لماذا كرهت «It Ends with Us»؟ 🌸
إذا أردنا أن نحكم على فلم «It Ends with Us» من موضوعه، فقد نجح في إثارة أسئلة مهمة حول «العنف الزوجي».
لماذا كرهت «It Ends with Us»؟
حين استجمعت شجاعتي وعرضت على رئيس التحرير رغبتي في كتابة مراجعة للنشرة السينمائية، كانت النيّة المبيّتة لدي أن أحظى بفرصة كتابة مراجعة فلم «ديدبول آند ولفرين» لأني أعشق ولفرين. فهذه فرصة رائعة لمشاهدة رجل بمنتهى الوسامة، روحه معذّبة وبماضٍ مظلم، عصبي المزاج، ينهال بالضرب الشديد على كل من يقف في طريقه دون ذرّة قلق أخلاقي على ضحاياه.
لكن رد رئيس التحرير الحماسي بالإيجاب تبعه فورًا إيكالي بمهمة مراجعة فلم «It Ends with Us». أنا بدوري زيّفت حماسي للفلم، لأنّي تعلَّمت بصفتي امرأة ألا أعاند وأغلق باب الفرصة متى فُتِح، مهما كانت حقيقة مشاعري الشخصية.
افتقاري للحماس يعود إلى الأسباب التالية: لا أطيق بليك ليفلي، لأنها بطبيعة الحال امرأة جميلة زيادة عن اللزوم. تصنيف الفلم رومانسي، ولدي قاعدة ألا أصرف مالي في شراء تذكرة وفشّار بكراميل لأفلام رومانسية سأشاهدها بعد شهر ضمن اشتراكي المدفوع في منصات البث الرقمي.
والثالث: أنَّه مقتبس من رواية ناجحة للغاية حققت مبيعات خيالية، وتجربتي مع الأفلام المقتبسة من هذه النوعية من الروايات أنَّ نصوصها غالبًا تعتمد على قراءتك العمل كاملًا. وما ستشاهده قفزات ما بين الفصول، لأنك أصلًا تعرف التفاصيل، ما يعني أنَّك سُتحرَم من معايشة تطوُّر الشخصيات والأحداث التي عاشها قارئ الرواية.
وبالفعل كما توقعت. شخصية «ليلي بلوم» التي تؤديها بليك ليفلي كانت امرأة جميلة زيادة عن اللزوم طيلة الفلم، في استعراض مذهل صراحةً للأزياء، حتى في أحلك ساعاتها وهي تتعرض للضرب على يد حبيبها الذي أصبح زوجها. الفلم ممكن مشاهدته على التلفاز، بل حتى شاشة الآيباد، ولن تشعر أنك افتقدت عنصرًا سينمائيًّا. بل (ولديّ شعور بأنَّ الأمر متعمَّد إخراجيًّا) ممكن تقسيم الفلم إلى مقاطع تك توك لاحقًا ومشاهدته بصورة متتابعة، لا سيما أنَّ الأغلبية الكاسحة من قرّاء الرواية هم من قرّاء الوسم (BookTok#).
وكما في حال الأفلام الرومانسية من بطولة نجمات سينمائيات فاتنات، بقية الطاقم التمثيلي دومًا ينتمون إلى الصف الثاني من النجوم، حتى لا يطغى أحدهم عليها. ولأنَّ الفلم مقتبس من رواية جماهيرية للغاية، وأنا لم أقرأها، افتقدت التفاصيل التي تبني المشاهد الكبرى، مما صيَّر الشخصيات أمامي سطحيَّة وصعَّبت عليّ التعاطف، عدا طبعًا كثرة القطع بسبب كثرة المشاهد الحميمة… ولو أني شاهدت الفلم في التلفاز بعد شهر لوجدته على العموم سخيفًا.
لكن، ما لم أتوقعه بتاتًا أنَّي سأجد صعوبة بالغة في محاولة حجز تذكرة. أغلب العروض على كثرتها كانت ممتلئة، وبالكاد وجدت تذكرة في ظهيرة يوم دوام! كنت ضمن أوائل من دخلن القاعة، واستخدامي نون النسوة هنا سببه أنَّنا جميعًا كنّا نساء. والملاحظة الأخرى، أني الوحيدة التي حضرت الفلم وحدي، البقية أتين ضمن مجموعات، إما مجموعة عائلية من عمري مثل التي كانت على يميني أو صديقات يافعات مثل اللواتي كنَّ على يساري.
والأمر الآخر الذي لم أتوقعه إطلاقًا، الاندماج الانفعالي من جمهور القاعة مع مشاهد الفلم. كل مجموعة تتبادل التعليقات فيما بينها (ولم أسمع اششش واحدة ولا رأيت رأسًا يلتفت للوراء في استهجان.) وفي اللحظات العاطفية القصوى، وصل الأمر إلى الصراخ.
سمعت صيحتان بالتوازي «يا حيوان!» و«أمبيييه» في اللقطة المفاجئة لتعرُّض «ليلي» أول مرة لصفعة «غير مقصودة» من حبيبها حينذاك «رايل». وسمعت «كسر يكسر إيدك!» حين دفعها «رايل» على الدرج بعد زواجه منها، أيضًا «عن غير قصد». و«عفية عليج» و«كفو» حين فضَّلت «أليسا» مصلحة صديقتها «ليلي» على مصلحة أخيها «رايل». والمرأة على يميني بكت حين حضن «رايل» رضيعته وشاركته «ليلي» الاسم الذي اختارته، بينما سمعت «افففف» من الشابة على يساري اشمئزازًا منه.
إذا أردنا أن نحكم على الفلم من موضوعه، فقد نجح تمامًا في مسّ الوتر الحسّاس، وإثارة عدة أسئلة مهمة حول «العنف الزوجي»، لا سيما أنَّ الفلم، التزامًا منه بالرواية، لم يأخذ الطريق الهوليوودي المعتاد في قصص فرار الزوجة من الزوج المعنّف ثم مواجهته وقتله، أشهرها فلم جوليا روبرتس «Sleeping with the Enemy».
لكن الفلم (والرواية التي اقتبس منها) اتَّبع مسارًا أقدم بكثير، أعرفه من أول رواية رومانسية قرأتها في حياتي حين كنت في بداية المراهقة: فتاة تحاول كسر حلقة العنف النفسي العائلي والبدء من جديد في مكانٍ جديد، تقع في غرام رجل ثري، وسيم، عصبي المزاج، تلاعب بعواطفها، أقنعها بالزواج، وصبيحة الزفاف اكتشفت أنه متزوج وحبس زوجته في العلية لسنوات، ثم ترحل عنه، بعدها تعود إليه وتسامحه لأنها عطفت عليه.
ولا للحظة شعرتُ كفتاة أني في حاجة إلى لوم «السيد روشستر»، بل لمت إلى حدٍّ ما «جين إير» لعدم تفهمها أن «السيد روشستر» رجل روحه معذبة وبماضٍ مظلم يشفع له لجوءه إلى العنف النفسي والجسدي أحيانًا. لكن بعيدًا عن الروايات والأفلام، ومن كل القصص الحقيقية التي سمعتها من نساء معنَّفات، فالزوج المعنِّف نادرًا ما يكون روحًا معذبة بماضٍ مؤلم، هو ببساطة يحتقر زوجته، والرحيل مهما كان صعبًا خير ألف مرة من البقاء.
إذا أردنا أن نحكم على فلم «It Ends with Us» بدون أجندة معايير سينمائية، واعتمدنا على تجربة مشاهدته، فالفلم يفتح الباب على قضايا العنف الزوجي والتلاعب النفسي ووراثة الصدمات العائلية في قالب رومانسي أخَّاذ، وبرأيي يستحق ذهابك للسينما وحضوره. لكن أثره السينمائي لن يتجاوز عمر الزهرة الفاتنة التي سرعان ما تذبل ما أن تغادر متجر الزهور.
هذه التوصية لا أوجهها للنساء فحسب، فالرجال مرحَّب بهم لمعايشة هذه التجربة.
يُعرض اليوم الخميس على فوكس سينما فِلم الرعب المنتظر «Alien: Romulus» من إخراج وكتابة فيدي ألفاريز. يتناول الفلم قصة مجموعة من المستعمرين الفضائيين أثناء استكشافهم محطة فضائية مهجورة في أعماق الفضاء، لتصطدم المجموعة بأحد أكثر الكائنات رعبًا في الكون.
يتنافس راين رينولدز وزوجته بليك ليفلي على صدارة شباك التذاكر بفيلميهما الجديدين، «Deadpool & Wolverine» من بطولة راين رينولدز، وفِلم «It Ends with Us» من بطولة بليك ليفلي. آخر مرة تنافس فيها زوجان على شباك التذاكر كانت قبل 34 عامًا، في عام 1990، عندما تنافس بروس ويليس بفيلمه «Die Hard» مع زوجته ديمي مور في فلم «Ghost».
نشرت «Variety» خبرين: ألغت مارفل خططها لإنتاج جزء ثانٍ من فلم «Eternals»، وتعزم استوديوهات باراماونت على تسريح آلاف من موظفيها بهدف خفض التكاليف بمقدار 500 مليون دولار تقريبًا.
قرّر النجم العالمي خواكين فينيكس الانسحاب من الفِلم الجديد لتود هاينز، قبل خمسة أيامٍ فقط من بدء تصويره، وهو فِلم رومانسي -لم يُحدّد عنوانه بعد- يتناول قصة مثليَّين. وأكدت المنتجة كريستين فاشون صحة الأخبار حول انسحاب خواكين فينيكس من الفلم، وقالت: «نعم، هذا حدث بالفعل، وكان الأمر كابوسًا. هذه هي النتيجة التي نحصل عليها عندما نختار ممثلًا غير مثلي للعب دور مثلي.»
أعلن المخرج جيمس كاميرون الانتهاء من كتابة السيناريو لفِلمي «Avatar 4» و«Avatar 5»، مشيرًا إلى أنهما يتضمنان قصصًا رائعة.
صدر العرض التشويقي للموسم الجديد من مسلسل «Squid Game» المُقرّر عرضه على منصة نتفليكس بتاريخ 26 ديسمبر.
اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فِلم الدراما «A Few Good Men»، وهو من إخراج وكتابة روب راينر، وبطولة توم كروز في دور المحامي الملازم «دانيال كافي»، وديمي مور في دور الملازمة «جوان قالاوي»، وجاك نيكلسون في دور الكولونيل «ناثان جيسب» القائد المسؤول عن القاعدة البحرية في خليج قوانتانامو، حيث يقع الحدث المركزي في الفِلم.
يتناول الفِلم قصة محاكمة عسكرية لاثنين من مشاة البحرية، اتُّهما بتلقي أوامر عليا بقتل زميلٍ لهما تنفيذًا لعقوبة مندثرة تُعرَف بالـ«كود الأحمر»، وهي عقوبة مخصصة للتأديب غير الرسمي. يتولّى أحد المحامين، الملازم «دانيال كافي»، مهمة الدفاع عنهما. وفي أثناء تحقيقه في القضية يكتشف أن الأوامر جاءت من ضابط أعلى رتبة منهما، وهو الكولونيل «ناثان جيسب» الذي عمل على إخفاء كافة الأدلة على تورطهم في مقتل الجندي «سانتياقو».
يبدأ هذا المشهد من استدعاء الكولونيل على منصة الشهود، في محاولة من المحامي «دانيال كافي» لاستفزازه، آملًا أن يتمكن من استنطاقه ومن استغلال نرجسيّته وكبريائه الذي قد يمنعه عن الكذب. إذ لم يتمكن المحامي الشاب من حيازة أيّ دليل قد يدين الكولونيل.
وحينما لم يجد الكولونيل أسئلة موجهة إليه قرّر ألّا يضيّع مزيدًا من وقته، فهمَّ بمغادرة المنصة، إلا أن «كافي» ارتجل فكرة استدعائه في اللحظة الأخيرة؛ ليفرض سلطته عليه، وهو ما كان يرفضه الكولونيل، الذي اعتاد على إصدار الأوامر لا تلقيها.
هنا تبدأ مواجهة مشحونة بين المحامي والكولونيل، فتتصاعد بينهما حدة الاستجواب، وحينما يطلب المحامي من المُستجوَب قول الحقيقة، يجيبه الكولونيل بعبارته الشهيرة: «أنت لا تستطيع تحمّل الحقيقة» (You can't handle the truth)، فيلقي خطابًا من أشهر خطابات دراما المحاكم، وأكثرها اقتباسًا على الإطلاق.
تُنسَب أيقونية المشهد إلى أداء جاك نيكلسون، ولكن توم كروز أيضًا يستحق أن ينسب إليه الفضل. إذ يعتمد نجاح مشاهد الإثارة في الدراما القانونية على نجاح طرفي المشهد في شحن الأجواء وتصعيد الخطاب، فمشاهد المبارزة الكلامية الأدائية لا تقلّ احتياجًا للدقة الانفعالية والجسدية عن مشاهد الإثارة والحركات الخطرة في أفلام الأكشن.
رُشح الفِلم لأربع جوائز أوسكار منها أفضل دور مساند لجاك نيكلسون الذي رسم -بكل إتقان- شخصية الرجل النرجسي المصاب بداء العظيمة، أمام توم كروز الذى أدى بإتقان مماثل أيضًا شخصية المحامي الشاب الذي يحاول إثبات جدارته أمام أبيه وأمام نفسه.
وإن لم ينل أحدهما جائزة الأوسكار، فيكفيهما أيقونية المشهد الذي صنعاه في تاريخ الأفلام... وبكل جدارة.
شاب ضعيف البنية وعمره 19 سنة ووجهه منوّر بالمسكنة والبراءة يُتَّهم بقتل رئيس الأساقفة بوحشية في غرفة نومه. فأكيد سهل على محامي الدفاع -وعليك أنت كمشاهد- أن يستنتج براءة موكله، صح؟ لا!
هذي أول مفاجأة، أو خلينا نقول «تويست»، يصدمك في فلم الإثارة القانونية النفسية «Primal Fear» اللي صدر عام 1996، من بطولة ريتشارد قير في دور المحامي العاشق للأضواء «مارتن فيل»، واللي كان وقتها في قمة مجده التمثيلي وشهرته، وبطولة إدوارد نورتون في دور الشاب المسكين «آرون»، واللي كان في أول طلعته السينمائية.
كلنا نعرف أساسيات دراما المحاكم، لكن ظهور العنصر النفسي فجأة في أحداث الفلم يقلب الطاولة على محامي الدفاع وعليك كمشاهد، والسبب الوحيد اللي يمنعنا من الإفصاح عن طبيعة «العنصر النفسي» حرصنا على عدم حرق المشهد عليك!
لكن مثل بقية دراما المحاكم الناجحة، الإثارة تعتمد على الرقصة القانونية بين طرفين، وهذه المرة الرقصة كانت بين محامي الدفاع وموكله، وليس بين محامي الادعاء والمتهم.
إبداع ادوارد نورتون في أداء دور «أرون» رشّحه لجائزة الأوسكار عن فئة «أفضل ممثل مساند»، بعد ما فاز على 2,100 ممثل تقدمّوا للاختبار. وإذا شاهدت نهاية الفلم ستعرف السبب وراء الاستحقاق الأوسكاري. 🎭😨
كان يومه سيئًا، ومستقبله يبدو مبهمًا. عندما خرج من شركة الإنتاج، واستقل القطار عائدًا إلى منزله. وعندما وصل، لم يجد سلواه هناك، فأخذ سنارته وتوجّه إلى «تاماقاوا» لاصطياد السمك. وحالما ألقى الخطاف، علِق خيط السنارة بشيء صلب فانقطع. عاد أدراجه محبطًا من تبدد حظه، وبدأ يتعمق في فكرة الموت والفناء، والبحث عن عمل آخر غير صناعة الأفلام.
في نهاية يومه السيئ، احتضنته زوجته مبشّرة إياه بفوز فِلمه بجائزة الأسد الذهبي بعد عرضه في مهرجان البندقية السينمائي!
نعم، نتحدث عن المخرج الياباني الكبير «أكيرا كوروساوا» الذي تراجع عن فكرة الانتحار بعد تتويج فِلمه -الصادر عام 1950- «Rashomon» بجائزة الأسد الذهبي، والذي أصبح علامة فارقة في تاريخ السينما، لدرجة أن أوكسفورد أضافوا مصطلح «تأثير راشمون» إلى قاموسهم، نسبةً إلى هذا الفِلم. وهو مصطلح يشير إلى مفهوم حيرة الشخص إزاء شهادات تبدو كلها صادقة، إلا أن بعضها يناقض بعضًا!
مع هذا الموقف من سيرته الذاتية، والمعلومة القاموسية الأوكسفوردية، نستهل فقرة «دريت ولّا ما دريت». 🦁🎥
بعد إصدار الفِلم دوليًّا وحصوله على مراجعات إيجابية، تكهن الكثيرون بأن أكيرا كوروساوا تأثَّر بفِلم «Citizen Kane» -الصادر عام 1941- من ناحية الذكريات التي تفضي في النهاية إلى روايات متضاربة للأحداث. ولكن الحقيقة هي أن كوروساوا لم يشاهد فلم أورسون ويلز إلا بعد عدة سنوات من إصدار فلمه.
منذ صدوره، أثر فِلم «Rashomon» في صناعة الأفلام بشكل كبير، حيث استشهد به المخرج سيدني لوميت عند إنتاج فِلمه «12Angry Men» الصادر عام 1957، معبرًا عن رغبته في استكشاف شخصيات ذات وجهات نظر متباينة تتصادم فيما بينها.
اقتبس كوروساوا قصتين قصيرتين من الكاتب ريونسكي أكوتوقافا حيث ترسخت القصتان في ذهنه لسنوات، وجذبه فيهما كشفهما للجوانب الخفية والشريرة للطبيعة البشرية وللإنسان المنغلق على ذاته، حتى عندما يتحدث عن نفسه. ومن القصتين كتب سيناريو «Rashomon».
خلال التصوير، توجه فريق العمل إلى كوروساوا بشكل جماعي ومعهم النص وسألوه: «ماذا يعني ذلك؟» وكانت إجابته حينها -والتي أعادها في سيرته الذاتية أيضًا- أن راشومون هو انعكاس للحياة، والحياة لا تحمل دائمًا معاني واضحة.
يُعد الفِلم من أوائل الأفلام التي استخدمت فيها تقنية الكاميرا المحمولة باليد، حيث ظهرت هذه التقنية في المشاهد التي كانت تتبع فيها الكاميرا الشخصيات عن كثب عبر الغابة.
غالبًا ما يُنسَب الفضل إلى هذا الفِلم باعتباره أول فِلم تُوجّه فيه الكاميرا مباشرة نحو الشمس. في السيرة الذاتية لأكيرا كوروساوا، ينسب الفضل في ذلك إلى مصوره السينمائي لاختراع هذه الكاميرا، وينسب الفضل إلى نفسه لاستخدامه إياها. ولكن بعد سنوات، أثناء التعليق الذي سبق عرض الفِلم على التلفزيون، ادَّعى رئيس الاستوديو الفضل إلى نفسه، أما كوروساوا فأنكر هذا الادعاء بشدة.
في سيرته الذاتية، يتذكر أكيرا كوروساوا أن إحدى أكبر المشاكل التي واجهها طاقمه أثناء التصوير في الغابة كانت عند سقوط البزاقات من الأشجار على رؤوسهم، وكان على الممثلين وطاقم العمل أن يغطوا أنفسهم باستمرار بالملح لإبعادها.
في مشاهد هطول الأمطار الغزيرة التي تظهر بوابة راشومون، وجد أكيرا كوروساوا أن المطر في الخلفية لن يظهر ببساطة على خلفية رمادية فاتحة، ولحل هذه المشكلة، انتهى الأمر بالطاقم إلى تلوين المطر عن طريق سكب حبر أسود في خزان آلة المطر. يظهر الحبر بوضوح على وجه الحطاب قبل توقف المطر.
فلم «Rashomon» أول فيلم للمخرج أكيرا كوروساوا يرشَّح لجائزة الأوسكار، وكانت الفئة «لأفضل تصميم فني - ديكور» بالأبيض والأسود.
لعلّ الغموض الذي وُظّف في مسلسل دراما المحاكم «Presumed Innocent» فتح باب المقارنات مع أعمال سابقة طرحت تساؤلات مشابهة. ففي حين كان السؤال المحوري في مسلسل «Presumed Innocent» هو «من قتل كارولين بوليموس؟»، طرح مسلسل «The Night Of» -الصادر في عام 2016- سؤالًا مماثلًا: «من قتل أندريا كورنيش؟».
في كلا العملين، صنِّفت الأدلة ضد المتهمين على أنها أدلة ظرفية، بمعنى أن ثوب الجريمة مفصّل عليك لكن دونما دليل قاطع، وكل متهم بريء حتى تثبت إدانته. ففي العمل الأول، تذمر الأغلبية من عشوائية مسرح الجريمة وتوقيت حدوثها والوقت الضيق الذي شغله المتهمون، حيث فشلت الحبكة جزئيًّا في كيفية إدخال المتهمين بغرض التضليل، رغم أن أسلوب «سمكة الرنجة الحمراء» كان ناجحًا في النهاية.
ولعل المقارنة انبثقت بسبب وجود وجهٍ أبدع في كلا العملين في دوره المساند، وهو بيل كامب. ويعتقد البعض أنه سرق البطولة من جاك جيلينهال في مسلسل «Presumed Innocent» بسبب إتقانه لدور «رايموند» المدعي العام الذي أصبح بعد تقاعده محاميًا لزميله المتهم. وأما في مسلسل «The Night Of» يعود الدور إلى المحقق الحاذق «فوكس»، الذي انتقل من موقف إدانة «ناصر» إلى محاولة تبرئته.
مسلسل «The Night Of» يتفوق في تقديمه لمسرح جريمة منطقي، وفي تناوله لقصة الطالب الجامعي الأمريكي -ذو الأصول الباكستانية- «ناصر» أو كما يُسمَّى بـ«ناز خان» الذي أدى دوره الممثل ريز أحمد.
في إحدى الليالي استعار «ناز» سيارة والده للذهاب إلى حفلة، حيث تعرّف على فتاة غامضة جذبت انتباهه بمظهرها. ترافقا إلى منزلها حيث تعاطيا المخدرات، واستغرقا في النوم. يستيقظ «ناز» لاحقًا ليجد الفتاة مقتولة بوحشية، ولكنه لا يستطيع تذكر ما حدث بسبب تأثير المخدر، مما يتركه في مواجهة السؤال المحوري: «هل هو من قتلها أم لا؟»
أُنتِج هذا المسلسل في فترة كانت مؤثرة وصعبة على المسلمين بسبب التحريض الذي مارسه الحزب اليميني الجمهوري، والذي تلقفه المتطرفون بجدية. وقد وُظِّفت هذه النظرة بذكاء في العمل، حيث يُظهر لنا كيف انشغل الصحفيون بسؤال محامي «ناصر» عمّا إذا كان موكله ينتمي إلى جماعة دينية، أو ما إذا كانت جريمته تتبناها منظمة بعينها، دون أن يأخذوا بالاعتبار أنه أمريكي الجنسية.
مما يجعل المشاهد يركز بنظره إلى أمرين: التطرف العرقي من جهة، وتغيّر موقف من كانوا يدينونه من جهة أخرى، حينما واجهوا حقيقة تسرعهم في إلباسه ثوب الجريمة، وحقيقة مساهمتهم في تأليب الرأي العام عليه؛ ليكون كبش فداء يُقدّم للجماهير الغاضبة.
نشهد خلال الحلقات تبلورًا في شخصية «ناصر»، من ذلك الطالب المجتهد، إلى ذلك الرجل الذي دنّسته حياة السجن، اضطر فيها لفعل المستحيل ليتأقلم مع أناس يؤمنون ببقاء الأقوى.
وتحضر في المسلسل معاناة عائلة المتهم من الإقصاء المجتمعي، وتحملهم ويلاته، من خسارة وظائفهم وممتلكاتهم، إلى تسلق بعض المتكسّبين على معاناتهم. وقد ساهمت الشخصيات المختارة في تقديم هذه المعاناة على أكمل وجه، حيث أدى دور والد «ناصر» الممثل الإيراني بيمان المعادي المعروف في فلم «انفصال». أما دور والدته فقد أدته الممثلة بورنا جاقاناثان.
وقد نجح جون تورتورو في تقديم قصة جانبية مميزة، حيث أبدع في دور المحامي «جون ستون»، حينما أظهر تطلعات الشخصية وإحباطاتها وصراعاتها، والذي كان بدوره يحاول -ما استطاع- أن يفصلها عن القضية.
المسلسل من ثماني حلقات، وبإمكانك مشاهدته دفعة واحدة في ليلة مؤرقة!
مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.