هل حياتك قائمة مهام؟

ظلّت عادة كتابة القائمة تلازمني حتى بعد تخرجي واستكمال وظيفتي في مقر الشركة، حيث زاد عدد الطلبات التي كنتُ أستقبلها يوميًا.

باشرتُ وظيفتي الأولى عن بُعد في مجال الإعلام الرقمي والتسويق عام 2019، ولم أزل حينها طالبةً في مرحلة البكالوريوس. سُرعان ما أدركت أنه لا بُد من قائمة مهام مفصّلة تُكتب نهاية كل يوم استعدادًا للغد إن أردت الموازنة بين دراستي وعملي.

عادتي في كتابة قائمة مهام يومية ليست جديدة، فهي ترافقني منذ المدرسة الثانوية. لكنها لأول مرة أصبحت تصلني إلكترونيةً عبر البريد أو نظام الشركة. ليبدأ كل صباح بفتح جهازي والاطّلاع على طلبات كتابة المحتوى، ثم تسجيلها في القائمة عندي.

لا تُكسر العادات بسهولة. وظلّت عادة كتابة القائمة تلازمني حتى بعد تخرجي واستكمال وظيفتي في مقر الشركة، حيث زاد عدد الطلبات التي كنتُ أستقبلها يوميًا. كنت أكتب قائمة مهامي صباحًا، وتفيض بالمهام إلى نهاية الدوام مساءً. 

هكذا أصبحتُ ملتزمة التزامًا شبه تام بما أدوّنه في قائمتي. فكنت أستقبل جميع الاتصالات على جوالي وأنا أنظر إلى قائمة المهام، وما كنت لأوافق على الخروج مع أية صديقة لعَشاء في مطعم إلا بعد تفحّصي القائمة.

وعندما ودّعت وظيفتي لإكمال دراستي العليا، انتقلت القائمة إلى الآيباد الجديد الذي اشتريته لقراءة كتبي الجامعية. رافقني الآيباد في كل مكان، حتى أثناء إجازتي في باكستان. حينها فقط أدركتُ أني بدأت أنظر إلى حياتي كلَّها كأنها قائمة مهام.

فلم أتلذذ برؤية الثلوج كما تمنيت لأني كنت أنظر إلى الآيباد وأفكّر بالمهمة القادمة، وهي الاستعداد للخروج إلى المطار. ولم أشترِ أحذية «كهسّا» الشعبية لأني -بكل بساطة- نسيت إضافتها إلى القائمة. ما أحزنني ليس فوات هذه اللحظات التي لا تُعوّض، بل إدراكي بأنَّ هوسي بالتخطيط للقائمة لم ينعكس في تنفيذها كما ينبغي. وأنّي لم أعطِ نفسي متنفَّسًا لأرتاح بعيدًا عمّا خطّطته.

لهذا بدأتُ في الآونة الأخيرة ما أسمّيه «تغيير الجو»، نشاطٌ بعيد عن أجهزتي وخارج القائمة، لا علاقة له بالكتابة أو الدراسة. في شهر ديسمبر، كانت فقرة «تغيير الجو» حضور حفل تخرج طالبات الجامعة، وفي الشهر الحالي كانت طبخ البرياني. 

لا يمكنني التخلي التام عن قائمة مهامي العزيزة. لكن مع إضافة «تغيير الجو» إليها سأحرص ألًّا تصبح حياتي أسيرة قائمتي.

الحياةالعملرعاية الذاتالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+650 مشترك في آخر 7 أيام