لماذا نحب اقتناء الأنتيكات؟ 👛
زائد: هل تحلم بالألوان أم بالأبيض والأسود؟
قررت دار بنقوين الشهيرة وضع حد لشركات الذكاء الاصطناعي، بالتعامل معها كما تتعامل مع القراصنة البشر، وأضافت بندًا إلى صفحة الحقوق في إصداراتها الجديدة (إضافةً إلى الطبعات الجديدة من إصداراتها السابقة) يقول:
«لا يُسمَح باستغلال أي جزء من هذا الكتاب أو إعادة إنتاجه بهدف تدريب الذكاء الاصطناعي وأنظمته.»
هل سيقتنع بها الذكاء الاصطناعي ويمتنع عن القرصنة، أو يكمل طريقه؟ 🙃
لماذا نحب اقتناء الأنتيكات؟
ذات يوم وأنا أتصفح إنستقرام، توقفت عند مقطع لامرأة اشترت طاولة بيضاء، راقبتها تسكب مادة مُزيلة للطلاء ليظهر الخشب المعتّق، ومع كل خطوة تبرز التفاصيل المحفورة وعروق الخشب وبعض الخدوش والعيوب. بعد تنظيفها وترميمها تأتي اللحظة الحاسمة، أضع يدي على قلبي وأكتم أنفاسي وأتساءل هل ستعيد طلاءها بلون يسرق جمالها؟ لأتنفس الصعداء وأنا أتأملها تلمع الخشب وتدهنه بطبقة واقية.
وبعد إطلالة سريعة على التعليقات أجد أن الجميع كان متخوفًا من تشويه قطعة خشبية نفيسة! هذه المقاطع، وغيرها الكثير، تعكس اهتمام الناس بالقطع العتيقة.
لعلَّك لاحظت ارتفاع الإقبال على اقتناء القطع المستعملة والأثرية بين مختلف الأجيال في السنوات الماضية، وانتشار حسابات بيع المقتنيات العتيقة التي تعرض وتبيع ما لا يخطر على بال. إذ بعدما كانت السيارات الكلاسيكية تستولي على التقدير من محبي الزمن الجميل تغير الأمر، وأصبح كل قديم مميز وتحيطه هالة من السحر. وبات الناس مندفعين إلى محبة كل ما يعود لزمن مضى، قد يكون قطعة مجوهرات، أو أثاث، ربما كاميرا أو أسطوانة لأغاني أم كلثوم أو حتى قداحة، ويمتد الحماس طبعًا إلى الأواني والأزياء.
وبصفتي مقتنية فخورة لبعض المجوهرات من مختلف الفترات الزمنية، يمكنني الإجابة جزئيًا عن سؤال لماذا يحب الناس الحصول على هذه القطع بدلًا من شراء جديدة.
تتعدد الأسباب وتختلف الدوافع. أولها أن معظم المقتنيات الجديدة مُصنَّعة لتحقيق أقصى فائدة مع مراعاة العملية والبساطة والسعر الأقل في المقام الأول، بينما تَراجَع الحرص على العناصر الجمالية والتفاصيل الآسرة والتعقيدات التي تخلق للقطعة شخصيتها بهدف تكثيف التصنيع. كما يميل البعض إلى اقتنائها لأنها خيار بيئي أفضل، وربما تكون بسعر منخفض. ولا ننسى أن الكثير من القطع الحديثة مصنّعة لدورة حياة أقل بكثير، مما يدفعنا لتكرار شرائها.
كما يمكنني في هذه اللحظة إيجاد القلادة نفسها في عشرات المواقع، والأريكة نفسها، والكوب نفسه، وهكذا تأتي القطع العتيقة محاولةً لتوضيح اختلافنا عن السائد، وإضافة شيء من التميز على أسلوبنا ومظهرنا ومنازلنا. كأننا نقول إنَّ هذه الممتلكات خاصة بنا وتشبهنا ولن تجدها في كل مكان. والأجمل لو كانت لتلك القطع قصة أو تاريخ معين لأنه يضفي بعدًا إنسانيًا. فحصولي على قرط من الثمانينيات يعود لامرأة من قارة أخرى تتحدث لغة لا أتحدثها، يشعرني باتصال عميق بإنسان غريب عني، وكأني حصلت على إرث ثمين بعد جهد!
لا يتوقف الأمر هنا، فبحثنا وجهدنا لإيجاد قطعة مميزة يُشعرِنا أننا حصلنا على مكافأة. تقول الأخصائية جينفير بومقارتنر عن علم نفس اقتناء الملابس القديمة: «يصحب تسوق الأشياء القديمة حماس البحث، يمكنك إيجاد القطع الجديدة في مراكز التسوق أو عبر المواقع بسهولة، ولكن البحث عن قطعة عتيقة يشبه البحث عن كنز، والأجمل أنك لن تعرف ما قد تجد.»
ولكن هل يوجد سبب أعمق من السعي خلف التميز وحب الجمال؟ طبعًا، فلا سلوك سطحي عندما يتعلق الأمر بالبشر.
أجرى مجموعة باحثين ست دراسات، تناولت إحداها تأثير المنتجات العتيقة في شعورنا بتهديد وجودنا وعلاقتنا بالعالم. فعُيّنت مجموعة عشوائية لكتابة مقالة قصيرة عن وفاتهم، بينما طُلِب من أخرى الكتابة عن آلام الأسنان التي لا تهدد الوجود. بعد الكتابة طُلِب من المشاركين اختيار منتجات تنوعت بين الجديد والعتيق، ولوحظ أن المجموعة الأولى التي شعرت بتهديد وجودها اختارت المنتجات العتيقة، وهو ما توافق مع تجربة أخرى اختار فيها مجموعة من المسنين المشخصين بأمراضٍ خطيرة ومزمنة المنتجات العتيقة أيضًا، على عكس من يتمتعون بصحة جيدة.
ولكن لماذا نميل لاختيار القديم عند شعورنا بالتهديد؟
بحثت إحدى الدراسات الارتباط بالزمن ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، ودور المنتجات العتيقة في ذلك. وبعد تقسيم المجموعة إلى فريقين، طُلِب من الأول تقييم منتجات عتيقة، ومن الثاني تقييم منتجات حديثة، ثم سُئل كل فريق أسئلةً تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل. لوحظ أن الفريق الذي قيّم المنتجات العتيقة أظهر ارتباطًا أكبر بالزمن مما دعّم الإحساس بالهدف من الوجود وتقدير الحياة والشعور بأنها متماسكة بشكل أكبر.
رغم أن الدراسة أُجريَت في عام 2017 إلا أن إحدى الباحثات أشارت إشارة لافتة قد تنطبق على الوضع اليوم بقولها: «حالة عدم اليقين الاقتصادي الكبرى تخلق شعور عدم الارتياح الوجودي وتشكل تهديدًا عالميًا. وفي رأينا أن هذا ما قد دفع المستهلكين إلى البحث عن سلع عتيقة -منتجات ملموسة ومواسية- من أجل تخفيف التهديد الناجم عن الركود الاقتصادي.»
بعد قراءتي للدراسة ذُهِلت، فعقولنا المعجزة تدفعنا إلى تصرفات تدعم شعورنا بالأمان والمعنى عندما تتزعزع بنا الحياة دون إدراكنا، ورفعت عني جزءًا من الغموض حول حب الناس للأنتيكات. فإن كنتَ منهم، تمسّك بهذه الدراسة حجةً مقنعة للحفاظ على سلامك الوجودي!
فاصل ⏸️
خبر وأكثر 🔍 📰
أحلامك بالأبيض والأسود أو بالألوان!
قبل وجود التلفزيون الملوَّن، كانت أغلبية الناس تحلم بالأبيض والأسود. وبعد التلفزيون الملون انعكس الوضع، والأغلبية أصبحت تحلم بالألوان. ووجدت دراسة أجريت في 2017، أنَّ من ترعرع على التلفاز الأبيض والأسود، على الأغلب سيظل إلى اليوم يحلم بالأبيض والأسود. أما من يحلم بالألوان، فيجد صعوبة بالغة في تذكر الألوان التي صبغت حلمه! 📺😴
أكثر الألوان شيوعًا في الأحلام الأسود والأبيض والأحمر، وغالبًا ترتبط بمعاني الحب والدم والانفعال، وأبلغ بعض الناس عن رؤية ألوان غريبة غير موجودة في العالم الواقعي. ويمكن لمعرفة الألوان الظاهرة في الحلم أن تفسر مشاعر الحالم وأفكاره في اللاوعي. 🎨👨🏻🎨
تفسِّر عالمة النفس ديردري باريت نسيان بعض الحالمين الألوان التي يرونها، إلى كونها ليست ذات أهمية عند الحالم. فالذاكرة في عالم الأحلام شبيهة بالذاكرة في العالم الواقعي، من حيث أنها لا تحتفظ إلا بالمعلومة المهمة. وسيتذكر الحالم اللون إذا ارتبط بشيء يهمه في الحلم. كذلك يؤثر التقدم في العمر على وجود الألوان في الأحلام، إذ تأخذ في التناقص والاضمحلال كلما كبرنا. 🧓🏻🛌
🌍 المصدر
The Washington Post
شبَّاك منوِّر 🖼️
ذات يوم، تلقَّى الجاحظ رسالة من شخص يمدح الصمت، ويصف الصامتين بالذكاء والحكمة والعقل، وفضّل الصمت على الكلام حتى في المواضع التي يكون فيها الكلام أفضل، وذم الكلام وكثرته فقال إنه يورث الندم، ووصف الخطباء بالمهذارين والبلغاء بالمكثرين وأطال حتى ناقض نفسه. فقرر الجاحظ تلقينه درسًا في رسالة «تفضيل النطق على الصمت» من كتاب «الرسائل الأدبية» 📩
فصّل الجاحظ ردَّه في نقاط، فأوضح أن الكلام أداة التعبير عن الحاجات، وبه يتميز الإنسان عن الحيوانات والجمادات، وأنه ينجي صاحبه ويبين فضله، وهو دليل على الإيمان والشريعة، ويعدّ آلة الشكر. وذكّر أن فضيلة الخطباء قائمة على بيانهم، كما أنزل الله القرآن بلسان عربي مبين، وختم بذكره أن النبي أفصح العرب. 📜
وقال إنَّ فضيلة الخطباء قائمة على بيانهم: «لم أجد الصّامت مستعانًا به في شيء من المعاني، ولا مذكورًا في المحافل». كما ذكر في فقرة «الكلام يبين فضل صاحبه»، أنه لم يكن ليعرف الفاضل من المفضول، وذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وأنه لولا حديثه لما عرفه العزيز. 🤝
هنا تذكرت قصة أبي حنيفة عندما استقبل شيخًا وقورًا في مجلسه، فاعتدل وتربّع وقد اعتاد مد قدميه لآلامٍ تلم به. وبعد أن سأله الرجل أسئلة دلّت على جهله بأبسط الأمور، قال أبو حنيفة «آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه». فلولا فضل الكلام لما وصلتنا هذه الحادثة الطريفة. 😄
قد يبدو ما كتبه الجاحظ بديهيًا، لكنه ضروري. إذ يسود الاعتقاد بفضل الصمت وتفضيل الصامت، وتكرار الأمثال والأبيات الدالة على ذلك مثل: السكوت من ذهب، ورب سكوت خير من الكلام، ومنها قول أبي العتاهية: ولئن ندمت على سكوتك مرة.. فلقد ندمت على الكلام مرارًا. في إصرار الجاحظ على الحديث عن فضل الكلام رغم وضوحه توعية بأن الناس مستعدون بل ربما متحمسون لتقبل ما لدينا إن كان مطروحًا بذكاء وبمغزى معين. فها نحن ما زلنا نستمتع بأسلوب الجاحظ وفطنته وخفة حرفه حتى اليوم. ✍🏼💁🏻♂️
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«يا لكثافة الشوك الذي تخبئه عضلة اللسان.» إبراهيم الكوني
تدوينة لمورقان هاوسل (مؤلف كتاب سيكولوجية المال) يفسّر فيها لماذا السؤال (لو إنك مستثمر بمبلغ كذا قبل عشرين سنة كنت الآن أسست ثروة حجمها كذا) سؤال غير منطقي من الناحيتين الاقتصادية والنفسية.
تطبيق (Goodnotes) لكتابة الملاحظات بخط اليد ومعزَّز بالذكاء الاصطناعي. (توصية ذ فيرج)
لما تلعب الشاعرة حزَّر فزَّر.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
اتجهت معظم بيوت الأزياء العالمية إلى إنتاج قطع كلاسيكية وعملية جدًا، تجلب إحساسًا بالحصرية بناءً على القيمة الجوهرية للمنتج. 🧢
وجدتني أنقل تجربتي هذه مع كاميرا الفلم إلى تطبيقها على مجال أوسع في حياتي. أعني أن أعيش التأنِّي والقَصْدَ كمبدأين قبل اتخاذ خطوة معينة. 📸
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.