بدونك سيلتهم الذكاء الاصطناعي نفسه وينهار 🐔

هل التهام الذكاء الاصطناعي محتوى من صناعته سيضره؟

كيف بدأ ارتباط إيموجي «النجوم المتلألئة»✨، وأشكال النجوم عمومًا، بتسويق منتجات الذكاء الاصطناعي؟

يستكشف تقرير ممتع على «وول ستريت جورنال» إجابة هذا السؤال، والبحث عن المصمم الأول الذي اقترحه. والخلاصة وفقًا لأحد المصممين: أنَّ ربط إيموجي (🧠) بالذكاء الاصطناعي مباشر ويستفز الناس، بينما توحي النجوم المتلألئة بالسِّحر والمستقبل الخيالي. 

لكن هذا الارتباط لن يدوم، إذا صحَّ ما ذكره رئيس قسم التصميم لدى شركة «إير تابل»: 

لن يدوم هذا الارتباط أكثر من عامين إلى ثلاثة أعوام، بعدها سيختفي الإيموجي، لأنَّ الناس حينها ستعتاد على الذكاء الاصطناعي، ولن تجد فيه أي دلالة على السِّحر، بل مجرد تقنية عادية تخدمهم. 💁🏻‍♀️


انهيار الذكاء الاصطناعي / Imran Creative
انهيار الذكاء الاصطناعي / Imran Creative

بدونك سيلتهم الذكاء الاصطناعي نفسه وينهار

إيمان أسعد

قبل عدة أيام، نشر حساب فني على إنستقرام خبر تعريب المسلسل التركي الشهير «إيزل»، وكما المتوقَّع، غلب التذمّر على معظم التعليقات، وأنَّ أي تقليد بالضرورة سيخفّض نوعية المحتوى الأصلي. أحب أداء باسل خيّاط، لكني لست متحمسة لمشاهدة التقليد بعدما شاهدت الأصلي قبل أعوام؛ ما يهمني في الخبر أنه استعارة جيدة أستهل بها معك معضلة الذكاء الاصطناعي في توليده المحتوى.

فالذكاء الاصطناعي ليس مبدعًا في ذاته، ويحتاج إلى كمّ مهول من المحتوى البشري لكي يتدرَّب عليه باستمرار ويظل قادرًا على توليد المحتوى (التقليد) على أفضل نحوٍ ممكن. لهذا مثلًا تتعاقد «أوبن إيه آي» مع كبريات الصحف، مثل وول ستريت جورنال و«ذ أتلانتك»، لكي تبقي على الحنفية البشرية مفتوحة.

لكن مع ازدياد برامج الذكاء الاصطناعي، وتشجيع البشر على الاعتماد عليها في تصنيع كافة أشكال المحتوى، فالحنفية البشرية الآن أصبحت ملوثة بمحتوى من صنيعة الذكاء الاصطناعي. وإذا أردنا استعمال استعارة أخرى، بات الذكاء الاصطناعي أشبه بالدجاج في مصانع التفريخ الذي يتغذى على بقايا الدجاج!

والسؤال: هل التهام الذكاء الاصطناعي محتوى من صناعته سيضره؟

أجل، وعلى نحو كارثي!

إذا قرأت الورقة البحثية «نماذج الذكاء الاصطناعي تنهار متى تدربت على محتوى من توليدها» (AI models collapse when trained on recursively generated data) ستعرف أولًا أنَّ الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى محتوى هائل كي يولّد لك محتوى يبدو «واقعيًّا» وفريدًا، وهذا الأمر يتحقق بفضل الأنماط. واستخراج الأنماط يعني اعتماد الذكاء الاصطناعي على استخراج المتشابه من ملايين البيانات، وإغفال التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق ما بين تدوينة كتبها عمر  وتدوينة كتبها زيد.   

للتوضيح، أرفق الباحثون تجربة حول توليد صور الكلاب من فصيلة «قولدن ريتريفر». الصور الأولى التي ولَّدها النموذج اعتمادًا على المحتوى البشري من الصور كانت واقعية إلى حد كبير، لكن في الواقع غفلت تفاصيل دقيقة تغيب عن العين البشرية. حين طُلب من النموذج توليد صور كلاب من الفصيلة نفسها اعتمادًا فقط على الصور السابقة التي ولَّدها، ظهرت الصور الجديدة واقعية أيضًا لكن مع غياب تفاصيل أكثر. وكل مرة تتكرر فيها هذه الجولة، تفقد الصور تفاصيل أكثر، إلى أن تحولت النتيجة النهائية إلى لطخة غير واضحة الملامح.

هل ثمة حل؟

يقترح الباحثون إضافة شركات الذكاء الاصطناعي علامة مائية على المحتوى الذي تولده، بحيث تتعرف عليها النماذج الأخرى وتتفادى التدرُّب عليها. لكن المضحك هنا أنَّ التنافس بين الشركات قد يمنع الشركات الكبرى من وضع علامة مائية تستفيد منها الشركات الأخرى في تعزيز أداء نماذجها، لا سيما الشركات الجديدة. 

فالشركات -مثل «أوبن إيه آي» وقوقل- التي تملك الأسبقية في التدرُّب لأعوام على محتوى الإنترنت البشري قبل ظهور «تشات جي بي تي» على الساحة، يخدمها تدرُّب نماذج الشركات الأخرى على محتوى ملوَّث لكي لا تنافسها في النوعية. لكن إلى أي مدى ستنفعها هذه الأسبقية إذا غرق الإنترنت بالمحتوى المولَّد من الذكاء الاصطناعي؟ 

لهذا، من منطلق الرأسمالية والربحيَّة والفوز في سباق التنافسية، لن تستغني شركات الذكاء الاصطناعي عن محتواك الأصيل، وستجد نفسك قد تحوَّلت في المستقبل من عنصر هددتْ تلك الشركات بالاستغناء عنه، إلى عنصر تحتاجه تلك الشركات لاستمرارها وحماية نماذجها من الانهيار الكامل. 

وللأسف، هذا على خلاف شركات الإنتاج العربي التي لا تكترث فعلًا لأصالة مسلسلاتها، حتى إن تحوّل سيناريو «التقليد» من عمل متقن إلى مجرد لطخة. 🤷🏻‍♀️


فاصل ⏸️


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل نحتاج إلى أصدقاء مقربين في العمل؟ خلال بحثي عن عمل قبل عدة سنوات، كانت النصيحة الأكثر تكرارًا «خلي علاقاتك سطحية». أتفهم الدوافع التي تؤيد الفصل بين العمل والعلاقات الشخصية، ولكنني على مدى أربع سنوات اكتسبتُ صداقات لا تقدَّر بثمن، وقضيت أيام عملي برفقة أشخاص حوَّلوا العمل إلى أوقات مرحة وذكريات لا أنساها. 👩🏻‍💼🤝

  • ما الذي يجعل أصدقاء العمل أخطر من غيرهم؟ لطالما تساءلت عن المغزى خلف رفض الصداقات من طريق العمل، فأنا أعدّه فرصة لاكتساب الصداقات. لكني أدركت أنَّ الانتقائية ضرورية، كذلك عليك معرفة كيف تتعامل مع الصداقة دون إعاقة عملك، أو التسبب في حساسيات لا داعي لها في إطار العمل الجماعي مثلًا.😬👥

  • صداقات العمل تعزِّز الرضا تجاه ما نعمل؛ لأنها تضيف جانبًا اجتماعيًا يمنحنا شعورًا إيجابيًا فلا نحس أننا منعزلون أمام الشاشة وغارقون في المهمات. كما أنها تساعدنا على تخفيف الشعور بالاحتراق لأنها تمنحنا متنفسًا في يومنا الطويل. أتذكّر كيف حفزني وجود صديقة في العمل لبدء اليوم، إذ كنا نلتقي لاحتساء القهوة قبل العمل بنصف ساعة، نتبادل فيها الأحاديث ونشجع بعضنا بعضًا في أوقات الضغط. ☕️😪

  • تصنع صداقات العمل منافسات وتحديات محببة بعيدة عن التنافس المذموم، بل يمكنها دعم الإنتاجية أكثر. مثلًا كنت أحدد مع صديقتي موعدًا لإنجاز مهمات مختلفة قبل وقتها حتى نكافئ أنفسنا بعشر دقائق من الحديث أو لعب لعبة ما أو حتى لعصف ذهني لفكرة تحتاجها إحدانا. فإذا كنت تشعر بالانطفاء وقلة التحفيز، ربما تحتاج إلى صداقة عمل تنعشك. 😌🤍

  • قد نجد تكوين صداقة في العمل أمرًا صعبًا، وهو ما أواجهه أحيانًا لأنني أخجل من المبادرة أو أخشى مقاطعة سير عمل أحدهم. لهذا تُعَد الأنشطة الدورية من جهة العمل فرصة مناسبة للانخراط. حاول إبداء الفضول تجاه الأشخاص واهتماماتهم خارج عملهم، علّق بإعجاب على مُنجَز لهم خلال الحديث عن اهتمامك بالموضوع مثلًا. مع الوقت ستتعرف على الأشخاص، بل قد تجد صديقًا سيبقى معك حتى بعد سنوات. 🌟🫱🏽‍🫲🏻

🧶 إعداد

شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • نحن نعيش في غفلة من التلوث البطيء الذي يلتهم سماءنا، ويهددنا بخسارة تأملها في سكينة، والذي كنا نحظى به قبل سطوة القبة الضوئية. 🌌

  • لكي لا يعتقد القارئ الكريم إنني أُنظِّر عليه، سأشجّعه -قليلًا- على الإسراف في الأمور التي سيكون متأكدًا أنه سيستهلكلها لحدها الأقصى. 🛒

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+480 مشترك في آخر 7 أيام