لا تنخدع بالمعالج النفسي في حائط بيتك

قد تخدعنا تلك التطبيقات الذكية إلى معايشة تجربة التعامل مع معالج نفسي، لكنها لن تعوِّض حقيقة غيابه. 

«تشات جي بي تي» احتفل بعيد ميلاده الأول، وقاموس «ميريام ويبستر» أعلن كلمة العام في اللغة الإنقليزية (authentic) التي يقابلها عربيًّا في معجم المورد كلًّا من المعاني: موثوق به، جدير بالتصديق، حقيقي، أصيل، صحيح، غير زائف.

ليست صدفة هذا التقاطع بين الخبرين، فالتزييف والخوف من فقدان الأصالة الإنسانية على يد الذكاء الاصطناعي كان أكثر المواضيع التي تناولناها في نشرة أها! هذا العام (واليوم أيضًا💁🏻‍♀️). لإبراء الذمة، استنتاجي ليس أصيلًا وتكرَّر في نشرة «سيمافور» و«إن بي آر» وغيرها.

لكن ليس هذا التقاطع هو مربط الفرس، بل البحث عن الكلمة.

ما فهمته، أنَّ «كلمة العام» لا يُقصَد بها أكثر كلمة إنقليزية تداولها الناس هذا العام، بل أكثر كلمة إنقليزية بحث الناس في الإنترنت عن معناها. إذ سألت نفسي: ما الكلمة العربية التي يُعقَل أن نكون قد بحثنا عن معناها هذا العام؟ ولم تخطر على بالي كلمة واحدة. لكني أعرف أنَّني بالتأكيد بحثت عن معاني كلمات إنقليزية لأنَّ أغلب قراءتي من المحتوى الإنقليزي، وهنا أدركت ما هو بديهي.

المحتوى الإنقليزي كاسح، ويشكِّل النسبة الغالبة في مصادر المعلومات التي نعتمدها. فإن تكرَّرت كلمة «authentic» في صحفهم ونشراتهم ومنشوراتهم، بالتأكيد نحن وغيرنا حول العالم سنبحث عن معناها. ألا تمثِّل هذه الغلبة اللغوية في المحتوى تهديدًا أعظم على «أصالة أفكارنا» من التهديد الذي يمثله «تشات جي بي تي»؟😟

إيمان أسعد


مستقبل العلاج النفسي / Imrancreative12
مستقبل العلاج النفسي / Imrancreative12

لا تنخدع بالمعالج النفسي في حائط بيتك

سحر الهاشمي

زاد فضولي حول العلاج النفسي بالذكاء الصناعي بعدما شاهدتُ فلم «ذ بود جينيريشن» (The Pod Generation)؛ لغرابة النموذج الديستوبي الذي يقدمه وواقعيته في الوقت نفسه، إذ يتنبأ الفلم بوجود تقنية تمكِّن المُراجع من الحديث مع معالج نفسي مزروع بتقنية الذكاء الصناعي في حائط منزله بحيث يكون قادرًا على أن يسمع ويتفاعل مع التقنية بلا حاجة لترك المنزل أو زيارة العيادة.

يمكنني تصوُّر وجود حلول ذكية في المستقبل القريب بالعلاج النفسي، وذلك لسرعة اندماج تطبيقات الذكاء الصناعي في مختلف مجالات العلوم والصحة، وسيصبح جزءًا من رحلة العلاج النفسي، كأخذ المعلومات الأولية بدلًا من مسؤول الاستقبال، أو مساعدة المعالج على توثيق الملاحظات في أثناء الجلسة واستنتاج الخطة الدوائية، بل ممكن دمجه مع تقنية «الواقع الافتراضي» (VR) في تصميم بيئة علاجية تدفع المريض إلى التغلب على مخاوف معينة مثل الأماكن العالية أو ركوب الطائرة أو حتى استحضار ذكرى مؤلمة.

إذا بحثتَ في «أبل ستور» ستجد عشرات تطبيقات العلاج القائمة على الذكاء الاصطناعي التي توفر خدمات مستقلة يمكن للفرد الوصول إليها في أي وقت دون التواصل مع طبيب. هناك تطبيقات لتحسين الصحة النفسية عبر تتبع المشاعر المسجلة بمذكرات يومية (e-journal)، واستخدام هذه الإدخالات لتتبع الحالة النفسية واقتراح حلول لتحسين المزاج. وهناك تطبيقات تدعم المستخدمين في أثناء هجمات الذعر والقلق وتساعدهم على مواجهة قلقهم أو العثور على الراحة الفورية. وهناك تطبيقات لتقليل التوتر والأفكار السلبية من خلال تحليلات مبنية على سجلات الصحة العقلية للفرد.

وعلى رغم هذا التقدم التقني لا أستطيع تصور علاج نفسي خالٍ تمامًا من اللمسة الإنسانية. فالمُراجع يبحث عن طبيب من الخلفية الثقافية والاجتماعية نفسها ليفهم ألمه. كيف مثلاً يستوعب طبيب أمريكي المعاناة النفسية لمهاجر عربي كما يستوعبها طبيب نفسي من أصل عربي؟ 

كذلك يبحث كثير من المراجعين عن طبيب يشاركه قيمه ومعتقداته. فحسب الأخصائية النفسية رفاه سحاب ليست النفس العربية المسلمة هي النفس الغربية العلمانية؛ فمن المنطقي ألّا تُعالَج بالطريقة نفسها والمنهج ذاته. وإذا قسنا على مثال الأخصائية رفاه سحاب، فالأغلبية الساحقة من هذه التطبيقات تعتمد ذكاءً اصطناعيًّا انبعث من النفس الغربية العلمانية للشركات المصنِّعة. 

هناك مشهد لم أتمكن من نسيانه في فلم «ذ جينيريشن بود» تفصح فيه إحدى الشخصيات عن رغبتها في تجربة الطبيعة؛ فتستأجر حجرة قيلولة مبطنة بالطحالب لقضاء مدة قصيرة مع النباتات والهواء النقي؛ لأن المستقبل، حسب توقع الفلم، خالٍ من الحدائق. يجعلني المشهد أفكر مليًا في مستقبل خالٍ من المعالجين النفسيين البشريين وممتلئ بالحلول الذكية لمعالجة الصحة النفسية. قد تخدعنا تلك التطبيقات الذكية إلى معايشة تجربة التعامل مع معالج نفسي، لكنها لن تعوِّض حقيقة غيابه. 


خبر وأكثر 🔍 📰

تاكسي! / Giphy
تاكسي! / Giphy

أخيرًا ستطلب تاكسي لندن من تطبيق أوبر!

  • أوبر تنتصر. بعد أعوام من العلاقة المتوترة مع لندن ومحاولة المدينة حجب التطبيق، حققت شركة أوبر فوزًا استثماريًا جديدًا بإعلانها انضمام تاكسي لندن الأسود الشهير إلى قائمة مركباتها. فتحت أوبر باب القبول أمام سائقي التاكسي، ومع بداية عام 2024 سيتمكن السياح من خوض التجربة اللندنية الكاملة بطلب التاكسي الأسود عبر تطبيقها. 🚕

  • تاكسي لندن الأسود لا يقبل تلطيخ سمعته. شكَّك المتحدث باسم «رابطة سائقي سيارات الأجرة» في انضمام عدد كبير من سائقي التاكسي إلى تطبيق أوبر. فسائق التاكسي في لندن يخضع لامتحان قاسٍ قبل نيله الرخصة (عليه أن يحفظ خريطة لندن شارعًا شارعًا عن ظهر قلب🤯)، بينما سائقو أوبر أقل كفاءة بكثير. أيضًا ارتبط اسم أوبر بسجل سيئ في مجال الأمن والسلامة لكلا الزبون والسائق.🙄

  • من غير عدَّاد. سيتلقى سائقو سيارات تاكسي لندن بعد انضمامهم إلى أوبر طلبات التنقُّل كما المعتاد في التطبيق، وسيدفع المستخدم مبلغ الأجرة المتوقع مقدمًا بناءً على وجهة الرحلة. ولكي تغري أوبر أكبر عدد ممكن من سائقي التاكسي للتسجيل لديها، عرضت عدم استقطاع الشركة أي عمولة من قيمة الأجرة خلال الشهور الستة الأولى، بعدها يستقطع التطبيق العمولة المعتادة ما بين 20% إلى 30%. 💷

  • أوبر وأخواتها يبتلعون التاكسي. تعمل أوبر باستمرار على عقد صفقات رابحة مع ملّاك أساطيل سيارات الأجرة لكي تدخلها ضمن تطبيقها، وصرَّحت أن 10% من رحلاتها في أوربا والشرق الأوسط تتم من خلال سائقي سيارات الأجرة. فهل مع انتشار أوبر وكريم وغيرها من التطبيقات ستندثر بشكل مطلق عادة التأشير باليد للتاكسي؟👋🏻

🌍 المصدر

شبَّاك منوِّر 🖼️

نستيقظ كل يوم وفورًا نقفز على عجلة الاستعداد للذهاب إلى العمل والوصول في التاسعة تمامًا، نركض متوترين بين الخزانة والمطبخ والسيارة، ولا نلتقط أنفاسنا إلا لدى وصولنا المكتب، لنبدأ من جديد الهرولة على عجلة المهام! هذا القفز الفوري من النوم إلى الجهد يومًا بعد يوم يحرقك، لذا أشاركك من تجربتي الشخصية نصائح تعيد إليك حقَّك في صباحٍ هانئ.
  • جهِّز مسبقًا. رتب كل ما يحتاج إليه يوم العمل قبل خلودك للنوم، حضِّر وجباتك، ونسِّق ملابسك ووضِّب حقيبتك، فهذا سيخفف عنك عبء اتخاذ القرارات فور استيقاظك مما يخفف التوتر، ويساعدك على الاسترخاء.😌

  • استيقظ قبل وقتك المعتاد. نعم سمعت هذه النصيحة من قبل، ولكنها مضمونة النجاح! استيقظ قبل موعد عملك بساعتين على الأقل، ليس بالضرورة أن تنهض باكرًا كل يوم، كن مرنًا وحاول أن تجعلها عادة تمارسها عدة مرات في الأسبوع بادئ الأمر، واحذر أن تطفئ المنبه لتعود إلى النوم. 🕰️

  • طقوس صباحية. ليس بالضرورة أن تكون شخصًا صباحيًا لتستمتع أو تنجز صباحًا. مارس طقسًا تحبه ولا يأخذ منك وقتًا: اسقِ نباتاتك، تحدث مع أطفالك، حضِّر مشروبك، استمع إلى موسيقا تبهجك، بهذا أنت تهيئ نفسك لليوم وتفعل شيئًا يبهجك.🌇

  • أنتِج، ولكن لنفسك. في كثير من الأحيان نفقد جزءًا كبيرًا من هواياتنا وذواتنا في العمل، ونربط قيمتنا وإنتاجيتنا بوظائفنا، مما يسبب الإحباط والشعور بالفشل. جرِّب ممارسة هواية ما قبل بدء العمل. في حقيبتي دفتر سكتشات وأقلام ملونة، أحرص على استخدامها كل صباح، أرسم سكيتشات بسيطة بلا تفكير أو توقعات، أحرر فيها أفكاري وأعزِّز إبداعي لليوم.🎨📙

  • 10 دقائق لكل مهمة. ألهمتني هذه المقالة لابتكار قاعدة صباحية، حدِّد 10 دقائق لكل مهمة بين قراءة وهواية ونشاط بدني. قد تبدو المدة قليلة وغير مفيدة إلا أنها ستساعدك على بناء عادة وستدرك نهاية الأسبوع مدى إنجازك. لا تتقيَّد، بإمكانك في بعض الأيام زيادة مدة المشي لأنك تحتاجه، أو وقت هوايتك لأنك تشعر بالإلهام.💡

  • حرِّر نفسك من توقعاتك. أعرف أنك تضع الكثير من التوقعات على عاتقك، تملأ قائمة مهامك كل يوم، وتشعر باليأس حين لا تنفذها كاملة. جرِّب تغيير ترتيبك للمهام وتحديد الأولويات، اسمح لنفسك بالتراجع والفشل والتذبذب، في النهاية أنت لست بطلًا خارقًا ولا هامستر وظيفته الوحيدة في الحياة الركض على العجلة.🏖️

🧶 المصدر

إعداد فريق النشرة


لمحات من الويب


قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
  • انظر إلى المشهورين من حولك، وخصوصًا المكروهين. قد تجد أن كراهيتك تجاه أكثرهم غير مسوغة، وربما ستسوغ كرهك من جانب أخلاقي، ولكنه لن يكون بالمسوغ المقنع. 🤨

  • قد لا نحتاج مستقبلًا لوساطة الكتّاب الوثائقيين، ونترك الأمر للذكاء الاصطناعي يأخذ منا المعلومات، ويمنحنا كل الطرق التي ربما أدت إلى الحدث. 🎞

نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+560 متابع في آخر 7 أيام