the World»، لكنها جميعًا اشتركت في تلك المشاكل.
«قلاديتور» الثاني كان من الأفضل لو أُعدّ للتلفزيون، مسلسل من ثماني حلقات، يراعي فيه الكتّاب بناء الشخصيات، والإطار الزمني المنطقي لتطور القصة، وهم من يقود دفة كل شيء.
تجربة السينما لم تكن كافية:
في السابق قلت ماذا لو كان «قلاديتور» مسلسلًا؟ لكني كنت سأتراجع لو استطاع ريدلي سكوت صناعة ملحمة سينمائية عظيمة تستحق المشاهدة، لأن التميز الإخراجي لسكوت يبرز في مثل هذا النوع من الأعمال.
لكن يبدو حتى التجربة السينمائية الملحمية في «قلاديتور» الثاني لم تستطِع تعديل جلستي على كرسي السينما. لا أنكر أن سكوت، في العديد من المرات، حاول خلق تلك التجربة للمشاهد، لكن محاولاته لم تكن كافية. ولا أقول أن «قلاديتور» فِلم سيئ لا يستحق مشاهدته في السينما، لكنه أبدًا لم يكن في مستوى الطموح، خصوصًا لمشاهد يتوقع أنه سيرى عملًا ملحميًّا. فرغم استخدامه كل أساليب المعارك البرية والبحرية، فلم يفلح في خلق ذلك الإحساس بالعظمة الملحمية….
ممثلون رائعون، ولكن لا أحد مبهر:
دينزل واشنطن وبيدر وباسكال وبول ميسكال من الممثلين الرائعين في هوليوود، واختيارهم كان أحد أهم النقاط التي زادت حماسي للفِلم، لكن الممثل لا يتجاوز كونه أداة لا يستطيع لوحده إنقاذ الفِلم، وهذا ما حدث في «قلاديتور» الثاني.
كانت شخصية دينزل واشنطن على وجه الخصوص مؤهلة كي تنتظر منها أداءً تمثيليًّا فارقًا، من حيث أنه شخصية ذات دوافع غامضة وماكرة، وتفهم منذ البداية أنه أحد الشخصيات المحورية في القصة. لكن المَشاهد التي استطاع واشنطن تقديم الشخصية بوجهها الماكر كانت معدودة وسريعة جدًّا وغير كافية.
لن أستبعد ترشيح أحد الممثلين للأوسكار، وخصوصًا واشنطن، لكن لا أعلم إن كان الترشيح بسبب الجدارة أم لضعف المنافسين.
في انتظار المنقذ:
أحد المقولات التي كنت أرددها دائمًا: «قلاديتور الثاني هو الأمل لإنقاذ هذه السنة سينمائيًّا»، ولكن بعد خروجي منه ليلة الأربعاء، ومع تبقي أقل من شهرين على نهاية السنة، فلا أعلم إن كان سيأتي الفلم المنقذ لهذه السنة.
لا أنكر أن هناك أفلامًا استطاعت أن تنقل لي تجربة سينمائية جيدة، مثل فِلم «حرب أهلية»، لكنها في ذلك التصنيف -أفلام جيدة- وينضم لها «قلاديتور» الثاني (أعطاني تجربة سينمائية لابأس بها وحتى لم تكن جيدة مقارنة بـ«حرب أهلية»).
في السنوات الماضية تستطيع مشاهدة فِلم والخروج منه وأنت «تبصم بالعشرة» أنه فِلم السنة، هذا لم يحدث معي أبدًا في هذه السنة إلى الآن.
مكارثي بريء من فشل ريدلي سكوت:
سأنتهي من حيث بدأت، مَن شاهد فِلم «المستشار» ويعرف من هو مكارثي، سيعلم أن الفِلم كانت فيه جميع المميزات الكتابية لدى مكارثي، وأحدها «الدموية».
كان رد الأخوين كوين على المؤاخذة المتعلقة بجودة رواية «لا بلد للعجائز»: «كان أحدنا يكتب والآخر يفتح صفحات الرواية صفحة صفحة».
طبيعة ريدلي سكوت أنه مخرج «متمرد» على النقاد وحتى على المؤرخين، دخل في صراع طويل معهم بسبب تغييره أحداثًا تاريخية في فِلمه «نابليون».
فمثلًا في مشهد هجوم الخيّالة، جعل سكوت من نابليون قائدًا لهم. وهو الأمر الذي اعترض عليه المؤرخون، إذ أن نابليون لم يقد هجوم الخيالة!
وكان رد سكوت: «هل عشتم في ذلك الزمان؟» فبما أنه وجد ذلك المشهد جميلًا من الناحية البصرية، فلن يكترث بآراء المؤرخين.
هذا عدا عن خلافاته الحادة مع هاريسون فورد في «Blade Runner»، حينها قال فورد: «لن أعمل مع سكوت مرة أخرى أبدًا». تلك المعادلة نفسها أسقطها على تعامله مع الكتّاب. ففي كل عمل له مع ديفد سكاربا، كان تمرد سكوت يطغى على الكاتب.
في المقابل، ريدلي سكوت يستطيع التحكم بكل شيء، حتى لو كان على حساب اقتطاع أجزاء من القصة من أجل صناعة مشهد ملحمي في الكولوسيوم. ولربما تمرّد على مكارثي أيضًا، يقول ستيف زيلمان أن أحد أسئلته قبل العمل على سيناريو فِلم هو سؤال «من المخرج؟» وذكر أهمية العلاقة المميزة بين الكاتب والمخرج، وأنك تستطيع تمييز تلك العلاقة على الشاشة.
يوحي لي ريدلي سكوت -خصوصًا مؤخرًا- بسوء تلك العلاقة، وأعتقد أنها المعادلة المفقودة في «قلاديتور» الثاني، وأفلام سكوت الأخيرة.
فاصل ⏸️
حضر فريق النشرة السينمائية وعدد من المشتركين العرض المبكر لفِلم «Gladiator II» للمخرج رديلي سكوت، وذلك يوم الثلاثاء في سينما فوكس السعودية، أي قبل عرضه الرسمي المقرر اليوم الخميس. حيث يواصل الفِلم سرد ملحمة القوة والمكائد والانتقام في روما القديمة. وقد حصل الفِلم تقييم 84% من قِبل نقاد موقع «Rotten Tomatoes».
تستعد شركة ثمانية للكشف عن فِلمها الوثائقي «مركب فرسان: 128 كيلو عن برّ الأمان» في عرضه العالمي الأول خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي، يوم 10 ديسمبر 2024. الفِلم من كتابة نايف نجر وإخراج موفق علي. وتدور أحداثه عن مجموعة تنطلق إلى رحلة صيد بحرية حول جزيرة فرسان دون تخطيط مسبق، لكن سرعان ما تتحول الرحلة من مغامرة ممتعة إلى صراع مرير للبقاء أحياء عندما تضيع عليهم الوجهة بعد أن تقلّبت بهم الأمواج العاتية.
صدر العرض الدعائي الرسمي لفِلم «صيفي» من إنتاج تلفاز11، وإخراج وائل أبو منصور. يضم الفِلم نخبة من النجوم، منهم أسامة القس وعائشة كاي وبراء عالم ونور الخضراء وحسام الحارثي. ومن المقرر عرضه في صالات السينما في 26 ديسمبر المقبل. كما سيشارك «صيفي» في المسابقة الرسمية لأفضل فِلم ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة، الذي سينطلق في الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر.
كما سيُعرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي فِلم السيرة الذاتية «Maria»، من بطولة أنجلينا جولي وإخراج بابلو لارين. يروي الفِلم قصة حياة مغنية الأوبرا ماريا كالاس، متتبعًا أيامها الأخيرة في باريس خلال سبعينيات القرن الماضي. ومن المقرر إتاحته على منصة نتفلكس في 11 ديسمبر المقبل.
صدور العرض التشويقي الأول لفِلم الأكشن المنتظر «Mission Impossible: The Final Reckoning»، من بطولة توم كروز. من المقرر عرض الفِلم في صالات السينما بتاريخ 23 مايو 2025.
حصدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «The Penguin» تقييمًا مرتفعًا وصل إلى 9.7 على موقع «IMDb»، مع تجاوز عدد المقيّمين 11 ألف شخص.
حصد الموسم الثاني من مسلسل «Silo» تقييمًا كاملًا بنسبة 100% من نقاد موقع «Rotten Tomatoes» بناءً على أربع عشرة مراجعة نقدية. من المقرر عرض الموسم الثاني على منصة «+Apple TV» بتاريخ 14 نوفمبر.
أعلن النجم الكبير دينزل واشنطن عن انضمامه لعالم مارفل السينمائي عبر فلم «Black Panther 3»، مشيرًا إلى أنه سيكون واحدًا من آخر أفلامه قبل التقاعد.
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «Braveheart» الصادر عام 1995، من بطولة وإخراج ميل قيبسون.
يتناول الفلم القصة الملحمية للبطل الأسكتلندي ويليام والاس، الذي قاد ثورة شعبية ضد الاحتلال الإنقليزي بعد مقتل زوجته على يد الجنود الإنقليز، ليصبح رمزًا للحرية والشجاعة في مواجهة الظلم.
أُعدم والاس بالطريقة التي يُعدم فيها مرتكبو الخيانة العظمى، ويُنطق عليهم الحكم: «Emasculated» و«Disemboweled» و«Beheaded» و«Quartered». أي: الإخصاء ونزع الأحشاء وقطع الرأس، ثم تقطيع الجسد -الأمر لم يظهر في المشهد، لكنه حصل على أرض الواقع- وبعد كل ذلك، تُجمع أجزاء جسد المحكوم عليه تحت أغطية من القماش وتُغطى عن النساء.
يبدأ المشهد بتصوير الألم الشديد على وجه «ويليام والاس»، بينما يقف بجانبه رجل الدين ممثل السلطة الملكية، ويهمس له: «بإمكاني إنهاء معاناتك الآن.» محاولًا إقناعه بالاعتراف والتسليم، ليمنحه موتًا سريعًا ورحيمًا بدلًا من التعذيب البطيء، وانتزاع الأحشاء منه.
ما يجعل هذا المشهد من أكثر المشاهد تأثيرًا وطولًا، على الرغم من قصر مدته الزمنية -نحو ثلاث دقائق- هو استخدام التوتر العاطفي والإيقاع البطيء. حيث ركّز ميل قيبسون على تعابير الوجه بدلاً من إظهار التعذيب تفصيليًّا. ومع تصاعد الألم، يبدأ التعاطف الذي يشعر به المشاهدون في السينما وعلى الشاشات بالانتقال إلى الحشد المتجمهر في ساحة الإعدام، فيتحول جمهور المحتشدين من السخط إلى التعاطف، إذ رأوا في «والاس» رمزًا للتضحية والكرامة. حتى أن صمته وصبره أثرا فيهم أكثر من أي كلمة كان يمكن أن يقولها، خاصة عندما جمع كل قوته ونطق بكلمة «حرية» بدلًا من طلب الرحمة.
وفي اللحظة نفسها، يموت الملك الإنقليزي الذي كان يحتضر على فراشه، حيث تخرج روحه متزامنة مع صرخة «والاس» القوية، في إشارة لانتصار روح الحرية على الطغيان.
الجدير بالذكر أن قيبسون تردد بالبداية في تجسيد دور ويليام والاس، معتقدًا أنه كبير السن بالنسبة للشخصية. (كان عمره حينها ثمانية وثلاثين عامًا، بينما يُقدّر عمر والاس سبعة وعشرين عامًا عندما بدأ نشاطه العسكري)، لكن شركة باراماونت بيكتشرز اشترطت مشاركته بدور البطولة لتمويل الفِلم، مما دفعه إلى الموافقة، ليقدم أداء أسطوريًّا لا يُنسى، جسّد فيه مشاهد الألم والتضحية بطريقة أثارت إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.
فاز الفلم بخمس جوائز أوسكار في حفل توزيع الجوائز الثامن والستين عام 1996، من بينها جائزة أفضل فِلم، وجائزة أفضل مخرج التي حصل عليها قيبسون.
فقرة حصريّة
اشترك الآن
عندما شاهد المخرج ريدلي سكوت لوحة «Pollice Verso» للفنان جان ليون جيروم من القرن التاسع عشر -وهي لوحة تُصوّر مُجالدًا مهزومًا ينتظر حكم الجمهور على مصيره- أُعجب بقوة الصورة وتأثيرها؛ يترقب المجالد قرار الحياة أو الموت بناءً على إشارة من الجمهور أو الإمبراطور بإبهامهم. ألهمه هذا المشهد فكرة تصوير روما القديمة في فِلم يجمع بين عظمتها وصراعاتها.
وبهذه المعلومة نبدأ فقرة «دريت ولا ما دريت» عن الفِلم الملحمي «Gladiator 2000»:
توفي الممثل أوليفر ريد قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء تصوير الفِلم. وبما أن شخصيته -«بروكسيمو»- محورية، فقد كان من المطروح إعادة تصوير مشاهدها مع ممثل آخر، لكن سكوت قرر عدم استبعاد ريد. وعدّل النص، واستخدم ممثلًا بديلًا وتقنيات «CGI» لإكمال شخصية ريد.
طرأت العديد من التعديلات على النص بعد وفاة ريد، ومن أبرزها مشهد دفن التماثيل؛ حيث كان من المفترض أن يدفن «بروكسيمو» التماثيل في رمال الكولوسيوم، لكن سكوت أعاد كتابة المشهد ليدفنها «جوبا».
في الواقع تختلف حركة الإبهام في ذلك الزمن عن المعنى الذي نراه في الفِلم؛ إذ كان رفع الإبهام يشير إلى رفع السيف والحكم على المجالد بالموت، بينما خفض الإبهام يعني إنزال السيف ومنح الرحمة. لكن سكوت قرر تبديل المعنيين في الفِلم، لتتماشى مع المعنى الإيجابي الذي ارتبط برفع الإبهام في العصر الحديث.
تميّز خواكين فينيكس، في دور «كومودوس»، بزي مصنوع من الجلد الصناعي، احترامًا لالتزامه بنظام غذائي نباتي صارم، بينما كانت أغلب أزياء الفِلم من الجلد التقليدي.
في مشهد المعركة بين «ماكسيموس» و«تيقريس»، استعان فريق الإنتاج بنمور حقيقية مدرَّبة، مع وجود طبيب بيطري مجهز ببندقية إبر مهدئة لضمان السلامة. ولأن النمور كانت مدربة جيدًا، بدا سلوكها ألطف مما يتطلبه المشهد، ما اضطر الفريق لتحفيزها لإظهار سلوكيات هجومية.
بدأ تصوير الفِلم من دون وجود سيناريو مكتمل. بحسب بطل الفِلم راسل كرو، فالنسخة الأولى من النص كانت سيئة جدًّا لدرجة أن المنتج لم يرغب في إرسالها له عندما عرض عليه الدور الرئيس، فشجّع المنتج كرو على مقابلة سكوت أولاً قبل قراءة النص، فاقتنع كرو بالمشروع بعد فهمه لأسلوب سكوت ورؤيته للعمل.
صُوّرت لقطات الحريق في غابات بورن وودز بإنقلترا، حيث خططت هيئة الغابات الملكية لإزالة الأشجار من المنطقة، لكن سكوت اتفق معهم على حرقها، مقابل تصوير اللقطات التي يحتاجها.
لدي زميل متخصص في محركات البحث، وعادة لا أفهم من لغته الرقمية شيئًا حين يتحدث عنها بحماسة. سألته عن سبب غيابه يوم الأربعاء، عوضًا عن يوم الخميس، كي يربط غيابه بإجازة الأسبوع. أجابني بابتسامة: «كنت أتابع استثماري في البيتكوين».
استغلّ زميلي، كبقية المستثمرين، فوز ترامب في الانتخابات، حيث شكّل فوزه دعمًا للعملة الرقمية؛ فالرئيس الفائز له موقف إيجابي ومنفتح تجاه الأصول الرقمية في الأسواق المالية. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من الأثرياء والمحللين بأن البيتكوين مجرد «فقاعة ستنفجر قريبًا»، فقد استمرت في تحدي التوقعات، وحقّقت ارتفاعًا غير مسبوق، ما جعلها رمزًا للصمود والتحدي أمام الأنظمة المالية التقليدية.
في الفِلم الوثائقي «Money Electric: The Bitcoin»، الذي أخرجه كولين هوباك -المعروف بسلسلته الوثائقية «Q: Into the Storm»، التي تناولت رحلة الكشف عن هوية مؤلفي نظرية المؤامرة- يسلّط الضوء على القصة الغامضة للبيتكوين، بدءًا من طرح فكرتها بواسطة شخصية مجهولة تُدعى «ساتوشي ناكاموتو»، وصولًا إلى كونها أحد الأصول الرقمية الأكثر جدلًا في العالم!
يبدأ الفلم من أسباب نشأة البيتكوين، وكيف بدأت عملةً تجريبية بقيمة لا تتجاوز 0.23 دولار، وسرعان ما تصاعدت قيمتها بنحوٍ غير مسبوق، حتى تجاوزت 55,000 دولار اليوم، لتصبح أحد الأصول الرقمية الأعلى قيمة في العالم. ويسلط الضوء على إعلان الحرب الخفية ضد الأنظمة الرأسمالية العالمية، التي طبعت أكثر من تريليون دولار لإنقاذ البنوك الكبرى خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008. لذا، جاءت البيتكوين معارضةً لهذا النهج، حيث صمّمها «ساتوشي ناكاموتو» بإمدادات محدودة لا يمكن تجاوزها، بحدٍّ أقصى يبلغ 21 مليون عملة فقط، مما يجعلها محمية من التضخم وتدخل الحكومات.
وفي حال تساءلت من هو «ساتوشي ناكاموتو»، فهو الشخص أو المجموعة التي أسست عملة البيتكوين، وقد اختفى «ساتوشي» عن الأنظار منذ الإعلان عن العملة. ورغم التكهنات والتحقيقات التي استمرت على مدار سنوات، فلم تُعرف هويته الحقيقية حتى الآن، مما أضفى طابعًا أسطوريًّا على القصة وزاد من غموضها.
كما يستعرض الفِلم العوامل التي ساهمت في تضخم قيمة البيتكوين، مثل استخدامها في المعاملات غير المشروعة عبر الإنترنت، خاصةً على منصات السوق السوداء مثل «Silk Road»، حيث كانت تُستخدم لشراء المخدرات مثل الهيروين والميث وغيره. ومع تصاعد شعبيتها، انتقلت البيتكوين من كونها فكرة تجريبية إلى أن صارت أصولًا رقمية تجذب المستثمرين والمضاربين
في الختام، يُظهر الفِلم كيف تحولت البيتكوين إلى رمز للابتكار والتحرر المالي، متجاوزة كل التوقعات والتحذيرات، ومستمرة في تحدي الأنظمة المالية التقليدية، وإذا لم تستطع تصديق كل ذلك إذن تحتاج الى القيام بزيارة إلى السلفادور 😁
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.