متى تبيع أسهمك؟

بيع الأسهم أصعب قرار يتخذه أي مستثمر وذلك لاعتماده على التوقيت الصائب. ورغم تقلبات السوق، فهناك دلائل أنَّ وقت البيع حان.

قد يكون قرار شراء الأسهم أسهل من معرفة الوقت الأفضل لبيعها. إذ تسيطر مشاعر الخوف والطمع على أي مستثمر قبل اتخاذ قرار البيع. فيتردد إما طمعًا في المزيد من الأرباح أو خوفًا من الخسارة.

ويعد بيعها المبكر بغية تحقيق الأرباح أكثر الأخطاء شيوعًا. وسبق أن وقع الكثير من المستثمرين المعروفين في فخ البيع المبكر. أحدثها بيع المستثمر الكبير وارين بافيت 37 مليون سهمًا من حصته في شركة أبل في 2020 بقيمة 11 مليار دولار. 

إذ تساوي قيمتها بسعر اليوم بعد تقسيمها 21.6 مليار دولار. واعترف وارين بافيت بخطئه في الاجتماع السنوي للمساهمين في شركته «بركشاير هاثواي» (Berkshire Hathaway). فحين سأله أحد الحضور عن سبب بيعه جزءًا من أسهم أبل قال: «على الأرجح كان ذلك قرارًا خاطئًا

بيع الرابح والتشبث بالخاسر

يشيع بين المستثمرين الاستعجال ببيع الأسهم المرتفعة والرابحة. وكذلك التشبث بالأسهم الخاسرة لفترة طويلة على أمل تعويض خسائرهم. ويعد التصرف في الحالتين خاطئًا، وذلك لسبب بسيط.

فالسهم المرتفع دلالة في الغالب على شركة جيدة ذات أداء جيد، ومع الوقت قد يواصل السهم الصعود لتسجيل ارتفاعات قياسية. أما بعدم بيعك للسهم الخاسر فقد تفوِّت على نفسك الكثير من الفرص بتجميد أموالك فيه.

للمستثمر بيتر لينش مقولة في هذا الشأن: «بيع الأسهم الرابحة والإمساك بالأسهم الخاسرة هو بمثابة قطع الزهور وسقي البذور.» فحتى تتفادى الوقوع في تشبيه لينش، ستحتاج إلى معرفة الأسباب الصائبة في اتخاذ قرار بيع أسهمك.

البيع لوجود فرصة أفضل

أهم سبب لبيع بعض مراكز الأسهم وجود فرصة استثمارية أفضل بعائد محتمل أعلى من المتوقع تحقيقه بحفاظك عليها. فهدفك كمستثمر تنمية ثروتك وتعظيم أرباحك بأفضل طريقة ممكنة وفي أسرع وقت ممكن. لذلك يجب أن تواظب في بحثك عن فرص استثمارية.

ويعد وجود فرصة أفضل من أسباب البيع المتعارف عليها حتى عند كبار المستثمرين مثل وارين بافيت. إذ يشير في أحاديثه إلى مروره في بداية مشواره بالكثير من الفرص دون توفر نقد كافٍ لاقتناصها. فكان يبيع بعض الأسهم لاقتناص تلك الفرص.

فالفرص من حولنا لا محدودة بينما مواردنا المالية محدودة. لهذا إن وجدت فرصة استثمارية جيدة قارنها بالأسهم التي تملكها حاليًا في محفظتك. إن كانت ستقدم عائدًا متوقَّعًا أفضل من استثمارك الحالي بع أسمهك. 

تدهور أداء إدارة الشركة

كشف خبر سيء واحد عن أداء الشركة كفيل بتغيير مجرى أعمالها. ويعود السبب في ذلك لـ«نظرية الصرصور» (Cockroach Theory) التي جاء اسمها من الاعتقاد بأن مشاهدة صرصور واحد في المنطقة دلالة على وجود الكثير، فوفقًا للنظرية عندما تكشف الشركة عن خبر سيء فذلك دلالة على وجود عدة أخبار سيئة متوالية سيكشف عنها. 

وقد يتضمن تدهور أداء إدارة الشركة انخفاضًا في أداء الكفاءات الإدارية أو وجود شبهة فساد كالاختلاسات. ومن المعايير المستخدمة في تقييم أداء إدارة الشركة النظر في مدة خدمة رئيس الشركة التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة، وتقييم أداء الشركة طوال تلك المدة.

مستقبل تكتلات الشركات العائلية في الاقتصاد الخليجي

تشهد منطقة دول الخليج العربية تحولات كبرى في رؤيتها حول صالح الاقتصاد الوطني، حيث ستجد تكتلات الشركات العائلية نفسها أمام خيارات قاسية.

20 سبتمبر، 2021

فمثلًا تِم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، عُيِّن في أغسطس 2011 رئيسًا تنفيذيًّا خلفًا لستيف جوبز. ومنذ تعيينه إلى اليوم ضاعفت شركة أبل إيراداتها وأرباحها أكثر من 100%، كما ارتفعت القيمة السوقية لأبل من 348 مليار في 2011 إلى 2.4 تريليون في 2021 كأكبر شركة في العالم. وهذا بلا شك دليل على التفوق الاستثنائي لأداء الشركة تحت إدارة كوك.

التحليل الخاطئ لقيمة السهم

حتى تتخذ قرار الشراء، لا يكفيك تحليل الشركة بناءً على قراءة القوائم المالية للشركة والمؤشرات المالية. بل يجب أن يكون قرار الاستثمار أوسع وأشمل بحيث يتضمن أمورًا خارج القوائم المالية كـ«الحصة السوقية» و«الميزة التنافسية».

فالميزة التنافسية تساعد الشركات على امتلاك حصة سوقية مسيطرة في قطاعها وتصعِّب دخول منافسين في نفس المجال. لذلك من الأسئلة التي يجب أن تطرحها أثناء تحليلك للشركة: ما هي الميزة التنافسية التي تملكها الشركة؟ و هل تتناقص أم تتزايد؟

كذلك قد يخطئ المستثمر في تحليل الشركة بسبب الاستجابة لأحد التحيزات المعرفية وقت اتخاذ القرار ليكتشف فيما بعد أنه كان قرارًا خاطئًا. ومن تلك التحيزات المعرفية المؤثرة لدى الاستثمار في الأسهم «الارتساء» (Anchoring Bias): ارتباط انطباع الشخص عند تقييم السهم بمعلومات تاريخية. 

مثلًا عندما يُقسَّم السهم ينخفض سعره بشكل كبير، فيظن أغلب الأشخاص أن السهم أصبح رخيصًا فيندفعوا للشراء. لكن إذا ما نظرنا للقيمة السوقية، ففي الحقيقة لم تنخفض القيمة الفعلية للسهم إطلاقًا. 

فالقيمة الناتجة عن ضرب عدد الأسهم بعد التقسيم بسعر السهم الجديد، تساوي القيمة الناتجة عن ضرب عدد الأسهم قبل التقسيم بسعر السهم قبل التقسيم. كل ما حدث تقسيم السهم عدديًّا لأسهم أكثر فقط دون تغيير في القيمة الكليَّة.

إعادة موازنة المحفظة

من الطبيعي تفاوت أداء الأسهم التي تملكها في محفظتك. فبعض الأسهم ترتفع وبعضها تنخفض وبعضها ثابتة. ويؤدي هذا التفاوت في أداء الأسهم إلى اختلاف أوزانها وتركيزها. Click To Tweet

فإذا قسَّمتَ مبلغًا واستثمرته بأوزان متساوية في عدة شركات، مع مرور الوقت ستختلف هذه الأوزان. وقد يحدث أن يمثل سهم واحد 50% من وزن المحفظة إذا واصل الصعود.

ولتقليل المخاطر، ينصح دائمًا بإعادة موازنة المحفظة بتحديد حد أعلى لوزن كل مركز، مثلًا 20% من وزن المحفظة. وأسهل طريقة لإعادة موازنة المحفظة حين يتعدى أي من مراكزك النسبة المحددة بيع جزء من المراكز المرتفعة. ثم تشتري بالأرباح التي جنيتها سهمًا آخر لتحقيق التوازن المطلوب.

 تضخُّم قيمة السهم

في بعض الأحيان يواصل سهم الشركة تسجيل ارتفاعات قياسية. فيصل لمرحلة لا يعكس فيها سعر السهم الأساسيات المالية للشركة وتوقعات أرباحها المستقبلية. وقتها يجب عليك إعادة تقييم الشركة من خلال مقارنة تقييمها الحالي بتوقعات الأرباح من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة.

فإن شعرت أنَّ السهم لن يتصاعد بسبب تباطؤ النمو في الأرباح الذي لا ينعكس على ارتفاع سعره، حينها يكون البيع الخيار الصائب.

هل تفيد استراتيجيتك كمستثمر؟

تفيد هذه النقاط الإرشادية بعض المستثمرين في تحديد الأوقات المناسبة للتخلص من بعض الأسهم. سواء كان ذلك لخفض المخاطر بإعادة موازنة المحفظة، أو لاقتناص الفرص والشراء في شركات أخرى.

وقد لا تتناسب بعض النقاط مع استراتيجية مستثمرين آخرين. إذ لا يفضل بعض المستثمرين إعادة موازنة المحفظة، ويفضلون التركيز العالي في بعض الأسهم لجني عوائد أفضل من حركة السهم. 

إن سألتني شخصيًا عن الوقت الأمثل للبيع، فذلك لدى توفر فرصة استثمارية أفضل بعائد محتمل أفضل مما لو احتفظت بسهم محدد. حينها سأبيع بعض الأسهم وأتخلص من بعض المراكز.

الأسهمالاستثمارالاقتصادالمالالرأسمالية
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية