لماذا نشعر بالانطفاء بعد انتهاء الاحتفال 🥳
المفترض أن يُشحَن الإنسان بطاقة إيجابية بعد هذه الأوقات السعيدة، لا أن يشعر بعدها بالفراغ.
تخيَّل لو كنت بطّة: تنام بنصف دماغ، بينما يعمل النصف الآخر على تأدية المهام، ثم تبادل بين النصفين؟ وهكذا دواليك...🦆
أو لو كنت بطريقًا: توزِّع ساعات نومك على ألف قيلولة، كل قيلولة لا تتجاوز عشر ثوانٍ، حتى لا تغفل عمَّا يجري في محيطك؟🐧
بما أنك لست بطة، ولا بطريق، احمِ دماغك من الإرهاق وحافظ على ساعات نومك.😒
لماذا نشعر بالانطفاء بعد انتهاء الاحتفال
أنا أحد الأشخاص الذين اعتادوا العيش في بيت الجدّة، أي المنزل الذي يجتمع فيه الإخوة والأخوات كل نهاية أسبوع، أو في العُطَل الطويلة والمناسبات وأيام الإجازات الرسمية. حيث يتحوَّل بيتها إلى أبواب مشرّعة لاستقبال الابن العائد من منطقة عمل بعيدة عن مسقط رأسه، والابن المتزوج مع زوجته وأبنائه، والابنة مع أبنائها. الكل يعود للاجتماع في بيت واحد، تحت سقف واحد، لكي يعيشوا بضع ساعات أو أيام وسط الكثير من أصوات الأحاديث المتعالية والأحفاد المتحمّسين.
لكن، ما أن توضَّب الحقائب وتخفت الأصوات، وتبدأ الأيادي بالتلويح مودّعةً هذه الأجواء الاحتفالية، حتى يحاصرني الشعور بالوحشة، ويسطو شعور مقيت بالانطفاء. لم أفهم أبدًا سبب هذا الشعور، وكل مرة أشعر بالغرابة تجاهه. فالمفترض أن يُشحَن الإنسان بطاقة إيجابية بعد هذه الأوقات السعيدة، لا أن يشعر بعدها بالفراغ. وكأن السعادة التي كنت أحملها في تلك اللحظات تسللت من بين يديّ.
وأتساءل اليوم، بعد أن انتهت عطلة اليوم الوطني السعودي، وأنا في طريق عودتي الآن إلى منزلي بعد ترك بيت الجدّة الحنون: لماذا يحدث هذا؟
يوضّح الجانب العلمي في هذا الموضوع أننا عندما نعيش أحداثًا مميزة أو سعيدة خارجة عن الروتين اليومي أو العملي الرتيب، تبدأ «الإندورفينات» بالتدفق في أجسامنا، مما يجعلنا نشعر بحالة من الانتشاء نتيجةً لهذا التدفق الهرموني والكيماوي. وترى الطبيبة وعالمة النفس، دايان بارث، بأن الشعور بالنشوة يغذي توقعاتنا حيال المناسبات السعيدة أو انتظارنا للإجازات أو شغفنا للقاء من نحب. وتستمر معنا حتى نواجه حقيقة انتهائها!
حينها يتوقف تدفق الإندورفينات وغيرها من المواد الكيميائية التي تمنحنا الشعور بالسعادة، ويتلاشى الشعور بالنشوة، ونبدأ في الشعور بتراجع جسدي ونفسي. الجدير بالذكر أن هذه الحالة ليس لها تصنيفٌ علميّ في الطب، لكن تُعرَف بين الناس والمهتمّين بالصحة النفسية بحالة «الإحباط ما بعد الحدث».
وفيما يخص «اكتئاب ما بعد الإجازة»، طرح بول نستادت، المدير المشارك لعيادة اضطرابات القلق في جامعة جونز هوبكنز وأستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية، فرضية تقول إن الإجازات تحدث خلال أشهر الشتاء في الولايات المتحدة، لذلك هي تتزامن مع الفترة التي يصبح فيها «الاضطراب العاطفي الموسمي» (SAD) واضحًا. تغيُّر الفصول، وانخفاض الضوء الطبيعي، وانخفاض مستويات النشاط البدني، وزيادة العزلة يمكن أن تسهم جميعها في اكتئاب ما بعد الإجازات. فشكرت الله كثيرًا على أننا في دولة تعترف بالإجازات الصيفية لا الشتوية.
وبعيدًا عن التفسيرات العلمية، دعنا هنا نأخذ كفة الحديث إلى منطقة عاطفية وتأمليّة. في مقولته الشهيرة «كل شوقٍ باللقاء يسكن لا يُعوَّل عليه»، يعبّر ابن عربي عن حقيقة فلسفية وروحية تتجاوز الزمن. فهو يرى أن الشوق الذي ينتهي بلقاء الأحبة لا يمنحنا راحة دائمة. السبب؟ لأن طبيعة هذا الشوق مؤقتة، وما أن ينطفئ بوهج اللقاء حتى يعود الشوق مجددًا. كأننا نلاحق ظلًا للهروب من الفراغ، ولكن الفراغ يعود بعد كل لقاء، أو ربما لم يغادر قط.
فاللقاءات العاطفية تعطي وعدًا غير معلَن بمنحك إشباعًا عاطفيَّا وروحيًّا. لكن ما أن تنقضي اللحظة، حتى يعود القلب إلى حالته الأصلية من التَّوْق.
تتجلى هذه الظاهرة في نسياننا قيمة اللحظات السعيدة لأننا نرتبط بها عاطفيًا بشدة، مما يجعلنا نرفض قبول نهايتها. فبدلاً من الاستمتاع بكل لحظة كما هي، نبحث عن استمرارها بشكل دائم، مما يؤدي إلى تبخر الذكريات السعيدة بسرعة وتركنا في حالة من الحنين العميق والرغبة في استعادتها للأبد.
ربما إدراكنا هذه الطبيعة البشرية قد يساعدنا في تقدير اللحظات الثمينة بشكل أفضل. عندما نتعلم كيف نقدِّر الحاضر بدلاً من السعي المستمر نحو زيادة التجارب أو تجنب نهايتها، يمكننا أن نجد السلام الداخلي، ونستمتع بحياة مليئة بالرضا الحقيقي، ولا ننطفئ بعد لقائنا بالأحبّة في بيت الجدَّة.
شبَّاك منوِّر 🖼️
كنت من مصدقي مقولة «سبع صنايع والبخت ضايع». لكن بدأ يتغير رأيي تجاهها بعد اكتشافي العديد من المبدعين في أكثر من مجال دون أن يضيعوا حظوظهم في أحدها، وضياء عزيز مثالٌ حي: فهو فنان تشكيلي قدير ونحّات متميز ومصوّر وعازف. استوقفتني أعماله الفنية لبساطة مواضيعها وقربها منّا، وصدق شعوره الذي ينعكس في كل لوحة، وكأنك كنت معه تسمع ما يحكيه وهو يرسم لوحته. 👨🏻🎨
يتعامل الفنان ضياء مع كل مشهد باعتباره عالَمًا بأسره. يعزل المشهد عما يمكنه تشتيت المتلقي، فيظهر نقيًا من أي عناصر خارجية. يلتقط ولدًا يلعب في لوحة «المدوان» كأنه يلعب أمامك دون أن تدري عن محيطه، ورجل يعمل في «تقشير السمك» دون رفقة أو بحر ممتد وراءه، وامرأة تفرد العجين في «السمبوسك» كأنك تسمع حركة الخشب على الطاولة. يجبرك ضياء على تأمل كل لوحة والغرق في تفاصيل الفعل لكي تشعر بالألفة تجاهه، أو تتقمص الشعور الذي تعكسه. 🌄 🤍
تذهلني قدرة ضياء على تسخير الألوان في رسم المعاني. يحوّل الأزرق من لون بارد دالٍ على الكآبة في الكثير من الأعمال الفنية إلى لون دافئ حميمي، والأصفر الفاقع إلى لون ناعم تكاد تشعر معه بلذة شعور تسلُّل أشعة الشمس على الجدران ومن بين النوافذ، بينما يختار الرمادي ليبعث في قلوبنا شعور الحزن واليأس في «مجزرة جنين»، أو اللون البني المائل للصفرة الذي يدلّك على صحراوية المكان مثل «أفغان». وهذا يظهر قوة اللون وتأثيره في رسم المعنى دون حاجة إلى المبالغة بالتفاصيل. 🎨 🖼️
يتفاوت وضوح الملامح في لوحات ضياء. بعضها تشعرك أن الوجه يتحدث بتعابيره مثل «نجوم الليل» فيصلك الفرح وبراءة الطفولة، بينما لا تظهر الملامح في غيرها، مثل «الصوت»، إلا أنك تستطيع استشفاف الخوف والانزعاج من اختيار الألوان، ووضعية الجسد، وشعور الفنان عند رسمها. 🎆😞
أحببت لوحة «هذا أبي». لا أعرف ما الذي شدّني إليها، إلا أنَّ بساطة المشهد في استلقاء الأب، وانشغاله بقراءة كتابه بعد يوم عملٍ طويل، والسراج المضيء على سطح المنزل أو «الحوش» بحضرة النجوم وتلوّن السماء، نقل إليّ شعور الأمان والسكينة بوجود الأب في البيت، في ليلة هادئة.📖🌟
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«أحيانًا كتابة سطرٍ واحد كافٍ لإنقاذ قلبك.» كلاريس لسبكتور
هل لديك 8 دقائق لصديق؟
لماذا تخلت كبرى الشركات عن اللمسة الإبداعية في تصميم أسمائها؟
سيد التنكُّر بلا منازع.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
دومًا ما نواجه في حياتنا هذا النوع من البشر. أناسٌ لديهم القدرة على تحويل خطأ يسير أو مشكلة محدودة الآثار إلى كارثة عالمية. 😱
أجزم أن التهاني الواتسابية تتميز بحميميتها الخاصة. إذ لا يمكن لأي مكالمة هاتفية أن تحمل روح الاحتفالية في مجموعتنا العائلية. 🐑
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.