السينما المصرية أكبر من الإفيهات! 😌
أفلام من السينما المصرية بعيدًا عن الكوميديا.
يُعرَض اليوم على شاشات ڤوكس سينما في السعودية فِلم الرعب «Terrifier 3». تبدأ أحداث الفِلم بعد خمس سنوات من نجاة «سيينا» و«جوناثان» من مذبحة الهالوين، فيقرّران إعادة بناء حياتهما في عيد الميلاد، لكن عودة «آرت ذ كلاون» تهدّد تحويل بهجة العيد إلى كابوس.
كما يُعرض اليوم فِلم الأكشن «The Silent Hour». يروي الفِلم قصّة محقق فاقد للسمع ومعه شاهد أصم على جريمة قتل. يضطران إلى التعاون فيما بينهما أثناء محاصرتهما داخل مبنى سكني مهجور، لمواجهة قتلة لا يتمكنان من سماعهم.
أعلنت شركتا ميراماكس وباراماونت عن تعاونهما مع الأخوين وايانز لعودة سلسلة الرعب الكوميدية الشهيرة «Scary Movie 6». يأتي هذا الإصدار الجديد بعد سنوات من الغياب، وسط تطلعات أن يجلب الفِلم الطابع المميز والساخر نفسه الذي حقّق له نجاحًا كبيرًا في الأجزاء السابقة.
حدّدت استديوهات تلفاز11 موعد عرض فِلمها المرتقب «صيفي»، في 26 ديسمبر من هذا العام. يشارك في بطولة الفِلم أسامة القس، وبراء عالم، وعائشة كاي، ونور الخضراء، وحسام الحارثي.
أكمل فريق عمل مسلسل «The Bear» تصوير معظم مشاهد الموسم الرابع، ومن المقرر استئناف التصوير في فبراير ليكون جاهزًا للعرض في صيف 2025.
حقق فِلم «HERETIC»، من بطولة هيو غرانت وصوفي ثاتشر، نسبة تقييم وصلت إلى 93% على موقع «Rotten Tomatoes»، بناءً على 60 مراجعة مختلفة.
فاصل ⏸️
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم «زوجة رجل مهم» للمخرج محمد خان، الصادر عام 1988. يتناول الفِلم في جوهره العلاقة بين السلطة والنرجسية، وكيف يصبح النفوذ سلاحًا ذا حدين. يروي الفِلم قصة عميد يتمتع بسيطرة ونفوذ كبيرين، يجسد دوره بعبقرية الفنان أحمد زكي.
يجد العميد نفسه في مواجهة حادة مع الزمن؛ إذ تتبدل الظروف السياسية، مما يفرض عليه خسارة منصبه وإحالته إلى المعاش. في هذا السقوط المفاجئ، تتصاعد نرجسيته، وتغمره مشاعر الاكتئاب، مما يدفعه إلى ممارسة سطوته الأبوية على زوجته الشابة -ميرفت أمين- وكأنها آخر معاقل سيطرته. تجد الزوجة نفسها محاصرة بين حبه الخانق ورغبتها في التحرر، فتغلب رغبتُها في التحرر حبَّه.
يبدأ المشهد المفصلي منذ الصباح الباكر، حيث يظهر الزوجان نائمين في الصالة، بعد أن قضيا ليلتهما السابقة أمام التلفاز في صمت ثقيل، وكأنهما يهربان من مواجهة الواقع المتصدع من حولهما. يرن الجرس، ليظهر والد الزوجة عند الباب، فيستيقظ العميد، ويبدأ بالتأنق كعادته، وكأنه يحاول التشبث بما تبقى له من قوة وسيطرة. بينما تبدأ زوجته في الاستعداد للذهاب مع والدها، متخلية عنه وعن حياتهما المشتركة.
يخرج العميد من غرفته متأنّقًا قبل أن تهمّ زوجته ووالدها بالخروج، فيطلق النار على والدها، فيسقط قتيلًا. ينتهي المشهد بانتحار العميد، بعد أن أدرك أنه فقد كل شيء: السلطة والأسرة وحتى ذاته.
في المشهد تظهر نظرة هي الأشهر في تاريخ السينما المصرية، النظرة المنقسمة، حيث يبدي أحمد زكي في كل نصفٍ من وجهه شعورًا مختلفًا، فيظهر نصف وجهه في حالة حزن، بينما النصف الآخر يعبّر عن الغضب. وفي مقولة غير موثّقة عن المخرج محمد خان حول هذا الأداء قال: «أنت صنعت معجزة بوجهك، كأنك أديت شيئاً خارج المعقول!» وذلك بعد أن نفّذ تعليماته بابتكار وإبداع، فعوضًا عن تعاقب المشاعر، جمعها في ملامحه بوقت واحد!
هذا المشهد يعدّه الكثيرون الدور الأهم في مسيرة الراحل أحمد زكي السينمائية، وأشاد النجم الأمريكي روبرت دي نيرو في مهرجان موسكو بأداء أحمد زكي فيه، عندما كان رئيسًا للجنة التحكيم.
ولم تكن التحديات في هذا المشهد مقتصرة على الأداء فقط، فقد وضّح مدير التصوير أن المعدات كانت ضخمة، والمساحة ضيقة. ولعل المساحة التي أصر عليها المخرج أضافت بعدًا يجسّد الصراع الداخلي الذي يعيشه البطل. كأن الدهليز الصغير الفاصل بين الغرف، مشكّلًا ممرًّا ضيقًا، يعكس شعور البطل بالخنقة والضغط.
وثَّق محمد خان في عمله الحقبة الساداتية، وركز على الأحداث المحورية التي وقعت في 18 يناير، بعد التحول من النظام الاشتراكي الناصري إلى الاقتصاد الرأسمالي. وقد عُرفت تلك الأحداث شعبيًا باسم «ثورة الخبز»، فيما أطلق عليها الرئيس السادات «انتفاضة الحرامية». ووثَّق فيه أحمد زكي حالة الرجل المهم متى ما عاد مهمًّا.. بكل اقتدار.
فقرة حصريّة
اشترك الآن
أثناء تصوير فِلم «عاد لينتقم» (1988)، استعان المخرج ياسين إسماعيل بأحد أشهر السحرة والمشعوذين في ذلك الوقت: السيد الحسيني الفلكي، ليؤدي دورًا في مشهد يُظهر طقوس استحضار الأرواح، بغيّة إضفاء المزيد من الواقعية على المشهد.
اتفق المخرج مع الحسيني على ترديد كلمات عشوائية، ليظهر وكأنه يلقي تعويذات سحرية ليطرد الجن من القصر المهجور الذي تدور فيه أحداث الفِلم. لكن الحسيني ألقى أمام الكاميرا تعويذة سحرية حقيقية، تُعرف باسم «العزيمة البرهتية»، وذكر خلالها بعض أسماء الجان لاستحضارهم. تسبب هذا المشهد في سحب الفِلم من السينما ومنع عرضه، ليُعاد تحريره لاحقًا وطرحه على أشرطة الفيديو بعد حذف أجزاءٍ من ذلك المشهد.
وبهذه الحادثة المرعبة، نستهلّ فقرة «دريت ولّا ما دريت» حول أشهر وأغرب أفلام الرعب المصريّة «عاد لينتقم».
من أسباب إعادة تحرير الفِلم هو الشكاوى التي وردت من الجمهور الذي حضر العروض الأولية للفِلم، إذ أفاد بعضهم الإحساس بمشاعر غريبة أثناء عرض الفِلم في صالة السينما أو بعد مشاهدته في منازلهم. تقرّر بعدها منع الفِلم من العرض وتعديله ليُعاد طرحه مجددًا.
يُذكر في شارة البداية أن الفِلم مبني على قصة للكاتب راسل هنتر. اتضح فيما بعد أن «عاد لينتقم» مقتبس من الفِلم الكندي The Changeling» (1980)» من إخراج بيتر ميداك، الذي كتب قصته راسل هنتر.
استُلهمت أحداث الفِلم الأصلي «The Changeling» من تجربة غامضة، زعم الكاتب راسل هنتر أنها حدثت له في قصر «هنري تريت روجرز» في تشيزمان بارك في دنفر بولاية كولورادو. خلال إقامته في القصر في الستينيات، يزعم هنتر أنه شهد فيه سلسلة من الظواهر غير المفسرة. وذكر أنه عثر في غرفة مخفية على مجلد يعود تاريخه إلى قرنٍ مضى، يوثق حياة صبي مٌقعد حبسه والداه في القصر، رغم أن المالك الأول للقصر لم يكن لديه أبناء، لكن تاريخ سكان القصر السابقين غير موثّق.
ننصح بتوخّي الحذر عند مشاهدة فِلم «عاد لينتقم» لمن لديهم حساسية تجاه المحتوى المرعب أو الطقوس السحرية. وقد يسبب شعورًا قويًّا بعدم الراحة والرهبة لدى المشاهدين. الفِلم متاح على يوتيوب، ويظهر مشهد السيد الحسيني الفلكي عند 00:59:47. مشاهدة ممتعة.
علي حمدون
بإمكاننا أن نصف مسلسل «From» كالتالي: ما إن تتحرك الشخصيات من نقطة، سرعان ما تجد نفسها تعود إليها. هذا ما يحصل مع ضحايا مسلسل الرعب النفسي «From»، إذ يتناول المسلسل قصة أشخاص وجدوا أنفسهم فجأة عالقين في مدينة غريبة، داخل بقعة جغرافية ملعونة، مرسومة على الخريطة بالحبر السري، بلا وسيلة للهرب، وكأنهم يعيشون كابوسًا لا نهاية له. وتجمعهم حالة من الضياع والخوف، ويخوضون معركة يائسة ضد قوى ظلامية ومخلوقات تظهر مع الليل الجاثم، ولا يمكنهم هزيمتها. وبرغم معرفتهم بذلك، يتمسكون بأمل خافت، وعندما يخبو هذا الأمل، يصبح تمسكهم ببعضهم الملاذ الأخير للبقاء.
وعودة إلى هذا الرهاب المرتبط بالعودة إلى نقطة البداية، فهو ليس جديدًا علينا نحن المشاهدين؛ فقد ظهر سابقًا في أعمال الرعب مثل «مشروع الساحرة بلير» الصادر عام 1999 -المصوَّر بأسلوب «found footage»- حيث يجد الأبطال أنفسهم يعودون إلى المكان نفسه كلما حاولوا الهروب، ليصبح الليل عاملًا مشتركًا مرعبًا في كلا العملين، وكأن النهار لا يعدو أن يكون فسحة تَشَمُّس مؤقتة للمساجين. وحتى فكرة التحكم في الشخصيات كما لو كانوا قطع شطرنج في لعبة كونية، نجد لها صدى في فرضية الفيلسوف نيك بوسترم من جامعة أكسفورد، الذي يرى أن حضارات متقدمة قد تستخدم قدراتها الحاسوبية لتشغيل أداة محاكاة لتحاكي عوالم أسلافها، وتمكنها من التحكم في عقولهم، مما يعزز الإحساس بأن الشخصيات محاصرة داخل عالم تحكمه قوى خفية، كما حصل في مسلسل «West world».
عدا أن مسلسل «من» الذي يطمح أبطاله للوصول «إلى»... خالٍ من التعقيد الذي تميزت به بقية المسلسلات، بل وحتى الشخصيات تحضر بلا تميز يُذكر، حيث تسلمت السردية الغامضة زمام البطولة. رغم ذلك، تتميز كل شخصية بعمق فكري وثقافي -غير فريد- يظهر خلال الحوار والسلوك والمواقف؛ فـ«جيم ماثيوس»، والد «جولي»و«إيثان»، هو مهندس ألعاب حدائق، وشون ماجومدار يلعب دور كاهن القرية، وإليزابيث تتجلى في دور زعيمة قوية ومرشدة، و«جاد هيريرا» عبقري في تصميم البرامج. بالإضافة إلى «سارة» التي تجسد شخصية غامضة تعاني من هلاوس تشير إلى أحداث المستقبل، و«كيني» الذي يلعب دور نائب الشرطة ويسعى إلى المحافظة على النظام وسط الفوضى.
هذه الشخصيات تسهم بفعالية في نسيج العمل دون أن تهيمن. وهذا ما يزعجني، إذ يبقى غموض السردية هو البطل الحقيقي الذي يمنحها طابعًا فريدًا يتفوق على الأدوار الفردية، ولا أعلم إن كانت هذه حيلة مقصودة. ومع ذلك، يعدّ البعض أن شخصية «بويد» -الذي قام بتجسيدها هارولد بيريناو- محورية، لأنها تعكس فضول المشاهدين، وتشاركنا إحساس السأم أحيانًا، بل وتوبّخ الشخصيات الأخرى بلساننا، مما يجعلها الصوت الذي يتحدث بما نشعر به تجاه الأحداث والشخصيات الأخرى، بل ونشعر حتى بالدوافع وراء الاختيارات التي ترغمه عليها الظروف!
في كل موسم يُحَل لغز وينبثق لغز آخر، عُقد تُفَك وأخرى تُختَلَق. يكشف العمل عن أمر مخبوء، ويجيب عن سر مدفون. وفي خضم تقبّل المشاهدين للحلقة السادسة من الموسم الثالث، يزداد الفضول حيال اكتشاف خفايا المكان وسراديب أشجاره السحرية وأقبيته، لا سيما بعد أن اكتشفنا أن بعض الشخصيات لم يكن وجودها بمحض الصدفة، بل هنالك ارتباطات عائلية وثيقة تجمعهم. وعلى الرغم من تفاوت الآراء حيال التشويق، بل وحتى الملل الذي أراه جزءًا من التجربة الجمالية في العمل، تستمر السردية في نسج عالمها الفريد الذي يجذب المشاهدين. وعلى الرغم من التسويف في الكشف عن الحقائق، يبدو أن تأجيل الحصاد هو الأفضل، وهذا ما نأمله من عمل اختبر صبرنا حتى الآن.
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.