عيال مكّة رابحون في معركة التجارة الإلكترونيّة

بينما وصلت سلّة للربحية منذ 2019 وتخطط للطرح العام، لم تصل زد لنقطة التعادل حتى الآن.

التجارة الإلكترونية بين سلة وزد / تصميم: أحمد عيد
التجارة الإلكترونية بين سلة وزد / تصميم: أحمد عيد

عيال مكّة رابحون في معركة التجارة الإلكترونية

القصة باختصار: أعلنت سلّة، مقدِّم خدمات التجارة الإلكترونية، عن منتجها الجديد «سلّة بوينت» الذي يمكِّن تجّارها من إدارة المخزون والمبيعات وإدارة الكاشير في المتاجر التقليدية دون ربط بشبكة الإنترنت، ودون الحاجة إلى أي أجهزة إضافية أو أنظمة أخرى. الميزة الرئيسة في هذا المنتج، الذي جاء متأخرًا عن منافسه «زد كاشير» لأكثر من عام، هي دعم المدفوعات من الجوال أو الأجهزة اللوحية مباشرةً، دون الحاجة إلى جهاز مدفوعات أو أي جهاز آخر.

المهم هنا: حتى نفهم سوق التجارة الإلكترونية في السعودية بشكل أكبر، نعود إلى بداية المنافسة بين زد وسلَّة. كانت زد تقدِّم لعملائها حلول التحوُّل إلى التجارة الإلكترونية كخدمة، قبل أن تتحول في 2019 إلى نموذج البرمجيات كخدمة «SaaS»، وظلّت استراتيجيتها في النمو قائمة على إقناع تجار التجزئة التقليديين بالتحول إلى التجارة الإلكترونية. بينما راهنت سلّة على المتاجر الرقمية البحتة، وربما بذلك تكون قد كسبت الرهان!

استراتيجية سلّة قد تبدو الأنجح حتى الآن، حيث يستخدم منصتها أكثر من 60 ألف متجر مدفوع، أي ما يقارب خمسة أضعاف منافسها زد الذي يخدم 12 ألف متجر. وبينما وصلت سلّة للربحية منذ 2019 وتخطط للطرح العام، لم تصل زد لنقطة التعادل حتى الآن، ولم يساعدها وصولها للسوق قبل سلّة في معظم المنتجات. ولكن لا تزال زد تعوّل على أن نضج منتجها يعني تحوُّل المزيد من كبار التجار إلى استخدام منصتها، وبالتالي تحقيق أرقام طلبات ضخمة بعدد متاجر أقل. فما يهم في النهاية هو عدد الطلبات وليس اشتراكات المنصّة، لأن النموذج يقوم على تقديم الخدمات المساندة مثل الشحن والمدفوعات والحصول على نسبة مقابل كل طلب.

بالحديث عن الرهانات، فالاثنان لديهما رهانات عديدة للفوز بها، من أهمها الرهان على تطبيقات «محلي» و«مزيد» لضمان نمو التجار بشكل مستمر، مما يضمن بدوره استمرارية استخدامهم المنصة. تراهن سلّة أن نموذج محرك البحث في «محلّي» يبقيها بعيدًا عن العمليات ومنافسة تجارها، أما زد فتعد تطبيقها «مزيد» قناةً تسويقية للتجار، وبالتالي تحصل من خلاله على نسبة من مبيعاتهم، ساعيةً إلى منافسة أمازون ونون عبر جمع تجّارها في منصة واحدة، وهذا بذاته رهان آخر.

بشكل عام: لا يزال السوق ضخمًا كفاية لاستيعاب الاثنين، ولا تزال لدى زد الكثير من الفرص لتلحق بمنافسها. إذ وفقًا لتقرير «إنترنت السعودية 2023»، فنسبة الشراء عبر القنوات الرقمية في السعودية تتجاوز 60%، ويفضِّل العملاء الشراء من المتاجر المحليّة بنسبة تفوق 90%. وفي سوق يصل حجمه إلى 80 مليار ريال, وينمو بقوة على أساس سنوي، فحصَّة الاثنين لا تزال -رغم ضخامتها- صغيرة مقارنة بحجم السوق. 

*تناول خبر هذا الأسبوع أحد المعلنين في ثمانية (سلّة)، لذا وجب التنويه أن جميع ما قرأت في هذا الخبر من حقائق وآراء ناتج عن بحث استقصائي محايد أجراه فريق النشرة، وليس ضمن حملة إعلانية مدفوعة، إذ تمنع سياسة التحرير في ثمانية الرعاية مقابل المحتوى.


فاصل ⏸️


  • مؤسس تيلقرام في قبضة السلطات الفرنسيّة: وتتهمه بالمسؤولية عن كل شيء سيئ في المنصّة تقريبًا، بداية من غسيل الأموال ودعم الإرهاب وحتى قضايا التحرش. المؤسس الروسي كان قد غادر بلاده في 2014 بعد رفضه التعاون مع السلطات الروسيّة التي طلبت منه وصولًا إلى بيانات بعض مستخدمي تيلقرام، وتنقَّل بين عدة بلدان حتى استقر في دبي. وبعد عشرة أعوام، يُقبَض عليه في الاتحاد الأوربي للسبب نفسه تقريبًا! وفي الجانب الآخر من العالم، يقود إيلون مسك حملة على «إكس» تطالب بالإفراج عنه، ويبرر البعض ذلك بخوف إيلون من أن «إكس» سيكون التالي ضمن حملات الاتحاد الأوربي لمقاضاة «مخالفي قوانين الإنترنت». 🥶

  • العوائل التجارية تتَّحد مع المستثمرين الملائكيين: أعلنت «وعد للاستثمار» عن صندوقها الجديد لدعم الشركات الرياديّة في مرحلة النمو، بقيمة 750 مليون ريال سعودي، بمشاركة عوائل الماجد والمسفر والعيّاش، وبقيادة المستثمر الملائكي ياسر الغامدي. كما يضم الصندوق عدة مستثمرين ملائكيين آخرين. 🤑

  • يوتيوب ينافس تك توك في صراع الجبابرة على التجارة الإلكترونية: وسَّع يوتيوب شراكته مع شوبيفاي لإضافة علامات تجارية أكبر في برنامجه للتسويق بالعمولة، وقرر يخوض المنافسة مع متاجر تك توك عملًا بالمثل الشعبي: أنا وولد عمي ضد الغريب. ⚔️

  • «الرياض المالية» تطلق صندوقها بحلّة جديدة: حيث أعلنت عن تدشين «1957 فينتشرز» لدعم مشاريع التقنية المالية في السعودية. هدف الصندوق بناء شركات ناشئة بدعم من بنك الرياض، بحيث تقدم التوجيه والموارد الشاملة لرواد الأعمال، وقريبًا ستطلق تحديات لاختبار إبداع رواد الأعمال، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة.💰

  • مؤسس «Bolt» يعود رئيسًا تنفيذيًّا للشركة في محاولة لإنقاذها: كما أعلنت الشركة أنها في الخطوات الأخيرة لإغلاق جولة تمويلية جديدة (Series F) بقيمة 450 مليون دولار، وبتقييم 14 مليار دولار، من صندوقين في الإمارات وبريطانيا، رغم العديد من الدعاوى التي تهدد مستقبل الشركة وعلاقتها بالمستثمرين. 🇦🇪

  • الدنيا دوّارة، وبسرعة: «شي إن» تقاضي «تيمو» بتهمة تقليد منتجاته وانتهاك حقوق تصاميمه. وفق تفاصيل الدعوى، تبيع «تيمو» منتجات مقلدة وبأسعار رخيصة بشكل غير قانوني، وهذا يسبب خسائر لشركة «شي إن». «تيمو» ردَّت أن «شي إن» يواجه دعاوى مشابهة من علامات تجارية أخرى كذلك. القضيّة قد تكون محاولة من «شي إن» لإبطاء منافسها الذي بدأ بالتوسع حول العالم، ونجح في مضايقة «شي إن» في أكبر قطاعاتها وهو قطاع الأزياء اللي تقول إنها غير مقلّدة! 😝


«النمو المعتمد على المنتج» (PLG)

مقابل

«النمو المعتمد على المبيعات» (SLG)

لو لاحظت استراتيجية زد وسلّة في الخبر أعلاه، ستجد أن كلًّا منهما يستخدم استراتيجية مختلفة للنمو: في حالة زد تُعرَف بـ«النمو المعتمد على المبيعات»، وفي حالة سلّة تُعرَف بـ«النمو المعتمد على المنتج». فماذا تعني كل استراتيجية؟

  • «النمو المعتمد على المنتج» (PLG) 

هو أسلوب عمل يركِّز على إنشاء منتج سهل الاستخدام وقيّم، بحيث يجذب العملاء بنفسه. لو منتجك سهل الاستخدام ويوصل القيمة للعميل بسرعة، فقد يكون هذا الأسلوب الأنسب لك.

  • «النمو المعتمد على المبيعات» (SLG) 

يركز على تحقيق الإيرادات عن طريق فريق مبيعات قوي وتكتيكات تسويقية مختلفة. يعني لو منتجك معقَّد ويحتاج إلى شرح وتوجيه، أو كنت تستهدف فئة غير ملمّة بالتقنية، فقد تكون هذه الاستراتيجية مناسبة لك.

  • كتاب «من عنيزة إلى وول ستريت» يحكي قصة بداية إحدى أكبر العوائل التجارية في السعودية، على يد رائد الأعمال سليمان العليان، والد لبنى العليان رئيس مجلس إدارة «البنك الأول». كتب عنه البريطاني مايكل فيلد، وجرى تداول الكتاب بالإنقليزية. أما قصة ترجمة هذا الكتاب فهي أنَّ د.غازي القصيبي رحمه الله هو من أصرَّ على ترجمته.📖

  • تقرير بأرقام مثيرة للاهتمام عن «وضع الاستثمار الجريء للربع الأول من 2024»، يكشف عن تراجع العوائد بنسبة 5.6%، وزيادة الاستثمارات في الشركات الناشئة بنسبة 15%. يقدم التقرير تحليلًا شاملًا ورؤى مستقبلية تساعد المستثمرين على فهم السوق بشكل أكبر، ومرفق مع توصيات. يعد التقرير مرجعًا مهمًّا لكل شخص مهتم بتحسين استراتيجيته الاستثمارية. 🚀

  • ليش أكبر لعبة في العالم ما قدرت تربح؟ مقالة عن وضع «روبلكس» التي بالرغم من نموها الهائل بأكثر من 380 مليون مستخدم شهريًا، إلا أنها تواجه تحديات وبلغت خسائرها 1.2 مليار دولار. فكيف ممكن أن تتجاوز «روبلكس» هذه التحديات وتحقق أرباحًا؟ إذا كنت مهتم تعرف، فالمقال يستحق القراءة. 🧐

نشرة القروش
نشرة القروش
أسبوعية، الاثنين منثمانيةثمانية

إن لم تكن قرشًا، انضمّ لنشرة القروش. نشرة تصلك صباح كلّ اثنين لتغوص بك في عالم الشركات التقنية ودهاليز الاستثمار الجريء، مع تحليلات دقيقة تساعدك في فهم تحدّيات السوق.

+400 مشترك في آخر 7 أيام