لماذا ارتبطت أغاني أم كلثوم بالمقاهي الشعبية

كما تؤدي الأجواء دورًا محوريًا في جميع الأنشطة التي يكون جوهرها المتعة؛ تزيدنا أغاني أم كلثوم وصوتها حلاوة في مقاهي القاهرة ليلًا.

هل تعرف أنَّ جودة نومك تحوَّلت إلى صناعة مليارية في الأعوام القليلة الماضية؟ تخيَّل أن استثمار المال الجريء في الشركات الناشئة المصنِّعة لتقنيات النوم ارتفعت إلى 800 مليون دولار في 2021 بعدما كانت 400 مليون دولار في 2017؟ تصنيع الفرشات وتطبيقات متابعة النوم والمنبهات المضيئة وأقنعة العين وهلمَّ جرًّا.😴

الوجه الساخر لهذا الخبر أنَّ تصاعد اعتمادك على تقنيات النوم يخلق لديك «قلق النوم»! 

في عددنا اليوم 📨 نستكشف لماذا يحلو صوت أم كلثوم في المقاهي الشعبية ليلًا، وكيف سيطرت أوريو على سوق الكوكيز رغم كونها تقليدًا لمنتج أصلي، وكم عدد الساعات التي يجب أن نقضيها للحفاظ على صداقاتنا المقربة، ولماذا الزمن يمر بسرعة. ❤️  
 

إيمان أسعد


أجواء طربية / Imran Creative
أجواء طربية / Imran Creative

لماذا يحلو صوت أم كلثوم في المقاهي الشعبية

محمود عصام

ظل والدي يقلّني بسيارته إلى المدرسة حتى عمر الثانية عشرة، وفي سيارته قاعدتان لا ثالثة لهما:

الأولى، لا يشغِّل في الكاسيت إلا أغاني أم كلثوم. والثانية، لا يُسمَح بصوت بشري في السيارة ما دام صوت أم كلثوم يصدح فيها.

هكذا حفظتُ أغاني أم كلثوم جميعها في الطفولة، حتى إنني كنت أراهن نفسي على معرفة اسم الأغنية قبل مرور الثواني الثلاثين الأُوَل من المقدمة الموسيقية.

على رغم كل هذا، لم أتذوق حلاوة أغاني أم كلثوم إلا بعدما كبرت وأصبحت من رواد المقاهي الشعبية. والعجيب أنني لم أحب صوت أم كلثوم نقيًا كما حرص أبي دومًا على سماعه، بل أحببته مشوبًا بضوضاء المقهى الخفيفة التي تضفي عليه سحرًا لا يُقاوم.

إذا كنتَ من رواد المقاهي الشعبية في مصر فأنت تعرف جيدًا ما أتحدث عنه. فبمجرد أن يحل الليل ويقل الجالسون حولك يمكنك أن تميز على الفور صوت أم كلثوم قادمًا من تلفاز المقهى تشوبه ضوضاء الشارع وأحاديث الناس. والمثير هنا أن تلك النسخة من أغاني أم كلثوم تحديدًا تكون أشد إمتاعًا من أي نسخة أخرى للأغاني نفسها التي نحفظها جميعًا عن ظهر قلب.

ما السر في أغاني أم كلثوم؟

في الحقيقية لا تحمل أغاني أم كلثوم سرًا متفردًا في هذا، بل السر يكمن في البيئة المثالية التي تُخلق من حولنا وتغير فينا وتجعلنا على أتم استعداد لخوض تجربة استماع ممتعة.

فمع قدوم الليل يحدث تحول ملحوظ في إدراكنا الحسي، حيث تختفي الصور المرئية النابضة بالحياة في النهار؛ وهذا يجعل حاسة البصر تتراجع ويتحول تركيزنا نحو حاسة السمع. ومع عدد أقل من المشتتات الحسية يمكننا التركيز بشكل أكبر على الموسيقا واستيعاب كل نغمة ولحن.

يؤدي أيضًا هرمون «الميلاتونين» دورًا مهمًّا في استمتاعنا بالموسيقا ليلًا، حيث تنتج أجسامنا مزيدًا من «الميلاتونين» في إشارة إلى أن الوقت حان للاسترخاء، وحالة الاسترخاء تلك تعزز استجابتنا العاطفية للموسيقا وتجعلها أشد تأثيرًا وعمقًا.

لماذا نستمتع بالموسيقا الكلاسيكية أكثر من العصرية؟

لكن لماذا تتضاعف المتعة مع الأغاني القديمة الصعبة مثل أغاني «ثومة»، ونسأم بسرعة من الأغاني العصرية السهلة؟

يقول بروفيسور علم النفس أدريان نورث أن السبب الذي يجعل الناس يتعلقون بالموسيقا الكلاسيكية عمومًا مرتبط بمستوى التعقيد في اللحن. ففي المرة الأولى التي تصغي فيها إلى لحن معقد سيثير فيك الحيرة، ويحفزك على التأهب لمعرفة ما النغمة اللاحقة. ومع تكرار الاستماع إلى اللحن المعقد، وتوقعك لأنغامه، تبدأ تتذوق اللحن وتستمتع به، ومع التكرار تزداد متعتك ويقوى تواصلك العاطفي به. أما الأغاني الحديثة البسيطة، فهي فورًا تحفز فيك متعة الاستماع لأنها سهلة، لكن مع التكرار تسأم منها، لعجزها عن تحفيز أي عاطفة لديك. 

أما فكرة الاستمتاع بالموسيقا الآتية من مسافة بعيدة فأمرها نسبي للغاية؛ لأن شدة الصوت ليست معيارًا مهمًا في تجربة الاستماع. فآذاننا وحاسة السمع لدينا قادرة على الاستمتاع بالأصوات الصاخبة مثلما يحدث في حفلة موسيقية، وكذلك بالأصوات الهادئة مثل صوت أم كلثوم القادم من بعيد الذي لا يخلو منه ليل القاهرة أبدًا.

كما تؤدي الأجواء دورًا محوريًا في جميع الأنشطة التي يكون جوهرها المتعة؛ ولهذا تبدو مباراة كرة القدم أشد حماسًا على أرض الملعب، والفِلم يصبح أجمل في دار السينما حيث الظلام والسكون وردود الفعل الجماعية. وللسبب نفسه يزداد صوت أم كلثوم حلاوة في مقاهي القاهرة ليلًا.

جمعتني الظروف أخيرًا بوالدي على طاولة واحدة في مقهى شعبي، وما هي إلا دقائق حتى انشغل أبي بالغناء مع «الست»، ووددت لو أقول له إن صوتها الآن أجمل من نسخة السيارة القاسية، إلا أنني وجدت نفسي أتمتم أنا الآخر معها ومع والدي: «وعمري ما اشكي من حبك مهما غرامك لوَّعني».


خبر وأكثر 🔍 📰

سارق الكوكيز / Giphy
سارق الكوكيز / Giphy

أوريو سيطرت على سوق الكوكيز رغم كونها تقليدًا! 

  • قبل أوريو كان هناك هايدروكس! في عام 1908 أطلقت شركة «سنشاين» كوكيز «هايدروكس»، وهو النسخة الأصلية من كوكيز أوريو الشهير الذي صنعته لاحقًا الشركة المنافسة «نابيسكو» في عام 1912. تميَّز كوكيز «هايدروكس» بنكهة الكريمة المعتدلة ومذاق الشوكولاتة الداكنة، وتفاخرت الشركة آنذاك بنظافة مكوناتها في وقت كانت شركات الأغذية تضيف الطباشير والجص في منتجاتها. 🤯

  • أجيال لا تتذكر أوريو في طفولتها. بالرغم من هيمنة أوريو على السوق الأمريكي حيث تمثل نحو 10% من مبيعات الكوكيز، إلا أنَّ أجيال الخمسينيات إلى السبعينيات من القرن الماضي لا يتذكرون «أوريو» في طفولتهم، ويغمرهم الحنين إلى كوكيز «هايدروكس»، بينما اعتقدت الأجيال الأصغر أنَّ «هايدروكس» تقليد رخيص لكوكيز أوريو! 🍪

  •  محبو  «هايدروكس» يبكون على الأطلال. مع زيادة شعبية أوريو بين مختلف الفئات العمرية، أوقفت شركة «سنشاين» إنتاج كوكيز «هايدروكس» عام 2003، ثم عاد إلى السوق عام 2015 بفضل شركة «ليف براندز». اليوم يصعب على المستهلك في أمريكا العثور على الكوكيز الأصلي في الأسواق بسبب احتكار شركة «نابيسكو» السوق. ولمن يريد «هايدروكس» عليه أن يطلبه من أمازون. 📦

  • الكابتن يحجب المنتج المحبوب. في تسعينيات القرن الماضي انتشر مفهوم عرف بما يسمى «كابتن الفئة» (Category Captain) ويُقصَد به المورِّد الذي تتعامل معه متاجر التجزئة ويحرص على توفير المنتجات الأكثر مبيعًا فقط. والنتيجة، في عام 1998 بلغت مبيعات أوريو 374 مليون دولار، بينما بلغت مبيعات «هايدروكس» 16 مليون دولار. 📊

  • اتفاقيات خلف الأبواب. في عام 2021 تقدمت شركة «ليف براندز» بطلب إلى لجنة التجارة الفدرالية للتأكد من أن «كابتن الفئة» لا يقمع كوكيز «هايدروكس»، مرفقة بشهادات عدة توضح سعي الموظفين لإخفاء عبوات «هايدروكس» من الأرفف. كما قدم «كابتن الفئة» معلومات خاطئة بشأن المنتج لإقناع التجار بالتوقف عن بيعه. وتستمر التحقيقات لرصد اضطرابات سلاسل التوريد. 🤝

  • في عالم المنتجات ليس مهمًّا أن تكون أصليًّا. راهن صانعو كوكيز «هايدروكس» لأمد طويل على تذكير الناس أنهم الأصل وأوريو هي التقليد، لكن أمام قوة الإعلان والسيطرة على سلاسل الإمداد والتوزيع وأرفف البقالات، لا يهتم الزبائن لمن الأسبقية! 🥸

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

كم ساعة تحتاج لكي تحافظ على وجود أصدقائك المقربين في حياتك؟ تلعب الصداقات دورًا هامًا في تحسين الصحة النفسية، وتقينا شرَّ العزلة والوحدة. لكن في ظل ارتفاع متطلبات الحياة اليومية وشح أوقات الفراغ، يفقد العديد من البالغين الاتصال بأصدقائهم المقربين. 
  • كم ساعة تحتاج لكي تكوِّن صداقة جديدة مقرَّبة؟ منذ التقائك بالشخص الذي تود مصادقته، ستحتاج إلى 40 - 60 ساعة من قضاء الوقت معًا للانتقال من المعرفة العابرة إلى الصداقة العادية. وللانتقال إلى الصداقة المقربة، ستحتاج إلى قضاء 140 - 200 ساعة إضافية. ⏳🌳

  • كم صديقًا مقربًا أستطيع الاحتفاظ به؟ وفقًا لعالمة النفس الاجتماعي بيفرلي فير، أقصى عدد من الأصدقاء المقربين الذين نستطيع الاحتفاظ بهم في حياتنا هو خمسة أصدقاء، وعلى الأغلب لن يزيدوا عن ثلاثة، لأننا نعيش في عصر يستنزف وقتنا وطاقتنا. كما يتوقف الأمر على شخصية الصديق، وطبيعة العلاقة معه إن كانت متطلبة أم متفهمة. ✋🏻👥

  • لا تقسها بالوقت، بل الكيفية! عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الصداقات فالمسألة لا تعتمد فقط على الوقت الذي تقضيه سويًا مع صديقك، بل كيف تقضيه. فمشاركة الأنشطة السطحية مثل مشاهدة التلفاز لا تساهم بشكل كبير في الحفاظ على العلاقة كما تفعل المحادثات العميقة وتبادل المواقف الشخصية والاستماع المتبادل. كما أنَّ اتصالك المنتظم مع الأصدقاء عبر المكالمات والرسائل، والتفاعل مع الأحداث اليومية، يمكنك من الحفاظ على مشاعر إيجابية بينك وأصدقائك. 📺💬 

  • اسأل نفسك هل أنت فعلًا منشغل؟ تخصيص وقت معين كل أسبوع أمرٌ يسير، لكن السؤال المهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: هل انشغالنا حقيقي للدرجة التي تعيق تخصيص وقت للصديق، أم أنها ذريعة سريعة لعدم اللقاء؟ بعد إجابتك بصدق عن السؤال ستعرف إن كنت حقًّا تحاول إبقاء الصداقة حية رغم انشغالك، أم تحتاج إلى تجاوز هذه الصداقة والبحث عن صداقة جديدة تناسبك. 🥲👋🏻

🧶 إعداد

لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀

  • لا أنكر أنّي أستمتع بالمحتوى الذي يستغل حنيني إلى الماضي، ولا سيما إلى التقنية التي اندثرت، لكني بدأت أُدرك أن هذا الشعور متحيّز. 💗

  • لا يوجد طريق أجدى لك من «التعلم خلال الممارسة» حتى تتعلّم فنيّات العمل وتتطور، والتي تعني بلغة دوجن بذل المجهود من طرفك. 💪🏻

نشرة أها!نشرة أها!نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.