كيف تبحث في «قوقل»؟

نبحث جميعًا عن معلومات عبر الإنترنت، لكن النتائج التي نصل إليها ليست ذاتها؛ لأن هناك من يبحث بشكل وهناك من يبحث بشكل سطحي فلا يصل إلا إلى قشور المعلومات.

الفقرة التي جهزناها البارحة لعدد اليوم في «خبر وأكثر» كان عنوانها:

التغيُّر المناخي يهدِّد الطماطم!

زبدة الخبر أنَّ شركة أدوية وأبحاث زراعيَّة عالمية تُدعى «باير» (Bayer) نجحت في إنتاج سلاسل طماطم هجينة في كاليفورنيا تتمتع بقدرة أعلى على تحمُّل ظروف الجفاف والتغيُّر المناخي، بحيث لن تقلق كبشريّ من نفاد مخزون الكتشاب العالميّ. قبل اعتماد الخبر للنشر، ارتأينا التأكد من أنَّ الشركة ليست إسرائيلية.

في البحث الأول على قوقل كتبنا: «Bayer» وظهر لنا موقع الشركة وتعريفها في ويكيبيديا، شركة ألمانية متعددة الجنسيات (German multinational). لوهلة تنفسنا الصعداء، لكن هذا البحث لا يكفي، فكتبنا الكلمات التالية لاختصار عناء قراءة صفحة ويكيبيديا الطويلة:

Does Bayer support Israel

وكان الجواب أسرع من لمح العين، ففي أول نتيجة ظهر بيان رسمي صرَّحت فيه الشركة بدعمها الثابت غير المتزحزح للاحتلال الإسرائيلي، بل لها تعاون حثيث معه في أبحاث الأدوية والتقنية الزراعية ومقر لفرعها هناك. بالطبع استبدلنا الخبر بآخر، لكن كل ما فكَّرت به حينها هو مدى توغُّل الذراع الإسرائيلية في مجال الأبحاث العلمية، لأنَّ هذا ليس بالخبر الأول الذي نلغيه للسبب ذاته.

إيمان أسعد


نتائج بحث عن «الملوخية» / Imrancreative12
نتائج بحث عن «الملوخية» / Imrancreative12

كيف تبحث في «قوقل»؟

محمود عصام

أدين لأولى تجاربي في الطبخ بالكثير؛ فقبل سنوات عديدة قررت أن أطبخ للمرة الأولى معتمدًا على صديقي الإنترنت، علمًا بأن هذا الوقت كان عصر المنتديات الذهبي؛ فلا قنوات يوتيوب مخصصة للطبخ، ولا مواقع تنتج يوميًا محتوى عن الطعام.

فتحتُ محرك البحث قوقل وكتبت: «كيفية طبخ الملوخية»، لتظهر أمامي عدة نتائج تحتوي وصفات جامدة خاوية من الروح ومليئة بتعليمات «ضع» ثم «أضف» ثم «اقلب». هي الوصفة نفسها المكتوبة فوق كيس الملوخية المجمدة.

فكرت دقائق، ثم أعدت البحث كاتبًا: «إزاي أعمل ملوخية»؟ أتت النتائج مغايرة تمامًا وكأنني استقبلت أمي في المطبخ لأصنع الملوخية بفضل نصائحها الخبيرة. هذا لأن النتائج هذه المرة أظهرت لي منتديات تحتوي مناقشات لربات البيوت حول أسرار وفنيات الطبخ بشكل حقيقي وبروح أمومية صادقة.

أدين إلى طبق الملوخية هذا بتغيير علاقتي بالبحث في الإنترنت، وفهمي التام أنَّ النتائج التي تظهر أمامي ترتبط بشكل وثيق باللغة التي أتواصل بها مع محرك البحث. وأول ما تعلمت أن كلمات البحث هي مفتاحك للوصول لما تريد. فإذا كنت تبحث عن شيء شديد المصرية مثل طبق الملوخية فالبحث بكلمات فصحى لن يُقدِّم لك النتائج المنتظرة. لهذا قررت الاهتمام بفهم مفردات كل مجال أبحث فيه.

أصبحت أبدأ دومًا البحث بكلمات بسيطة واضحة، ولا أبدأ بالسؤال المعقّد الذي يشغل بالي. تساعدني كلمات البحث البسيطة على الوصول إلى نتائج تتيح لي فهم ما أبحث عنه جيدًا.

على سبيل المثال: إذا قررت البحث عن «دور يوهان كرويف في تطوير الكرة الشاملة»، فلا بد لي أولًا من البحث عن نشأة «الكرة الشاملة» وفهمها جيدًا ثم الانتقال إلى البحث عن «تطور الكرة الشاملة» ثم البحث عن سؤالي الأساسي المتعلق بكرويف، وهكذا.

الأمر ليس معقدًا أبدًا، لأنك مثلما تبحث عن مواقع تقدم لك المعلومات فالمواقع نفسها تتسابق لتظهر لك في نتيجة البحث، وذلك من طريق عملية «تحسين محركات البحث» (seo). كل ما عليك فعله البحث بكلمات مفتاحية واضحة بسيطة دون تعقيدات، لتجدك المواقع بسهولة.

لا داعي لأي كلمة زائدة عن المعنى ولا داعي أيضًا لحروف الجر وأدوات العطف، ولا تضع أبدًا شَرطة بين كلمات البحث؛ لأن الشَرطة تستبعد الكلمة التي تليها. ولا تتجاهل خيارات التنقيح المتاحة في محركات البحث مثل اختيار نتائج بحث تتعلق بفترة زمنية تحددها بنفسك.

يعتقد كثيرون أن البحث في الإنترنت يعني محرك البحث «قوقل» فقط؛ وهذا لأن قوقل يعرض أكبر مجموعة متنوعة من النتائج، ومع ذلك يحتوي محرك البحث «بنق» نتائج إكمال تلقائي أكثر شمولاً، وهو الأمر المهم إذا كنت غير متأكد من كلمات البحث لديك.

يمكنك أيضًا البحث عبر يوتيوب وتك توك؛ فالمحتوى المرئي يقدم لك نتائج أسرع من نتائج محركات البحث، لكنْ في المقابل ستعبث بخوارزمياتك! فإذا بحثت في تك توك عن طريقة عمل البيتزا فتوقَّع أن أسبوعك المقبل سيكون مليئًا بمقاطع البيتزا من كل مكان في العالم.

نبحث جميعًا عن معلومات عبر الإنترنت، لكن النتائج التي نصل إليها ليست ذاتها؛ لأن هناك من يبحث بشكل ذكي فيَصل إلى أبعد نقطة متاحة، وهناك من يبحث بشكل سطحي فلا يصل إلا إلى قشور المعلومات. هو الفرق ذاته بين أن يعطيني قوقل «ملوخية أمي» أو «ملوخية الكيس المجمَّد».


خبر وأكثر 🔍 📰

الذكاء الاصطناعي ينتصر / Giphy
الذكاء الاصطناعي ينتصر / Giphy

القضاء الصيني يحكم لصالح حقوق الذكاء الاصطناعي الفكريَّة!

  • الحكم الأول من نوعه! حكمت «محكمة الإنترنت في بكين» أنَّ الصورة التي يولِّدها الذكاء الاصطناعي «عملٌ فني أصيل» وبالتالي مشمولة بحقوق الملكية الفكريَّة، ولا يحق لأحد استخدامها دون ترخيص أو استئذان. وقضت على المدَّعى عليه بدفع غرامة قدرها 500 يوان (70 دولارًا) ونشر اعتذار علني عن مشاركته الصورة على حسابه دون إذن صاحبها. 👨🏻‍⚖️💸

  • على أي أساس عمل فني أصيل؟ استندت المحكمة في قرارها على أصالة «كلمات التلقين» (prompt) التي استخدمها المدَّعي في تحفيز برنامج (Stable Diffusion) على إنتاج الصورة، وخطوات تعديلاته عليها إلى أن بلغت شكلها الفنيّ النهائي بما يجسِّد «الخيارات الإبداعية» لصاحبها و«حكمه الشخصيّ» على جماليتها. 👁️🖼️

  • لا مفر من الذكاء الاصطناعي! بررت المحكمة قرارها أنَّ الهدف الأساسي من نظام حقوق الملكية الفكرية هو التشجيع على الإبداع، ومع صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي واندماجه في العملية الإبداعية للبشر، فلا بد من حمايته ما دام الأصل فيه بشريًّا. 🤖😒

  • هل الحكم «عناد في أمريكا»؟ أول المبتهجين بالحكم شركات التقنية الكبرى في الصين، لأنَّ الحكم بغرامة سبعين دولارًا سيدفع بصناعة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى بلوغ حجم يفوق تريليون دولار. كيف؟ بعد رفض القضاء الأمريكي في فبراير الاعتراف بحقوق صور الذكاء الاصطناعي التوليدي الفكرية، سيفضّل المبدع العمل من خلال البرامج الصينية وحفظ حقوقه الفكرية عند الصين. 😁💰

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

تقول «أوليفيا لاينق» في كتابها المدينة الوحيدة: «من الصعب الاعتراف بالشعور بالوحدة؛ ومن الصعب تصنيفه أيضًا، لأنها قد تكون صفة غائرة في طبيعة إنسان ما، أو عابرة تقفز إليك ثم ترحل عنك وفقًا لظروف خارجية.» فكيف يمكننا التعامل مع الوحدة؟ 
  • تقبَّل ما تشعر به. يكمن جذر ما نعانيه من صراعات داخلية في رفضنا المستمر لما نشعر به. فنحن لا نقبل شعورنا بالوحدة أو الحزن أو الاكتئاب، نغربل مشاعرنا ونطرد ما لا يعجبنا، لكن في مرحلة ما عليك تقبّل شعورك بالوحدة ومحاولة فهمه. 🌿

  • لست وحدك. أكثر ما يساعدنا على تجاوز أزمةٍ ما معرفتنا بأن آخرين قد مرُّوا بها، تقول لاينق: «كنت مهووسة بفكرة العثور على أدلة مادية تثبت أن أشخاصًا قبلي قد مرُّوا بالشعور ذاته.» هكذا بدأت رحلة لاينق في التحقيق والبحث في لوحات فنيَّة تدور حول موضوع الوحدة، ووجدت العزاء في معرفتها أن كبار الفنانين شعروا بما تشعر. 🖼️ 

  • ابحث عن عزائك. وجدت لاينق عزاءها في اللوحات والفنون البصرية. لذا زر مكتبة أو معرضًا أو متحفًا، اطَّلع على أعمال تلامسك، انغمس في تجارب الآخرين وابحث عن نقاط التقاء بين تجاربكم. ولا تنس تشكيل طقوس خاصة بك تبعث البهجة في يومك.☕️ 

  • انضم إلى نشاط جماعي. مع زيادة معدلات الوحدة في العالم، بدأت تنمو الأنشطة الجماعية لدعم من يشعرون بالوحدة. اختر نشاطًا تحب ممارسته سواء كان نشاطًا رياضيًا أو فنيًا أو حتى نشاطات الطهو والزراعة وأندية القراءة. انتظم في الذهاب إليها قدر المستطاع فهذا سيمنحك جرعة تواصل جيدة، ويفتح المجال لتكوين صداقات جديدة. 👨🏽‍🍳🚴🏼‍♂️

  • اكسر قالب الوحدة. ربما تصل إلى مرحلة تحتاج فيها إلى الدعم الخارجي، اتصل بصديق، أو الجأ إلى طبيب نفسي لأنَّ -كما تقول لاينق- «كلما أصبح الفرد أشد وحدة أصبح أقل قدرة على التعامل مع الظروف الاجتماعية، إذ تنمو الوحدة حوله كالقالب وتمنع التواصل.» 🫂

🧶 المصدر

إعداد شهد راشد


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
  • في حين ينادي البعض بضرورة تحرّي الدقة في نقل الأخبار والمرئيات، فإنهم يتناسون أنَّ الحقيقة ليست هي المُنى هنا، بل المنى إحداث أثرٍ ما. 🤥

  • تحقيق الأمور الأهم في حياتنا لا يجب أن يأخذ منّا حيزًا كبيرًا من التفكير. لهذا ركّز محاولاتك على اتخاذ قرارات تسهّل عليك تحقيق أهدافك. 🍩

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام