حتى تفهم حرب أمريكا التقنيَّة، التفت إلى الصين!

سعيًا منها إلى تحقيق الاستقلال التقني وتقليل اعتمادها على الغرب، تقترب الصين من إعلان هذا الاستقلال بعد مشاركتها آخر تطورات تصنيع أشباه الموصلات في الصين.

ثريدز مصرَّة على حرمان المستخدم من حقه في ميزة البحث عن وسم من حيث الترتيب الزمني للمنشورات (Latest) كما هو متاح في منصة «إكس»، لأنَّ هذه الميزة تفتح الباب للمحتوى السيء. 

إذ متى آخر مرة وجدتَ منشورًا مفيدًا من خلال البحث بالترتيب الزمني؟ فالفائدة التي نجنيها حين نختار (Latest) في «إكس» لا تقارَن بالكم المهول من السبام الذي نتعرَّض له ما بين مواد إباحيَّة وإشاعات غبية وإعلانات تسوُّل لمجرد أنها تضمنت الوسم الذي تبحث عنه. 

لكن ليس الكل متفقًا مع ثريدز، فالكثير أعلنوا أنَّ حرص ثريدز الزائد على إبقاء المحتوى «نظيفًا» هو ما يقف عائقًا بينهم وبين الخروج كليَّة من منصة «إكس» والاستقرار في ثريدز. 

من يريد ثريدز أن تتحوَّل إلى «إكس» حتى يتمكن من مغادرة «إكس» أشبه بمن يريد أن يطول بلح الشام وعنب اليمن في الوقت نفسه، وهذا مستحيل؛ إما حريَّة سائبة أو حريَّة مقيَّدة.

واختر ما يناسبك ما دام الخيار بين يديك. 👐🏻

إيمان أسعد


الحرب الباردة / Imrancreative12
الحرب الباردة / Imrancreative12

حتى تفهم حرب أمريكا التقنيَّة، التفت إلى الصين!

حسن علي

حين كتبت هذه التدوينة وسلمتها لم يكن قد ظهر خبر إجبار إدارة بايدن صندوق استثماري مدعوم من أرامكو السعودية على بيع حصته في شركة أمريكية لصنع رقائق الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة قد تبدو مستغربة للوهلة الأولى، لكن إن كنت تتابع الحرب الباردة بين الصين وأمريكا حول تقنية الذكاء الاصطناعي، لن يفاجئك الخبر. 

لذا، إليك نظرة إلى هذه الحرب.

فرضت الصين حظر استخدام أجهزة الأيفون على موظفيها الحكوميين داخل منشآتِهم. هذه الخطوة التي تبدو متطرفة هي إحدى الخطوات التي بدأت تتخذها الصين ضد غريمتها أمريكا لتحييد خروج المعلومات الصادرة من الصين إلى الشركات الأمريكية مثل أبل وقوقل وغيرها. أشبه ما يكون بالحصار التقني الذي تتبادله الدولتان في سباقهما على من يصل أولًا إلى التقنية ويسيطر عليها.

النتيجة هي حرب باردة ضَروس بين البلدين، وهذه بعضٌ من مظاهرها: أمريكا تحاول حظر برنامج تك توك من 2020 ولم تنجح حتى الآن، كما حظرت أمريكا بيع أجهزة الاتصالات الصينية مثل أجهزة شركة هواوي و(ZTE) في 2018. قوقل أوقفت جميع خدماتها في الصين مثل «خرائط قوقل» ومحرّك البحث و«مترجم قوقل»، كما فرضت أمريكا على خصمها أشكال عديدة من الحصار الاقتصادي خلال السنوات الماضية القليلة، أهمها عدم مشروعية توفير أو بيع تقنيات أشباه الموصلات أو السيليكون «التي هي الحجر الأساس لأي تطور تقني خصوصًا الذكاء الاصطناعي». 

من جهة أخرى حظرت الصين جميع الخدمات التي توفرها الشركات الأمريكية مثل فيسبوك وواتساب وإكس (تويتر سابقًا) وخدمات قوقل. لكن لم تكتفِ بالحجب، بل تمكَّنت من تأمين بدائل ناجحة لجميع الخدمات الأمريكية السالف ذكرها مثل «وي تشات» (WeChat) بديل الواتساب، و«سينا ويبو» (Sina Weibo) بديل فيسبوك وتويتر، و«يوكو» (Youku) بديل يوتيوب.

وسعيًا منها إلى تحقيق الاستقلال التقني وتقليل اعتمادها على الغرب، تقترب الصين من إعلان هذا الاستقلال بعد مشاركتها آخر تطورات تصنيع أشباه الموصلات في الصين. 

أما على الصعيد العلمي، فإن الصين لديها وزارة كاملة اسمها «وزارة التقنية والعلوم»، وتمتلك الآن أكبر تلسكوب في العالم. قد تسأل هازئًا: ما فائدة هذا التلسكوب؟ يذكر عالم الفيزياء الفلكية الشهير نيل دقراس تايسون أنه إذا زارنا الفضائيون وقالوا: «أهلًا»، فالصينيون أول من سيعلم بذلك.

إذا رجعنا إلى زمن الحرب العالمية الثانية والباردة، سنجد أن أغلب التطورات التي ننعم بها اليوم والتقدم العلمي هي نتاج تلك الحربين. مثل الإنترنت والكمبيوتر وأنظمة الملاحة العالمية (GPS) وحتى «اللزقة» (Duct tape). بالإضافة إلى تقنيات الطاقة النووية واستكشاف الفضاء والصعود على سطح القمر وغيره من الأجرام السماوية.

وعلى سيرة «الصعود على القمر»، مثلما فعلت أمريكا في ستينيات القرن الماضي، تعزم اليوم على الصعود للمرة الثانية على سطح القمر في 2025 لفرض هيمنتها مجددًا على العالم، إذ لم تواجه تهديدًا يجبرها على فعل ذلك، منذ أفول الاتحاد السوفيتي، إلى أن برزت الصين كقوة اقتصادية وسياسية وعلمية. 

وكما رأينا في فلم «أوبنهايمر»، كل ما ذكرناه من تطور وتقدم علمي وتقني نتج عن حروب سياسية أو اقتصادية أو ثقافية بين الدول وليس إرضاءً لسواد عيون البشرية وحب العلماء للاستكشاف، والحافز -للأسف- لم يتغيَّر عما كان في أيام 1940. وها هي الحكومة الأمريكية تذكِّرنا بتصرُّفها معنا (وتأكيدًا لما قاله إبراهيم المسلم في بودكاست فنجان) لماذا علينا ألا نستهين بالسعي نحو الاستقلال التقني اليوم قبل الغد.


خبر وأكثر 🔍 📰

أمازون برايم! / Giphy
أمازون برايم! / Giphy

لا تقنية لإسرائيل العنصريَّة!

  • ليست وليدة اللحظة. الضغوط التي تمارسها مجموعة من موظفي أمازون على الرئيس التنفيذي لإيقاف كل التعاقدات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بإيقاف إطلاق نار دائم ليست وليدة حرب الإبادة الحاليَّة، بل تعود إلى عامين. ففي عام 2021 أطلقت مجموعة من موظفي أمازون وقوقل حملة «لا تقنية لإسرائيل العنصرية» (No Tech for Apartheid) لدى الإعلان عن فوز الشركتين بعقد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشروع «Project Nimbus».

  • لا نريد أن يكون لنا يد في جرائم إسرائيل. إلى الآن عقد مشروع «Project Nimbus» سري ولا يعرف أغلب موظفي أمازون بنوده، لكنه يتعلَّق بتطوير التقنية الحوسبية لدى جيش الاحتلال. وعبَّر الموظفون الموقعون في 2021 عن مخاوفهم قائلين: «نخشى أنَّ هذه التقنية الحوسبية ستساهم في مواصلة إسرائيل سياسة الفصل العنصري والتهجير القسري وتساعد الجيش الإسرائيلي على ارتكاب جرائم أشد فتكًا وعديمة الرحمة ضد الفلسطينيين.»

  • عدد قليل وتأثير بالغ. قبل عامين بلغ عدد الموظفين الموقعين على العريضة 300، وفي الأول من ديسمبر 2023 بلغ عدد الموقعين على العريضة 1,700 موظف. قد تبدو النسبة صغيرة مقارنةً بالعدد الإجمالي لموظفي أمازون البالغ مليون موظف، لكن حجم التأثير وسرعة انتشاره سبَّب قلقًا لدى الرئيس التنفيذي والإدارة العليا على خلاف ما جرى قبل عامين.

  • ما الذي تخفيه؟ تجد شركات التقنية الكبرى نفسها في موقع المدافع عن خياراته الأخلاقيَّة أمام موظفيها. فكل ما عليها أن تفعل لتهدئة الأمور واستعادة الثقة الإجابة عن السؤال: هل التقنية الحوسبية التي تطورها بالاتفاق مع إسرائيل بريئة من دم ضحايا جرائم الاحتلال؟ 

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

هل تجد نفسك عالقًا في دوامة مشاهدة المسلسل نفسه مرة تلو الأخرى؟ مع وجود خيارات لا حصر لها من المسلسلات والأفلام، نجد أنفسنا نشاهد ما عرفناه. فأنا لا أزال أعيد مشاهدة «مودرن فاميلي» بدل مشاهدة عمل جديد، فهل هذه الظاهرة لها علاقة بصحتنا النفسيَّة؟ 
  • إذا تريد أن تحيِّره خيِّره. كلما زاد عدد خياراتنا قلَّ رضانا بالموجود، وإذا بدأنا البحث عن عمل جديد نشاهده سيكون اختياره أمرًا معقدًا ومملًا ويستهلك وقتنا، وفي النهاية نعود إلى مشاهدة شيء نعرف أنَّنا راضون عنه. 🫤

  • مشاهدات مريحة. أدمغتنا تحب الراحة بعد الجهد وتسعى إلى حفظ طاقتها التي نستهلكها طيلة اليوم. وكما تعرف فإنَّ مشاهدة فلم أو مسلسل جديد تنطوي بالضرورة على التفكير والتركيز، لكن مشاهدتنا مسلسلًا نعرفه يسمح للدماغ بخفض الطاقة الذهنيَّة والركون إلى الراحة. 😴

  • تفريغ المشاعر السلبية. تشير الأبحاث إلى أنَّ مشاهدة البرامج التلفزيونية المألوفة تعيد إلينا المقدرة على ضبط المشاعر بعد فترة من الجهد والاستنزاف، وتساعد أدمغتنا على التخلص من عبء التفكير في مجريات اليوم، لا سيما السلبيَّة.😌

  • تابع بعين جديدة. لا داعي للشعور بأنك عالق في دوامة. حين تعيد مشاهدة مسلسلك المفضل، ركِّز في الحوارات وفكر بها، لا تتجاوز اللقطات الموسيقية فربما تكتشف أغنية جديدة، تأمَّل الأزياء والعمارة، اقتنص عنوان كتاب تقرؤه إحدى الشخصيات واقرأه، شاهد ما خلف الكواليس واستمتع.😃

🧶 المصدر

لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
  • بضغطة زر، يستطيع ابني مشاهدة كل ما يشاء تقريبًا في أي وقت دون الحاجة لانتظار الحلقة القادمة، بل دونما خوف من فوات أي حلقة كذلك. 🐻

  • حين دخلت التقنية حياة الكثيرين منّا كانت الأجهزة المختلفة تجمعنا، لكن اليوم تحبسنا أنظمة الشركات فرادى في بيئتها الواحدة! 🔐

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+660 مشترك في آخر 7 أيام