تأملات في الانتقال الآني

ما بين تفكيكك وإعادة تركيبك، هل يُعد موتًا يليه بعث؟ وهل يضمن الانتقال الآني إعادة تكوين الروح؟ أمامنا الكثير حتى يتحقق هذا الخيال العلمي.

في نشرة أها! من ثمانية

كل تقنيات المستقبل التي بشّر بها الخيال العلمي تحققت أو ستتحقق قريبًا.. باستثناء «الانتقال الآني».

فنحن نتواصل بلمح البصر، إنترنت الأشياء سيربط كل شيء بما فيه البشر بعضه ببعض. الآلات الذكية تتحكم بنا. قريبًا سنستعمر القمر أو المريخ. السيارة الطائرة؟ صارت. مسدس الليزر؟ تم. التعديل الجيني للأجنة؟ تمام يا معلم. قارئ الأفكار؟ ما أقدمك عزيزي القارئ!

كله سيتحقق إلا «الانتقال الآني» الذي سيفكك ذراتك إلى عدم مؤقت، ثم ينقلها عبر الأثير ليعاد إظهارك في بقعة أخرى على نمط «ستار تريك» (Star Trek).

مبرِّر الاستحالة في رأيي فيزيائي وكذلك ميتافيزيقي. إذ يتكون جسم الإنسان في المعدل من 37 تريليون خلية. وثمة تقديرات أخرى تصل بالرقم إلى 100 تريليون. وإذا حوَّلنا هذه الخلايا -أو المكونات المادية- إلى بيانات، سنحتاج إذن إلى سعة تخزينية تتراوح بين خمسة عشر وخمسة وثلاثين زيتابايت للإنسان الواحد (الزيتابايت = ألف مليار قيقابايت).

هذه كلها حسابات تقديرية. تليها حسابات متعلقة بفيزياء الكم حول خلق نسخة لكل واحدة من هذه «البتات» على شكل فوتونات ضوئية ثم بثّها إلى محطة الوصول. وتتعلق المعوقات الفيزيائية فيها بقياس حالة كل «بت» بدون تغيير أو شوشرة، وإعادة تركيبه مجددًا بالدقة نفسها. 

لكن ماذا لو «فُقد» جزء من هذه البيانات لسبب أو لآخر؟ ما مقدار الطاقة اللازم لنقل هذا الكم الهائل من البيانات لاسلكيًا؟ إننا نتكلم هنا عن الجسد المادي، لكن ماذا عن محتويات الدماغ من ذاكرة وأفكار؟ فنحن لا نعرف كل شيء عن آلية التخزين في هذا العضو الرخو المعقد. هل تصير نسختك المنقولة آليًا فاقدة الذاكرة؟ وأخيرًا، فما بين تفكيكك وإعادة تركيبك، هل يُعد ذلك موتًا يليه بعث؟ هل يضمن الانتقال الآني إعادة تكوين الروح؟

لا يزال أمامنا الكثير. فلنستمتع بالمستحيل الذي يجابهنا به الخيال العلمي.

التقنيةالعلومالمستقبلالرأي
نشرة أها!
نشرة أها!
منثمانيةثمانية

نشرة يومية تصاحب كوب قهوتك الصباحي. تغنيك عن التصفّح العشوائي لشبكات التواصل، وتختار لك من عوالم الإنترنت؛ لتبقيك قريبًا من المستجدات، بعيدًا عن جوالك بقية اليوم.

+640 مشترك في آخر 7 أيام