أفلام الجاسوسية بعيد عن جيمس بوند 😎🏃

مهما كانت القصة، تظل كيفية روايتها أحد أهم معايير نجاحها.

شخصية الجاسوس في الأفلام
شخصية الجاسوس في الأفلام

في الأفلام تستطيع حكاية القصص بشكل مغاير. مثلًا كلينت إيستوود يُعرَف عنه صناعة أفلام عن أبطال أمريكيين حتى لو لم يكونوا في الحقيقة أبطالًا. ولنا في فِلم «أميركان سنايبر» (American Sniper) خير مثال.

لكن ما يميّز إيستوود بالذات أنه يستطيع صناعة فِلم يشدِّك. ورغم عدم اقتناعك ببطولية الشخصية، إلا أنك لن تستطيع -في الغالب- أن تنكر بأن الفِلم في أبسط حالاته فلم ممتع.

لكن في فِلم «ذ قوت لايف» (The goat life) لم تكن الحالة مماثلة. فالمذكور عن الفلم أنه يستند على قصة حقيقية، ومع ذلك فشل في سردها بشكل جذَّاب، ولم ينجح في استخدام كل عناصر صناعة الفلم بشكلها الأمثل. وفي اعتقادي لو أنَّ الفلم صُنِع على طريقة أفلام عامر خان لوجدنا أمامنا فلم رائع.

فمهما كانت القصة، تظل كيفية روايتها أحد أهم معايير نجاحها. ودائمًا أشبّه سرد القصة بحين يحكي لك أحدهم سالفة. عندك الشخص اللي يجعل من السالفة العادية شيّقة لأنه يحكيها بشكل جذّاب. والعكس صحيح، تكون السالفة جميلة، لكن يحكيها لك بطريقة بائسة للغاية، وتملّ من متابعتها.

نايف العصيمي


فلم « Argo»
فلم « Argo»

  • يُعرَض اليوم الخميس في ڤوكس سينما السعودية، فلم المغامرة والكوميديا والخيال العلمي «بوردر لاندز» (Borderlands) للمخرج إيلي روث، ومن بطولة الأوسكارية كيت بلانشيت وكيفن هارت، ونخبة من نجوم الصف الأول. تعود كيت بلانشيت «ليليث» إلى موطنها «باندورا»، الكوكب الأكثر فوضوية في المجرة بحثًا عن الابنة المفقودة لأطلس. تشكّل «ليليث» أثناء ذلك تحالفًا غير متوقّع مع مجموعة من غريبي الأطوار الذين كانوا يسعون بحثًا عن السر الأخطر على كوكب باندورا، فيجدون أنفسهم مضطرين لمواجهة كائنات فضائية وقطاع طرق خطرين.

  • كما يُعرَض اليوم في ڤوكس سينما فِلم الدراما والإثارة «دتيند» (Detained)، ضمن مجموعة الأفلام التي سيبدأ عرضها في دور السينما بالسعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع. تدور أحداث الفِلم حول امرأة تستيقظ فتجد نفسها في غرفة الاستجواب للشرطة، من دون أن تتذكر الليلة السابقة. الفلم من إخراج فيليبي موتشي، وبطولة آبي كورنيش، وولاز ألونسو بطل مسلسل «ذا بويز».

  • أعلنت منصة «إتش بي أو ماكس» (HBO MAX) عن حزمة أعمالها للعام القادم، ومنها العرض الدعائي الأول للموسم الثاني من مسلسل «ذ لاست أوف أس» (The Last of Us) المُقرّر عرضه في عام 2025، حيث نشهد ظهور الممثل المبدع جيفري رايت. كما كشفت عن النظرة الأولى لمسلسل «أ نايت أوف ذ سفن كينقدومز» (A Knight Of The Seven Kingdoms) وهو مسلسل جديد مشتق من عالم «قيم أوف ثرونز» (Game of Thrones).

  • بعد عشرة أيام من عرضه, حقق فِلم «ديدبول أند ولفرين» (Deadpool & Wolverine) إيرادات قُدّرت بـ 824 مليون دولار أمريكي على شباك التذاكر العالمي!

  • أُقيمت في نيويورك حملة ترويجية شيقة لفِلم الرعب والخيال العلمي «إلين: راميولس» (ALIEN: ROMULUS) المقرّر عرضه في صالات السينما بعد عشرة أيام. 

  • حقّق الفِلم الوثائقي «إخفاء صدام حسين» (Hiding Saddam Hussein) رواجًا عند عرضه في صالات السينما السعودية، إذ بيعت منه 2,224 تذكرة خلال الأسابيع الثلاثة التي عُرِض فيها، وهو رقم جيد على المستوى المحلي قياسًا بفِلم وثائقي.

  • صدر العرض الترويجي لمسلسل «دسكليمر» (DISCLAIMER) المُقرر عرضه الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2024، ثم سيتاح للمشاهدة بعد ذلك على منصة أبل. المسلسل من إخراج الأوسكاري ألفونسو كوارون، وبطولة الأوسكارية كيت بلانشيت. يحكي مسلسل الإثارة النفسية قصة «كاثرين رافينسكروفت»، صحفية متخصصة في الأفلام الوثائقية، تستلم رواية من كاتب مجهول، فتفزع حينما وجدت أن هذه الرواية تتضمن أسرارًا من ماضيها.

  • عبّر المخرج ديفيد لينش عن صعوبة ممارسة مهمته في الإخراج بسبب تقدمه بالسن، وصرّح قائلًا: «لقد أصبت بانتفاخ الرئة بسبب التدخين لفترة طويلة؛ لذا فأنا حبيس المنزل شئت أم أبيت. ولا أستطيع الخروج، لأن الإصابة بكوفيد ستكون سيئة جدًا بالنسبة لي». ومع ذلك فقد نفى التكهنات التي شاعت حول تقاعده. 


فلم «Bridge of Spies»
فلم «Bridge of Spies»

اليوم نقول أكشن في هذا المشهد من فلم «Bridge of Spies» الصادر عام 2016 من إخراج ستيفن سبيلبرق وكتابة مات تشارمان والأخوين كوين، ومن بطولة توم هانكس في دور المحامي «جيمس دونوفان» والممثل مارك ريلانس بدور الجاسوس السوفيتي «رودولف آبل». 

في الفلم المستوحى من أحداث حقيقية وقعت في عام 1957، يجد المحامي الأمريكي جيمس دونوفان نفسه مكلفًا بالدفاع عن الجاسوس السوفييتي رودولف آبل. وينغمس بعد إدانة موكله في مفاوضات سرية مع الاتحاد السوفييتي، في مسعى لتبادل الأسرى بين آبل والطيار الأمريكي المحتجز فرانسيس قاري باورز لكي يتفادى عقوبة الإعدام. وفي النهاية، يجري هذا التبادل الحساس على جسر قلينيكه في ألمانيا. 

يبدأ المشهد الحركي بصوت صرير كفرات سيارات عملاء دائرة التحقيقات الفيدرالية، بعد تأكدهم من ضلوع فنان ورسام للمناظر الطبيعية في قضية تخابر وتجسس. يقتحم العملاء الشقة بعد دقائق من تلقي آبل تعليمات من الاتحاد السوفييتي في ورقة صغيرة نسيها بداخل مطفأة السجائر دون أن يتخلص منها. ليخرج من دورة المياه بملابسه الداخلية متصنعًا باقتدار براءة الغافل، ويقابل جلبة العملاء بهدوء ظاهري وذكاء حاد. ونرى في خطوات طبيعية معدودة نجاحه في التفوق على العملاء الموجودين، وإشراكهم في حيلته لإتلاف الورقة.  

يبيّن هذا المشهد أهمية اختيار المخرج الممثل المناسب في الدور المساند. وذكر توم هانكس أنَّ الفضل في تألقه في الفلم يعود إلى مارك وتمكّنه من استخراج ردة فعل تتناسب مع قدراته الفنية في المشاهد التي جمعتهما معًا. 

واختار سبيلبرق الممثل الإنقليزي مارك ريلانس للدور بعد مشاهدة أدائه في مسرحية «الليلة الثانية عشر» لشكسبير. ويعد مارك ريلانس من أشهر نجوم جيله في المسرح، وفاز بثلاث جوائز «توني» وجائزتي «أوليفييه»، لكن القلة خارج عالم المسرح تعرفه. ويقول ريلانس أنَّ أداءه دور «توماس كرومويل» في مسلسل من إنتاج «بي بي سي» هيأه للتعامل مع كاميرا المخرج وأداء الشخصية في فلم «Bridge of Spies».  

ترشَّح الفلم لست جوائز أوسكار، ونال جائزة واحدة فقط من نصيب مارك ريلانس في فئة «أفضل ممثل ثانوي»... ويستحقها بكل جدارة.


تصوَّر قبل 35 سنة فقط، مو أكثر، كان حال ألمانيا نفس حال شبه الجزيرة الكورية، ومثل ما صار فيه كوريا شمالية وجنوبية، صار عندنا ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، يفصل بينهم جدار برلين اللي قسَّم العاصمة نصفين، حتى يمنع الناس اللي في الشرقية من الانتقال للغربية. وطبعًا الجدار وحده لا يكفي لأداء المهمة، وكان ضروري وجود جهاز أمني يمنع الشخص من التسلل قبل حتى ما تخطر الفكرة على باله! كيف؟

بوجود الجواسيس اللي تراقب حياة الناس، والاشتباه فيهم لمجرد الشك في أصغر تعبير يدل على نقمتهم، واعتبارهم تهديد على الدولة. أو -تخيَّل - لمجرد إنَّ المواطن مثالي زيادة عن اللزوم، وحاب العيشة في ألمانيا الشرقية من كل قلبه! ومن هنا تبدأ حبكة فِلم توصيتنا لليوم.

الفِلم الألماني «ذ لايفز أوف أذرز» (The Lives of Others) الصادر عام 2006، للمخرج والكاتب فلوريان هينكل فون دونرسمارك، من أفلام الجاسوسية العظيمة اللي تكسر قالب الجواسيس الأشرار عديمي الإحساس والعاطفة في أفلام جيمس بوند.

تبدأ القصة مع الأستاذ «جيرد ويسلر» المعروف بصرامته تجاه كل من يحاول الفرار إلى ألمانيا الغربية، ويدرّس طلابه أساليب الاستجواب والتجسس، ومؤمن بسياسة بلاده الاستبدادية. وبتكليف من أحد زملائه، ينضم إلى العمل في جهاز «الشتازي»، اللي هو جهاز الشرطة السريّة، ويتخصَّص في مراقبة حياة الآخرين.

في يوم من الأيام يحضر «جيرد ويسلر» مسرحية لكاتب مسرحي شهير في ألمانيا الشرقية اسمه «جورج دريمان»، ومعروف عنه أنَّه من الكتّاب النادرين الموالين للدولة الشيوعية، وما عليه نقطة سوداء واحدة. هذا السجل الناصع يزرع الشك عند «ويسلر»، فيقرّر وضع «دريمان» تحت المراقبة، ويزرع أجهزة التنصت في شقته. يتولى «ويسلر» بنفسه مهمة مراقبة كل تفاصيل حياة «دريمان» وعشيقته «كريستا ماريا سيلاند». وكان «ويسلر» يسمع كل التفاصيل بينهم، كلها يعني كلها...🫣

هنا يأخذك الفلم إلى منطقة نادرًا نشاهدها في أفلام الجاسوسية، وهي مشاعر الجاسوس نفسه متى ما استغرق في حياة شخص آخر وتفاصيلها. ومع «ويسلر» تبدأ مشاعر أداء الواجب، والصرامة في الانفصال العاطفي، تذوب وتتحوَّل إلى فورة مشاعر مختلطة من الهوس والغيرة. وتبدأ تقول في نفسك «أكيد هالشيء يخليه يتسلَّط أكثر على الكاتب، ويلفّق له أي مصيبة للتخلُّص منه.» لكن هنا تنقلب القصة فوق تحت!

أدَّى الممثل الألماني أورليك ميوهي شخصية «جيرد ويسلر» بمنتهى الإبداع، إلى حد أنك تعيش معه كل التقلبات اللي يمر فيها ويسلر، ومراحل خروجه من «الشرنقة». لكن للأسف توفى أورليك ميوهي بعد عرض الفلم بعام واحد.

الفِلم فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فِلم أجنبي. (يعني توصيتنا في محلها 😏)


فلم «The Spy Gone North»
فلم «The Spy Gone North»

على خلاف أفلام «المهمة المستحيلة» وتدريبات توم كروز الخارقة للعادة في القفز من ناطحات السحاب، والقفز من الطائرات، والقفز من الدراجات في السماء، ارتكز تدريب الجاسوس الكوري الجنوبي بارك تشاي سو على إتقان ثلاث مهارات: معاقرة الخمر حدّ السُّكْر، والمقامرة، ومراكمة الديون. 

وهذه أول معلومة نشاركك إياها في «دريت ولّا ما دريت» عن فِلم الجاسوسية الكوري «ذ سباي قن نورث» (The Spy Gone North) المستوحى من حياة أشهر جواسيس كوريا الجنوبية، واللي نجح في لقاء الرئيس الكوري الشمالي ذات نفسه. 😳

  • اقتبس مخرج الفِلم، يون جونق بِن، السيناريو عن مذكرات الجاسوس بارك تشاي سو التي صدرت في جزئين، والتي حملت عنوان الفِلم نفسه بنسخته الكورية. واعتمدت المذكرات على الدفاتر السوداء الأربعة لملاحظات بارك تشاي سو، التي دوّن فيها كل تجربته أثناء قضائه عقوبة بلغت ست سنوات في السجن.

  • صرَّح كِم دانق، الصحفي المشارك في كتابة المذكرات، أنه عجز عن التأكد من صحة كثير من المعلومات الورادة في دفاتر الملاحظات، بسبب طبيعة العمل الاستخباراتي. ومن جهة أخرى، لم يلتزم المخرج يون جونق بِن بتفاصيل المذكرات في كتابة السيناريو، وكتب نهاية مغايرة -إلى حدٍّ ما- تخدم حبكة الفِلم. 

  • بدأ اهتمام المخرج يون جونق بِن بقصة الجاسوس قبل صدور المذكرات، ويقول: «في عام 2014، كنت أبحث في جهاز الاستخبارات الوطني ووجدت إشارة إلى جاسوس يحمل الاسم الحركي «بلاك فينوس» (Black Venus)، وأثار ذلك فضولي. فبعد أن تلقت وكالة الاستخبارات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية معلومات استخباراتية في عام 1989 حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، جرى محو هوية رجل وإرساله رغمًا عنه إلى كوريا الشمالية كجاسوس. فانتابني الفضول لمعرفة كيف يمكن أن تتطور عملية تجسس من النوع الذي نراه عادة في الأفلام أو الروايات في الواقع، وما الأحداث التي كانت تقع فعلًا على الجانب الكوري الجنوبي.»

  • صدر الفِلم في موسم صيف 2018، وحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر الكوري، حيث شاهده حوالي مليوني شخص خلال الأيام الخمسة الأولى من إطلاقه. بلغت ميزانيته 17 مليون دولار، وهي ميزانية «راهية» وباذخة وفقًا لمعايير السينما الكورية. 

  • ترافق نزول الفِلم مع وجود فِلم توم كروز «مشن إمبسبل: فول آوت» (Mission Impossible: Fallout) على شباك التذاكر. ورغم تمتُّع سلسلة توم كروز بشعبية كبيرة في كوريا، استطاع الفِلم الكوري التقدُّم عليه. (يمكن لهذا السبب لم تخلُ أيّ مراجعة قرأناها في الإنترنت من التأكيد على أنَّ الفلم لا يشبه بتاتًا أفلام المهمة المستحيلة!».

  • رغم أن الفِلم تدور أحداثه -جزئيًّا- في كوريا الشمالية وبكين في الصين، إلا أنه لم يُصوَّر أي جزء منه في الصين أو في كوريا الشمالية، بل صُوِّر كله في تايوان. وتميزت مشاهد كوريا الشمالية بأنها قريبة جدًا من الواقع، بخلاف مشاهد الصين التي كانت واضحة «للعين الكورية والصينية» بأنها مزيفة!

  • يخلو الفِلم من أيّ لقطة أكشن، على خلاف أفلام الجاسوسية الرائجة. وأوضح يون جونق بن نيته في هذا العمل بقوله: «بشكل عام، تندرج أفلام التجسس ضمن فئة أفلام الحركة وتركز على إتمام المهمة والصراع مع الخصم، ومشاهد الحركة المثيرة. لكنني اعتقدت أنه يمكن للمرء أن يروي قصة مثيرة للاهتمام حول الطبيعة البشرية من خلال فِلم عن جاسوس.»

  • شخصية «ميونق أون ري» التي يؤديها سونق مين لي، مدير المجلس الاقتصادي الخارجي لكوريا الشمالية -كما في الفِلم- والذي يقع مقره في بكين، هو في الواقع وسيط سلطة حقيقي في كوريا الشمالية، وأحد القلائل الذين كانوا يشاركون في الاجتماعات -وجهًا لوجه- مع الرئيس كيم جونق إل.

  • قرَّر هوانق جونق مين، الذي لعب دور الجاسوس، التعامل مع الشخصية كأنها شخصيتان منفصلتان، بحيث يؤدي شخصية «بارك سوك يونق» على نحو مختلف عن أدائه شخصية الجاسوس «بلاك فينوس». وأبرز سمات التمييز استخدامه لهجة منفصلة مع كل شخصية: لهجة جنوب شرق جيونق سانق، واللهجة القياسية.


السينما والتلفزيون انعكاسات فنية حديثة نشهد من خلالها التاريخ وهو يعيد نفسه، ويتقاطع مع الأوضاع والأحداث الراهنة، مثل ما شفنا عبر الأخبار قبل أسبوع: أكبر عملية تبادل للسجناء بين روسيا وأمريكا منذ الحرب الباردة، وبوتين يستقبل بنفسه عائلة من العملاء النائمين وقت نزولهم من الطائرة.😧

واستحضرنا من مشاهد الاستقبال، اللي أشرف عليها بايدن وبوتين، أفلام كثيرة نهايتها سعيدة، وممكن تطرأ على بال كل محب للسينما. فلذلك توصيتنا من التلفزيون اليوم مدروسة، كون أغلب الأفلام اللي شاركناك إياها تمثِّل ذروة حدث مفصلي، إما قبض أو سجن أو محاكمة أو صفقة تبادل! 

لكن اللي يغيب عنّا كمشاهدين حياة الجواسيس كعملاء نائمين يتخذون غطاء عميق، تعمى بسببه أعين السلطات والجيران وأقرب الأصدقاء. كيف يندمجون مع الشعب، وإيش طبيعة عملهم النهارية والليلية، وكيف ومتى ينشطون كعملاء وينفذون عملياتهم؟

كل ذلك تكتشفه في المسلسل الجاسوسي «ذ أميركانز» (The Americans)، اللي عُرِض في ستة مواسم بدايةً من عام 2013. 

يتناول العمل قصة جاسوسين سوفييت في هيئة زوجين يعيشان في واشنطن، وهما فيليب جينينقز (ماثيو رايس) وهو الأكثر لينًا وتأثرًا في انصهاره مع المجتمع الأمريكي، وإليزابيث جينينقز (كيري راسل) صاحبة الولاء الأعمى لوطنها الأم. يقدم فيليب وإليزابيث صورة العائلة الأمريكية النموذجية نهارًا في دور الوالدين ووكيلَي السفر، وفي الليل ينخرطان في شبكة من الشخصيات المرتبطة بالحرب الباردة في عهد ريقان. 

تدفع الحبكة المشاهد للتفكير في الكلفة الحقيقية لحرب غير معلنة، والأمور التي يضطر إنسان لفعلها حتى يحمي جذوره الوطنية التي تغذيه سرًا. ويطرح التساؤل الأهم: هل يستحق الوطن أن يعيش الإنسان في خدعة، ويجبر أطفاله عليها؟ 

استلهم الكاتب جو وايسبرق، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والذي درس التاريخ الروسي في جامعة ييل- هذا العمل من حياة الزوجين الروسيين ريتشارد وسينثيا ميرفي، اللذين أُلقي القبض عليهما عام 2010 مع ثمانية جواسيس آخرين كانوا يعيشون في أمريكا لعقود كعملاء نائمين.

حاز العمل 30 جائزة من بينها جوائز «قولدن قلوب» و«إيمي»، كما حاز إعجاب النقاد، وظل يحصل على تقييمات مرتفعة حتى نهايته.

معلومة قبل مشاهدتك الحلقة الأولى: هذا مسلسل سابق لعصر مواسم مسلسلات نتفلكس و«إتش بي أو» القصيرة، ومجموع الحلقات للمواسم الستة 75 حلقة!

النشرة السينمائية
النشرة السينمائية
منثمانيةثمانية

مقالات ومراجعات سينمائية أبسط من فلسفة النقّاد وأعمق من سوالف اليوتيوبرز. وتوصيات موزونة لا تخضع لتحيّز الخوارزميات، مع جديد المنصات والسينما، وأخبار الصناعة محلّيًا وعالميًا.. في نشرة تبدأ بها عطلتك كل خميس.

+150 مشترك في آخر 7 أيام