الشنق، بوصفه روتينًا صباحيًّا!
كتب أورويل مقالة عن «الشنق» فأثيرت حولها الأسئلة، لكن بعد مرور سنوات عديدة، كيف غير الشنق نظرة أورويل ومبادئه؟
“لم يكن هذا الرجل يحتضر، كان على قيد الحياة مثلما كنّا نحن أحياء. كانت جميع أعضاء جسده تعمل -الأحشاء تهضم الطعام، والجلد يجدد نفسه، والأظافر تنمو، وتتشكّل الأنسجة- كل ذلك يكدح في حماقة مهيبة”.
رفض جورج أورويل مناقشة مقالة “شنق“، وقال عندما سُئل عنها أنّها مجرد قصة، وأنكر مشاهدته لعمليات الشَّنق التي وصف إحداها في المقال الذي نُشر عام 1931م.
استمرَّ الاستعمار البريطاني في بورما من عام 1834م إلى 1948م. خدم جورج أورويل في شرطة الإمبراطورية البريطانية من عام 1922م إلى 1927م. ذكر أحد أصدقائه أنه بالتأكيد شهد عملية شنق على الأقل مرة واحدة، حيث كان ذلك جزءًا من التدريب الأوّلي للشرطة.
كما أرجو
بعد مضي 15 سنة من نشر المقالة، تطرّق جورج أورويل للحديث عن مسألة الشَّنق من جديد في سلسلة مقالاته “كما أرجو” وذلك في 15 نوفمبر عام 1946م، حيث كتب:
ليست الأعراض جيدة حين يظل الشَّنق هو الشكل المقبول لعقوبة الإعدام في هذا البلد. الشَّنق هو طريقة بربرية وغير فعّالة لقتل أي شخص. ومع ذلك، حتى وقت قريب، شعرنا بعدم الارتياح إزاء هذا الموضوع، وقمنا بعمليات الشَّنق في الخفاء. في الواقع، كان يُعد التنفيذ المعلن للشنق قبل الحرب جزءًا من الماضي في كل بلد متحضّر تقريبًا. ولكن يبدو أنه الآن يعود من جديد، على الأقل بالنسبة للجرائم السياسية، وعلى الرغم من أننا أنفسنا لم نعيد تعريفه بعد حتى الآن، إلّا أننا نشارك فيه من جهة ثانية بمشاهدة الأفلام الإخبارية
شارك بالتأكيد جورج أورويل في عملية الشَّنق من جهة ثانية عندما شاهد الشَّنق الذي يصفه في المقال أدناه. لم يذكر اسم المحكوم عليه بالإعدام، ولم يذكر أيضًا الجريمة التي ارتكبها، ولعلَّ كتابته هذه نبعت من الذنب ورفضه ونفوره من الإمبراطورية البريطانية التي كان هو جزءًا منها.
ولا ننسى أن جورج أورويل استقال من قناة BBC، حيث جاء في خطاب الاستقالة:
“في ظل الوضع السياسي الراهن، أعتقد أن بث البروبوقاندا البريطانية للهند مهمَّة تكاد أن تكون ميؤوسًا منها. أفضّل ألّا أقضي وقتي عليها عندما يمكنني أن أشغل نفسي بالصحافة التي تنتج بعض تأثيرات قابلة للقياس”.
أورويل والحيوانات
كالكثير من كتاباته، لم تخلُ هذه المقالة من الحيوانات، فكما أدخل الفيل في إطلاق النار على الفيل، والحوت في داخل الحوت، والحيوانات المتنوعة في مزرعة الحيوان، كان الكلب في هذه المقالة رمزًا لشيء ما في جعبة جورج أورويل ولكل قارئ إدراك مختلف لهذا الإسقاط، إلّا أن الكثير يجعله ترميزًا للبراءة والإنسانية، في مكانٍ تُعد فيه عملية الشَّنق مجرد “مهمَّة” في الجدول الصباحي، ويشعر الموظفون “بالارتياح” بعد الانتهاء منها.
كما أن الكلب في السرد كان حرّا طليقًا، في حين كان السجناء البشر محبوسين في زنزانات شبَّهها جورج أورويل بأقفاص الحيوانات، كما شبّه السجين في قبضة الحرّاس بسمكة “ما زالت حية وقد تعود إلى الماء”.
توفي جورج أورويل في مثل هذا اليوم 21 يناير عام 1950م، كان يبلغ من العمر 46 سنة، كتب في “شنق” قائلًا:
“كان في بورما، في صباح مبلل من الأمطار. ضوء شاحب، مثل صفيحة الألمنيوم الصفراء يميل على الجدران العالية في ساحة السجن. كنّا ننتظر خارج زنزانات المدانين، صف من الأقفاص المسقوفة تقابلها قضبان مزدوجة، مثل أقفاص حيوانات صغيرة. كل زنزانة تقاس بنحو عشرة أقدام في عشرة، وكانت خالية تمامًا باستثناء لوح سريرٍ ووعاء من مياه الشرب.
في بعض الزنزانات رجال ذوو بشرة بنية، صامتون، وجاثمون على القضبان الداخلية وهم ملفوفون ببطانياتهم. كان هؤلاء الرجال المحكوم عليهم بالإعدام، ومن المقرر شنقهم في غضون الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين.أُخرج أحد السجناء من زنزانته. كان هندوسيًا ضئيلًا منحنيًا، وذا رأس حليق وعيون سائلة غامضة. كان لديه شارب سميك نامٍ بشكل كبير للغاية بالنسبة لجسده، ليس مثل شارب رجل كوميدي في الأفلام.
كان ستة حرّاس هنود طوال يحرسونه ويحضّرونه للمشنقة. وقف اثنان منهم بالبنادق والحراب، بينما قام الآخرون بتقييده، ومرروا سلسلةً من خلال أصفاده وثبتاها في أحزمتهم، وثبّتا ذراعيه بإحكام على جانبيه. كانوا متزاحمين للغاية حوله، مع أيديهم دائمًا عليه في قبضة حذرة، كأنهم يتحسسونه ليتأكدوا من وجوده.
كان الأمر مثل رجالٍ يتعاملون مع سمكة ما زالت حية وقد تعود إلى الماء. لكنّه وقف بلا مقاومة، مُخضعًا ذراعيه بضعفٍ للحبال، كما لو أنّه بالكاد يلاحظ ما يحدث.
“من أجل الإله أسرع يا فرنسيس”
ضربت الساعة الثامنة ورنَّ البوق برقَّة في الهواء الرطب، مترددًا في هتافٍ بعيد. كان المشرف على السجن، الذي كان يقف بعيدًا عن بقيتنا، يلكز بمزاجٍ القبر بعصاه، ثم رفع رأسه على الصوت. كان طبيبًا بالجيش ذو شارب مثل فرشاة أسنانٍ رمادية وصوت أجش.
“من أجل الإله، أسرع يا فرنسيس”، قالها بغضب.
“كان يجب أن يكون الرجل ميتًا هذا الوقت. ألستَ مستعدًا بعد؟”
لوّح فرانسيس، رئيس السجن وهو درافيدي سمين يرتدي بدلة حفر بيضاء ونظَّارات ذهبية، بيده السوداء. أجاب:
“نعم يا سيدي ، نعم يا سيدي، كل شيء معد على نحوٍ مُرض. الجلاد ينتظر. بإمكاننا المضي”.
“حسنًا، امش بسرعة إذن. لا يستطيع السجناء الحصول على وجبة الإفطار حتى تنتهي هذه المهمة”.
كلب في مراسم الشنق
انطلقنا إلى المشنقة. سار اثنان من الحراس على جانبيّ السجين مع بنادقهم المائلة، وسارَ اثنان آخران باتجاهه ممسكين ذراعه وكتفه، وكأنهم يدفعونه ويدعمونه في نفس الوقت. أما نحن البقية، مأمورون وما شابه، تَبعنا وراءهم. فجأة، بعد مشي عشرة ياردات، توقف الموكب بدون أي أمر أو تحذير.
حدث شيء مروّع كلبٌ لا نعلم بحق الإله من أين أتى، ظهر في الفناء. كان يقفز بيننا بنباح عاليٍ ووابل، قفز بيننا وهو يهزُّ جسمه كله بمرح، بروحٍ من الفرح لعثوره على الكثير من البشر معًا. كان كلبًا فوضويًا كبيرًا، نصف أرديل، نصف بارياه. لبرهة، تبختر حولنا، وبعد ذلك، قبل أن يتمكن أي شخص من إيقافه، انطلق للسجين يقفز محاولًا لعقَ وجهه. وقف الجميع مذعورًا، بدهشة منعتهم من القبض على الكلب.
“من ترك هذا الحيوان اللعين هنا؟”، قال مشرف السجن غاضبًا. “أمسكوه، أحدٌ ما!”.
انفصل أحد الحرّاس عن مرافقيه، مطاردًا الكلب باضطراب، لكنّه كان يرقص خارج متناول يده، معتبرًا كل شيء جزء من اللعبة. التقط سجين أوربي-آسيوي كومةً من الحصى وحاول رجم الكلب، لكنه هرب من الحجارة وعاد إلينا من جديد. تردد صدى نباحه في السجن. تفرّج السجين في قبضة الحارسين بلا مبالاة، كما لو أن ما يحدث كان جزءًا من مراسم الشنق. استغرق الوقت عدة دقائق قبل أن يتمكن شخص ما من اصطياد الكلب. ثم وضعنا منديلي القماشي من خلال طوقه وأكملنا المشي، والكلب لا يزال يجهد نفسه ويئن.
بركة ماء وعقل ناقص
على بعد أربعين ياردة من حبل المشنقة، شاهدت الظهر البني العاري للسجين الذي كان يسير أمامي. كان يسير بخفة مع أذرعه المربوطة، ولكن بثبات تام، مع تلك المشية المتمايلة الهندية التي لا تستقيم فيها الركبتان. في كل خطوة تنزلق عضلاته إلى مكانها بدقة، ويرقص شعره الملتوي على فروة رأسه للأعلى والأسفل، وتطبع قدماه على الحصى الرطب. بالرغم من الرجال الذين يمسكون به من كل كتف، فقد تنحى مرةً جانبًا لتجنّب بركة ماء على الطريق.
ياللغرابة! ولكن حتى تلك اللحظة لم أكن أدرك ما يعنيه تدمير رجلٍ ذي صحة جيدة وواعي. عندما رأيت السجين يتنحّى جانبًا لتجنّب البركة، بدا لي الغموض، الخطأ الجسيم الذي لا يُذكر في العبث بأمد حياةٍ لا تزال في أوجها. لم يكن هذا الرجل يحتضر، كان على قيد الحياة مثلما كنّا نحن أحياء. كانت جميع أعضاء جسده تعمل -الأحشاء تهضم الطعام، والجلد يجدد نفسه، والأظافر تنمو، وتتشكّل الأنسجة- كل ذلك يكدح في حماقة مهيبة.
ظلّت أظافره تنمو عندما وقف فوق الماء، وعندما كان يمشى من خلال الهواء بعشر ثواني ليعيش نظرت عيناه إلى الحصى الأصفر والجدران الرمادية، وما زال دماغه يتذكّر، ويتنبأ، ويفكّر بمنطق، فكّر حتى بالبركة. لقد كنّا معه حزبًا من الرجال يمشون معًا، ويرون، ويسمعون، ويشعرون، ويفهمون العالم ذاته. وفي دقيقتين، ببرهة مفاجئة، سيذهب واحد منّا، عقل واحد سينقص منّا، عالم واحد أقل سينقص منّا.
“رام! رام! رام!”
انتصبت المشنقة في ساحة صغيرة منفصلة عن المنطقة الرئيسيّة للسجن، ونمت عليها الأعشاب الطويلة. كانت مَشيدةً من اللَّبِن على ثلاثة جوانب من السقيفة مع لوح في الأعلى، وفوق ذلك عامودين من الخشب يقاطعهم قضيب مع الحبل المعلّق. الجلّاد، وهو سجين ذو شعر رمادي يرتدي الزي الأبيض للسجن، كان ينتظر بجانب جهازه. حيّانا بانحناء ذليل عند دخولنا. بكلمة من فرانسيس تحرّك الحارسان، اللذان كانا يمسكان السجين أكثر من أي وقت مضى، بحركة نصفها قيادة له، ونصفها دفعًا به إلى المشنقة، حيث ساعداه على صعود الدرج. ثم صعد الجلاد ولفّ الحبل حول عنق السجين.
وقفنا ننتظر على بعد خمس ياردات. شكّل الحراس حلقة متماسكة حول المشنقة. ثم، عندما تم إصلاح عقدة حبل المشنقة، بدأ السجين يصرخ لإلهه. كانت صرخة عالية ومكرّرة من “رام! رام! رام! رام!”. لم تكن صرخة ملحّة وخائفة مثل صلاة أو صرخة طلب مساعدة، بل صرخةً ثابتة ذات إيقاع، شبيهة بقرع الجرس. أجاب الكلب على الصراخ بأنين. أخرج الجلّاد الذي كان لا يزال واقفًا على المشنقة كيسًا قطنيًا صغيرًا مثل كيس الطحين ووضعه على وجه السجين. لكن الصوت، المكتوم من القماش، ما زال مستمرًا، مرارًا وتكرارًا: “رام! رام! رام! رام! رام!”.
نزل الجلّاد ووقف جاهزًا وممسكًا بالرافعة. بدا أن الدقائق تمر. استمرَّ البكاء المتواصل والمكتوم من السجين، “رام! رام! رام!” لا يتوقف الصراخ لحظة. كان المشرف واضعًا رأسه على صدره، ويلكز بعصاه الأرض ببطء. ربما كان يحسب الصيحات، ليسمح للسجين برقمٍ ثابت، ربما خمسين أو مائة. تغيّر لون الجميع. تحوّل لون الهنود إلى اللون الرمادي مثل القهوة الفاسدة، وكان واحد أو اثنين ممن يحملون الحراب يرتجفون. نظرنا إلى الرجل المربوط على المشنقة، واستمعنا إلى صرخاته، كل صرخة تطلب ثانيةً من الحياة. نفس الفكرة كانت تراود عقولنا: أوه، اقتلوه بسرعة، أنهوه، أوقفوا هذا الضجيج البغيض!
فجأة اتخذ المشرف قراره. أومأ برأسه وأشار بعصاه بحركة سريعة. “تشالو!” صرخ بشراسة.
هذا كل شيء لهذا الصباح، والحمد لله
كان هناك ضجيج متجمّد، ثم هدوء تام. اختفى السجين، والحبل كان يلف نفسه. أطلقتُ الكلب، وركض فورًا إلى مؤخرة المشنقة. لكن عندما وصل إلى هناك، توقف ثم نبح، ثم تراجع إلى زاوية من الفناء، حيث وقف بين الأعشاب ورمقنا بنظرات جبانة. ذهبنا حول المشنقة لفحص جسم السجين. كان يتدلى وأصابع قدميه تشير بشكل مستقيم للأسفل، تدور ببطء شديد، ميتة كالحجر.
اقترب المشرف منه ولكز الجسد العاري بعصاه. تأرجح قليلًا. قال: “إنه على ما يرام”. تراجع من تحت المشنقة، وزفر نفسًا عميقًا. اختفى المظهر المزاجي من وجهه فجأة. نظر إلى ساعته، ثمانية دقائق بعد الثامنة. “حسنًا، هذا كل شيء لهذا الصباح، والحمد لله”.
حرّك الحرّاس الحراب وساروا بعيدًا. أفاق الكلب ووعى بسوء تصرفه ولَحِق بهم. خرجنا من ساحة المشنقة مرورًا بزنزانات السجناء المنتظرين، إلى الفناء المركزي الكبير للسجن. المدانين، تحت قيادة حرّاس مسلّحين بعصيانهم، كانوا يتلقّون وجبة الإفطار. كانوا يجلسون في صفوف طويلة، كل رجل يحمل وعاءً من المعدن، في حين سار اثنان من الحرّاس مع الدلاء يغرفون لهم الأرز. بدا مشهدًا جميلًا جليّ بعد الشنق. لقد شعرنا الآن بقدر كبير من الارتياح لأن المهمّة قد تمت. شعر أحدهم برغبة في الغناء، لاقتحام المدى بقهقهة. بدأ الجميع بثرثرة مرحة في وقت واحد.
النهاية
سار الصبي الأوربي-الآسيوي بجانبي نحو الطريق الذي جئنا إليه، وقال بابتسامة عارمة:
“هل تعرف يا سيدي، عندما سمع صديقنا -كان يقصد الميّت- أن استئنافه قد رُفض، بالَ على أرض زنزانته من الخوف. من فضلك، تأخذ واحدة من سجائري يا سيدي؟ هل أعجبتك علبتي الفضية الجديدة يا سيدي؟ إنها من بوكسوالاه، بروبيان وثمانية سنت. طراز أوروبي أنيق”.
ضحك العديد من الناس، على ماذا؟ لا أحد يبدو متأكدًا.
كان فرنسيس يمشي مع المشرف ويتحدّث بثرثرة:
“حسنًا يا سيدي ، لقد مرَّ كل شيء على قدر عالٍ من الرضا. لقد انتهى كل شيء، نقر بإصبعه! مثل هذا. لا يكون الأمر دائمًا هكذا، أوه، لا! لقد مررت بحالات اضطّر فيها الطبيب للذهاب تحت المشنقة وسحب أرجل السجين ليضمن وفاته. الأكثر ازعاجًا!”
“يتملّص، آه؟ هذا أمر سيء” قال المشرف.
“آخ، يا سيدي، إن الأمر يكون أسوأ عندما يصبحون عنيدين! أذكر أحد الرجال تعلّق بقضبان قفصه عندما ذهبنا لأخذه. ستفاجأ يا سيدي أن الأمر استغرق ستّة حرّاس لإزاحته، وثلاثة يجرّون ساقيه. تحاورنا معه، “رفيقي العزيز”، قلنا، “فكّر في كل الألم والمشقّة التي تسببها لنا!” لكن لا، لم يكن يسمعنا! آخ، لقد كان مزعجًا للغاية!”.
لقد وجدتُ نفسي أضحك بصوت عالٍ. كان الجميع يضحك. حتى المشرف ابتسم بطريقة متسامحة.
“من الأفضل أن تخرجوا وتشربوا” قال بلطف.
“لدي زجاجة ويسكي في السيارة. ستفي بالغرض”.
مررنا بالبوابات المزدوجة الكبيرة للسجن إلى الشارع. هتف مأمور بورمي فجأة “يسحبون ساقيه!”، وانفجر بقهقهة بصوت عال. بدأنا جميعًا نضحك مرة أخرى. في تلك اللحظة، بدت حكاية فرانسيس مضحكة بشكل مذهل. شربنا جميعًا معًا، المحليين والأوربيين على حد سواء، وبشكل ودّي للغاية. كان الرجل الميّت يبعد عنا مئة يارد.”