أكبر جولة استثماريّة في التاريخ!

هل سيخلّد سام ألتمان اسمه في كتب التاريخ بأنه أحد أبرز أسماء الثورة التقنية؟

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي» / تصميم: أحمد عيد
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي» / تصميم: أحمد عيد

أكبر جولة استثماريّة في التاريخ!

القصّة باختصار:

رغم كل الدراما، أغلقت «OpenAI» أكبر جولة تمويلية بالتاريخ، بمبلغ 6.6 مليار دولار، وبتقييم 157 مليار دولار، بمشاركة مايكروسوفت ونفيديا. وانسحبت أبل من الصفقة في اللحظات الأخيرة. وأمام الشركة مهلة إما لتحويل نشاطها إلى الربحيّة، أو أن تعيد الأموال للمستثمرين، وكأنك يا أبو «ألتمان» ما غزيت.

المهم هنا:

هذه الجولة تحطم الرقم القياسي الذي وصله إيلون ماسك في تمويله لمنصة «xAi». وتقييمها الآن يتجاوز قولدمان ساكس و«AT&T» وأوبر. ولكن المثير للاهتمام أنّ هذا المبلغ لم يكن كافيًا ولا قريبًا حتى من المبلغ الذي يطمح سام ألتمان لجمعه، وهو 7 تريليون دولار!

نعم، ترليون وليس مليار. وحتى تتخيل حجم الرقم، فهو يساوي ضعف الناتج المحلي الإجمالي للدول العربيّة مجتمعة!

أول سؤال سيتبادر لذهنك غالبًا: ليش يحتاج هذا المبلغ؟ الجواب هو السبب نفسه الذي يجعل كبار وادي السيليكون «يترجّون» مؤسس نفيديا ليوافق على أخذ أموالهم: الرقائق الرقميّة.

تعتمد النماذج اللغويّة الضخمة، أو ما تُعرف بـ«LLMs» على كم هائل من الحوسبة، وتحتاج لطاقة كهربائية ضخمة، وعدد كبير من الرقائق.

ولكن هذه الصناعة التي يتوقف عليها مستقبل التقنية محتكرة لدى شركة واحدة فقط! وهي الشركة التايوانية لأشباه الموصّلات «TSMC»، التي تصنع المعالجات لنفيديا وأبل وقوقل وغيرهم من اللاعبين. وهذه الشركة أحد أسباب التوتر السياسي بين أمريكا والصين للسيطرة على تايوان.

يطمح سام، عبر جمع هذا المبلغ الضخم، تأسيس بنية تحتيّة لشركات تصنيع الرقائق لحلّ مشكلة النقص الحاد في الرقائق، التي تعتمد عليها نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

هذا الهدف الطموح، الذي يعدّه الكثيرون مستحيلًا، ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه «openAI»، بل أكبر مشاكلها هي المشاكل الداخليّة.

فالشركة التي تأسست في 2015، بشراكة عدّة شخصيات من وادي السيليكون، من ضمنهم إيلون ماسك، ورئيسها التنفيذي سام ألتمان، بدأت بوصفها شركة غير ربحية هدفها بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح البشريّة. ومرّت بالعديد من التحولات التي أدت لهذه الجولة، بدايةً من مغادرة إيلون لمجلس الإدارة في 2018، بسبب تضارب المصالح بين «openAI»، وبين تسلا التي بدأت في ذلك الوقت بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

ثم تحولت في 2019 -عبر هيكلة معقّدة- إلى شركة ذات ربحيّة محدودة، ولكن مع المحافظة في الوقت نفسه على هيكلة الشركة بوصفها شركة غير ربحيّة. لتؤدي هذه الخطوة لاستثمار مايكروسوفت بمبلغ مليار دولار في الشركة.

وفي 2020، أعلنت عن أول خطواتها للعالم، عبر نموذجها «GPT3»، وتلى ذلك إعلانها عن منتجها الأشهر «Chatgpt» في 2022، ليكون أحد أكبر الخطوات في تاريخ التقنية، وربما في تاريخ الحضارة البشريّة.

لم تنتهِ تحولات «openAI» هنا، بل اتفق مجلس الإدارة في 2023 على طرد سام ألتمان من رئاسة الشركة، ليعود بطريقة درامية بعد أسابيع، مستعينًا بمايكروسوفت، ويطرد مجلس الإدارة. وتبدأ بعدها سلسة من الخلافات بين المؤسسين والقيادة العليا، وبين سام ألتمان. ثم يبدأ الفريق بالمغادرة واحدًا تلو الآخر، ليبقى سام ألتمان المتحكم الوحيد تقريبًا بالشركة.

ويستمر مسلسل رحيل قادتها الرئيسين -وآخرهم مسؤول تطوير أداة الفيديو «Sora» إلى قوقل- بعد إعلان سام عن الصدمة التي ناقضت كل تنظيره عن أهمية أن تكون الشركة غير ربحيّة، ويعلن تحويل «openAI» إلى شركة ربحيّة، ويحصل بذلك على أسهم بقيمة تقديريّة تصل إلى 10 مليار دولار. وبررت الشركة ذلك التحول بأنه يجعلها مغرية أكثر للمستثمرين، لتتمكن من جمع جولات تمويلية ضخمة، مثل هذه الجولة التي دُشّنت بعد أسبوع واحد من إعلان تحولها لشركة للربحيّة.

بشكل عام:

مع كل هذه التحديات، تعدُّ «openAI» أبرز اللاعبين في قطاع الذكاء الاصطناعي، ومع استثمار مايكروسوت ونفيديا، أصبح لدى الشركة قدرة على التحوّط ضد قوقل وميتا، وغيرهم من اللاعبين الذين يفوقونها في الإمكانيات بأضعاف مضاعفة.

وتطمح كل هذه الشركات للوصول لما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام «AGI»، الذي يقول بعض المحللين أنه قابل للتحقيق، فيما يصفه آخرون بالخيال العلمي.

فهل سيخلّد سام اسمه في كتب التاريخ بأنه أحد أبرز أسماء الثورة التقنية؟ أم عرّاب قصة أكبر فشل باهظ الثمن في التاريخ؟


فاصل ⏸️


  • أعلنت هيئة السوق الماليّة السعودية عن استكمال «دينار» لمتطلبات رخصة الممارسة، التي تشمل: أنشطة الترتيب وإدارة الاستثمارات وتشغيل الصناديق والحفظ في أعمال الأوراق المالية من الهيئة. وبذلك تصبح دينار أول شركة تقنية مالية تحصل على جميع رخص الهيئة! 🤑

  • حصلت تمارا على ترخيص من مصرف البحرين المركزي لتقديم خدمة الشراء الآن والدفع لاحقًا. علمًا أن منافسها تابي موجود في السوق البحريني منذ 2021، وبحسب الأرقام الحالية فبحوزته نحو 200 ألف متسوق. فهل لا يزال لتمارا من الكعكة نصيب؟ 🍰

  • بعد عدّة اتفاقيات مع البنك المركزي السعودي، وعدّة جهات ماليّة في المنطقة، حصلت «Ripple»، الشركة المتخصصة في حلول البنية التحتيّة للعملات والأصول الرقميّة لقطاع الأعمال، على موافقة مبدئية من سلطة دبي للخدمات الماليّة للتوسّع في تقديم منتجاتها في الإمارات. 🇦🇪 

  • شركة تقنيات الإعلانات «كوانتم»، تجمع 7 مليون دولار، في مرحلة ما قبل الجولة «أ»، بمشاركة مستثمر معلن وحيد هو «HearstLab». تأسست الشركة في 2020، وتعمل على تطوير حلول للمعلنين لتحسين عائد الحملات الإعلانيّة الرقميّة عبر الربط بين الناشرين والمعلنين. 📈

  • جمعت منصة «Podeo» المتخصصة في استضافة البودكاست 5.4 مليون دولار في جولتها الاستثمارية «أ»، بمشاركة عدّة صناديق استثماريّة. تأسست الشركة في 2019 وتضم -حسب إعلان الشركة- أكثر من 100 ألف صانع محتوى.🎙️


«المحفظة المضادة»

«Anti-Portfolio»

يتعلّق هذا المفهوم بالفرص الضائعة لصناديق الاستثمار الجريء. حيث يتابع الصندوق الشركات التي رفض الاستثمار فيها لأي سبب كان، لتحسين قدرته على اتخاذ القرارات والتعلّم من الأخطاء.

عالميًّا، بعض الصناديق شفافة في عرض محفظتها المضادة، مثل «Bessemer Venture Partners»، وتحدّث القائمة باستمرار.

يُذكر أن أحد الشركاء في الصندوق التقى بإيلون ماسك في 2006، وجرب قيادة السيارة وأعجب بها لدرجة أنه اشترى لنفسه واحدة، لكنه قرر عدم الاستثمار في الشركة بسبب قلقه حول هوامش الأرباح السلبية. لكن الآن تُقدّر قيمة «Tesla» بـ 640 مليار دولار. 🤷🏻‍♂️

أما محليًّا، تتحفظ الصناديق الاستثمارية في نشر محافظها المضادّة، لكن صديقنا المستثمر المخضرم «وليد البلاع» لم يتردد في مشاركتنا جزءًا من محفظته المضادة الشخصيّة، وهي شركة «NearPay»، لاعتقاده بأن برامج نقاط البيع ليست معقّدة كفاية لدخول لاعب جديد من خلالها. ليكتشف لاحقًا بأنه مخطئ في قراره السابق، الذي اتخذه دون الجلوس مع المؤسسين لفهم رؤيتهم.

فلو لم تنجح في إقناع أحد المستثمرين بالاستثمار في شركتك، اعمل على أن تكون جزءًا من محفظته المضادّة. :)


  • إن كنت ترى في مشروعك فرصة أهدرها المستثمرون، فنوصيك بالاستماع لنصائح مؤسّس «Impact 46»، لتتجنب ضياع فرصتك مع مستثمرين آخرين، ولتحسين ظهور مشروعك أمام صناديق الاستثمار. علمًا بأن «Impact 46» قد استثمرت في عدة شركات مثل فلاورد وجاهز.💰

  • ولكي لا تهدر فرصك في أن تكون «صيدة» جذّابة للمستثمرين، نوصيك كذلك تقرأ هذه المقالة، لمساعدتك في تطوير مشروعك بما يتناسب مع متطلبات المستثمرين، ولتحسين الأخطاء الموجودة في مشروعك قبل عرضه عليهم. 🪤

نشرة القروش
نشرة القروش
أسبوعية، الاثنين منثمانيةثمانية

إن لم تكن قرشًا، انضمّ لنشرة القروش. نشرة تصلك صباح كلّ اثنين لتغوص بك في عالم الشركات التقنية ودهاليز الاستثمار الجريء، مع تحليلات دقيقة تساعدك في فهم تحدّيات السوق.

+330 متابع في آخر 7 أيام