لاستعادة متعة المنصات: اتبع الخوارزمية الغريبة

لم أكن أعرف أنني سأحترف متابعة الغرباء أملًا في نظرة جديدة إلى العالم.

هذه الأيام وقع اختياري على وثائقي مبهر بعنوان «جريمة القرن» كان السبب وراء إثارة فضولي حول إساءة استخدام الأفيون وتاريخ نبتة الخشخاش وكيف صنع البشر منها «أزمة» مدمرة، وصولًا إلى جمال مهنة الصحافة النزيهة والتكاتف في وجه الجشع. دفعني إتقان العمل إلى العودة لمتابعة الوثائقيات خصوصًا مع انحسار قراءاتي، فلا أداة تشبه الوثائقي في نقل القصة وكشف الخبايا خلال بضع ساعات.  

في عدد اليوم، نحاول التعامل مع صعبي المراس من أفراد عائلاتنا، ونكتشف الخدعة السحرية للتغلب على الخوارزميات والوصول إلى محتوى ممتع وثري، ونعرف كيف تتمكن بوتات الدردشة من سرقة بياناتنا عن طريق أقدم كذبة بشرية، كذبة الحب ❤️‍🩹

شهد راشد


خوارزمية المنصات / Imran Creative
خوارزمية المنصات / Imran Creative

لاستعادة متعة المنصات: اتبع الخوارزمية الغريبة

محمود عصام

عندما بلغت العاشرة أخبرت أمي أنني لم أعد طفلًا ولذا لن أسير ممسكًا يدها ثانيةً، فقط عليها السير وأنا سأتبعها. وافقت أمي بعد أن حذرتني مرارًا: انتبه، عليك أن تتبعني أنا ولا تتبع الغرباء. لكنني في تجربتي الأولى للسير وحيدًا لم أتبع أمي وإنما اتبعت زيها الأزرق الداكن. لم يكن حتى لونًا مميزًا؛ لذا بعد دقائق كنت أتبع سيدة أخرى ترتدي زيًا مماثلًا. لقد تُهت!

تذكرت قصة «التوهة» تلك بعد أن تعرفت مؤخرًا النصيحة الأغرب لمحبي السياحة: «اتبع الغرباء». طبقًا لتلك النصيحة يختار السائح أحد سكان المدينة التي يقضي فيها عطلته ثم يتبعه دون أن يعلم عنه شيئًا على أمل أن يقوده هذا الغريب إلى أماكن لم يزرها من قبل بدلًا من الأماكن المألوفة حيث «الاكتظاظ السياحي».

فكرة اتباع الغرباء ليست بالجديدة؛ فهي محور القصة القصيرة «الرجل من الحشد» (The Man of the Crowd) التي كتبها إدقار آلان بو عام 1840. كما أنها لا تقتصر على السياح فقط؛ فأستاذ الفنون بجامعة «بليموث» فيل سميث يعهد إلى طلابه بمهمة مراقبة الغرباء بوصفها تمرينًا قيّمًا لاكتشاف العالم.

وعلى رغم أنني لست من هواة السفر ولا أدرس الفنون إلا أنني أتبع الغرباء كل يوم، أتبعهم دون أن أغادر منزلي؛ فأنا من هواة اتباع غرباء تطبيقات التواصل الاجتماعي للغرض نفسه: رؤية العالم بعيون الآخرين.

تفرض علينا خوارزميات تطبيقات التواصل أن ندور في فلك خياراتنا المفضلة فقط؛ لذا يبدو الحل المنطقي للخروج من تلك الخيارات المتشابهة أن تتبع شخصًا غريبًا عنك تمامًا، وأن تلقي بنفسك داخل خوارزمية شخص آخر لتكتشف كيف أن العالم أوسع من ذائقتك المحدودة.

هذا تحديدًا ما يشرحه كايل تشايكا الكاتب في مجلة «ذا نيويوركر» ومؤلف كتاب «عالم مُنقَّح: كيف أدت الخوارزميات إلى تسطيح الثقافة» (Filterworld: How Algorithms Flattened Culture)، حيث يؤكد أنَّ كوننا محاطين بالتوصيات الخوارزمية بفضل تطبيقات مثل إنستقرام وتِك توك وسبوتيفاي يمنعنا من التعرض للمفاجأة. لأن كل شيء حولنا شكِّل وفقًا لتفضيلاتنا التي عبّرنا عنها بالفعل، والنتيجة حالة من الانقياد التي تسمح لشركات التقنية بتسطيح حياة البشر من أجل الربح.

هكذا أتابع الغرباء من خلال خطوات بسيطة: أبدأ النظر في التعليقات على المنشورات الشهيرة، ثم أنتقي تعليقًا ينم عن اختلاف شديد مع ذائقتي الشخصية وأتابع صاحبه في صمت، وأكاد أجزم بأنني في كل مرة أكتشف شيئًا جديدًا قيّمًا لم أكن لأتعرف إليه أبدًا لولا متابعة هذا الغريب.

أذكر أنني تابعت حسابًا لمجرد أنه يرى أمل دنقل شاعرًا محدودًا وأراه أنا شاعرًا فذًا. وعلى رغم اختلافنا جوهريًا أدين إلى هذا الحساب بمعرفتي شعراء وكُتابًا وفنانين لم أكن أبدًا لأعرفهم لو بقيت داخل دائرة خياراتي المحدودة.

العالم واسع، وقد يكون من السذاجة أن نحبس أنفسنا داخل خيارات وتوصيات تدعهما ذائقتنا المحدودة؛ لذا فلنتبع الغرباء ولا نخف وإذا تهنا قليلًا فحتما سنعود حاملين ثراء التجربة.

تمامًا مثلما فعلتُ صغيرًا، ففي اللحظة التي قررتْ فيها ذات الزي الأزرق الداكن المماثل لزي أمي أن تدخل بناية ما ركضتُ نحوها ومسكت يدها؛ فنظرت باستغراب إلي. كنت أظن أنني ممسك بيد أمي إلا أن وجهًا آخر كان يطل في وجهي. صرختُ بقوة ففزعت السيدة وتركت يدي، وصراخي ساعد أمي على العثور على طفلها المفقود.

أقسمتُ لأمي في ذلك اليوم أنني لن أترك يدها وأتبع الغرباء أبدًا، ولم أكن أعرف أنني سأحترف متابعة الغرباء أملًا في نظرة جديدة إلى العالم.


خبر وأكثر 🔍 📰

سأسرق معلوماتك / Giphy
سأسرق معلوماتك / Giphy

بوتات الدردشة الرومانسية تسرق معلوماتك الشخصية!

  • أسرارك مقابل الحب! حلَّلت مؤسسة «موزيلا» أحد عشر تطبيقًا من فئة «بوتات الدردشة الرومانسية»، ووجدت أنها تخترق خصوصية المستخدم على نحوٍ أخطر من بقية التطبيقات؛ فالمستخدم لا يشارك بياناته الشخصية لدى التسجيل فحسب، بل يسرُّ إليها بمعلومات حميمة عن حياته ومشاعره وأسراره وصحته. الشركات المطوّرة لهذه التطبيقات تتعقَّب هذه المعلومات وترسلها إلى قوقل وفيسبوك وشركات في الصين وروسيا.🙆🏻‍♂️💰

  • الوقوع في فخ الحب! يكشف التحليل ملابسات حول أمان مستخدمي تلك التطبيقات، فتصميمها يهدف عمدًا إلى جمع أكبر قدر من المعلومات الشخصية، ويسمح للأشخاص باستخدام كلمات مرور ضعيفة جدًا لتسهيل الاختراق. ورغم إنكار معظم التطبيقات بيعها لبيانات مستخدميها، اختبر الباحثون أحدها ووجدوا أنه أرسل 24,354 متعقب خلال دقيقة واحدة. كما تمنع بعضها حذف الرسائل، وتأبى توضيح إمكانية إلغاء الاشتراك. 🔴🕵️

  • تصميم أفاعي الغرام! تُنشئ تطبيقات «حبيبة من الذكاء الاصطناعي» صور نساء بطابع يتميز بالإغراء، مع أسلوب حديث جذاب وجريء لجذب المستخدم. مثلًا، يظهر نصٌّ يقول: «أحب أن ترسل لي صورتك وصوتك»، وتسأل الشخصية المزيفة ما إذا كنت «مستعدًا لمشاركة كل أسرارك ورغباتك»، وذلك لدفع المستخدم إلى مشاركة تفاصيله. 🐍🫀

  • مقنّعون خلف التطبيقات! لا يمكن التعرف على هوية بعض الشركات المطورة لروبوتات المحادثات، كما يلفّ الغموض مواقع بعض التطبيقات. فغالبًا لا تحتوي المواقع على وجوه أو تفاصيل عن الأشخاص خلف التطبيق، ويكتفون بتضمين تفاصيل دعم عامة للمستخدم.🥸🧑🏻‍💻

  • 100 مليون مرة مجمل تحميل تلك التطبيقات الأحد عشر على هواتف الأندرويد، منجم ذهب لتطوير الذكاء الاصطناعي ومعرفة مكامن الضعف البشري الأقدم في التاريخ. ❤️🤖

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تعاني في التعامل مع شخص صعب المراس في عائلتك؟ قد تنتابك رغبة في تغيير نمط علاقتك بأحد أفراد أسرتك ممن تشعر بأنه يؤثر فيك سلبًا أو يؤذيك بشكل كبير ومتواصل. ولكي لا تضطر إلى قطع علاقاتك الأسرية، إليك نصائح تساعدك على إدارتها بشكل أفضل. 🤍

  • ما العلاقة الناجحة؟ لن تتمتع بعلاقة مثالية مع شخص صعب المراس، لذا حدد المشاكل التي تؤثر على علاقتك به، وفكر بنوع العلاقة المناسب والواقعي.🌿

  • تساءل عمَّ يمكنك التحكم به. لا يمكنك تغيير شخصيات الآخرين لإنجاح علاقتك بهم، ولكن بإمكانك دومًا التحكم بما يخصك. لذا دوّن كل ما يزعجك من الآخر وصنفه إلى فئتين: ما يمكنك تغييره، والخارج عن سيطرتك. مثلًا، لديك شقيق ينهكك عاطفيًا؟ لا تفكِّر بتغيير سلوكه بل اتخذ خطوات تتكيف من خلالها على أسلوبه، مثل توجيه مكالماته للبريد الصوتي، مع إخباره بالوقت الذي يمكنك الرد فيه، وتحديد المواضيع التي لا ترغب بالحديث عنها. ✋🏽

  • درّب نفسك على المواجهة. سيتطلب منك التغيير نقاشات صعبة، ربما تحتاج إلى قول أمر لا يودّ الآخر سماعه. ذكِّر نفسك أن حزمك فيما يخص احتياجاتك وحدودك ليس وقاحة. كن مباشرًا وواضحًا، كأن تقول لأحدهم «لا أريدك أن ترفع صوتك في وجهي» وحاول أن تكون لطيفًا قدر المستطاع. 🙂 

  • توقّع «شخصنة» الأمور. كثير من الأُسر ترى المحادثات الصريحة هجومًا شخصيًّا، وتنظر إلى رغبتك في التغيير رفضًا لما هم عليه، وتتفاعل معك إما بالاعتراض أو الخجل أو الاستياء. لذا تحلّ بالصبر والتفهم، وفي الوقت نفسه حافظ على ثقتك وهدوئك ولا تتراجع. 🤷🏻‍♂️

  • اخلق مسافة صحية. لا بأس من تكوين مسافة صحية بينك وبين من يسيء إليك أو يؤثر فيك بشكل سلبي ومؤذٍ، فنحن لا نرغب في قطع صلة الرحم. قنِّن أيام زيارتك له ولا تطل الزيارة، وعند الحوار في موضوع لا تودّ مناقشته به غيّر اتجاه الحديث بلباقة إلى المسار الذي تراه مناسبًا لكما. 🫂

  • تصوَّر عائلتك بيئة عمل، ولديك عنصر صعب المراس غير مسموح لك أبدًا بفصله. اقرأ أكثر عن مهارات التعامل الإدارية مع شخصٍ مثله، وستجد أنَّ الأمور ستغدو أكثر سلاسة. 🤝

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • مجتمع نميمة العمل الإلكتروني يجعلنا كموظفين قادرين على استغلال المساحة الرقمية التي توفرها تك توك لتشارك هموم العمل اليومية مع أي شخص. 🗣️

  • تذكَّر أنك ذاتٌ مستقلة، لا تحتاج إلى مشهور يكون امتدادًا لك، ولست في حاجة إلى أن تكون مجرد مرآة يتأمل فيها النرجسيّ انعكاس قيمته. 🤬

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.