التسويف فعلٌ أخلاقي لا يستدعي الذنب 😌

إنَّ مرور ساعة بلا إنتاجيّة بات فعلًا غير أخلاقي، مما يستدعي إحساسنا بالذنب تجاه التسويف.

  • إن كنتَ في سن الحادية والعشرين، أو حواليها، فوفقًا لدراسة من الدراسات، فهذه هي السن التي تلتقي فيها بصديق العمر الصدوق الذي سيرافقك مدى الحياة. 🤗

  • إن كنتَ في عقدك الثلاثيني، فوفقًا للباحثة العلمية ليديا دنوورث، فالثلاثينات هي المقبرة التي تموت فيها صداقات العمر الصدوقة ميتةً لا عودة منها. 🥲

  • إن كنت في عقدك الأربعيني، فوفقًا لتجربتي، ستصادق عائلة من القطط في مكتبك البيتي، وتلد إحداها في حقيبتك بينما تكتب هذه النشرة! 😹


التسويف / Imran Creative
التسويف / Imran Creative

التسويف فعلٌ أخلاقي لا يستدعي الذنب

إيمان أسعد

أعيش حاليًّا أكثر حالاتي الإنتاجية غزارةً، التدوينات التي كتبتها في الشهور الثلاثة الماضية تفوق بأضعاف مجموع ما كتبته في نشرة أها! في عامين ونصف. وإذا أضفت إليها مهامي الوظيفية وأعمالي الأدبية فأنا أيضًا أعيش حاليًا أكثر أيامي انشغالًا وإنتاجيَّةً في العمل.

لا تفهمني غلط! أنا لا أتذمر، فالوضع أعلاه حلمت به وسعيدة للغاية بهذا التحوُّل المذهل في حياتي المهنيَّة. لكني هنا أتأمَّل في وضعٍ جديد عليّ فقدت فيه شيئًا لم أظن أنَّ فقدانه سيكون بهذه الأهمية: التسويف.

انتبهت إلى فقدانه وأنا أتجوَّل بين عناوين المقالات والأخبار والنشرات بحثًا عن موضوع تدوينة اليوم. وبالطبع غالبًا في هذا البحث أتجاهل تمامًا مراجعات الكتب التي كانت سابقًا لها الأولوية، لكن بما أنها حاليًّا لا فائدة منها وفق معياري الإنتاجي، ما عاد لها نصيبٌ من وقتي مقارنةً بمقال عن الذكاء الاصطناعي أو ترند في تك توك 🙃.

لكني كسرت القاعدة حين قرأت عنوان هذه المراجعة «مُتَع التسويف» (The Pleasures of Procrastination) على «ذ أتلانتك»، والتي لم أدرك صراحةً من اللمحة الأولى أنها مراجعة لرواية بل ظننتها مقالًا عن ثقافة الإنجاز!

تقول إيما سارابو، كاتبة المقال، إنَّ مرور ساعة دون أن نعصر منها أي شكل من أشكال الإنتاجيّة بات فعلًا غير أخلاقي في منظورنا، مما يستدعي إحساسنا بالذنب تجاه التسويف، والتعامل معه على أنه مشكلة تتطلب حلًّا. لكن التسويف في الحقيقة «آخر معاقل حصن العقل المبدع»، وبخسارته نفقد الكثير. وصف «آخر المعاقل» لا يعود إلى إيما سارابو، بل إلى هيلاري كيلي التي كتبت المراجعة الأساسية للرواية. (يعني مقال سارابو هو مقال تأملي في المراجعة!)

الرواية عنوانها «الممارسة» (Practice) للروائية روزالند براون، وتدور أحداثها في يومٍ واحد، الأحد، تحاول فيه بطلة الرواية «أنابيل» كتابة مقالها الجامعي حول شكسبير، وتحويل دماغها إلى صورة مثالية عن متجر أبل حيث لا غرض زائد عن الحاجة ولا دلالة على أي فوضى. لكنها تفشل في مسعاها، وعلى مر اليوم تنجرف نحو التسويف بكل أشكاله وتتعثَّر في فوضى أفكارها، وفي النهاية لن تكتب مقالها.

تقول هيلاري كيلي «إنَّ هذه الفوضى هي تمامًا ما يحتاجه العقل المبدع حتى ينجز. فاجترارنا الوقت في التأمل والتنقل بين تيارات مختلفة متضادة من الأفكار، وتفحُّص الذكريات المنسيّة، وأن نحوم في فلك فكرة لا علاقة لها مباشرة بما نفعل، كلها ضرورية لتغذية الخيال الإبداعي. وتركيزنا "العسكري" على إنجاز المهام على مدار اليوم يقضي على هذه الساعات التي نحن في أمس الحاجة إليها للاستغراق في متع التسويف.»

تواصل هيلاري كيلي حجتها، وتصف التسويف في ذاته أداةً إنتاجية قمعتها ثقافة العمل والإنجاز طيلة الوقت. وتحاجج الرواية أنَّ تلك الجيوب من الوقت الضائع بين ساعات الإنتاجية البحتة هي تحديدًا حيث نمارس حياتنا ونطلق إبداعنا. 

ينتهي المقالان إلى أنَّ «أنابيل» لا تنهي العمل على مقالها، وينتهي اليوم بمجرد ملاحظات صغيرة دونتها حول سونيتات شكسبير. صحيح هذه الملاحظات لم تتحول إلى «إنتاج» لكنها تعكس أفكارًا عميقة وتأملًا فريدًا في معاني السونيتات ما كانت لتخطر على بال «أنابيل» لولا التصادم ما بين عقلها الإنتاجي وعقلها المسوّف السارح.

وعلى المدى البعيد، هذه الأفكار هي ما سيجعلها كاتبة منتجة وإبداعية.

لذا سأضع في الحسبان حين أحدد المواعيد النهائية لأي مهمة في حياتي المهنية، على أي صعيد، أن أتيح مجالًا زمنيًّا للتسويف والاستغراق في متعه، دون أي إحساس بالذنب. 😌

إدراك سريع 💡🏃🏻‍♂️

لفتني وصف إيما سارابو الساخر أنَّ قراءة الروايات «نشاطٌ تسويفي» مقارنةً بالكتب الأخرى كالفلسفة مثلًا. فأنا منذ ما يزيد عن عام تفاديت قراءة الروايات إلا إذا كانت قراءتها شرطًا لأداء مهمة إنتاجية. ولا أظن مهمة استحواذي من جديد على التسويف في حياتي ستكتمل دون العودة إلى قراءة الرواية، قراءة بلا أي هدف إنتاجيّ سوى المتعة وتضييع الوقت. 📖


فاصل ⏸️


خبر وأكثر 🔍📰

وقت طويل / Giphy
وقت طويل / Giphy

تنظيف قمة ايفرست من قمامة المتسلقين يستغرق سنوات!

  • تراكمت أطنان القمامة في مخيم «ساوث كول» على جبل إيفرست، وسيستغرق تنظيفها سنوات كما كشف أنق بابو شيربا، القائد الميداني للفريق المتخصص في تنظيف القمامة واستخراج الجثث المجمدة من قمة جبل إيفرست. حتى الآن أزالت الفرق المشتركة ما يقارب 11 طنًا من القمامة، وأربع جثث، وهيكل عظمي واحد خلال موسم التسلق لهذا العام، بدعم من الحكومة النيبالية. 🏔️🗑️

  • تتضمن القمامة خيامًا قديمة وعبوات غذائية وخراطيش غاز وزجاجات أكسجين وحبال تسلق. ومن المتوقع أن يتجاوز وزن القمامة المتبقية في المخيم 50 طنًا. القمامة مجمدة في طبقات بارتفاع 8000 متر، مما يزيد من صعوبة عمليات التنظيف. وفي السنوات الأخيرة، ساعدت السياسات الحكومية والوعي البيئي المتزايد بين المتسلقين على تقليل كمية القمامة المتروكة. لكن في العقود الماضية، لم يكن الوضع كذلك، مما أدى إلى تراكم كبير للنفايات. 🚯⚰️

  • حفر الجثث والقمامة المجمدة في الجليد من بين المهام الصعبة التي واجهها الفريق. إذ استغرق استخراج جثة واحدة يومين، وكانت مجمدة في وضع الوقوف. جثة أخرى كانت على ارتفاع 8400 متر، استغرق سحبها 18 ساعة إلى المعسكر حيث جرى نقلها بطائرة هليكوبتر. 😱🚁

  • جمع فريق التنظيف القمامة والجثث من المناطق العليا خلال موسم التسلق الربيعي، في حين عمل الجنود في المستويات الأدنى ومنطقة المخيم الأساسي. وكان الطقس السيئ والتضاريس الصعبة أكبر التحديات التي واجهها الفريق. وجرى فرز النفايات التي تمت إزالتها في منشأة «آقني فنتشرز» (Agni Ventures) في كاتماندو لإعادة التدوير وعودتها إلينا في منتجات جديدة! 🥶♻️

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تواظب على استخدام واقي الشمس؟🌞يتطلب الأمر انضباطًا لا يملكه معظمنا، فأنا أضعه صباحًا قبل الخروج من المنزل وأتناسى إعادة وضعه بعد ساعتين؛ لذلك يلجأ الكثيرون إلى استخدام بخاخ واقي الشمس، ولكن ما مدى فعاليته، وما أخطاره، وهل هو الخيار الأمثل؟ 🫠

  • فعالية بخاخ واقي الشمس ضعيفة مقارنة بواقي الشمس العادي؛ لأنها لا تتوزع على البشرة بالتساوي عند رشّها عشوائيًا. كما أن كثيرًا منها يحتوي على الكحول فيهيج البشرة. فإذا كانت بشرتك حساسة فاختر الواقي الخالي من الكحول الذي يحتوي «زينك بروكسايد» أو «تيتانيوم دايوكسايد»؛ لأنها أقل إثارة للتحسس. 🫥🤏🏻

  • احتمالية الاشتعال عالية؛ لأن العلبة كغيرها مضغوطة وتحتوي مواد قابلة للاشتعال مثل البروباين والبيوتاين، وهذا يجعل خطر الاحتراق موجودًا عند رشّ الواقي قرب شعلة أو سيجارة أو أي مصدر للنار. كما يُنصح بعدم ترك البخاخ في السيارة، بخاصة في فصل الصيف. 😨🚨

  • كيف تستخدم بخاخ واقي الشمس؟ يوصي الخبراء باستخدام 30 مل تقريبًا من واقي الشمس لكامل الجسم، وهذا يصعب قياسه باستخدام البخاخ؛ لذلك ينصح برشه على كامل الجسم حتى تلتمع البشرة، ثم توزيعه براحة اليدين. ويحذر الأطباء من استنشاق البخاخ؛ لذلك يفضل رشّه على اليدين ثم توزيعه على الوجه، ويمكن استخدام هذه الطريقة للجسم كذلك. 😤🚫

  • نسبة الوقاية الكبرى ستوفر حماية أكثر، بالرغم من الجدل حول فعالية الواقي عند تجاوزه نسبة 50% فالكثيرون يعتقدون بأنها الدرجة المثالية، ولكن الأبحاث أثبتت أن نسبة 100% من الواقي توفر حماية أكبر، بخاصة عندما يتعلق الأمر بتفاوت التوزيع عند استخدام البخاخ مثلًا؛ لذلك الجأ إلى نسبة أعلى عند اقتناء البخاخ. 🔆〽️

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • في حين يدرك المتخففون مدى تغلغل الاستهلاكية في كل تفاصيل حياتنا، تتوجه أصابع اللوم دائمًا لمن لا يستطيع مقاومة المد الاستهلاكي. 🛋

  • إيلون مسك قد ينجح أخيرًا في تحويل مجتمع تويتر من ساحة تبادل للأفكار والآراء إلى مجتمع من «سرّاق الانتباه» تحقِّق له مبتغاه. 🚲

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+510 مشترك في آخر 7 أيام