لماذا حصد «من اللعين الذي تزوجته» ملايين المشاهدات 📺

لكن لماذا قد يقرر شخص من الأساس مشاركة الناس حياته الشخصية التعسة؟

بعد إجازة أسبوعين حرصت فيها «قدر المستطاع» على الانقطاع عن دخول منصة بيسكامب في ثمانية، والانقطاع «قدر المستطاع» عن دخول تطبيقات التواصل الاجتماعي اكتشفت أمرين:

  • أنا مصابة بعلّة «إدارة تفاصيل التفاصيل» (micromanaging)، وهي علة إدارية ليست حميدة على الإطلاق! 🕵🏻😣

  • الانقطاع عن منصات التواصل صدقًا تحسِّن نوعية النوم إلى حد كبير. فبعد شهور من الأرق وتصفح تك توك وتويتر وأنا في السرير، في ليالي الإجازة ما أن أضع رأسي على الوسادة أنام بهدوء وخدي الأيمن على كتاب تأملات إدوارد سعيد. 🛌🌜

في عددنا اليوم 📨 نستكشف سر إعجاب الملايين بقصة «من اللعين الذي تزوجته»، ونسترق النظر إلى مستقبل خالٍ من التطبيقات، وكيف تستعيد مهارة القراءة بصوت مسموع، وما الذي لا نراه في ابتسامة مضيفة الطائرة حين نودعها. ❤️ 

إيمان أسعد


اصطياد الحزن / Imran Creative
اصطياد الحزن / Imran Creative

لماذا حصد «من اللعين الذي تزوجته» ملايين المشاهدات

محمود عصام

«لقد أصابنا الملل ونحن نتابع ممثلين يقدمون لنا مشاعر زائفة. وفي حين أنَّ العالم الذي يحيا به ترومان زائف فإن ترومان نفسه حقيقي تمامًا، هذا عرضٌ يتناول حياة حقيقية.» أتذكر هذا الاقتباس من «ذا ترومان شو» (The Truman Show) لدى تصفحي تك توك وعثوري على صانع محتوى قرَّر طواعية لعب دور «ترومان» ومشاركتنا نحن المشاهدين أدق تفاصيل حياته الشخصية. 

آخر هؤلاء «الترومانيين» سيدة أمريكية يحمل حسابها على تك توك اسم «ريسا تيسا» (Reesa Teesa)، وقد بثت من خلاله قصة زواجها برجل مخادع في سلسلة فيديوهات مكونة من خمسين جزءًا تحت عنوان «من اللعين الذي تزوجته» (Who TF Did I Marry)، الذي تعدت مشاهداته 122 مليونًا وأصبح أشبه بمسلسل درامي محبب لدى الملايين.

لكن لماذا قد يقرر شخص من الأساس مشاركة الناس حياته الشخصية التعسة؟ تفسر ظاهرة «الاصطياد بطُعْم الحزن» (sadfishing) هذا الأمر، حيث يحاول البعض تعظيم كآبة وضعه لأجل خلق تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وجعل الناس قلقين عليه، لكن هذا ليس التفسير الوحيد.

هناك تفسير آخر يدعم فكرة أن الكشف عن المعلومات المتعلقة بنا هو جزء من كيفية توصلنا إلى هويتنا، وهو ما يذهب إليه عالم الاجتماع إيرفينق قوفمان في كتابه «تقديم الذات في الحياة اليومية» (The Presentation of Self in Everyday Life)، حيث يوضح أننا نشارك الآخرين جزءًا من حياتنا كوسيلة لتقديم أنفسنا ومحاولة للتحكم في ماذا وكيف يفكر الآخرون فينا.

أستطيع من خلال خبرتي مع قصص التِك توك أن أميز بين الفكرتين وأعرف تمامًا هل الشخص يحاول ابتزازي عاطفيًا أم يحاول التعافي والوصول إلى نفسه من خلال مشاركة قصته بما تحمل من تفاصيل. وقد كنت شاهدًا على قصة متكاملة تنتمي إلى النوع الأخير، وهي قصة سيدة مصرية تابعتُ مقاطع الفيديو الخاصة بها عبر مختلف التطبيقات، وعلمتُ من خلال حديثها تفاصيل طلاقها ثم أزماتها النفسية ثم تعافيها واستقلالها وبدء حياة جديدة.

ربما يفسر لنا هذا سبب مشاركة البعض قصصهم الشخصية، لكن لماذا نحن كمتابعين نحب تلك القصص ونتعلق بها؟ 

يرى جو ماتسوشيما مؤسس شركة «دينزن» (Denizen) وصانع المحتوى المليوني على اليوتيوب أن الإجابة تكمن في مزيج من «الوضعية الحالية والعاطفة»، حيث يقرر الشخص مشاركة شيء ما على وسائل التواصل الاجتماعي عندما يرتبط به كفرد، سواء أكان سياسيًا أم عاطفيًا أم مضحكًا، ويريد الناس أن يشاركوا الآخرين كيف ينظرون إلى العالم ويعكسون أذواقهم وكيف يعرّفون أنفسهم. ونتابع نحن قصصهم ونشاركها لأنها تلمس شيئًا فينا وتعرّفنا أيضًا أنفسنا، ونتعاطف ونقدم الدعم لأننا نشعر في قرارة أنفسنا بأننا جزء من القصة، وربما نحتاج مثل هذا التعاطف كما حدث في فلم «ترومان».

لكن إن كان «ترومان» «تجربة فريدة» حينذاك تتطلب فرقًا إنتاجية وميزانيات طائلة واستوديوهات ضخمة، ففي حالة «ريسا تيسا» وغيرها لا تكلف التجربة «الترومانية» اليوم أكثر من جوَّال وتطبيق تك توك وأي خلفية عشوائية في بيتك أو سيارتك! 

المهم إلى أي حد أنت مستعد لمشاركة تفاصيل قصتك مع اللعين في حياتك؟!


خبر وأكثر 🔍 📰

هاتف خيالي / Giphy
هاتف خيالي / Giphy

جوالات خالية من التطبيقات في المستقبل القريب!

  • هل اقتربنا من الاستغناء عن الهواتف الذكية؟ بدأت عدة شركات موجة تصنيع أجهزة خالية من التطبيقات، إذ سيحل محلها الذكاء الاصطناعي وإنشاء مساعدين افتراضيين يمكنهم التعامل مع جميع المهام عبر بوابة واحدة. تزعم الشركات أنَّ هذه الخطوة تبني مستقبلًا يتمحور حول الإنسان وليس التطبيقات، وقد تكون هذه المرحلة هي الأولى في التطور الجذري للهواتف الذكية منذ طرح آيفون في 2007. 📱🤯

  • من رواد هذه الموجة؟ أشهر هذه الأجهزة جهاز «Humane Ai Pin» المدعوم بمساعد رقمي للتعرف على الأشياء والتقاط الصور وعرض المعلومات على راحة يدك، حيث صممته الشركة لتقليل الاعتماد على الجوال. كذلك طرحت شركة «Rabbit» جهاز «R1» لأول مرة الشهر الماضي؛ جهازٌ صغير يؤدي المهام التي يُستخدَم لها الجوال مثل طلب سيارة أو حجز رحلة طيران، ويؤديها من خلال الأوامر الصوتية. 🔊🚗

  • أندرويد تتصدر الموجة الجديدة! كشفت شركة «Deutsche Telekom» جوال أندرويد يمكنه إنشاء واجهة عند التحدث إليه، مدعومًا بنماذج عمل من «Brain Technologies». فقد تحدث جيري يوي مؤسس الشركة للهاتف أثناء استعراضه، ليبدأ الهاتف تسجيل كلماته وإنشاء واجهة تعتمد على استفساراته. كذلك طلب جيري العثور على هدية لجدته طريحة الفراش، وطرح الجهاز عدة خيارات مع شرح ملاءمتها ليختار جهاز كندل، ثم أنهى عملية الشراء من خلال «قوقل باي». 💳🎁

  • وعد بالتخلي عن التطبيقات. يمكن معرفة عمل شركة «برين تكنولوجيز» مع تطبيقها «Natural AI» الذي أطلقته عام 2020، وحسب يوي فإن شركته رائدة في نماذج تمكّن الذكاء الاصطناعي الرقمي من تنفيذ المهام. فقد تمكنت من إنشاء واجهات لأكثر من 4 ملايين مهمة منذ 2016 وتغطي هذه الواجهات كل ما يمكن أداؤه على جهازك الحاسوبي لتتمكن من الاستغناء عن التطبيقات ككل، وقد نرى واجهاتها في كافة أنواع الأجهزة قريبًا. 💻👋🏻

  • مساعد شخصي يهتم بك يغنيك عن ألف تطبيق! يقول مؤسسا شركة «A Phone, A Friend» أن الذكاء الاصطناعي يمنح فرصة لإضفاء طابع إنساني على علاقتك بهاتفك ليكون مساعدك الشخصي. سيتذكر المحتوى الذي تستهلك ويذكِّرك عند أي دقيقة توقفت في حلقة بودكاست سمعتها منذ شهر، وينبهك إلى نسيانك الرد على صديق، ويتعلم أسلوبك ليكتب بدلًا عنك، ويخبرك بما نشر أصدقاؤك كيلا تضطر لتصفح هاتفك قبل النوم. 🥱📝

  • دخول اللاعبين الكبار الميدان. استبدلت قوقل أداتها «Google Assistant» في أندرويد بالمساعد الأقوى «Gemini»، كما أن سامسونج تخطط تجديد «Bixby» ودعمه بالذكاء الاصطناعي التوليدي ليكون أكثر فائدةً وقدرة على تنفيذ المهام. ورغم صعوبة التنبؤ بمدى سرعة سيطرة الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية، لكن قد لا ننتظر طويلًا لرؤيته على أرض الواقع. 🤖⏳

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

متى آخر مرة قرأتَ بصوتٍ عالٍ؟ ارتبطت صورة القراءة بصوت عال بالأطفال، لكن الكبار يحتاجون أيضًا إلى هذه الممارسة. فقراءة النصوص بصوت مسموع تقوي الذاكرة وترفع التركيز وتحسّن المزاج لدى القارئ والمستمع. إذا نسيت كيف كنت تمارس هذه العادة أو تستصعبها، يمكنك بسهولة إعادة إحيائها: 📖😃

  • ابدأ مع نصٍّ قصير. كما اعتدنا في طفولتنا سماع الحكايا وقراءة القصص مع أشخاص نألفهم، اختر شخصًا تشعر بالراحة في وجوده، وابدأ بقراءة مقطع قصير مثل مقال أو قصيدة بصوتٍ مسموع دافئ وهادئ، وشاركه متعتك في القراءة.💭🛋️

  • انتهز الفرصة. لا تعلم متى تكون الفرصة مناسبة، لذا اترك كتابًا على المنضدة جانب سريرك لكي تقرأ مثلًا قصيدة قبل النوم على زوجك، أو كتاب قصص أطفال على منضدة المطبخ لكي تروي قصة على عائلتك خلال وجبة الإفطار. احمل معك كتابًا عندما تزور شخصًا في المستشفى أو دار رعاية، إذا كان المريض أو المسن يعاني ألمًا أو انزعاجًا، اقرأ له مقالًا لطيفًا أو حكاية طريفة. ❤️‍🩹🦊

  • ركِّز على العاطفة لا القراءة الصحيحة. نرى القراءة على أنها نشاط عقلي ولغوي، ولكنها أيضًا تنشط المناطق التعاطفية في دماغنا التي تثير قدرتنا على تخطّى ذواتنا والوصول إلى أفكار الآخرين ومشاعرهم. لذا ذكِّر نفسك بأن هذا ليس اختبارًا، ولا داعي للقلق حول نطق كل كلمة بالتشكيل الصحيح، احرص فحسب على تضمين الدفء والروح والاهتمام في صوتك. 🦋🎈

  • ما الكتاب الذي ستختاره إذا قررتَ القراءة بصوت مسموع؟ 😃📚

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • إن كان لديك الخيار بين الكتاب الرقميّ والورقيّ، فنصيحتي بأن تقتني الورقيّ. فهذا أدعى للفهم وتحصيل العلم وجمع جنتك الكبيرة من الكتب. 📚

  • أنت لا تحتاج إلى الحب في عملك. ما تحتاجه حقًا سلمك الله هو البيئة الداعمة والطموح الكبير، والبيئة المحفزة والمردود المادي المجزي. ❤️‍🩹

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.