هل تدرك العواقب الوخيمة لرمي كيس الشيبس؟ 🌽

قد يكون الأثر بالنسبة إلى صاحب كيس الشيبس تافهًا، لكن للنظام البيئي فالعواقب وخيمة وكبيرة.

بعد ترند «الاستقالة الكبرى» و«الاستقالة الصامتة» على تك توك، يطل جيل زد من جديد مع ترند «الموظف السعيد»، حيث يستعرض الموظفون من هذه الفئة العمرية روتين عملهم في الشركات من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً على تك توك، ويشاركون تقديرهم فرصة العمل في وظيفة ثابتة. ويعلّق الكثير من متابعيهم على المقاطع، منبهرين من أثر هذا الروتين الوظيفي، متمنين فرصةً مماثلة.  

وهذه، هي اللحظة التي ينتقل فيها كل جيل شاب من أحلام اليافعين إلى واقع الكبار! 😏


دعوة للمساعدة 👋

إذا كنت سعوديًا، في أواخر العشرينات فما فوق، فهذا الاستبيان القصير موجّه لك. ستساعدنا إجابتك عليه بدقّة في كتابة مقالة قادمة في نشرة الصفحة الأخيرة.

يحتاج الاستبيان أقل من 30 ثانية من وقتك.


عواقب رمي كيس الشيبس /  Imran Creative
عواقب رمي كيس الشيبس / Imran Creative

هل تدرك العواقب الوخيمة لرمي كيس الشيبس؟

إيمان أسعد

من يتابعني في إنستقرام، بالأخص في شهور الصيف، بات يعرف باستضافتي عائلة من قطط الشوارع في محترف الكتابة لكي أمنحها ملاذًا من الشمس الحارقة. وأني مع تطور منشوراتي عن تلك العائلة، بدأت أتحوَّل إلى الصورة النمطية للمرأة الراعية للقطط السائبة المتكاثرة حولها: عزباء وكهلة، في ثوبها الفضفاض، وبشعرها الأشيب غير الممشط. (قبل أيام شهد المحترف ولادة جديدة في خزانة الكتب نتج عنها ثلاث هريرات، وفورًا نقلت الخبر في ستوري إنستقرام.)

إحدى نتائج هذه العلاقة بيني وبين «نَمْ نَمْ وعيالها وأحفادها»، تكاثر أطباق البلاستيك تحت أرضية محترفي. فالمحترف عبارة عن غرفة تركيب «كيربي» مرفوعة عن الأرض بنصف متر، واعتدت قبل خروجي من المحترف مساءً ترك وجبة أخيرة لعائلة نم نم في أطباق بلاستيك. أغلب تلك الأطباق، بآثار الطعام المتبقي عليها، يؤول مصيرها صباح اليوم التالي إلى أسفل محترفي، إما بفعل هبّة ريح أو لعب القطط بها.

ومع كل انشغالاتي، دومًا أؤجل التعامل مع تلك الأطباق ما إن أرها صباحًا، لأنها مشكلة تافهة ولا تستحق دخول قائمة الأولويات؛ وفي الوقت نفسه، لم أكف عن وضع تلك الوجبة الأخيرة. والنتيجة: مقبرة الأطباق البلاستيكية أسفلي تكبر وتكبر (بالضبط مثل كل مشاكلنا الصغيرة التي نختار تجاهلها، ونأمل أن تختفي على يد عصا سحرية، لكنها تكبر تحت أعيننا!)

لكن هذا الصباح، بعد قراءتي نشرة «أكسيوس»، انتابني الذنب تجاه تركي تلك الأطباق. فقد شاركتْ النشرة منشورًا لأحد حرّاس منتزه وطني في نيومكسيكو، على حسابه في فيسبوك، يوضّح الأثر البيئي المعقّد والفوري لرمي أحدهم كيس شيبس مفتوح في كهف: 

«قد يكون الأثر بالنسبة إلى صاحب كيس الشيبس تافهًا، لكن للنظام البيئي القائم في الكهف، فالعواقب وخيمة وكبيرة.»

فالذرة المصنَّعة التي تسيل بفعل الرطوبة، تتحوَّل فورًا إلى بيئة مثالية للحياة الفطرية والميكروبية. وفي الوقت نفسه، تبدأ الجداجد والعناكب والذباب والسوس العنكبوتي في تكوين شبكة غذائية حول كيس الشيبس، وتشكّل سلاسل إمداد من كيس الشيبس إلى بيوتها الموزعة في مختلف أنحاء الكهف، على أمل الاستفادة من المغذيات في الذرة (وكلنا نعرف ألا مغذيات فيها). 

ما يجري، أنَّ بتشكيل سلاسل الإمداد، تنقل تلك الكائنات دون قصد العفن والفطريات اللصيقة بكيس الشيبس إلى جدران الكهف. والعفن بدوره يسهل عليه الانتقال السريع عبر جدران الكهف، ومن الجدران إلى مدخله، ومن مدخله إلى النباتات والأشجار المحيطة، حيث يتسنى له قتل الثمار أساسًا، وغيرها على الطريق من الكائنات الأخرى. 

استغرق فريق الحراس البيئي عشرين دقيقة (فور اكتشاف كيس الشيبس المرمي) في محاولة كشط آثار العفن عن الجدران، وملاحقة خط سلاسل الإمداد من موقع الكيس. 

أتصوّرك الآن ستتخيَّل هذا السيناريو كلما رأيت صور المهملات على مد المنتزهات والحدائق والشواطئ، لا سيما بعد قضاء نهار العطل والإجازات فيها. وأنَّ المسألة أعقد بكثير من مجرد انتظار عمال النظافة رفع تلك المهملات في اليوم التالي. إذ كما ختم الحارس منشوره:

«على مقياس منظورك البشري، لا شيء حقًّا يحدث لدى رمي كيس الشيبس، لكن على مقياس الحياة، رميك كيس الشيبس حدثٌ مزلزل.»

أتفكَّر الآن بالأذى الذي ألحقته بالنظام البيئي أسفل محترفي، حيث يوجد جذع شجرة مقطوعة وميتة، في الظلمة، يسكنها النمل والعناكب وكائنات أخرى لا أراها، تحت أكوام من البلاستيك والغبار. وأتفكّر بالأذى الذي أتعرَّض له دونما أدري. 

والخطأ بالتأكيد ليس خطأ نم نم وعيالها، إنما خطأي. 


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تعمل في وظيفة جديدة خارج منطقة الراحة التي اعتدتها؟ عملتُ في وظيفتين، كلتاهما تعتمد هيكلة تقليدية: أذهب إلى مقر عملي يوميًا، أتلقى مهامي وأرتب أولوياتها، ثم أنفذها. مع وظيفتي الجديدة اختلف الأمر: مُنِحت حرية أكبر لترتيب جدول عملي، ومُكِّنت من العمل في جوانب جديدة عليّ، وأصبحت أتخذ قرارات يومية خارج إطار تنفيذ مهمة وتسليمها فقط. ولأنها تجربة مؤثرة، أود أن أشاركك هنا الدروس التي تعلمتها. 👩🏻‍💼🧰 

  •  أميل بطبيعتي للاعتماد على نفسي، ومحاولة حل كل مشكلة، أو العمل على مراحل المشروع وحدي دون مساعدة، وذلك لخشيتي أن يفسَّر طلب المساعدة على أنه قلة كفاءة أو إزعاج للآخرين. ولكن الأسئلة تمنحك فهمًا أكبر لما تعمل عليه، وسيقدّر مديرك حرصك على معرفة كل ما يلزم لتنفيذ العمل بشكل أفضل، وتفادي أي عقبة قد تطرأ. 🙋🏻‍♀️🫱🏽‍🫲🏻

  • عند منحك حرية تنفيذ عمل أو مشروع لأول مرة، ستكون البدايات فوضوية. فأنت تتعرف على المشروع من جهة، وعلى نفسك بصفتك مسؤولًا من جهة أخرى. قد تفشل في مهمة، أو تُخطئ في جانب، وسيتوقع مديرك ذلك. المهم ألا تتوقف أمام الفشل أو الخطأ، بل ابدأ البحث عن حلول وتصحيحات، وفكر بإجراءات مستقبلية تمنع تكرار ما حدث، ودوّنها في دليل مهني تعود إليه. 😥💭

  • امنح نفسك الإذن للتجربة. هذا ما أحاول إقناع نفسي به رغم صعوبته. فكل عمل يتطلب الإبداع والجرأة في أحد جوانبه، وعليك المحاولة باقتراح أساليب وأفكار جديدة مختلفة. ولكي لا تيأس، نحِّ خوفك من فشلها أو رفضها جانبًا، لأنك لن تعرف النتيجة إن لم تجرب. ✨📝

  • خلال التوتر والهلع، تَذكَّر المرات التي خضتَ فيها تحديًا وتجاوزته. ذكِّر نفسك أن الحرية والمشاريع الجديدة التي تشعر بالضغط حيالها أو تخيفك، ستطوّرك في جوانب لم تعرفها عنك، وتعزز اكتشافك لنفسك وقدراتك، وتدعم استقلاليتك وتصقل مهنيّتك. 🧩😎

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • تعريضنا البيئة للحرق لأجل طرح سؤال سخيف على «تشات جي بي تي» يعني أننا حوّلنا الذكاء الاصطناعي من أداة تخفض البصمة الكربونية إلى أداة ترفعها. 🔥

  • في حين نعيش اليوم في خضم أزمات جدالات الطاقة المتجددة، تثبت لنا سماعة أديداس أن الإبداع التصنيعي لا يتعارض مع الحفاظ على البيئة. 🎧

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+310 متابع في آخر 7 أيام