لا تدع الجبل يقف في طريق اعترافك بعملك السيئ 🏔️

«كل عام تحضر لي هذه الصورة، وكل عام أحكم عليها أنها سيئة، فلماذا لا تزال متشبثًا بها إلى هذا الحد؟»

وجع البطن الذي يرافقنا كلما توترنا، منذ أول مرة اضطررنا فيها إلى مغادرة بيتنا إلى روضة الأطفال... حتى هذه الساعة التي ينتابك فيها المغص لاضطرارك الذهاب إلى العمل والتعامل مع زميل مستفز أو غير كفؤ (وكلاهما يتعمَّد حرق أعصابك وهدر وقتك😤)، هو ألم حقيقي وليس متخيَّلًا. وبالفعل كما قال طبيب الأطفال لوالدتك، ويقول طبيبك اليوم: المغص سببه التوتّر.

يشير مقال «كيف يُضعِف الدماغ المتوتّر جهازك المناعي» (How the Stressed-Out Brain Can Weaken your Immune System) المنشور قبل أيام على دورية (Nature) إلى الصداقة الصدوقة بين دماغك ومعدتك، وأنهما دومًا «يدردشان» مع بعضهما البعض. وبطبيعة الحال،  متى تعرَّض دماغك لتوتّر حاد، بدل الاحتفاظ بتوتره لنفسه، يفرز هرمونات تقلقل النظام البكتيري في معدتك، مما يؤدي إلى تسرّب جزيئات من الأمعاء إلى مجرى الدم، فيتحفَّز جهازك المناعي ويهاجمها، وتنشب معركة في جسدك. هذه المعركة هي المغص الذي تشعر به. 

والمغص ليس سوى البداية لأمراض مناعية أصعب.

لذا كل ما أريده منك أن تجيب عن سؤالين في هذا الصباح الصيفي الجميل: هل مصدر هذا التوتر يستحق أن تؤذي دماغك ومعدتك؟ وكيف تنوي بناء مناعتك ضده؟😮‍💨✋🏻


التمسّك بصورة سيئة / Imran Creative
التمسّك بصورة سيئة / Imran Creative

لا تدع الجبل يقف في طريق اعترافك بعملك السيئ

إيمان أسعد

كل عام، يجمع مصوّر فوتوغرافي طَمُوح نتاج السنة كلها من الصور. يكدّسها في كومة ويحملها معه إلى مصور فوتوغرافي مسن، صاحب باع طويل وناجح في المجال، سائلًا إياه أن يقيّم له تلك الصور. وكل عام، يمعن المصوِّر المسن النظر في تلك الصور، يدرسها ويقيّمها، ثم يفرز الكومة إلى كومتين: جيدة وسيئة.

ولأكثر من عام، ثمة صورة للطبيعة تتكرر، ليست صورة جديدة للمنظر نفسه بل الصورة المطبوعة ذاتها، ويكرر المصور المسن تقييمه إياها، ويضعها في كومة الصور السيئة. هذه المرة، استدار المصور المسن للمصور الطموح سائلًا إياه: «كل عام تحضر لي هذه الصورة، وكل عام أحكم عليها أنها سيئة، فلماذا لا تزال متشبثًا بها إلى هذا الحد؟» فأجابه المصوّر الشاب:

«لأني تسلقت جبلًا شاهقًا لكي ألتقطها.»

هذه الأمثولة قرأتها ضمن أمثال كثيرة توردها الكاتبة الأمريكية آني ديلارد في كتابها «حياة الكتابة» (The Writing Life). والمقصود بهذا المثل الكاتب الذي يتمسَّك بفصول في كتابه (أو لربما كتابه ككل) بدل حذفها والبدء من جديد؛ لا لاعتقاده بأنها جيدة، بل لأنه بذل جهدًا شاقًا في كتابتها، ولا يهون عليه ذهاب هذا الجهد سدًى بضغطة زر. 

قد تتصوَّر أنَّ هذه الأمثولة أثرت بي فورًا بصفتي روائية، لا سيما أني ضمن الفئة المستهدفة (وبالفعل حدث مع روايتي الأولى أن عاندت ورفضت حذف فصول، ودفعت الثمن!) لكن الغريب أنَّي ما أن قرأتها، فورًا أبلغت فريق نشرة أها! قراري إلغاء فقرة «خبر وأكثر».

هذه الفقرة نادرًا ما تنال أي إشارة إعجاب من القراء، وكل من راسلني من زملاء ثمانية بخصوصها منذ نشأتها (منذ كانت رقم وخبر) كان صريحًا بكرهه الفقرة، وأنَّ أفضل ما فيها اختيارنا للجف (أوتش🥲). والغريب أنها أكثر فقرة تستهلك وقتًا وجهدًا من الفريق، لأنها تتضمن البحث في مختلف الصحف والنشرات، يليها اختيار الخبر المناسب وتلخيصه، إضافةً إلى خطوة البحث عن الجف، والجف ليس بالخطوة الهيَّنة بل تتطلب حسًّا كوميديًّا لا أتمتَّع به في نظر الكثيرين. 

لماذا إذن تشبثت بها لما يزيد عن مئتي عدد، وصممت أذنيّ عن كل التقييمات السلبية منذ يومها الأول؟ هل من باب العناد المهنيّ؛ لأنها فقرة أنا اخترت إضافتها وأصررت على إثبات رجاحة رأيي؟ أو من باب الحنين إلى أخبار الصفحة الأخيرة في جريدة القبس، غالبًا أخبار ثقافية علمية لا علاقة لها بما يجري على الساحة، التي كنت أقرأها بصوت عالٍ على والدي وأنا في المرحلة الابتدائية، أفرش الجريدة على الأرض، أتمدد على بطني، أقرأ كل خبر قصير ثم أرفع عينيّ إليه بإعجاب، أنتظر منه تقييمه قراءتي، وقت كانت علاقتنا رائعة قبل انهيارها بالكامل؟

أيًّا يكن السبب، الفقرة الآن، وأخيرًا، وضعتها في كومة «الفقرات السيئة»، وحان الوقت للعمل على فقرات جديدة؛ قد يُحكَم عليها أنها في الكومة السيئة أو الجيدة، لكن أمامنا وقت حتى نعرف، عام على الأكثر، إذا أخذنا بأمثولة المصوّر. 


شبَّاك منوِّر 🖼️

تصميم: جمانة سكلوع
تصميم: جمانة سكلوع

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • تحول عرض «ذ بلايند دايت» إلى نافذة جديدة لهؤلاء المشاهير لعرض أنفسهم من زوايا مختلفة بحثًا عن متابعين أكثر. 😑

  • أتحدّث هنا عن التعافي بالشعر، فصيحه وشعبيه، فهو أداة للسلوان في خضم نكبات الدهر. ❤️‍🩹

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+660 مشترك في آخر 7 أيام