كيف نحصل على السعادة بالعمل؟ 👩‍💼

السعادة لدى قلةٍ منا فعلًا محصورة في العمل، وفي منظورنا للحياة وعلاقاتنا بالناس والمخلوقات من عدسة العمل.

مي زيادة / Imran Creative
مي زيادة / Imran Creative

كيف نحصل على السعادة بالعمل؟

إيمان أسعد

السؤال أعلاه سؤالٌ استنكاري وختام لمقال نقدي قصير كتبه ميخائيل نعيمة، عنوانه «غاية الحياة». قرأته في محاولة لاستنطاق فكرة أكتبها لعدد اليوم بعد ساعتين من الجمود الذهني إثر غياب الكافيين، ومواء عيال القطَّة «نَمنَم» المتواصل الذين ولدتهم قبل يومين، وحملتهم اليوم بين أسنانها من بيت الجيران إلى تحت أرضية غرفتي الخارجية في فناء البيت -حيث أعمل- بعدما جهزت فيه مسكنًا لها ولهم.

ينتقد ميخائيل نعيمة في مقاله خطابًا ألقته مي زيادة حول السعادة في الجامعة المصرية، على جمهور غفير من النساء. خطاب مي غير موجود في كتاب «الغربال» حيث المقال النقدي، لكن وفقًا لميخائيل فقد ارتكز خطابها على فرضية أنَّ «الغاية من الحياة هي السعادة، وإنَّ السعادة في العمل.» والفرضية استفزته.

فالفكر الذي ينطلق منه ميخائيل أنَّنا إذا كنا قاصرين عن الإحاطة بمعرفة الحياة الشاملة بكل ما فيها من مخلوقات (لا البشر وحدهم) وعاجزين عن إدراك نواميسها ونواميس علاقتنا بها، فكيف لنا أن ندرك غايتنا منها، ونختزلها في وجه واحد فقط من وجوهها ألا وهو العمل!

لا ينتقد ميخائيل فرضية مي فحسب، بل ينتقد عجزها عن إثبات هذه الفرضية، وذلك لارتكاز خطابها على الجمال اللغوي على حساب الترابط الفكري، قائلًا: «جاء خطابها طليًّا جميلًا منمقًا كتمثال، أما روح ذلك التمثال فظلت مدفونة في قلبه الحجري.»

وينقل عنها كإثبات هذا المقطع:

«العمل هو الذي ينير العقل، ويفتح القلب، ويملأ الوقت، ويحبو الحياة طعمًا لذيذًا، ويروح النفس الواجمة، ويرضي الطباع الساخطة، ويصرف العواطف المتلازمة في منافذ ومخارج حسنة، العائدة على المرأة الواحدة وعلى من يلوذ بها، ولا فرق بين نوع العمل من علم وفن وخياطة وتطريز وتدبير منزل أو بيع المخازن...وليس منظف الشوارع بين الغبار والأقذار بأقل أهمية من الرجل العظيم في قصره بين التهليل والإكبار ولا هو أقلَّ نفعًا لأمته ولإنسانيته.»

فيرد ميخائيل عليها: «مع كل اعتبارنا لرأي الخطيبة، لا أرى كيف لتنظيف الشوارع أو مسح الأحذية أن ينير العقل ويفتح القلب ويملأ الوقت و......». ويرى ميخائيل أنَّ فرضية «السعادة في العمل» مبنية على فرضية أخرى هي أنَّ الفرصة متاحة لكل منا أن يعمل ما يميل إليه بالفطرة، لكن أغلبية العاملين في هذه الحياة مجبرون على وظيفة لا يحبونها بالضرورة. 

برأيي ما لم يقله ميخائيل نعيمة في مقاله النقدي (اللطيف لغةً ونبرةً مقارنةً بمقالاته النقدية الحادة ضد آخرين، ربما للصداقة الحميمة التي تربطه بجبران) أنَّ فرضيَّة مي زيادة منطلقة من تجربتها الشخصية في عمل ما تحب، وهذه الفرصة أتيحت لها أساسًا لانتمائها إلى عائلة أدبية منفتحة فكريًّا ولأبٍ اهتمَّ بتنشئتها وتثقيفها على أعلى مستوىً وصاحب جريدة. أي بلغة ثقافة اليوم: مي كانت تملك امتيازًا على غيرها من نساء عصرها، ولا يختلف كلامها عن رائد أعمال يتحدث في بودكاست أو محاضرة «تيد» عن رحلة كفاحه وبدايته كمندوب بسيط في كبرى شركات أبيه!

ميخائيل نعيمة لديه كل الحق في نقض فرضية «السعادة في العمل» و90% من موظفي العالم سيتفقون معه، لكن أجدني أقف قلبًا وقالبًا مع مي زيادة في فرضيتها (وإن كنتُ أشارك نعيمة رأيه في لغة خطابها). 

فالسعادة لدى قلةٍ منا فعلًا محصورة في العمل، وفي منظورنا للحياة وعلاقاتنا بالناس والمخلوقات من عدسة العمل. ولعلَّ الغاية من الحياة، بكل بساطة، أن تجد السعادة فيما يسعدك، سواء كان الأمومة أو العمل أو أي شيء سواهما. 


خبر وأكثر 🔍 📰

أزهار الكرز الحزينة / Giphy
أزهار الكرز الحزينة / Giphy

 أشجار الساكورا تزهر قبل موعدها بسبب التغير المناخي!

  • عدِّل موعد سفرك لليابان! لا توجد دولة ترتبط بأشجار الساكورا (الكرز) مثل اليابان، فالسياح يخططون رحلاتهم لتتزامن مع موسم تفتحها. ولوحظ أن بين عامي 1961 و1990 بدأت أشجار الكرز في طوكيو تتفتح في 29 مارس، وبين 1991 و2020 تقدَّم الموعد إلى 24 مارس، وفي العام الماضي تفتحت أول الأزهار في طوكيو في 14 مارس. 📆✈️

  • التغير المناخي يعفس جدول الأشجار! على غير العادة، تفتَّحت أزهار الساكورا في طوكيو أولًا قبل بقية اليابان، المفترض أن تبدأ الزهور تتفتح في الجزء الجنوبي ثم في الشمال على طول «جبهة أزهار الكرز». السبب هو ارتفاع درجة حرارة طوكيو بسبب التغير المناخي من جهة، وتوسع العمران من جهة ثانية. لأنَّ كل ما كثرت المباني، احتبست المدينة حرارة أكثر. 😵‍💫🏢

  • حرارة أعلى يعني ربيع أقصر! هناك علاقة طردية بين درجات الحرارة الدافئة والربيع المبكر. وارتفاع درجات الحرارة في الشتاء باستمرار لن يُحقق البرودة اللازمة للأشجار لكي تدخل حال السبات و«تستيقظ» على حرارة الربيع. ولهذا السبب عندما يحل الربيع ينخفض إنتاج الزهور والفواكه وتضعف الأشجار وتتغير، بخاصة أن الربيع المبكر يسهم في تقصير مرحلة الإزهار. ويناير 2024 كان الأشد حرارة على الإطلاق من أشهر يناير في الأعوام الماضية. 🥵🍃 

  • خير أشجار الساكورا حجمه 4 مليارات دولار! يُرحَّب بقدوم موسم الساكورا بحماسة كبيرة في اليابان، ويزورها الناس في مجموعات في عادة قديمة جدًا تعرف باسم «هانامي»، كما أنها عنصر جذب سياحي عالمي مهم، حيث قُدِّر عائدها الاقتصادي العام الماضي بنحو 4 مليار دولار. وربما يؤدي احتمال تدهور السياحة إلى نداء إيقاظ لاتخاذ إجراءات جادة تعكس آثار التغيّر المناخي، فلا شيء يثير الهلع مثل نقص المال. 💸😱

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

القصص هي العمود الفقري في تواصلنا مع الآخرين، سواءً كانت شفوية في حديثك مع صديق أو أمام جمهور مستمع أو عند الكتابة الأدبية. ولرواية القصص أساليب عديدة يمكنك تبنّيها، فإذا كنت تود الحصول على انتباه ومشاعر المتلقين حتى نهاية قصتك اتبع هذه التوجيهات:

  • رسالتك هي الأهم. لابد أن تكون لديك فكرة محددة وهدف تسعى إلى تحقيقه عند صياغة القصة، وستحتاج توجيه انتباه المستمعين والقرّاء إلى رسالة قصتك، إذا كانت القصة شيّقة فحاول زيادة التوتر والتشويق حتى تصل إلى رسالتك الأساسية. من المهم أن تكون واضحًا بشأن الموضوع الرئيس أو الحبكة التي تبني عليها قصتك. 🪢 📝

  • مِن مَعين تجاربك. سواء كنت تحكي قصة حقيقية من تجربتك الشخصية أم لا، يمكنك دومًا العودة إلى حياتك وتجاربك للحصول على الإلهام عند ابتكار قصة جديدة. فكّر في التجارب المهمة وتلك الصغيرة كذلك، واسأل نفسك كيف يمكنك صياغتها على هيئة قصة؟ 🤔🔮

  • الكلمات وحدها لا تكفي. تتطلب رواية القصة تواصلًا ممتازًا مع الجمهور. تواصَلْ بصريًا مع المستمع، واستعن بلغة جسدك وتحركاتك لزيادة التوتر في الأحداث. وإذا كنت تسجّل حلقة بودكاست مثلًا فالأمر يعتمد على تعبيرك الصوتي وقدرتك على نقل المشاعر عبر نبرتك. 🗣️😌

  • التفاصيل مهمّة بحدود. يميل كثيرون إلى تضمين تفاصيل كثيرة في قصصهم مما يغرق المتلقي بحقائق ومعلومات تشتته وتُضعف القصة المركزية. اختر بداية ونهاية واضحة لقصتك، وحدد نقاطًا رئيسة لها، وثق بأن من يسمعك أو يقرأ لك قادرٌ على متابعة الأحداث دون الحاجة إلى خلفية درامية غير ضرورية أو نقاط حبكة لا تمنح معنى. 🧶⭐️

  • تعلّم من الأفضل. لا توجد طريقة واحدة أو أفضل من غيرها لتعلّم صياغة القصص وسردها. ابحث عن راوٍ تحبه ويتقن سرد القصة وجذب الانتباه، سواء كان أحد أفراد عائلتك أو شخصًا مشهورًا أو كاتبًا معينًا. استمع له واقرأ ما يكتب وركّز في أسلوبه ولغة جسده ومفرداته وكيف يصنع القصة بنجاح ثم ابدأ التطبيق بأسلوبك وأضف إليه سحر تميّزك. 📺🪄

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • سطحية تمثيل ذوي البشرة السمراء وفقر تقديمهم ودعم قضاياهم بشكل منصف وواقعي، وحصرهم في الكوميديا الساخرة، ظاهرةٌ سائدة في الإنتاجات الخليجية. 📺

  • لا بأس إن دخلت تجارب جديدة، بل أشجعك عليها، لأنَّ تلك التجارب تعينك على التمييز بين الاهتمام المؤقت أو الجانبيّ، وبين الموهبة الحقيقية. 👨‍🍳

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+650 مشترك في آخر 7 أيام