إشكالية النسوية البيضاء في «ترند ناريهان»!
الطريقة التي نحتاج أن نتبنّى بها قضايانا في الشرق الأوسط تختلف كثيرًا عن الطريقة التي يطالب بها بِيض الطبقة الوسطى الغربية.
إذا أردتَ الاحتفاظ بلحظة في ذاكرتك الطويلة، لنفترض مثلًا احتفاظك بذكرى وجودك مع طفلك في الحديقة، ركِّز على كل ما هو إيجابي ولا تلتفت للسلبي، كن واعيًا لتفاصيل الطقس والألوان والرائحة وصوت طفلك وتفاصيل حركته. لكن لا تفعل ذلك والجوَّال في يدك، فالجوَّال قاتل الذاكرة الأول، كل رنَّة إشعار وكل هاجس لديك للتصفح وكل قلق من إيميل وصلك من العمل ولم ترد عليه سيقتل التفاصيل الصغيرة التي يحاول دماغك الاحتفاظ بها عن هذه اللحظة الحميمة مع طفلك، وحين تكبر في العمر لن تتذكرها.
يعود الاقتباس إلى أحد الباحثين الرواد في الذاكرة د. شاران رانقاناث (Charan Ranganath)، ويذكرني بشيء آخر قرأته ولا أتذكر مصدره: أنَّ ظاهرة نسيان التفاصيل الصغيرة الحميمة من حياتنا جعلت أيامنا تشبه بعضها بعضًا، وقد تترك عند البعض إحساسًا كئيبًا بالخواء. 😕
في عددنا اليوم 📨 نتأمل الإشكالية النسوية في مقطع ناريهان، وهل وعد إيلون مسك بإنقاذ الجنس البشري قابل للتنفيذ، وما الأدوات التي ستساعدك إن كنت معتادًا على تحويل الحبَّة إلى قبَّة، ولماذا تحتاج إلى معرفة «نظرية الأحمر». ❤️
إيمان أسعد
إشكالية النسوية البيضاء في «ترند ناريهان»!
ذهبت البارحة للتسوق من أجل «التقضية الشهرية». اعتدت أن أشارك متابعيّ في «سناب شات» صورة لعربية المشتريات كل شهر قبل الامتلاء وبعده ، لكني حرصت ذلك اليوم على ألّا تظهر عبوة الفوط النسائية الصحية في الصورة، بل آثرت أن تبقى في الأسفل. لو سألتني عن ذلك الفعل لأجبتك على الفور: «ناريهان واحدة تكفي»!
أثار مقطع نشرته مدوّنة الفيديو الشهيرة ناريهان عبر تك توك جدلًا عربيًا واسعًا في الأيام الماضية. المقطع تظهر فيه المؤثرة وهي تتجهز لحضور حفل «أسبوع الموضة في دبي»، وأثار استياء العديد من النساء العربيات بعدما وضعَت الفوط الصحية النسائية داخل حقيبتها الشفافة وعلقتها حول خصرها بشكل واضح. النساء المعترضات وصفن الفعل بغير اللائق لا للمكان الذي ستحضره ولا الطريقة التي «طبّعت» بها ظهور الفوط النسائية بهذا الشكل.
الردود المتفاوتة على المقطع الذي ظهرت فيه المؤثرة شملت توجهات مختلفة. إذ أعربت أُخريات على مواقع التواصل الاجتماعي عن رأيهن المساند لناريهان بأن الدورة الشهرية لدى النساء العربيات لا تزال في طور التطبيع للتثقيف الصحي تجاهها. وأنَّ مقطع ناريهان وغيرها قد يسهم في حل ستار «الحياء» المتعلق بالحديث عن مشكلات الدورة الشهرية وآلامها ومعاناتها بشكل مريح يسهم في حصول المرأة على الرعاية المطلوبة. كما تسهم في التغلب على الخرافات والتحديات الثقافية المرتبطة بالدورة الشهرية.
توجُّه آخر طرحته مؤثرة أخرى على تك توك ولقي أصداء مساندة، إذ عدَّت المقطع تبنّيًا لقضية نسوية لكن بالطريقة الغربية البيضاء.
«النسوية البيضاء» مصطلح يتضمن تعبيرًا معينًا عن النسوية، وغالبًا يُنتقد لتركيزه بشكل أساسي في طرح القضايا النسوية وحلها بطريقة النساء البيض الغربيات، دون التعامل مع أشكال القهر الفريدة التي تواجهها نساء منتميات إلى مختلف الأعراق سواء في الغرب أو حول العالم، ولا تأخذ في الحسبان الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمعات غير الغربية.
فالنسوية البيضاء تعطي الأولوية حصرًا للنساء البيض من الطبقة الوسطى، وبالتالي تشدد على القضايا التي تؤثر في المقام الأول فيهن. والمعتقد الأساسي هنا أن تحقيق المساواة للنساء البيض سيفيد تلقائيًا جميع النساء الأخريات حول العالم.
في الواقع، ليس ذلك ما يحدث في العالم الحقيقي. فحسب الدراسة التي نشرتها جامعة كاليفورنيا بعنوان: «التفوق الأبيض بكعب عالٍ» (White Supremacy in Heels) تفشل النسوية البيضاء في مراعاة تفاوت تجارب النساء في البيئات المختلفة. فهي تتجاهل كيف يتداخل التمييز بين الجنسين مع العنصرية ورهاب الإسلام وظروف الحرب والمجاعات وغيرها من أشكال التمييز.
من هنا منطلق كثير من الانتقادات على مقطع ناريهان، وطرح السؤال «ما الفائدة التي نرجوها من ظهور الفوط الصحية علنيًا كوسيلة في قضية التثقيف الصحي للدورة الشهرية؟». فحاجة المرأة العربية الآن في غزة والسودان والمجتمعات الأخرى التي تعاني شُح الموارد وظروف الحرب القاهرة أولى بالنظر والمطالبة بحقوقهن للحصول على الفوط النسائية الصحية للمحافظة على صحتهن، بدل إظهار هذه الامتيازات بشكل عبثي وفي سياق الرفاهية.
الطريقة التي نحتاج أن نتبنّى بها قضايانا في الشرق الأوسط تختلف كثيرًا عن الطريقة التي يطالب بها بِيض الطبقة الوسطى الغربية، ومن الأَوْلى أن تتم المطالبة بها والتحدث عنها في إطار متّسق مع البيئة والشارع العام الذي نعيشه في العالم الحقيقي. وهذا ما قد يغيب عن ذهن المؤثرات اللاتي انفصلن «قليلًا» عن الواقع العربي.
خبر وأكثر 🔍 📰
إيلون مسك يعد بإنقاذ الجنس البشري من الذكاء الاصطناعي!
قائمة وعود ثاني أثرى رجل في العالم تطول! اشتهر مسك بتقديم وعود خارقة شبه مستحيلة للبشرية، مثل وعده باستيطان المريخ وتشييد وسائل نقل تحت المدن وتحسين تجربة منصة إكس. لكن وعدًا منها تحقَّق من خلال شركته «نيورالينك»، إذ أعلن إيلون مسك عن نجاح تقنية زراعة رقاقة دماغ لاسلكية في إنسان. فما إمكانية هذه التقنية أن تكون، على المدى البعيد، مفيدة لإنقاذ الجنس البشري؟ 🦸🏻♂️💰
كيف تعمل الرقاقة؟ تهدف تقنية «واجهة الدماغ والحاسوب» المعروفة بـ«بي سي آي» (BCI)، إلى قراءة إشارات الدماغ وتحويلها إلى إشارات قابلة للفهم. وتستفيد «نيورالينك» من هذه التقنية في إدراج جهاز بحجم العملة في الجمجمة، مع أسلاك دقيقة تقرأ نشاط الخلايا العصبية وترسل إشارة لاسلكية إلى وحدة الاستقبال؛ ولهذا تركِّز هذه التقنية حاليًّا على علاج حالات الشلل والأمراض العصبية المعقدة. «نيورالينك» لا تلعب وحدها في الساحة، فهناك شركات أخرى مثل «سينكرون» المدعومة من بيل قيتس وجف بيزوس زرعت أجهزتها في عشرة مرضى بالفعل. 🧠📲
العلاج ومآرب أخرى. علاج إصابات الدماغ والعمود الفقري هو الخطوة الأولى لـ «نيورالينك». لكن هدف إيلون مسك على المدى الطويل هو تأمين «تعايش الإنسان مع الذكاء الاصطناعي»، والذي يصفه بأنه «مهم على مستوى بقاء الجنس البشري». فما يهدف إليه من خلال الرقاقة تطوير نظام يمكنه تفسير أو ترجمة الإشارات من الدماغ بدقة أكبر، مما يمكِّن البشر من التواصل مع الحواسيب والأجهزة الإلكترونية بطرق متقدمة (بمجرد تفكيرك في وجبة، يصل الطلب إلى تطبيق التوصيل!) هذا التطور سيحمي الجنس البشري من مخاطر الذكاء الاصطناعي وتفوقه! 🩺🤖
بالطبع لا يزال البعض مشككًا! يشكك بعض العلماء في سرعة تحقيق وعد إيلون مسك، فأولًا الأدمغة البشرية مختلفة عن بعضها، وتصميم موحَّد للرقاقة لن يتناسب معها كلها. كذلك، من سيخاطر بعملية جراحية في الدماغ فقط لكي يتسنى له تصفح جواله أو طلب البيتزا من خلال الخواطر! أما بكلام السوق والأرباح، فالرقاقة كمنتج سيكون استخدامها محدودًا في حالات الأمراض النفسية الحادة والعصبية والخرف، وحتى في هذه المجالات لا تزال الأبحاث في مراحلها المبكرة. ما يعني أننا سننتظر عقودًا قبل تحقيق وعد إيلون مسك، بينما الذكاء الاصطناعي يتطور يومًا بعد يوم! 🐢🚀
🌍 المصدر
شبَّاك منوِّر 🖼️
هل يتهمك الناس بأنك متشائم و«تكبِّر السوالف»؟ إن كانت إجابتك نعم، ستفيدك معرفة مصطلح (catastrophizing) الذي يعني «تضخيم المواقف إلى كوارث» حيث تفترض دومًا أسوأ السيناريوهات الممكنة. من حسن حظك أن مجموعة من الخبراء تولّوا وضع خطوات للحد من استغراقك في الأفكار السلبية المفرطة. 😵💫🧹
التدخُّل المونولوجي أداة فعَّالة! تنصح أليسا مانكاو بتدارك الأمور في بدايتها، لذا قبل دخولك الدوامة قل لنفسك: «هذا مجرد تفكير سلبي، فأنا مررت بمواقف كهذه من قبل وتحسنت الأمور». أما سامانثا سبيد فتفضِّل طرح هذا السؤال على نفسك: «ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ وهل يمكنني التغلب على ذلك؟» ففي المجمل نحن قادرون على التغلب على سيناريوهات الكوارث، ولكن القلق يوهمنا أننا سنعجز عن التغلب عليها. 💭🫢
إعادة ضبط الفكرة. ترى دايان أوربان أنَّ تغيير مسار الفكرة السلبية إلى إيجابية هي طريقة رائعة للتخلص منها. مثلًا، غيِّر فكرة (لا أحد يحبني) إلى (بعض الأشخاص يحبونني) وكرِّرها حتى تختفي الفكرة الضخمة عن نبذ الناس لك. أما كورتني مورقان فتنصح بالتخلص من الاعتقاد أنَّ أفكارنا السلبية هي ما نحن عليه في الحقيقة؛ إحدى الاستراتيجيات الفعّالة هنا خلقُ فاصلٍ بين أفكارك وبينك، فعِوضًا عن التفكير «أنا شخص فاشل» قُل «فشلت في بعض الأمور». 🎛️💬
الإلهاء بالتأريض الجسدي. يقول إلفيس روساليس إن تقنيات التأريض ممارساتٌ فعّالة لإعادة توجيه تركيزك إلى اللحظة الحالية كلما بدأت أفكارك في الدوران بشكل سلبي. مثلاً، يمكنك مخاطبة حواسك جميعها بتسمية خمسة أشياء حولك تستطيع رؤيتها، وأربعة تستطيع لمسها، وثلاثة تستطيع سماعها، وشيئين تستطيع شمّهما، وشيء تستطيع تذوقه. تلك التقنية تساعد على مقاطعة دورة التفكير السلبي وإعادتك إلى واقع اللحظة. ✂️🌪️
التركيز في النتائج الإيجابية السابقة. ينصح سكوت قلاسمان بتدوين المواقف السيئة أو السلبية التي مررنا بها وانتهت إلى نتيجة إيجابية معاكسة لما ظننا بادئ الأمر. هذا التمرين يعزِّز ثقتنا أنَّ الأمور حتى إن أخذت منحنىً سيئًا، فثمة احتمال جيد أنَّها ستتحسَّن في النهاية. 📝💪🏻
تقبَّل حدوث السيئ وابحث عن الحل. يقول مات لوندوكويست أنَّ التفكير الكارثي قد يبدو لك جهدًا مبذولًا لأجل تقبُّل الكارثة متى وقعت مستقبلًا، لكنه في الواقع إستراتيجية لتفاديها. فالعالم مليء بالاحتمالات، والأمور السيئة تحدث كما تحدث الأشياء الجيدة، فالأفضل تقبُّل هذه الحقيقة دون إفراط في توقُّع ما سيحدث. وينصحك بيتا جاي بتقسيم الوضع السيئ إلى أجزاء قابلة للإدارة، هكذا سينصب تركيزك على إيجاد حل بدل الاستغراق في كآبة تصوُّر المستقبل. 🗃️🕵🏻
🧶 المصدر
لمحات من الويب
«لا ننتهى أبدًا من صنع أنفسنا. فأنا أشعر هذه الأيام بأننى أواجه نفسي مثل نحَّات يقف أمام صخرة يجب أن يحذف منها كل ما هو غير جوهري.» خوان خوسيه مياس
كيف ستعيش يومك الوظيفي لو كنت تعمل في مصنع محَّايات ياباني؟
تحتاج إلى معرفة نظرية «الأحمر» في تصميم ديكور بيتك!
بس هلق ما بتذكَّر.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
السر الذي كشفته الخوارزميَّات أنَّ لدى بعض البشر استعدادًا للحط من قيمة نفسه والتجرُّد من أخلاقه أو كرامته لزيادة التفاعل مقابل المال. 🧝🏻♀️
أتصور أن يصبح تبادل حسابات الشبكات الاجتماعية و«اليوزرات» جزءًا من عادات الخطبة لتكوين صورة أفضل عن ابن الحلال، ولعله يدفع الشباب للتأدب. 👰🏻♀️
ثمانيةنشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.