هل إذا عشنا حياة الآخر سنجد السعادة؟

نعتقد بأن الآخرين الذين نراهم سعداء في لحظاتنا العابرة هم من نريد أن نكون عليه، ولكن ماذا لو كُنا في مكانهم بالفعل؟

أحيانًا تكون الكارثة مهولة بحيث تحجب تفاصيلها الصغيرة المروّعة، لا سيما في حياة النساء الفلسطينيات في غزة...50 ألف امرأة حامل -40% منهن حملهن معرَّض لمضاعفات خطرة- لا طبيب ولا ممرضة ولا قابلة ولا مسكّنات متوفرة لهن أثناء الولادة، الحبل السريّ يُقطع بأي آلة حادة دون تعقيم. لكن لا شيء من هذه التفاصيل يثير تعاطف التيار النسوي الغربي.

الاقتباس أعلاه من مقال في القارديان، تحاول فيه الكاتبة نسرين مالك معرفة السبب وراء تجاهل النسوية الغربية معاناة المرأة الفلسطينية في الوقت الذي تتجه فيه أصواتهن إلى دعم فلم «باربي» والاعتراض على عدم ترشيح بطلة الفلم ومخرجته للأوسكار. والجواب الذي تصل إليه، أنَّ النسوية الغربية لا ترى المرأة الفلسطينية «مساوية» لهن وتستحق الإنقاذ، لأنها أساسًا لا تؤمن بالقيم التي يؤمنَّ بها.  

في عددنا اليوم 📨 نستكشف تجربة العيش في حياة شخص آخر ليومٍ واحد، وما سر الهوس بلعبة «ووردل»، وكيف تحوِّل ديكور بيتك إلى مصدر للدوبامين، ونستمع إلى إجابة أب الذكاء الاصطناعي حول ما يجب أن يتعلَّمه أطفال اليوم. ❤️

إيمان أسعد


هل نتبادل؟ / Imran Creative
هل نتبادل؟ / Imran Creative

هل إذا عشنا حياة الآخر سنجد السعادة؟

أنس الرتوعي

زرت مع أصدقائي في بداية فصل الشتاء قرية «بالومبارا سابينا» (Palombara Sabina)، القريبة من العاصمة الإيطالية روما، لكي نقضي يومنا مع إحدى الجدات فيها. كنا سندخل منزلها الريفي الصغير ونتعلم منها طريقة إعداد الباستا الإيطالية الشهيرة. في ذلك اليوم طبختُ مع مستشار إنقليزي ومع خبيرٍ في علم الأمراض وسيدة من أصول صينية وأشخاص آخرين كثيرين لم أسجل معلوماتهم وليس لدي اليوم أي وسيلة للتواصل معهم.

كان هدف رحلتنا إلى إيطاليا هو الابتعاد عن ضغوط العمل، ومثل كل السياح شمل جدولنا زيارة متاحف وأنشطة ترفيهية مختلفة وتجارب مطاعم وغيرها. لكنني كنت أبحث عن تجربة محلية فريدة، ولأنَّ سبقت لي المشاركة في عدد من التجارب الموجودة في موقع «إير بي إن بي» فقد حرصت على تشجيع أصدقائي على خوض إحداها حتى لو كانت بعيدةً عن اهتماماتنا أو عما نحب، المهم عندي أن نجرب شيئًا مختلفًا.

التجربة هذه المرة كانت أن تعيش حياة أحدٍ آخر ليومٍ واحد!

إذ كم مرة لدى سفرك نظرت إلى بائع في محل ورود أو فتاة تبيع في مكتبة محلية وتمنيت أن تعيش حياتهم اعتقادًا منك أنهم يعيشون في فلم رومانسي! فنحن نقرأ دومًا قصصًا حول أهمية أن نعيش كما نحب وليس كما يحدده لنا الأهل أو المجتمع، ونعتقد في أحيان كثيرة بأن الآخرين الذين نراهم سعداء في لحظاتنا العابرة هم من نريد أن نكون عليه، ولكن ماذا لو كُنا في مكانهم بالفعل؟ هل نكون حقًا سعداء؟

هذا ما جربناه بالضبط أنا وأصدقائي، حجزنا حياة أخرى ليوم واحد فقط وركبنا القطار نحو القرية.

القرية هادئة جدًا، لا يسكنها تقريبًا غير المتقاعدين. استقبلتنا الفتاة الإيطالية كاترينا التي كانت رفيقتنا ومترجمتنا، واتجهنا إلى بيت الجدة التي رحبت بنا بصوتها العالي ولغة الجسد الإيطالية المعروفة. لا أعرف ماذا قالت بالضبط لكنها كانت سعيدة. بدأنا التعرف إلى المشاركين معنا في التجربة، وهم من جنسيات ودول مختلفة، وكان الاسم الأول والمهنة يكفيان جدًا للتحدث والعمل مع أشخاص تلتقيهم للمرة الأولى.

استمرينا نحو خمس ساعات نعجن البيض ونمزجه بالدقيق ونحاول تقطيع العجين على شكل خيوط رقيقة صالحة للسلق ثم الأكل، وبين كل ذلك لا تتوقف النقاشات حول تفاصيل إعداد الطبق. وفي النهاية جلسنا كلنا حول مائدة الطعام لنأكل مع جدتنا ونحن نضحك ونمرح.

في نهاية الرحلة تحدثت مع كاترينا حول عملها، فأخبرتني أنها تدير هذه التجربة لتدفع مصاريف دراستها في روما، وأن معظم الجدات اللاتي يوفرن تجارب الطهي يعانين ماليًّا لأن القرية ليست فيها وظائف كافية، فابتكرن هذه التجربة علَّها تجلب سياحًا مثلنا وتزيد من دخلهم.

نعم، قريتهم جميلة جدًا، والهواء فيها عليل، والباستا التي تصنعها الجدة لن تجدها في أي مطعم فاخر، لكن كل ذلك الجمال يظل معك إن عشته ليوم واحد فقط، لكن إن أردت الاستمرار فسوف تواجه صعوبة الحياة الحقيقة. لذلك لا تقارِن يومهم الجميل بحياتك، بل قارِن حياتك كلها بحالهم، وقد تجد حياتك أجمل مما تعتقد. 


خبر وأكثر 🔍 📰

مهووس بالهاتف / Giphy
مهووس بالهاتف / Giphy

هوس الفوز في لعبة «ووردل» يدفع البالغين للبكاء!

  • التعلق الغريب بلعبة! تعداد «الستريك» في سناب شات ليس الوحيد الذي يحافظ عليه الأشخاص اليوم، بل موجود في عالم لعبة «ووردل» (Wordle) المتجددة يوميًا. إذ يتخذ اللاعبون إجراءات استثنائية للحفاظ على سجلاتهم في اللعبة، مثل الاختباء في حمام مطعم أثناء العطلة أو المخاطرة باستنفاد بطارية الجوَّال في حالة انقطاع التيار الكهربائي، وإذا انقضى اليوم دون فرصة للعب قد يدخل البعض في نوبة بكاء لساعات! 😫🖍️

  • السرِّ النفسي وراء الهوس! يقول عالم النفس لويس باكارد إنَّ «سر الجاذبية في لعبة "ووردل" تكمن في محدودية الوقت المتاح لحل اللعبة قبل أن تتغيَّر في اليوم التالي، مما يحوِّلها مع الاعتياد عليها إلى سلوك قهري لا بد أن تفعله يوميًّا حتى ترتاح، أشبه بـ"هرشة" تحتاج إلى حكِّها كل يوم وإلا ستزعجك.» يتأكَّد هذا السر في مقابلة مع مطور اللعبة جوش ووردل صرّح فيها بأن الحد من عدد الألغاز إلى لغز واحد في اليوم يجعل اللاعبين يترقبون اللعبة يوميًا، ويحفزهم على المشاركة بانتظام دون أن يفقدوا الإثارة. 🤩📆

  • سحب أرجل اللاعبين لزيادة عدد الزائرين! بعد الانتشار الواسع للعبة، تحرَّكت نيويورك تايمز بسرعة واتفقت مع جوش ووردل على شراء حقوق اللعبة وظهورها حصريًّا في موقعها وتطبيقها. كما أعلنت  أن اللعبة ستظل مجانية في البداية لجميع اللاعبين، سواء كانوا جددًا أم حاليين. لم تتعهد الصحيفة بالحفاظ على اللعبة كخدمة مجانية على المدى البعيد لكنها تظل الرابحة في هذه الصفقة التي تجرُّ إليها عددًا يوميًّا كبيرًا من الزائرين . 💰🏃🏻

  • لا تنسَ وِردك اليومي! النسخة العربية من اللعبة العالمية الشهيرة متاحة باسم «الوِرد»، ففي نهاية شهر يناير من عام 2022 بدأ أعضاء فريق «كالفاد» (Kalvad) في دبي يتحدَّون بعضهم بعضًا في لعبة «ووردل»، وشعر غالبية الفريق من الناطقين باللغة العربية أن هذه اللعبة ستكون رائعة أيضًا بلغتهم الأم، فطوَّروا أول نسخة عربية للعبة ومشاركتها مع العالم. والسؤال: لماذا لم نسمع بهوس مشابه للعبة العربية؟ 🤷🏻‍♀️📰

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

تصميم جمانة سكلوع
تصميم جمانة سكلوع

🧶 المصدر


لمحات من الويب 


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • حكاية الهاكاثون قصة فشل لن يذكرها أحد غيري، ورغم ذلك فقد تعلّمت الكثير من هذه المشاركة التي كانت بعيدة جدًا عمّا اعتدته. 🤩

  • لا تنس في فورة فرحتك، أنك إن كنت موظفًا في مشروع صغير، قد تصبح مجبرًا -سواء كنتَ مواطنًا أو وافدًا- على أن تكون مندوب توصيل! 🛵

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.