من أكبر أسباب شغفي بالتصوير حبي للقطات الطبيعة؛ لأنني أرى فيها أحد أجمل تجليات جمال الله في خَلقه. فهي تظهر لنا نقية دائمًا، خصوصًا إذا لم تدنّسها الأهواءُ البشرية. ومن حيثُ لا أشعر أجِدُني أتفكّر في الحياة والخلق والكوْنِ كُلِّه. ومهما تفكّرت وتأمّلت لا يتقادم شعوري بالدهشة والتواضع أمام ما أبدعه الله في خلقه.
أصبحتُ مفتونًا وأردت أن أحتفظ بهذه المناظر التي ملأت عيني وقلبي وسائر جوارحي بالجمال الإلهي. وفي محاولتي المتواضعة بدأتُ أصوّر هذه المناظر بكاميرتي، على أمل أن أحتفظ بهذه التجربة على شكل صورة. زرتُ مختلف الأماكن، بل أعدت زيارة الأماكن نفسها مرات كثيرة؛ لأنني ابتغيت معرفة كل ما هو مميز في المكان الواحد.
فتكون زيارتي الأولى للمكان استكشافية وانغماسية أكثر منها عملية. وقلّما أصوّر في زياراتي الأولى للأماكن؛ لأنني أُريد أن أتعرف إليها بنفسي لا أن أعرفها بعدسة الكاميرا. وبعد استكشافها ومعرفة ما هو مميز فيها ودراسة الضوء والظل ومختلف العناصر فيه، أرجع أزور المكان نفسه مرة أو مرتين في أوقاتٍ مختلفة من اليوم لالتقاط الصور.
بعد التقاط بضع مئاتٍ من الصور للطبيعة بان لي تقصيري وقصور أدواتي في التقاط ما عشتُه من تجربة في ذلك المكان؛ لأنني وجدت أن الصورة عبارة عن مشهد مطبوع لا يحتوي على أصوات ولا روائح ولا ملامس ولا أي شيء آخر من سياق ذلك المشهد. ولكن مع ذلك أرى الكثير من الصور على الإنترنت وأشعر معها وأستجيب استجابة كبيرة تُقارب ما أعيشه بنفسي عندما أكون بين حنايا ذلك المشهد، كهذه الصورة مثلًا، أو هذه. فما السرُّ إذن؟
أعدتُ النظر ووجدت أن السبب يكمن في «شطارة» المصوّر. صحيح أننا لا نستطيع أن ننقل التجربة كاملة من خلال صورة، ولكن يمكننا نقل كثير من المشاعر عبرها من طريق استخدام أساليب فنية معينة وفهم عميق لألوان هذه المشاهد وتكوينها من عناصر.
فمثلًا، توجد قاعدة في التصوير اسمها «خطوط التوجيه» (Guiding lines). وهي عبارة عن خطوط افتراضية في المشهد تقود العين في من النقطة «أ» إلى «ب» أو إلى ما لا نهاية له. قد تكون هذه الخطوط ناتجة من مسار جَدْول أو طريق سفر أو غيرهما. وعند التقاط صورٍ بهذه الطريقة فكأنما تأخذ العين في رحلة من بداية الصورة إلى نهايتها. ومِن ثَمّ يمكنك التحكّم فيما سيراه الناظر إلى الصورة.
ألتقط كثيرًا من الصور، وقد أُعدلها بطريقة لا تمت للواقع بأي صلة على «الفوتوشوب» أو تطبيق «لايت روم» (Lightroom)؛ لأنني كمصور أود أن أنقل النظرة الفنية التي تكوّنت في ذهني وأن أحتفظ بما شعرت به عندما رأيت هذا المنظر، فڤان قوخ في لوحته الشهيرة «ليلة مرصَّعة بالنجوم» (Starry Night) لم يرسم مشهدًا طبيعيًا كما رأته عينُه، وإنما رسم شعوره لدى رؤيته إياه.
ومع معرفتي بعجزي عن نقل التجربة كاملة بالتصوير فإن هذا العجز «لم ولن» يوقفني عن الاستمرار في التقاط الصور؛ لأن التصوير عدستي المفضلة في رؤية الطبيعة.
مقالات أخرى من نشرة أها!
وجبة بق ماك كمؤشر اقتصادي
المال الذي لا يُحفظ في أصل كعقار أو أسهم سيتآكل مع الزمن، وهذا ما يجعل التضخم الذي أحسستَ به مع ارتفاع سعر وجبتك المفضلة هو الواقع والمستقبل.
تركي القحطانيلا خصوصيّة في زمن المسحّب
أجد نفسي متسائلًا: متى بلغتُ هذا التساهل في إفشاء بياناتي؟ وما الذي جعلني لا أتردد بتاتًا في مشاركة بعضها؟
حسين الإسماعيللماذا تبدأ يومك بخبر سيء؟
الرسائل السلبية في وسائل التواصل تجلب انتباهًا أكبر ومشاهدات أكثر من الرسائل الإيجابية، فعقولنا تلتفت للمعاناة أكثر من الفرح.
تركي القحطانيهل صوت آلتك الذكية ذكوري أم أنثوي؟
إن الطبيعة البشرية عامّةً تفضل الصوت الأنثوي. لكن لو أسقطت هذه النتيجة على التعاملات اليومية، فسوف أجد أنَّها ليست صحيحة دائمًا.
أنس الرتوعيلا تلغِ النسيان يا إيلون
ماذا لو زُرِعت الرقائق في الدماغ لتضاعف من قدراته وتخزّن الأفكار والأحلام؟ بغض النظر عن إمكانية تحقق ذلك، يظل التفكير في ذلك خطيرًا ومخيفًا.
أشرف فقيهكيف فجَّرت نظارة أبل صندوق الابتكار
قارِن بين أبل وبين شركة سامسونج. أبل ألغت الشاشات والأجهزة كلها بمنتجها الجديد، وسامسونج لا تزال تحاول أن تصنع هاتفًا بشاشة قابلة للطيّ!
أنس الرتوعي