إنهم يسمعوننا

بدأت السماعات الذكية في دخول حياة الكثير من الناس في الولايات المتحدة. هذه الأجهزة التي تقوم بالإستماع إلى أوامرك الصوتية سهلت الكثير من الأمور على الناس من السؤال عن الطقس وحتى شراء الحاجيات. حاليا يتصدر جهاز Echo من Amazon هذه الجبهة مع دخول Home من Google مؤخراً، وما هي إلا مسألة وقت قبل أن تقوم كل من مايكروسوفت وأبل بنفس الخطوة، فهم يمتلكون الذكاء الاصطناعي، وكل ما يحتاجونه هو بناء أجهزتهم وبيعها باسم Cortana وSiri. لكني لست هنا للحديث عن حرب السماعات الذكية، فهي حرب قادمة لامحالة ولكنني هنا لأعبر عن مخاوفي (مرة أخرى...وأخرى...وأخرى).

بدأت السماعات الذكية في دخول حياة الكثير من الناس في الولايات المتحدة. هذه الأجهزة التي تقوم بالإستماع إلى أوامرك الصوتية سهلت الكثير من الأمور على الناس من السؤال عن الطقس وحتى شراء الحاجيات. حاليا يتصدر جهاز Echo من Amazon هذه الجبهة مع دخول Home من Google مؤخراً، وما هي إلا مسألة وقت قبل أن تقوم كل من مايكروسوفت وأبل بنفس الخطوة، فهم يمتلكون الذكاء الاصطناعي، وكل ما يحتاجونه هو بناء أجهزتهم وبيعها باسم Cortana وSiri. لكني لست هنا للحديث عن حرب السماعات الذكية، فهي حرب قادمة لامحالة ولكنني هنا لأعبر عن مخاوفي (مرة أخرىوأخرى…وأخرى).

حين نقوم باستخدام هذه الأجهزة، فنحن نفتح ثغرة في خصوصيتنا قد تكون أكبر من الهاتف الذكي والأجهزة المختلفة، فالسماعات الذكية تأتي مع ميكروفونات تعمل وتستمع لك بشكل مستمر. ستخبرك شركات التقنية أنها لا تقوم بالاستماع لمحادثاتك مع الآخرين إلا حين تقول الكلمة السحرية التي توقظ الجهاز من سباته. في حالة Amazon، كل ما عليك قوله هو “أليكسا” ليبدأ الجهاز في الاستجابة لأوامرك من سؤال عن الطقس وحتى شراء الحاجيات من Amazon مباشرة، وفي حالة لم تقم بإعداد الجهاز بشكل صحيح  قد ينتهي بك الحالمثل الأمالتي قامت إبنتها بشراء منزل مصغر من Amazon دون علمها (تعمل Amazon وغيرها من الشركات على تحسين الذكاء بحيث يستجيب لأصوات أناس محددين).

هذه التقنيات تفتح أمامهم أبواب التجسس

يجب أن تعرف أن أي تقنية حين تصبح مشهورة ومنتشرة في أيدي الناس فهي تصبح هدفًا كبيرًا للمخترقين، فهذه التقنيات تفتح أمامهم أبواب التجسس على الناس، وأنظمة التشغيل المنتشرة مثل ويندوز وأندرويد وحتى iOS معرضة للإختراق، حيث يعمل الكثير من الناس على دراسة نقاط ضعفها لأنها تستخدم من قبل مئات الملايين من الناس بشكل يومي، وهذا يعني أنها منجم مليئ بالمعلومات المهمة والبيانات الثمينة مثل كلمات السر وبيانات بطاقات الائتمان وصور خاصة قد يستخدمها المخترق من أجل إلحاق الضرر بك أو ابتزازك في أسوأ الأحوال.

نعود الآن إلى السماعات الذكية التي قد نراها في بيوتنا خلال بضع سنوات. هذه الأجهزة توضع في مكان كبير مثل غرفة المعيشة والمطبخ وتكون جاهزة لاستقبال أوامرك بمجرد سماع الكلمة السحرية، ولكن، هل نضمن أن الجهاز هو من يستمع لوحده؟ هل تعتقد أن المخترقين لم يفكروا في اختراق هذه الأجهزة؟ تخيل أن جميع ما تقوله يتم سماعه أو تسجيله من قبل طرف ثالث قام بإختراق سماعاتك الذكية ، ياترى، كم من معلوماتك الشخصية سيحصل عليها هذا المتجسس خلال أسبوع مثلاً؟ (للعلم يوجد زر كتم في جهاز Amazon).

عيب هذه الأجهزة هو أنّنا حين ننتهي من تركيبها ننسى وجودها وتصبح جزءًا من الأثاث مثل الكرسي والطاولة، ولكن هذين الأخيرين لا يمتلكان القدرة على سماع ما تقوله ونقله للإنترنت، ولن يشكلا مصدر تهديد لخصوصيتك التي أصبحت مهدورة أصلاً ما بين الشبكات الاجتماعية، وبرامج المحادثة. فأنت تستطيع وضع هاتفك في مكان بعيد وإطفاء الاتصال بالإنترنت (Wifi) عنه ولكن السماعات الذكية بسبب حجمها الكبير نسبيًا فإن عملية نقلها متعبة وفصل الإنترنت عنها هو الآخر متعب ولن تقوم به في كل مرة تريد فيها الحصول على بعض الخصوصية ومع مرور الوقت ستترك الميكروفون يعمل ويصبح المثل الشعبي الشهير “الجدران ليها ودان” واقعًا، مع أنه في زمننا الآن أصبح كل شيء له “ودان”.

التقنيةالخصوصيةالمستقبل
مقالات حرة
مقالات حرة
منثمانيةثمانية