هل فضفضة الأسرار مقياس للصداقة الحقيقية؟

من الشائع قياس مدى عمق العلاقة بين الأشخاص بالكمّ الذي يعرفه كلٌ منهم عن الآخر، لكن هل هذا المقياس صحيح؟

«إسرائيل خسرت دعم جيل زد الأمريكي، ولن يعيده إقالة رؤساء الجامعات والتهديد بوضع الطلبة المتظاهرين على قوائم التوظيف السوداء لدى الشركات، لأنَّ هذا الجيل رأى بعينه ما ترتكبه إسرائيل الآن من مجازر ورفضها المتعمد والراسخ (رفضٌ أقرَّه نتنياهو بوضوح) لحل الدولتين حتى قبل السابع من أكتوبر.»

هذه خلاصة مقالة رأي في نيويورك تايمز، تحلل اختلاف الأجيال الأمريكية في دعمها لإسرائيل، حيث الجيل الستيني وما فوق لا يزال يدعم إسرائيل بأغلبية عظمى، والجيل الأربعيني مرتبك حيالها، وجيل زد راسخ في رفضه دعمها.

عام 2024 هو عام انتخابات الرئاسة الأمريكية، فإلى أي مدى سيُترجَم هذا الاختلاف في تحديد هوية الرئيس القادم وسياسته تجاه الكيان الإسرائيلي؟

في عددنا اليوم 📨 نستكشف إن كانت فضفضة الأسرار مقياسًا للصداقة، ومدى أخلاقية استخدام الحمض النووي في رسم وجه المشتبه به، وكيف تؤثر إيجابًا في حياة أطفال إخوتك وأخواتك، ونقفز أربعين عامًا إلى الماضي لحظة مولد «ماك». ❤️

إيمان أسعد


ضد الفضفضة / Imran Creative
ضد الفضفضة / Imran Creative

هل فضفضة الأسرار مقياس للصداقة الحقيقية؟

إيلاف محمد

في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أمضيت ليلة الجمعة كاملة برفقة شقيقتي: تبادلنا أحاديث كنا قد أجلناها لوقت طويل، وأخذتنا الأجواء الباردة إلى التعمق في فضفضة منتهية بالحديث عن أمور كنت أظن أنها لن تخرج إلى العلن أبدًا. 

من حسن حظي أنَّي مقربة لأفراد عائلتي، فأسوأ ما قد يواجهه الإنسان في علاقاته تلك اللحظات المحرجة التي تعقب الإفصاح عن سر دفين أو موقف محرج أو أفكار حميمة في فضفضة عابرة لا تحبذ أن يطّلع عليها أي أحد، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ستضطر إلى مقابلتهم بشكل مستمر والنظر إليهم مطولاً: أصدقاؤك المقربون!

أعرف أنَّ من الشائع قياس مدى عمق العلاقة بين الأشخاص بالكمّ الذي يعرفه كلٌ منهم عن الآخر، لكن هل هذا المقياس صحيح؟ من الصعب جدًا على البعض تقبّل أن يكون أحد الأشخاص المقربين منهم على معرفة بأمر لا يودون مشاركته. بل قد ينتابك ذلك الخوف المقلق: هل سيخبر صديقك أحدًا آخر أم أنه سيكون جديرًا بحفظه؟ 

هذا الخوف تأكَّد لديّ مع قراءتي مقالة عنوانها «لا بأس بالكشف عن سر صديقك» (It's OK to Spill a Friend's Secret)، إذ بيَّنت أولًا مدى ثقل العبء الذي نرميه على الصديق حين نأتمنه على سر أو تفاصيل شخصية قد تؤذيه نفسيًّا، ونضعه في موقف الاختبار وإثبات الولاء. الأمر الثاني الذي أقلقني هو حثُّ المقالة الصديق على إيجاد طرق للإفصاح عن السر والارتياح منه، دون إيذاء صاحب السر؛ مثلًا الإفصاح به إلى المعالج النفسي، أو لشخص ليس على معرفة بصاحب السر، أو الإفصاح مع تغيير بسيط في التفاصيل. 

دراسة نُشرت أبريل من العام الماضي بعنوان «كيف تؤثر مشاركة الأسرار على مفهوم المسافة في العلاقة لدى الطرفين» (Secretive and Close? How Sharing Secrets may Impact Perception of Distance) تشير إلى أنَّ الحافز الأساسي لمشاركتك سرًّا أو تفاصيل شخصية مع شخص آخر هو تقريب المسافة بينكما وتوثيق العلاقة الاجتماعيَّة به، وليس بالضرورة للتخلص من عبء السر. كما أشارت الدراسة أنَّ مشاركة الأسرار السلبية تقرِّب المسافة أكثر من الأسرار الإيجابية، لكن مشاركة الأسرار السلبية أو الحميمة تتطلب منك انكشافًا عاليًا ووضع نفسك في موقع ضعف أمام من وضعت ثقتك به.

وأضيف سببًا أخيرًا لعدم ارتياحي للفضفضة مع الأصدقاء، هو أنَّ اختلاف ردود الفعل تجاه الفضفضة قد يوتِّر العلاقة. فأنت قد تتوقع أحيانًا نوعًا معينًا من ردود الفعل أو تعاطفًا محدَّد حسب نظرتك إلى الأمور، وتفاجأ أنَّ ردة فعل الطرف الآخر جاءت وفق نظرته المختلفة عنك؛ قد يطلق عليك حكمًا، أو يخيب ظنّه، مما يُشعِرك بالسوء حيال قرارك الإفصاح. 

علينا أن نعي أنَّ الصداقة الحقيقية تحتاج إلى توازن دقيق بين شفافية الفضفضة والحذر من الانكشاف؛ فأنماط التواصل تختلف من فرد إلى آخر، وكذلك القدرة على حفظ الأسرار. وعلى الرغم من أهمية تقاسم الأفكار والمشاعر مع الأصدقاء لتقريب المسافات، فإن التقدير لحدود الخصوصية والحذر من الكشف عما قد يعرِّضك للأذى من الأدوات الذكية في إدارة علاقاتك. 


خبر وأكثر 🔍 📰

اكتشاف الملامح / Giphy
اكتشاف الملامح / Giphy

الحمض النووي أداة الشرطة في رسم وجه المشتبه به!

  • حمضك النووي يرسم وجهك! عام 1990 عثرت الشرطة على امرأة مقتولة في متنزه، وفي 2017 بعدما يئس المحققون من حل القضية، اتخذوا خطوة غير مسبوقة. أرسلوا عينات من حمض نووي عثر عليه في مسرح الجريمة إلى شركة «بارابون نانو لابز» التي تدَّعي قدرتها على تحويل الحمض النووي إلى وجه صاحبه، ليظهر على الشاشة رسم ثلاثي الأبعاد لصاحب العينة. 🧬

  • تشكيك في دقة الصور المبنية على الحمض النووي! تدَّعي شركة «بارابون» أنَّ تقنيتها تتنبأ بالجنس ولون الشعر والعيون والجلد والنمش والشكل العام للوجه من خلال خوارزميات تقرأ تلك الصفات من الحمض النووي. وتميل الصور إلى كونها وصفًا محتملًا للمشتبه به وليست نسخة طبق الأصل من وجهه. 🧑🏽‍💻

  • باب واسع على ممارسات غير أخلاقية! في عام 2020 انتهك أحد المحققين شروط الخدمة لشركة «بارابون نانو لابز» وخصوصية الأفراد، وأدرج الصورة المولدة من الحمض النووي لمشتبه به في برنامج التعرف على الوجوه. تقول «جينفير لينش» مستشارة مؤسسة الحريات المدنية «إنها ممارسة خطرة جدًا، وقد تعرِّض أشخاصًا لخطر الاشتباه في جرائم لم يرتكبوها.» لأن هذه التقنية غير دقيقة. 🔬

  • تطوُّر هائل في التعرف على الوجوه! تطورت تقنية التعرف على الوجه إلى حدٍّ كبير. في 2018 اختبر «المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتقنية» خوارزميات «التعرف على الوجوه» على قاعدة بيانات تتضمن نحو 12 مليون شخص، ووجدت أن 99.9% من عمليات البحث حدَّدت الشخص الصحيح، بشرط استخدام صور عالية الجودة مثل رخصة القيادة وجواز السفر، وليست صور كاميرا المراقبة الضبابية أو المولّدة عبر برامج أخرى. 😳

  • رأس خيط ضروري في القضايا الصعبة! بالرغم من اعتراض الخبراء على استخدام الصور المستخرجة من الحمض النووي، إلا أنَّ المحققين يصرحون أنهم لا يستخدمون الصور كدليل أساسي، وإنما كخيط يوصلهم إلى نتائج أخرى، أو دليل يدفعهم نحو الأمام في التحقيقات، لأنهم في النهاية مدينون للضحايا وعائلاتهم بمعرفة المجرم. لكن الخشية أن تؤدي هذه التقنية إلى وقوع ضحايا آخرين لانحيازات الشرطة وسوء استغلال الصور في تلفيق التهم.👮🏻‍♂️

🌍 المصدر


شبَّاك منوِّر 🖼️

يكتظ الإنترنت بالنصائح اللانهائية للآباء والأمهات حول التربية، لكن ماذا عن الأعمام والعمَّات والأخوال والخالات؟ للأقرباء دور فريد في تشكيل حياة الطفل وتربيته، فإن كنت ضمن تلك الفئة، إليك هذه النصائح. 👩🏻🧔🏻‍♂️ 

  • حدِّد نطاق دورك. الجزء الرائع في كونك ليس والدًا للطفل أنه يمكنك اختيار حدود التفاعل الذي يناسبك. البعض يفضّل الاكتفاء بإرسال بطاقات مليئة بالمال في الأعياد والعطلات، بينما يرغب آخرون في إيصال الطفل من المدرسة وإليها بشكل دوري. 🎁🚗 

  • ابحث عن الاهتمامات المشتركة. إذا كنت «تك توكر» بالفطرة أو تهوى ألعاب الفيديو أو القراءة أو محبًّا للاكتشاف والمغامرات، فمن المؤكد أن أحد أطفال إخوتك يتلاقى مع اهتماماتك. فكِّر في نشاط تستمتعان به، إذ سيسهل عليكما صنع نقطة اتصال تساعدكما على تعزيز العلاقة. 🎮📖

  • حافظ على التزامك. بمجرد أن تحدد دورك، وتكتشف الاهتمام المشترك، فكِّر في عدد المرات التي ترغب فيها بالوجود حول الطفل: كل يوم؟ مرة في الأسبوع؟ هل ستحضر الأنشطة المدرسية التي يشارك بها؟ عند بناء العلاقات مع الأطفال، احرص على الاستمرارية وعدم الانقطاع فجأة، لكي لا يشعر الطفل بأنَّك أهملته أو هجرته. 👋🏻🥺

  • كن الملاذ الإيجابي للطفل. قد يفضِّل الطفل اللجوء إلى الأعمام والأخوال على أن يلجأ إلى أبويه، إذ يحيط علاقة الطفل بوالديه توتُّر الضغوطات اليوميَّة وخوفه من إحباطهما وإرهاقهما. في هذه المنطقة الآمنة، يمكن للطفل أن يعبر عن نفسه ويفصح عن مشكلاته وأفكاره بحرية أكبر معك. وهنا مسؤوليتك في منح الطفل دعمًا إيجابيًّا يقيه خطر كتمان مشاكله أو اللجوء إلى أغراب قد لا يكونوا على قدر الثقة. 👂🏻💬

  • لا تتصرف من وراء ظهر الوالدين. من الضروري إجراء محادثات مستمرة مع الوالدين حول ما يرونه مناسبًا في تربية طفلهما، وألا تكسر صورتهما وهيبتهما أمام الطفل. وفي حال وجود مشكلة لدى الطفل لا تخفها عنهما، بل ساعدهما على حلِّها. هكذا يكون لك دور مؤثر في حياة الطفل ليس بصفتك بديلًا عن أبويه، بل بصفتك امتدادًا لهما ولعائلته الكبيرة. 🌳👨‍👩‍👧‍👦

🧶 المصدر


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • أنا أحبُّ الطعام، فهو نعمة غالية ودلالة خير وحب واكتفاء وأمان؛ لكن بإهمالنا بناء علاقة صحيّة معه نحوله إلى نقمة وابتلاء في العافية. 🍩

  • في مقدمات المسلسلات، قد تجد ما يرتبط بالعمل ويضيف إليه، إن لم يكن معرفيًّا فعلى الأقل فنيًّا أو أدبيًّا؛ ما يجعل حضور المقدمة أمرًا مرغوبًا فيه. 📺

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام