لماذا يدي قابضة على مالي؟ 🤛
أنا لا أبخل على نفسي بتاتًا في دفع المال متى احتجت إليه أداةً في حل مشكلة.
في قرار مفاجئ، سمحت أبل لمستخدمي الأيفون في الاتحاد الأوربي حذف التطبيقات الأساسية المدمجة في الجهاز، مثل متصفح «سفاري».
هذه الموجة من انقلاب الحال على عمالقة التقنية من خلال قضايا الاحتكار وتشديد التشريعات، تذكير جيد هذا الصباح بأنَّ حتى العمالقة يُجبَرون أحيانًا على التنازل لأجل الحفاظ على مكتسباتهم.😖
لماذا يدي قابضة على مالي؟
أظن أني كتبت تدوينة أو تدوينتين عن تفضيلي شراء المنتجات الرخيصة. (أتصوَّرك مع هذا الاستهلال قد وضعت يدك على قلبك خشية أني سأشاركك تفاصيل من حياتي لا علاقة لك بها، قبل وصولك إلى الفكرة المهمة، وللأسف توقعك في محله.🫣) الإشكالية هنا أنَّ هذا التفضيل يأتي مع تمتعي بسعة مالية جيدة، والمتوقع أن يتمتع بها أي موظف لا يتحمَّل نفقات أسرة وأطفال.
لذلك، من السهل تصنيفي ضمن فئة «البخلاء» سيئة الذكر، لكني أصر على نفي هذه التهمة عني. فأنا مثلًا أقتني ماك بوك بدلًا من ويندوز، وحواسيب ماك المحمولة أغلى من حواسيب نظام ويندوز. لكن لدى شرائي حاسوب ماك بوك، وبعد قضاء ساعة أقارن بين الحواسيب المعروضة على تطبيق الأونلاين، وبعد تفضيلي حاسوبًا منها بمعايير ممتازة ولون رهيب كالذهبي، أشعر بيد تقبض على قلبي، تتسارع أنفاسي، ويتمكن مني القلق المشوب بإحساس عالٍ من الذنب، فأقرر فورًا الضغط على الخيار الأرخص من بين حواسيب الماك حتى إن لم يكن المفضّل لدي، رغم قدرتي الشرائية على اقتناء الخيار الأفضل الذي أحببته.
هذه التجربة تختصر إلى حد كبير مشاعري في شراء ما أريد. في المقابل، أنا لا أبخل على نفسي بتاتًا في دفع المال متى احتجت إليه أداةً في حل مشكلة. قبل شهر مثلًا تعرضت لحادث مروري طفيف، ولكي لا أشغل نفسي بتبعاته والاضطرار إلى مواصلة التعامل مع الطرف الآخر -الذي تبيّن فورًا أنه ليس من النوع الآمن وجوده في حياتك لحظة زيادة- عرضت عليه في مركز الشرطة أمام الضابط المسؤول إصلاح سيارته على حسابي، دون الخوض في جدل حول المتسبب الحقيقي. وبالفعل، تمَّ الصلح، ودفعت له فورًا ما أن أرسل لي الفاتورة، وأيضًا دون أي إحساس بالذنب أو القلق.
بمعنى: أنا لا أبخل إطلاقًا متى تعلَّق الأمر بشراء إحساسي بالأمان، وقتها تفرط يدي عملًا بالمثل القائل: «حط فلوسك في الشمس واقعد في الظلال.»
هذا التحليل الذاتي يتفق مع ما جاء في مقال «الميسورون العاجزون عن الصرف» (The Well-Off People Who Can't Spend Money) للكاتبة أولقا خازان. في المقال، شاركت خازان تصنيفًا جديدًا لمن هم مثلي -«أصحاب اليد القابضة» (tightwads)- وكيف أنَّ هذا النمط الشرائي المشوب بمشاعر غير مبررة من القلق والفزع والذنب، تعود جذوره إلى هويتنا وتشكيلنا الذهنيّ النفسي، مثل كل الأنماط الشرائية الأخرى. وتكمن أبرز سلوكيات هذه الفئة في هاجس «فرق السعر»، وأنَّ المبلغ الذي يمكن توفيره من شراء احتياج شخصي سيساعد لاحقًا في حل معضلة مالية.
هذا الاستنتاج خرج به سكوت ريك، بروفيسور التسويق في جامعة متشيقان بعد دراسات عديدة حول هذه الفئة تحديدًا. (تقتبس خازان من كتابه، الذي اقتنيته فورًا لقراءة مستفيضة لاحقة.) فمن خلال بحثه، وجد أنَّ الرابط المشترك بين المنتمين إلى هذه الفئة تعرُّضهم إلى صدمة فَقْد الأمان المالي فجأة. بعدها، حتى إن عادت الأمور ماليًّا إلى مسارها الصحيح، يتحوَّل العجز المالي من فكرة لا تخطر على البال، إلى واقع ينتظرك وقد يفاجئك أي يوم.
لدى قراءتي هذا التحليل، بات سهلًا عليّ العودة إلى تلك الصدمة. كنتُ في التاسعة من عمري، نائمة في فراشي في شقة مستأجرَة في عمّان حيث كنا نقضي إجازة الصيف، حين أيقظتنا والدتي أنا وشقيقتي، لكي تنقل إلينا، في وجهٍ شاحب ونبرة هادئة للغاية، خبر الغزو العراقي للكويت. كان يفترض أن نعود إلى بيتنا في الكويت بعد أسبوع، وفجأة أصبحنا عاجزين.
تقول خازان في وصفها فئة «اليد القابضة»: «يجرّون وراءهم شبح الفقر والعازة، ولا يطمئنهم أبدًا وجود مالٍ كافٍ في حسابهم البنكي، مهما بلغ حجمه.» لكني سأصحح مقولتها. أنا أجرُّ شبحًا بالفعل، لكنه شبح العجز عن التصرف أمام كارثة أكبر منك بكثير، العجز عن مساعدة نفسك، واضطرارك الاتكاء على الآخرين الذين قد لا يكونون على استعداد، أو يتمتعون بالسعة المالية لمساعدتك.
أنا أقبض على مالي، لكي أجده في يدي متى اعتزته.
فاصل ⏸️
شبَّاك منوِّر 🖼️
بدأت ممارسة فن الكولاج منذ سنوات، ثم انقطعت عنها كالعادة. قبل عدة أسابيع عدت من جديد إلى تركيب لوحات من قصاصات الورق والصور والشرائط والنصوص، وأعزم على جعلها عادة أسبوعية. ولكن لماذا الكولاج تحديدًا، بينما ثمة فنون كثيرة يمكن تعلمها وممارستها، ونتائجها أجمل وأكثر احترافية؟ 🖼️✂️
يُعد الكولاج تمرينًا عقليًّا، فأنت تجمع القصاصات وتحاول تركيبها كأحجية، مما يجعله تحديًّا حقيقيًّا للوصول إلى نتيجة مرضية وجمالية بصريًا، بينما تحاول في الوقت نفسه سرد قصة مرئية. كذلك، يدعم العمل بيديك صحتك النفسية والعقلية، إذ يعزز قوة الذاكرة والإبداع والانتباه، ويخفف شعور التوتر، لانغماسك في عمل تأملي. 🧘🏽♀️🫴🏼
نضع الكثير من التوقعات على أنفسنا فيما يتعلق بالفن. نريد أن نكون محترفين وفنانين منذ اللحظة التي نمسك بها الفرشاة، ولكن الكولاج يمنحنا حرية الابتكار دون حكم على النتيجة بالسوء أو القبح. فلا قواعد لا بد من اتباعها مثل الرسم أو التصوير، وأيضًا يمنحك فرصة للتراجع والتعديل والتركيب وإعادة التشكيل، مما يعوّدك على التسامح مع أخطائك. ولدى انتهائك، ستتقبل النتيجة أيًا كانت لأنك لم تخلقها في مخيلتك، بل سِرْت مع أفكارك. 🫧🖇️
مؤخرًا بت أفكر بالإرث الذي سأتركه خلفي، بعيدًا عما سيتذكرني الناس به. أتساءل ما الذي سأتركه ليُشكِّل نافذة لزمن مضى، ويتصفحه أطفال العائلة بينما يتعرفون على قطعة من مرحلة لم يعيشوها؟ قد تكون الصور وسيلة جيدة، إلا أنها لا تنقل المحسوسات. فلا يمكنك لمس قطعة قماش، أو فاتورة مطعم، أو تذكرة طيران، أو بتلة وردة، أو قراءة موقف بجانب صورة، وهذا حافزٌ إضافي يدفعني للاستمرار. 🎫🪟
🧶 إعداد
شهد راشد
لمحات من الويب
«يكفيك في حياتك أن تكون مفيدًا في عملك، شجاعًا في قولك، متأملًا في جمال ما حولك.» تي إس إليوت
كيف كان شكل «لنكدإن» في العصر الفكتوري؟
مستشارة الإنتاجية لدى قوقل تشارك دليلها نحو تحسين الإنتاجية.
ناطر الوالد يخلّص سوالفه مع الجيران 😄.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
ألعاب الفيديو ليست جميعها عنيفة وتدور حول الحروب والقِتال كما كنت أعتقد، بل قد تمنحك إحداها جلسة علاج أزواج مجانية! 🎮
كعادة الآباء في جيلي حاولت يائسًا نقل تجربتي تلك إلى طفلتيّ الصغيرتين وسرد فوائد القراءة عليهما لكن دون جدوى. 🧛
نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.