هل شبّه شكسبير النساء بالصحف؟

سهَّل الإنترنت وتطوراته نقل المعلومات، إلا أنه جلب معه شكلًا جديدًا من الفوضى المعلوماتية وأصبح الكل يغرق في معلومات لا أساس لها من الصحة.

بينما كنت أحضر نشاطًا رياضيًا لابنتي من كراسي المتفرجين، وأثناء مسابقة شد الحبل، سمعت طفلًا صغيرًا خلفي يقول لأمه إنهم يلعبون «سكويد قيم» (Squid Game). كانت إشارة منه إلى ظهور هذه اللعبة في مسلسل نتفلكس الكوري الذي كسَّر الدنيا (لبعض الوقت). 

أخذت أتأمل قليلًا في كلمات الطفل، وتخيلت مستقبلًا يشار فيه إلى شد الحبل بسكويد قيم، لأننا قررنا أن نترك المعلومة الخاطئة تكبر، وتُقبل بوصفها حقيقة بعد سنين.

وهنا تذكرت اقتباسًا استفزني منسوب للأديب الإنكَليزي شكسبير يدَّعي قوله:

إن محاولة التفاهم مع أنثى أثناء بكائها، تشبه تقليبك لأوراق الصحيفة وسط العاصفة، فاحتضنها فقط وسوف تهدأ.

بعد بحث بسيط اتضح أنَّ أول صحيفة إنكَليزية صدرت عام 1621، أي بعد وفاة شكسبير بخمس سنوات! ولم يفضِ بحثي البسيط بالإنكَليزية إلى نتيجة تثبت تشبيه شكسبير للإناث بالصحف.

ثم راح ذهني لموضوع اختارته إيمان في لمحات ويب هذه النشرة عن اسم الشخصية «أبو شنبات» المرسومة على علب بطاطا برنكَلز الشهيرة: «جوليوس برنكَلز». 

فقد أكدت شركة «كيلوق» (Kellogg) المالكة للعلامة التجارية صحّة اسمه. لكن اتضح أنَّ معلومة الاسم أدرجها طالبان جامعيان في ويكيبيديا عام 2006 باعتبارها نكتة، وربطاها بمصادر وهمية لتأكيد المعلومة، وهوبااا! صارت حقيقة تعترف بها الشركة المالكة.

سهَّلت الإنترنت وتطوراتها نقل المعلومات ووفرت المصادر، إلا أنها جلبت معها شكلًا جديدًا من الفوضى المعلوماتية وأصبح الكل يغرق في معلومات لا أساس لها من الصحة، واقتباسات خاطئة، وفيديوهات مكذوبة. 

والأدهى من ذلك ظهور أشكال جديدة من التزوير مثل تقنية «التزييف العميق» (Deepfakes)، التي ستصبح خلال سنين قادرة على إنتاج فيديو لك وأنت تسرق البنك باستخدام بعض صورك المنشورة على إنستقرام. وحينئذ: هل نصدق أنك كنت تصور صحن الفول بالبوستاشيو، أم نصدق أعيننا يا حرامي؟!

قد تفيد بعض التقنيات في توثيق المعلومات كتقنية «بلوكتشين» مثلًا. ويمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاربة الفيديوهات المزيفة، لكننا ما زلنا في البداية. وبينما تنضج التقنية، فخيرٌ لك ألا تصدق مقولات الحب المنسوبة لشكسبير. فالأنثى مجلدات وليست صحيفة، ويا دوب تفهمها.

#أين_الحقيقة

الإنترنتشائعاتشكسبيرالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+650 مشترك في آخر 7 أيام